مَا كانَ علي أن أحتَمي بِوَهْم يدعى الكآبة و في فقعات الفلسفة يركض بيتي
و يسقط جدار الكتب
و شأن المعرفة..!
ما كان عليَّ أن أقامر بهذا العمر الشبيه بمحبرة و أن أتلف كل هذه الغابات
لأعبث بقصيدة ترقص لظلها مثل شاهدة في مقبرة..! ما كان عليَّ أن أستعير نفس القميص
من مشجب الليل حتى لا أتيه في عراء فاتر يعوي
مثل زكام الفيلةْ..!
ما كان علي
أن أنساق لفتيل الغرقى
و خلف البحر أسلاك
تدمي قلب من فروا
من حيف اليابسةْ..!
ما كان عليَّ
أن أختفي بظل الآخرين
و أستبيح وجهي
في مكر حفلات مقنعة
فظلي شبيهي
لن يحتفي ثانية
بمكر الآخرين..!
مَا كانَ علَيَّ
أن أرثي دهاء الوَّقْتِ
فالعقارب سميكةٌ
لا تأبه لأعطاب الريح
و الساعة مقفرة
و الحيطان أروقةْ
(و الخلاصة :
ما كان عليَّ
أن أسترسل في فضح
حـــــروف
مستلهمة من دم الرماد..!)..
إدريس علوش
شاعر من المغرب