ميشيل بوتور أحد أعمدة الرواية الجديدة. مؤلِّف رواية التحول ( la modification 1957)، أهم روايات القرن العشرين الرواية الحاصلة على جائزة رونودو Renaudaut ترجمت إلى عشرين لغة. مؤلّف هذه الرواية لم يعد يكتب الرواية، بل أصبح يتعاطى كتابة الشعر، والكتابة عن الفنانين المحبوبين لديه. أصدر مؤخرا صحبة الكاتب ميكيل بارصيلو Miquel Barçelo كتابا جميلا «une nuit sur le mont chauve» (ليلة فوق جبل أصلع) عن منشورات الاختلاف الفرنسية. كتاب متنوع فيه لمسة الشاعر ورؤية الرسام. كتاب مرسوم بماء جافيل على ورق كانسون أسود ، وهي سلسلة من الرّسومات ألهمت ميشيل بوتور ، وعلى قاعدة القصيدة السمفونية لموسورجسكي اختار عنوان الكتاب ،ووضع في كلّ صفحة مقاطع رباعية شعرية في محاولة منه لتحريض مخيّلة القارئ / المشاهد؛ كي يرى أكبر قدر ممكن من الأشياء كما قال في أحد الحوارات . كتاب أذهل المتتبعين للشأن الفنّي في فرنسا ، لفرادته :هو أكثر من كتاب تمّ إنجازه على ورق كبير تصل مساحته إلى ثلاثة أمتار وخمسين سنتيمترا إنّه لوحة كبرى . يتأكّد ذلك في الشّكل الذي يقَدَّمُ فيه : صندوق يحوي كتابا وثماني لفائف ورقية كبيرة .
لقد حل م.بوتور كضيف شرف على مهرجان الشعر بلوديف 2013. يتحدث في هذا الحوار عن مؤلّفه الأخير ورحلاته وأفكاره وآرائه حول الفن والعالم.
n في أية ظروف تعرفتم فيها على الفنان الكاطالاني ميكيل بارصيلو؟
l حدث اللقاء بواسطة منشورات الاختلاف التي أرادت منّا إنجاز كتاب مشترك، ذهبت إليه وطرحت صورتي الشخصية. في السنة الماضية قامت القناة الخامسة بإنجاز فيلم عنّي شخصيا، من أجل مجموعة الكاتب بارصيلو «بصمات». عدت إليه مع المخرجة، حيث أظهر لي كتابا أسود وليس ألبوما، كتابا تملؤه الرسوم الكثيرة؛ كان ذلك شيئا جميلا جدا، ثم فكرت أن ثمة أشياء كثيرة يستوجب إنجازها في إطار كتاب مشترك. يستعيد العمل الذي نشر مؤخرا بشكل كامل هذا الدفتر، حيث يرسم الكاتب بفرشاته مع ماء جافيل ذائب يبهت به لون الورق. إجمالا، يناقض هذا الرسم المكون من الحبر المخفّف بالماء. الكتاب أسود والطيمات تدور حول أفكار الهيكل العظمي والمملكة الحيوانية؛ حيث الحافز التكراري للرّقص المأتمي ودَوْرة السَّحَرة. توجد حتما إحالة على ليلة والبرجيس(1) فوست Walpurgis Nacht لجوته. وبعد المشهد المسرحي الكبير للية والبرجيس لفاوست الأول. كان هناك فاصل معنون ب«حلم ليلة والبرجيس» مكون من أربعة مقاطع، وأربعة أبيات شعرية كل واحد منها يتمُّ إسناده إلى شخصية معينة ، يعتبر بالنسبة لي ذلك إلهاما. كتبت في كل صفحة مقطعا. كما يعتبر والبرجيس الاسم الشخصي لصورة مجازية جرمانية لم تكن لا ساحرة ولا مقدّسة نحتفل بذكراها ليلة انقلاب الشمس في الصيف لقد فضلت أن أمنحه كعنوان للعمل «ليلة فوق جبل أصلع» بالإحالة إلى موسيقى موسورجسكي Moussorgski.
n ما الذي أثر فيكم إجمالا في رسومات بارصيلو ودفعكم إلى ترجمة ذلك إلى كلمات؟
l إنه يملك موهبة غير عادية. يعرف كيف يظهر حيوانا في ثلاث ضربات للفرشاة، يخلق صورا مضاعفة ومتناظرة. مثلما هو الشأن في الاختيار السيكولوجي لرورشاخ(2) Rorschach بثنيه الصّفحة على الأخرى في بعض منها فقد أضاف قليلا من الرسم بالألوان الكثيفة، هناك عظام سمكية ووحوش، أعواد ثقاب، مصابيح، وشعب بأكمله متنوع يشرع في التحرّك داخل الصفحات. حاولت أن أُنْطِق كلّ هذه الأشياء، وأن أقود بشكل ما مُخيّلة من يتصفّح الكتاب، أن أمنح له سُبُلاً للولوج إليه، أريد فقط أن أساعد المشاهد, أشتغل كثيرا اعتمادا على كتب مرسومة من طرف فنانين، أدمج فيها نصًّا معيّنًا. إنني أشتغل إذن، بطريقة غير مألوفة عن طريق قلب الأدوار. في النصوص القديمة، أنشغل بالنّصوص المقدّسة. أنطلق من الكتابة نحو الصّورة ، إنّها الإضاءة. أنصِت إلى الصّور.
n العودة إلى السَّحَرة وتجمّعاتهم اللّيلية(3) sabbat عمل له خَلَفُه الأدبي، فإذا ما فكرنا في جوته، ميشليه، هوجو. هل هو تحدّ بالنّسبة لكم لمباشرته من جديد؟
l نعم، بالتأكيد سيكون ذلك في استمرارية هذا التقليد، لقد تم إظهار السّحرة بكل الألوان ومع ذلك فقد كانوا نساء شجعانا حاولوا مساعدة كلّ قادم. لقد اسْتُعْملوا كأكباش فداء. الطيمة غنية، وراهنية بشكل دائم، السنا نحن في مجتمعاتنا أكثر من أي وقت مضى محاطين بفكرة البحث عن الساحرات؟
n لنتكلم عن محترفك. في أي ظرف تكتبون كم ساعة يومية تشتغلون فيها؟
l يتعلّق هذا بحسب الأيام. أسافر كثرا. لديّ حياة مضطربة. عندما أكون هادئا في منزلي، أجلس في مكتبي الكبير والقريب من النافذة حيث يطل على الأشجار. أجلس بسرعة بعد الغذاء كي لا أغامر بالسقوط في شرك القيلولة السيئة، ومن ثم، أشرع في العمل حوالي الثانية بعد الزوال إلى حدود الساعة السابعة مساء. أقرأ، أرسم أشكالا غير محسوسة، أنسخ كتب فنانين أدمج النّصوص في الحاسوب، أصحّح.. إلخ أشتغل كثيرا على إنتاجاتي فأبدأ في كتابة العمل عشرات المرّات، حيث تفي بذلك المعنى عبارة أخربش ، ثمة مجموعة من التشطيبات، والكلمات المحوّلة والإضافات. أبدأ عموما بالكتابة في دفاتر صغيرة خاصة عندما يتعلّق الأمر بالقصائد، حاليا لا أقوم إلاّ بهذا العمل ، في جيبي اليوم دفتر العدد الثاني لسنة 2013.
يتعلّق الأمر بالدّفقات الأولى بمجرّد ما يتم تسويدها أقوم بنسخ النص في الحاسوب ثم أصحّحه عندما يبدو لي أن النصّ أصبح تقريبا نصّا جاهزا. أبدأ في كتابته في كتب الفنّانين أصدقائي. كما أنني أقوم بتغيير بعض الأشياء يمكن أن تكون هناك عشرات المقاطع المتراكبة وأحيانا أتصرّف كي أُحْدث بعض التّغْييرات . في مكتبي هناك ثلاث طاولات كبرى: واحدة مخصصة للبريد والأخرى لكتب الفنانين والثالثة للحاسوب . أطبع بانتظام لأن النتيجة تختلف من الورق إلى الشاشة .كنت قديما أنقر بشكل جيد على الآلة الكاتبة.
n هل تنجِبُ كلّ أسفاركم نصوصا معيّنة؟ هل تكتبون أنتم أيضا وأنتم في حالة كمون (مرتبطين بمكان معين)؟
l أحبّ أن أسافر. لقد سافرت كثيرا. وأحب أن أسافر كذلك حتى ولو كنت في حاجة اليوم إلى مصاحبة ما. لقد غدَّت الأسفار بشكل لا يستهان به كتابتي، زرت مجموعة من الأمكنة سابقا لا زلت لم أكتب عنها بعد.
n تهتمّون بعوالم كثيرة في كل المجالات (الرسم، الجغرافيا، الموسيقى…) يفترض هذا نوعا من المعرفة الموسوعية؟
l أنا بعيد عن قراءة كل ذلك حتى وإن كنت قد قرأت كثيرا وأعدت قراءتها.
n ظهرت أعمالكم في منشورات الاختلاف الوحيدة في اثنتي عشر مجلدا ألا يعتبر ذلك تعطيلا؟
l وهذا ليس كل شيء ليست المجموعة كاملة الكاتب ما يزال حيا. لي العديد من النصوص لم يتم جمعها بعد.
n هل لديك وقتا لتعيش حياة عادية؟
l أكيد، لِيَ حياة عادية تماما أنام، آكل، أتجول مع كلابي، ألتقي بأصدقائي أنا في سن التقاعد ولكنني أشتغل، كما أنني أواكب الأخبار ولي مواقف من بعض الموضوعات.
n ما هو موقفكم من هذا العالم. كيف حاله؟
l إنه بحالة سيئة جدا أصبح التمويل المالي أحمق. تكلمنا بطريقة مقلقة عن بعض الأشياء القبيحة التي قد لا تحدث أبدا، واننا سنصل إلى تصحيح كل ذلك… في الواقع، لم يتم إنجاز أي شيء. لم يزدد المرض إلا سوءا في يوم ما سيحدث الانفجار. إنّ الأزمة الاقتصادية التي سنجتازها ليست شيئا ذا قيمة بالمقارنة مع ما يمكن أن يحدث بعد عشر سنوات. من الممكن أن ينهار الاستثمار المالي الدولي بشكل عنيف مثل أزمة 1929. سيكون من المرعب أكثر في هذه الحقبة أن يتم ذلك ألم تكن النازية هي الجواب شبه المباشر على هذه الكارثة وقد انتشرت مثل شعلة نار، لقد انتشر هذا الطاعون الأسود بطريقة مدهشة جدا في شكل التمظهرات الحماسية للجماهير العظيمة من الأجدر مشاهدة ودراسة ذلك ولكن سأظل متفائلا بشكل نسبي بالنسبة للقرن 22. ستطوى صفحة البترول بالنسبة لي وستصبح الأزمات البنكية في شكل يستوجب معه إصلاح كل النظام المالي بأكمله.
n والشعر؟ لقد توقفتم عن كتابة الرواية منذ مدّة ليست بالقصيرة…
l لم أعد أكتب الرواية منذ ما يزيد عن خمسين عاما. ماذا حدث؟ ذهبت إلى الولايات المتحدة الأمريكية بصفتي أستاذا مدعوّا ,عشت ذلك قرابة عام. أذهلتني الولايات المتحدة الأمريكية تعلّمت أشياء كثيرة ووُلِدت هناك ابنتي الثانية، الشيء الذي ألزمني الاقتراب من بعض المظاهر المتعلقة بواقعهم. لقد أحسست بالحاجة إلى البحث عن شكل للتحدّث به عن هذا البلد . كتبت كتابا بعنوان Mobile أحدث ضجّة مدوّية خلال ظهوره. إنه يمتلك هيئة تيبوغرافية خاصة لم يفهم النقّاد شيئا ونعتوني بكل النعوت. ومع ذلك لم أكن الأول الذي أخرج الكتاب في شكل استثنائي. لم يكن الصحافيون في تلك الحقبة مثقّفين جدا. لم يسمعوا بدون شك الحديث عن مالارمي ولا أبولينير. كان عليّ أن أدافع عن نفسي، أن أبرّر ذلك ومن ثم انطلقت بعد ذلك نحو مغامرات أخرى غير الرواية، وحتى ولو كان حاضرا جانبا من الروائي في كل ما أكتبه بما في ذلك شعري في هذه الحقبة فقد اعتاد الناس على فكرة الرواية الجديدة، ولكن مع رواية Mobile كانوا تائهين تماما. لقد كان ذلك أكثر من كونها فكرة الرواية الجديدة، بل كان ذلك كتابا جديدا !.
n ومع ذلك لا تحبون أن نصنّفكم في خانات الرواية الجديدة..
l عقليتي متحرّرة أنا أكره أن أوضع في مثل نفس حقيبة الآخرين. كما أنني معجب كثيرا مع ذلك ببعض كتاب الرواية الجديدة كما يقال عنهم.
n تضعون الثقة بإرادتكم في دور نشر صغيرة…
l أنا ضد التمركز الرأسمالي.
n أنتم هذه السنة ضيف الشرف في مهرجان الشعر وأصوات المتوسط بلوديف.
l يقول البعض انني روائي شيخ وقد أصبح شاعرا شابا عندما كنت طالبا كتبت كثيرا من الشعر ثم بعد ذلك انغمست في الرواية مثل راهب مبتدئ يدخل ديره. ومن ثم كانت مغامرة رواية Mobile. انتقلت بعدها إلى كتابة الشعر. في البداية نظر إلي شعراء كبار كمتطفّل. وقد تم إصلاح ذلك أتمنى بلوديف ألا يتم إرهاقي كثيرا. أنا رجل كبير في السن في التسعين من العمر، أنا في حاجة إلى لطف وعناية.
n تقولون بأنكم دخلتم إلى الرواية كما ندخل إلى الدير.
l بالفعل كان لدي عمل جانبي أقوم به لأنني لم أكن أريد ليومياتي أن تتعلق بمبيع كتبي كان علي ان أكون حذرا بشكل كبير فيما يتعلق بما أكتبه. وجب علي أن أقول أشياء تستهوي عددا كبيرا من القراء. إن مجموع رواياتي قد تم تأليفها بين سفري الأول إلى مصر، حيث حصلت على منصبي الأول كأستاذ، وإقامتي الطويلة بالولايات المتحدة الأمريكية. لقد صادفت المنعطفات الأساسية لوجودي انطلاقات وأسفار كثيرة .
n ما هي نوعية القصائد التي ستساهمون بها بلوديف..؟
l كل شيء سيرتبط بطلبات الفنانين الرسامين المصورين والموسيقيين. أحاول أن أبرهن كيف يمكن أن تتموضع هذه القصائد في عالم هو في طور التحول. وسيبرهن لي الفنانون بالمقابل أين يمكن لي أن أتموضع في مقابل عملهم سواء أكان تجريديا او تصويريا. لم يعد لهذا التمييز من جهة أخرى أية ملاءمة. في أيامنا هذه يمكننا كذلك أن نصور الكنائس، كما التدفقات أو أهرامات المكعبات كي نلج عمل شخص آخر، في هذه الكهوف الأجنبية أرى ،أحاول جاهدا أن أكتم أصوات كل أنواع الأشياء بداخلي. ينفتح العمل، إذن، ويكلمني، تنبجس الكلمات كلما استطاعت ذلك . يجب أن أضعها في نظام ما. ففي إحدى اللحظات كان الكل على ما يرام. كما هو الشأن في عمل قطار معين. يعبر تاريخ العالم دائما في قصائدي . منذ حقبة الديناصورات وإنسان الكهوف إلى حقبة الروبوات.
n هل الرواية بالنسبة لكم انتهت فعلا؟
l نعم ! ليس في سن التسعين حيث أشرع مرة أخرى في كتابة الرواية. أولا، أعتقد أن الرواية كما نمارسها الآن هي شكل انتهت صلاحيته. يجب البحث عن شيء آخر.
n لنقل ذلك هل تقصدون التخيذاتي l’autofiction؟
l لا يعني التخيذاتي شيئا. إنها السيرة الذاتية بأقل صدق، حيث نقوم فيها بتوضيب بعض الأشياء مذكرات ما بعد الموت لشاتوبريان عمل يجسد بشكل كامل التخيذاتي. ومن ثم، فإن هذا الأخير يعتبر تقليدا tradition لا يوجد شيء جديد هنا. إننا نكتب اليوم عددا كبيرا من الروايات، وننشر الكثير منها. فهناك من جهة، أشياء جيدة جدا، ومع ذلك يبدو لي أن في الرواية المألوفة يوجد خلل ما. بفعل نقص في الطموح. إن الفكرة التي تهيمن هي البيع، والسماح للنّاشر بربح المال، وأن يربح بنفسه في حقبة الرواية الجديدة، لم تكن لدينا أبدا هذه الأفكار. لقد أردنا أن نغيّر العالم بواسطة الأدب. وهو الشيء الذي كان مثيرا للاهتمام بشكل قويّ. يكمن الإشكال في أن نحكي قصة، وأن نفهم ما يحدث لنا. يتطلب ذلك طموحا أدبيا لا بأس به. هناك أناس يصنعون أشياء مثيرة للاهتمام، ولكننا لا نعرفهم بعد. إن الجديد يأخذ دائما وقتا طويلا قبل أن يظهر.
الهوامش
اجري الحوار يوم 16 يوليوز 2013.
1 ــ ليلة والبرجيس تمّت تسميتها على شرف سانت والبيرج Sainte Walburge 770-779 عيد ربيعي يستمر من ليلة 30أبريل الى فاتح ماي يحتفل به في أوروبا بأكملها ، منعته الكنيسة المسيحية لطقوسه الخاصّة .استلهمه مجموعة من الفنانين في أعمالهم .
2 – يعد اختيار روشاخ من الوسائل السيكولوجية التي تبحث في العلاقة بين الجوانب الشكلية للمدرك (في بقع الحبر) والسمات المتميزة في الشخصية. يعتبر من الأدوات التشخيصية في العيادات النفسية ووسيلة من وسائل دراسة الشخصية. ويتألف من عشر صور تتكون كل صورة منها من أشكال متماثلة وهذه الصور تثير أكبر قدر ممكن من الاستيجابات المختلفة لدى الأشخاص المتخلفين.يطلب من المريض من خلال مشاهدته بقع الحبر ماذا يرى؟
3 ـ Sabbat هي ليلة التجمعات الليلية للسّحرة في الثّقافة الشّعبية الأوروبية ،تكون فيها ولائم واحتفالات وثنية ، وهو عيد لليهود القدماء . يستعمله الكاثوليكيون ليعيّنوا به عيدا غريبا واستثنائيّا .
مصدر المقالة
الرّابط
http://www.humanite.fr/culture/michel-butor-pour-ecrire-j-ecoute-les-images-des-a-545990
حوار أجراه: ميريال ستينميتز Muriel Stainmetz
ترجمه وقدم له: سعيد بن الهاني*