وحدي
والغيمُ يمدُّ كفوفَ النشوةِ
واللحظةُ حبلى.
شجرٌ يمتدُ الظلُّ بنبضِ براءتهِ
من أقصاه إلى آخرِ أوتارِ كماناتٍ ظمأى
طلتْ تنسجُ حسرتَها بمغازلِ دمعٍ
وحريرُكِ لم يفعل شيئاً
بنعومته الملقاة على سهري.
* * *
وحدي
سأمٌ يبتكرُ اللحظةَ تشكيلا للمعنى
ويهدهدُ سهرتَهُ
حتى ينبحَ صبحٌ فرَّ ولم نشعرْ..
السهرةُ لم تشرب قهوتَها بعدُ
ولم أشرب أيضا.
كنَّا نجلسُ في مركبِ صمتٍ مكنونٍ
في ركنٍ لا يوحي
في ألقٍ يعجننا بالغربةِ حتى الآنْ
لم نلحظ في ذات اللحظةِ
أن ضبابَ الفرحةِ يدنو نحو أصابعنا..
الضحكةُ أعلى منا
أدنى من لؤلؤةٍ ينثالُ عبيرُ ملامحها
…….
…….
أنتِ واللهفةُ تقتسمان الليلةَ وحدكما!
* * *
ما أفعلُ لو غيمُ الدهشةِ سافرَ سرباً
من فيضِ سماحتها ودنا؟
ما أفعلُ لو سكينُ الصمتِ
تمرن ضحكتها في الدمعِ
تقطع صمتي
والأرضَ المجدولةَ بالذكرى؟
حتما سأمر وحيدا في التشكيلِ
أسافر نبضاً
وأحلَّ اللغةَ البيضاءَ
ووحيَ الصدفةِ
لا أبحث عن شيءٍ آخرَ في غدها.
سأمر ثريا بالمعنى
أمعن في لغة البحر الهائج بين ذرعيك ولا آبه.
سيمرُّ البحرُ ببابيَ
قربَ نخيلِ الوقتِ
يدلي بوحك بالغليانِ
لأغرس نصلا أعزلَ
في لؤلؤةٍ بكرْ.
ستمر كبهجتها أعلى
ويمر النبض قريباً
أدنى اللهفة يأخذ حصته دمعاً.
وسيغزل روحي شالا شتوياً
للدفء القادم من أقصى الشكِ
ودمعتها.
هب أني لم أفتح باب التأويلِ
وهب أني لم أسرج خيل الظنِّ
ولم أشعل خدر اللوعةِ..
هب أني بللت لعابا سالَ
ولم تسفر بعدُ
ولم تترك جسدا أعزل
في هذا البرد القارسِ
هب أن الغي سيدني نغمتنا
ويسيل الوقت ببوتقة الروح بلا جمرٍ
والدمعة تغلي.
سيعود الآه حزيناً
من أقصى أفراح النشوةِ
طفلا ليلياً
أو قبلا شرقت في شرفة بسمتها
حين بكت.
هل كان الوقت نقيا كالفضة مثلا؟
هل كان الطفل بداخلنا
يلهو في العتمةِ
أو يطفو لغة أقرب منا
لمجازات تأخذ حصتها
في الموعد؟
الطفل سيكبر خلف ترقبنا
قالت هذا ضاحكةً ومضت.
طلال الطويرقي