(التَّرجمةُ مهداةٌ إِلى «فاتن» فِي كلِّ حالاتِها الحلوةِ)
هناكَ سوسنٌ ولوتُس جميلٌ علَى
ضفافِ ذلكَ المُستنقعِ،
ورجلٌ وسيمُ هناكَ، وأَنا مسحورةٌ،
فَماذا أَفعلُ؟
نائمةٌ أَم مُستيقظةٌ لاَ أَفعلُ شيئًا،
ودُموعي تدفقُ كالمطرِ.
هناكَ سوسنٌ ولوتُس جميلٌ علَى
ضفافِ ذلكَ المُستنقعِ،
ورجلٌ وسيمٌ تمامًا، جليلٌ وطويلٌ.
نائمةٌ أَم مستيقظةٌ لاَ أَفعلُ شيئًا، وأَنا أَحزنُ
فِي قَلبي.
هناكَ سوسنٌ ولوتُس جميلٌ علَى
ضفافِ ذلكَ المُستنقعِ،
ورجلٌ وسيمٌ هناكَ، طويلٌ جدًّا ورزينٌ.
نائمةٌ أَم مستيقظةٌ لاَ أَفعلُ شيئًا، أَرمي وأَدفنُ وجهِي فِي الوسادةِ.
من: «كتابُ الأَغاني»
j h j
إِذا كنتَ تُحبُّني بحنانٍ،
اشبِكْ وِزرتَكَ وخُضْ عبرَ (تْشِن)،
ولكنْ إِذا كنتَ لاَ تُحبُّني –
هناكَ الكثيرُ منَ الرِّجالِ الآخرينَ،
منَ الطَّائشينَ أَكثرَ جنونًا، أُوه!
إِذا كنتَ تُحبُّني بحنانٍ،
اشبِكْ وِزرتَكَ وخُضْ عبرَ (وِي)،
ولكنْ إِذا كنتَ لاَ تُحبُّني –
هناكَ الكثيرُ منَ
الفرسانِ الآخرينَ،
منَ الطَّائشينَ أَكثرَ جنونًا، أُوه!
من: «كتابُ الأَغاني»
j h j
يدوِّي الرَّعدُ عميقًا
علَى الجانبِ المشمسِ للتِّلالِ الجنوبيَّةِ.
لماذَا هوَ [الرَّعدُ]، ولماذَا يجبُ أَن تكونَ بعيدًا دائمًا،
ولاَ تتمكَّنُ منَ الحصولِ علَى مغادرةٍ أَبدًا؟
يَا إِلهي الحقيقيُّ،
عُدْ إِليَّ، عُدْ.
يدوِّي الرَّعدُ عميقًا
علَى جانبِ التِّلالِ الجنوبيَّةِ.
لماذَا هوَ، ولماذَا يجبُ أَن تكونَ بعيدًا دائمًا،
ولاَ تتمكَّنُ منَ أَخذِ راحةٍ أَبدًا؟
يَا إِلهي الحقيقيُّ،
عُدْ إِليَّ، عُدْ.
يدوِّي الرَّعدُ عميقًا
تحتَ التِّلالِ الجنوبيَّةِ.
لماذَا هوَ، ولماذَا يجبُ أَن تكونَ بعيدًا دائمًا،
ولاَ تتمكَّنُ منْ أَن تكونَ فِي البيتِ وترتاحُ.
يَا إِلهي الحقيقيُّ،
عُدْ إِليَّ، عُدْ.
من: «كتابُ الأَغاني»
j h j
يشقشقُ زيزُ الحصادِ متلهِّفًا،
ويتخطَّى الجُندبَ قلِقًا.
قبلَ أَن أَرى إِلهي
كانَ قَلبي عليلاً عندَ السَّكينةِ.
لكنْ بعدَ أَن رأَيتُه الآنَ،
وقدِ التقيتُ بهِ الآنَ،
فإِنَّ قلبيَ فِي راحةٍ.
تسلَّقتُ ذلكَ التَّلَّ الجنوبيَّ
لأَقتلعَ فسائلَ السَّرخسِ.
قبلَ أَن أَرى إِلهي
كانَ قَلبي حزينًا.
لكنْ بعدَ أَن رأَيتُه الآنَ،
وقدِ التقيتُ بهِ الآنَ،
فإِنَّ قلبيَ هادئٌ.
تسلَّقتُ ذلكَ التَّلَّ الجنوبيَّ
لأَقتلعَ أَجماتِ السَّرخسِ.
قبلَ أَن أَرى إِلهي
كان قلبي قرحة المتعثرة.
لكنْ بعدَ أَن رأَيتُه الآنَ،
وقدِ التقيتُ بهِ الآنَ،
فإِنَّ قلبيَ فِي سلامٍ.
من: «كتابُ الأَغاني»
j h j
لاَ تحرُثي حقلاً كبيرًا جدًّا،
وإِلاَّ سوفَ تتسلَّقهُ الحشائشُ الضَّارَّةُ.
لاَ تعشَقي رجلاً بعيدًا،
وإِلاَّ سوفَ يُبرحكِ أَلمُ القلبِ.
لاَ تحرُثي حقلاً كبيرًا جدًّا،
وإِلاَّ سوفَ تتدلَّى منهُ الحشائشُ الضَّارَّةُ.
لاَ تعشَقي رجلاً بعيدًا،
وإِلاَّ سوفَ يأْكلُكِ أَلمُ القلبِ.
من: «كتابُ الأَغاني»
j h j
الشَّمسُ فِي الشَّرقِ!
هذَا الرَّجلُ الجميلُ
فِي بَيتي،
فِي بَيتي،
قَدمُه علَى عَتبَتي.
القمرُ فِي الشَّرقِ!
هذَا الرَّجلُ الجميلُ
فِي كُوخي الرِّيفيِّ،
في كُوخي الرِّيفيِّ،
قدمُه علَى عَتبَتي.
من: «كتابُ الأَغاني»
j h j
أَخضرُ، أَخضرُ عشبُ جانبِ النَّهر،
كثيفةٌ، كثيفةٌ حديقةُ الصَّفصافِ،
جميلةٌ، جميلةٌ الفتاةُ فِي الطَّابقِ العُلويِّ،
مشرِقةٌ، مشرِقةٌ تواجه نافذةَ البابِ،
مرحٌ، مرحٌ وجهُها بالبودرةِ الحمراءِ،
نحِيفةٌ، نحِيفةٌ اليدُ البيضاءُ الَّتي تمدُّها.
مغنِّيةٌ أَحيانًا،
وهيَ زوجةُ المسافرِ الآنَ،
غادرَ المسافرُ ولمْ يَعدْ،
وسريرٌ بدونِ زوجٍ صعبٌ الحفاظُ علَيْهِ وحدَهُ.
«أَخضرُ، أَخضرُ عشبُ جانبِ النَّهر»
من: «القصائدُ القديمةُ التِّسعَ عشرةَ»
j h j
مَا منْ أَحدٍ يكُونَ سعيدًا إِلى الأَبدِ، العاطفةُ لاَ يمكِنُ
أَن تكونَ لأَحدٍ وحدَهُ،
إِذا يكونُ الأَمرُ كذلكَ، فإِنَّه سينتَهي بالاشمئزازِ يومًا مَا.
عندَما يصلُ الحبُّ إِلى أَعلَى أَوجٍ لهُ،
فإِنَّه يغيِّرُ موضعَهُ،
مهمَا بلغَ منَ الامتلاءِ يجبُ
تخفيضُ الاحتياجاتِ.
هذَا القانونُ مطلَقٌ.
الزَّوجةُ الجميلةُ الَّتي عرفتْ أَن تكونَ
جميلةً صارتْ مكروهةً منْ فترةٍ قريبةٍ.
إِذا كنتَ بالمظهرِ الرَّقيقِ تسعَى إِلى السَّعادةِ،
فإِنَّ الحكماءَ سيمقُتونَكَ.
منْ هذَا السَّببِ فِعلاً يأْتي خرقُ
رباطِ التَّأْييدِ.
من: «نصائحُ مُرشِدةِ المحكمةِ»
تشانغ هوا (232-300م)
j h j
تَعدِّلُ كلَّ ذاتِها فورًا فِي كلِّ مرَّةٍ
تتخطَّى هذهِ الطَّريقَ وتلكَ.
لافتةٌ لامعةٌ إِلى يسارِها،
وتتدلَّى شجرةُ القِرفَةِ عنْ يمينِها.
أُو تكشِفُ عنْ معصمِها الأَبيض عندَ ضفَّةِ الجنِّيَّةِ.
تقطفُ المشرومَ منَ المياهِ الضَّحلةِ.
كيفَ ابتهجتْ عواطِفي في جمالِها الخالصِ،
ولمْ يَزلْ قَلبي مضطربًا ومتلهِّفًا.
أَفتقرُ إِلى وسيطٍ جيِّدٍ لنَقلِ بهجتِي،
ولقدْ سلَّمتُ كلِماتي إِلى موجاتٍ لطيفةٍ.
أَشتاقُ للتَّعبيرِ عنْ صِدقي مقدَّمًا
لقدْ حلَلْتُ يشمًا مزخرَفًا بأُسلوبِ علامةٍ.
من: «حوريَّةُ نهرِ لُوه»
تساو تشي (192-232م)
j h j
تتفتَّحُ الأَزهارُ:
لاَ أَحدَ
يتمتَّعُ بِها.
تذبلُ الأَزهارُ:
لاَ أَحدَ
يحزنُ معَها.
أَتساءَلُ عندَما تحرِّكُ
أَشواقُ
الحبِّ معظمَنا –
حينَ تتفتَّحُ الأَزهارُ،
أَو حينَ تذبلُ الأَزهارُ؟
«التَّحديقُ فِي الرَّبيعِ»(1)
شيويه تاو (768 – 832م)
j h j
أَجمعُ الأَعشابَ
وأَربِطُ
رباطَ المحبِّ
لإِرسالِها إِلى واحدٍ
يَفهمُ أُغنياتي.
لذلكَ أَقومُ الآنَ بقَطعِ
حزنِ فصلِ الرَّبيعِ
جانبًا.
والآنَ يضربُ الرَّبيعُ الطُّيورَ
مجدِّدًا صرخاتِهمْ
«التَّحديقُ فِي الرَّبيعِ،»(2)
شيويه تاو (768 – 832م)
j h j
الأَزهارُ الرَّمليَّةُ
تنمُو يومًا بعدَ يومٍ.
وموسمُنا الأَفضلُ
تضاءَلَ فِي الماضِي.
بدونُ أَحدٍ
ليربطَ رباطَ
الحبِّ،
لاَ داعيَ لربطِ
أَعشابِ رباطِ الحبِّ هذهِ كلِّها.
«التَّحديقُ فِي الرَّبيعِ»(3)
شيويه تاو (768 – 832م)
j h j
أُنبِّهكَ – ليسَ الاعتزازُ خيوطَ معطفِكَ الذَّهبيَّةَ،
أُنبِّهكَ – ليسَ الاعتزازُ أَيَّامَ شبابِكَ!
حينَ تزهرُ زهرةٌ، وتصيرُ جاهزةً للقطفِ،
يجبُ أَن تقطفَها:
لاَ تنتظرْ حتَّى تذبلَ الزَّهرةُ
فتلتقطَ غُصينًا عاريًا!
«المعطفُ بالخيوطِ الذَّهبيَّةِ»
دو كيونيانغ (سلالة تانغ)
j h j
البردُ هوَ الرِّيحُ الَّتي ترتفعُ
فوقَ هذهِ المنطقةِ النَّائيةِ،
صَديقي القديمُ، قلْ لِي أَفكارَكَ!
حينَ تصلُ إوزَّةٌ برِّيَّةٌ إِليَّ هُنا
منَ الأَنهارِ والبُحيراتِ
أَينَ يمتلئُ ماءِ الخريفِ؟
الكتابةُ علَى خلافٍ معَ النَّجاحِ الدُّنيويِّ،
وشياطينُ الغاباتِ مبتهجةٌ جدًّا لأَخذِ الرِّجالِ معَها.
يجبُ عليكَ ضمُّ شكاوِيكَ
معَ روحِ (تشو يوان) –
تُدني قصيدةً مِنها إِلى (ميلي)!
«عندَ نهايةِ العالمِ، والتَّفكيرُ فِي لي بو»
دو فو (712-770م)
j h j
إِذا كنتُ أُريدُ الوصولَ إِلى نهرِ الزَّهرةِ الصَّفراءِ
أُتابعُ جدولَ غُولِّي الأَخضرَ دائمًا،
يلتفُّ عبرَ الجبالِ
بعشرةِ آلافِ منعَطفٍ،
ومتسرِّعًا إِلى الأَمامِ
بالكادِ يغطِّي مائةَ (لِي).
مَا الصَّخبُ الَّذي يُجْعلُ بينَ الصُّخورِ المختلَطةِ!
عميقًا فِي غاباتِ الصَّنوبرِ
كمْ لاَ تزالُ هادئةً كمَا يَبدُو.
تتمايلُ بخفَّةٍ، وبلاَ هدًى معَ ماءِ الكَستناءِ،
وقصبُ مَراياها بنصفٍ شفَّافٍ، ويندفعُ…
قَلبي حرٌّ وفِي سلامٍ،
وهادئًا كمَا هذَا الجدولُ الصَّافي.
دَعُوني أَبقَى علَى بعضِ الصُّخورِ العظيمةِ
وأُذيِّلُ صنَّارتي إِلى الأَبدِ!
«غولِّي الأَخضرُ»
وانغ وي (699-759م)
j h j
بينَ الأَزهارِ، ومعَ إِناءٍ كاملٍ منَ النَّبيذِ،
– ثملٌ وحيدٌ منْ دونِ صُحبةٍ –
أَرفعُ كأْسي لأَدعوَ القمرَ اللاَّمِعََ:
إِنَّه يُلقِي ظلِّي
ويجعلُنا سهرةً منْ ثلاثةٍ.
لكنَّ القمرَ
لاَ يفهمُ شيئًا عنِ الشُّربِ،
والظِّلَّ
يتبعُني لكنْ بلاَ هدفٍ.
بسببِ الوقتِ
الظِّلُّ والقمرُ رفيقايَ،
يَنتهزانِ السَّعادةَ
بينمَا يستمرُّ الرَّبيعُ.
أُغنِّي:
يبحرُ القمرُ ببطءٍ،
أَرقصُ:
يدورُ ظلِّي ويهتزُّ تقريبًا.
طالَما أَنا متَّزنٌ، فنحنُ مرِحونَ معًا،
عِندما أَكونُ ثملاً، نتجزَّأُ ونتبعثرُ.
دعُونا نختمُ إِلى الأَبدِ
صداقةَ الأَحاسيسِ هذهِ –
نجتمعُ مرَّةً أُخرى
بجانبِ نهرِ النُّجومِ البعيدِ!
«الشُّربُ وحيدًا تحتَ القمرِ»
باي (لي بو) (701-762م)
j h j
قمرٌ صافٍ يصعدُ فوقَ البحرِ،
تتوهَّجُ السَّماءُ كلُّها
إِلى أَقصى حافَّتهِ.
يحتجُّ العشَّاقُ – كيفَ اللَّيلةُ بلاَ نهايةٍ!
تتصاعدُ أَفكارُ تَوقِهمْ حتَّى الفجرِ.
أَطفأْتُ الشَّمعةَ
للاستمتاعِ بالتَّأَلُّقِ الصَّافي،
وخلعتُ ملابِسي
لأَشعرَ بازديادِ النَّدى الكثيفِ.
حيثُ لمْ أَستطعْ جمعَ حفنةً منْ ضوءَ القمرِ
لأُعطِيكِ،
لذَا سأَعودُ إِلى النَّومِ
وآملُ أَن أَلتقِي بكِ فِي الحلمِ!
«أَبحثُ فِي القمرِ والحنينِ لأَجلِ الحبيبةِ البعيدةِ»
تشانغ جيولينغ (673-740م)
j h j
أَتيْتَ، سيِّدي،
منْ قَريتي القديمةِ –
لاَ بدَّ أَنَّكَ تعرِفَ
كلَّ شؤونِ القريةِ:
قلْ لِي،
هلْ كانَ برقوقُ الشِّتاءِ مزهرًا
أَمامَ نافذَتي الشَّفَّافةِ
فِي يومِ مغادرتِكَ؟
«قصيدةٌ»
وانغ وي (699-759م)
j h j
نحيلٌ جدًّا، وليِّنٌ جدًّا،
أَكثر قليلاً منْ ثلاثةَ عشرَ،
برعمُ جوزةِ الطِّيبِ علَى طرفِ غُصينٍ
عندَما يبدأُ آذارُ.
علَى بُعدِ ثلاثةِ أَميالٍ
منْ طريقِ (يانغ- تشو)
معَ هبوبِ نسيمِ الرَّبيعِ،
وضعُوا خرزةَ ستائرِهمْ،
فهيَ أَروعُ منَ الكلِّ.
«مُعطًى فِي وداعٍ»
دو مو (803-852م)
j h j
امتزجَ مطرٌ باردٌ معَ النَّهرِ
فِي المساءِ، حينَ دخلتُ (وو)،
عرضتُ عليكَ وداعًا فِي الفجرِ الواضحِ،
وحيدًا كمَا جبلُ (تشو).
أَنسابي فِي (لويانغ)،
يَنبغِي عليهمْ أَن يسأَلوا عنِّي،
قُلْ لهمْ:
«قَلبي قطعةُ ثلجٍ
فِي كأَسِ يَشمٍ!»
«وداعٌ لِـ شين جيان في جناحِ بافيليون»
وانغ وي (699-759م)
j h j
سيكونُ القمرُ هذهِ اللَّيلةَ هناكَ
فوقَ (فوتشو).
فِي الغُرفِ النِّسائيَّةِ
تحدِّقُ بهِ وحيدةً.
منْ بعيدٍ،
أُشفِقُ علَى أَطفالي الصِّغارِ:
إِنَّهم لمْ يعرِفوا بَعدُ
عنِ (تشانغ- أَن).
فِي الضَّبابِ الجميلِ
شعرُها رطبٌ مثلَ سحابةٍ،
فِي اللَّمعانِ السَّاطعِ
ذِراعاها اليشميَّتانِ البيضاوانِ باردتانِ.
متَى سنَستنِدُ نحنُ الاثنينِ بجانبِ
السِّتارةِ الشَّفيفةِ
معَ ضوءِ القمرِ علَى كِلينَا
وبُقعِ الدُّموعِ الجافَّةِ؟
«ليلةٌ مقمِرةٌ»
دو فو (712-770م)
* * *
أَشبعَتِ الدُّموعُ منديلَها الشَّفَّافَ
لكنَّ الأَحلامَ لاَ تأْتي،
فِي عُمقِ اللَّيلِ، ومنْ أَمامِ القَصرِ
يُمكِنها سماعُ دقَّاتِ الموسيقَى.
لمْ تَزلْ وجنَتاها الورديَّتانِ نقيَّتينِ
لكنَّها فقدتْ رعايةَ الإِمبراطورِ –
تجلسُ هناكَ، وتتَّكئُ علَى منشرِ الملابسِ،
فِي انتظارِ الفجرِ.
«أَنينٌ فِي القَصرِ»
باي جويي (بو تشو- يي) (772-846)
* * *
كانَ الأَمرُ صعبًا لنَرى بعضَنا البعضَ..
مَا زالَ أَصعبَ لصَرفِهِ!
لا توجدُ قوَّةٌ للرِّيحِ الشَّرقيَّةِ،
وذَبلتْ مائةُ زهرةٍ.
تموتُ دودةُ القزِّ فِي الرَّبيعِ
حينَ يُنسَجُ خيطُها،
تُجفِّفُ الشَّمعةُ دموعَها
حينَ تحترِقُ حتَّى النِّهايةِ تمامًا.
حُزنٌ فِي مرآةِ الصَّباحِ –
يجبُ أَن يتغيَّرَ الشَّعرُ مثلَ سحابةٍ،
هُمهِمتْ قصائدُ فِي اللَّيل،
وشعورٌ بقشعريرةِ ضوءِ القمرِ…
منْ هُنا إِلى الجنَّةِ لمْ تَزلِ
الطَّريقُ غيرَ بعيدةٍ جدًّا:
الطَّائرُ الأَزرقُ المساعِدُ،
أَحضرَ لِي أَخبارَها!
«إلى… «
لي شانغيين (813-858)
* * *
هيَ امرأَةٌ شابَّةٌ بجمالٍ لاَ مثيلَ لهُ
تعيشُ بدونِ أَن يُلاحظَها أَحدٌ فِي وادٍ مَهجورٍ.
تقولُ إِنَّها ابنةُ عائلةٍ طيِّبةٍ،
لكنَّهُ خرابٌ الآنَ، بالحطبِ والحشائشِ لشركةٍ.
حينَ احتدمتْ معركةُ الدَّمارِ فِي (قوان تشونغ)،
لاقَى جميعُ الإِخوةِ حتفَهم هناكَ:
ماذَا استفادتْ رُتَبُ المسؤولينَ الرَّفيعةُ؟
إِنَّها حتَّى لاَ تستطيعُ جمعَ جُثثِهم لدفنِها.
إِنَّه أُسلوبُ العالمِ لاحتقارِ سيِّءِ الحظِّ،
يشبِهُ الحظُّ لهبَ شمعةٍ مترجرجًا.
زوجُها متقلِّبٌ، ورفيقٌ قاسِي القلبِ
ومحبوبتهُ الجديدةُ جميلةٌ مثلَ اليشمِ.
حتَّى الغسقُ الَّذي يغلِقُ الأَزهارَ يتبعُ طبيعتَها،
البطُّ المحبوبُ لاَ يجثمُ بعيدًا أَبدًا.
لكنَّهُ يلاحظُ ابتسامةَ محبوبتهِ الجديدةِ فقطْ –
كيفَ عليهِ أَن يسمعَ بكاءَ محبوبتهِ القديمةِ؟
يَجري ماءُ النَّبعِ صافيًا فِي التِّلالِ
لكنَّه يَجري موحَلاً بعيدًا عنِ التِّلالِ.
حينَ يعودُ خادِمُها الصَّغيرُ منْ بيعِ لُؤلئها
فإِنَّهما سيُنزلانِ المتعرَّشاتِ لإِصلاحِ قشِّ الكوخِ.
إِنَّها تقطفُ زهرةً، لكنَّها ليستْ منْ أَجلِ أَن تضعَها فِي شَعرِها،
وتجمعُ خشبَ السَّروِ بملءِ ذِراعَيْها.
أَكمامُها السَّماويَّةُ الزَّرقاءُ رقيقةٌ فِي الهواءِ الباردِ،
لاَ تزالُ واقفةً بجانبِ الخيزرانِ الطَّويلِ، فِي الشَّفقِ.
«الجَمالُ»
دو فو (712-770)
* * *
نتذكَّرُ ملابسَها منَ الغيومِ،
ونرَى وجهَها فِي الأَزهارِ،
تجتاحُ ريحُ الرَّبيعِ الدَّرابزينَ،
ولآلئُ النَّدى كذبةٌ غليظةٌ.
إِذا لمْ تجِدْها علَى جبلِ (مَانِي جِوِلْز)،
فَستلتقِي بِها بضوءِ القمرِ
فِي قصرِ (جَاسبِر).
«أُغنيةُ قوينغبينغ»
لي باي (لي بو) (701-762)
* * *
عنقاءٌ ورفيقُها، علَى شجرةِ (وو-تونغ)
كبُرا معًا،
بطَّةٌ وذَكرُها يلتصقَانِ معًا
حتَّى الموتِ.
زوجةٌ عفيفةٌ ستموتُ بكلِّ سرورٍ معَ زوجِها،
يأْخذانِ إِجازةً منَ الحياةِ
مثلَ تِنِّينٍ وعنقاءٍ.
إِنَّها لنْ تنقُضَ الإِيمانَ
مثلَ أَمواجِ البحرِ المتغيِّرةِ:
قلبُ الزَّوجةِ مثلَ الماءِ
فِي بئرٍ قديمةٍ.
«الزَّوجةُ العفيفةُ»
مينغ جياو (751-814)
* * *
أَشعَّةُ المساءِ
عبَرتِ القِممَ الغربيَّةَ ..
فِي كتلةِ الوديانِ
أَظلَمتْ فجأَةً.
القمرُ فوقَ أَشجارِ الصَّنوبرِ
يجلبُ بُرودةَ اللَّيلِ،
ملأَتِ الرِّيحُ والتَّيَّارُ أُذني
بصوتٍ واضحٍ.
عودةُ الحطَّابينَ
ولَّتْ تقريبًا،
فِي الضَّبابِ، والطُّيورُ
تحلُّ لتجثُمَ تمامًا،
لقدْ وعدتَ
أَن تأْتيَني هذهِ اللَّيلةَ –
أَنا فِي انتظارٍ معَ العُودِ
علَى طريقِ الكُرومِ.
«عنْ مُكوثي عندَ جبلِ الرُّجوعِ لمعلِّمي منتظرًا بتكبُّرٍ صدِيقي (دينغ)»
مينغ هاوران (689-740)
* * *
ذيولُ العنقاءِ علَى الحريرِ المعطَّرِ،
طويَةٌ شفَّافةٌ علَى طويَةٍ،
رسمٌ أَزرقُ علَى ظِلَّةٍ دائريَّةٍ
إِنَّها تَغرزُ عميقًا فِي اللَّيلِ.
قمرٌ علَى شكلِ مروحةٍ
بالكادِ يمكِنهُ إِخفاءَ خجلِها،
تقعقعَ دربُه بمَا يشبِهُ الرَّعدَ –
لاَ تستطيعُ الكلماتُ الوصولَ إِليها.
مَا زالتْ [الكلماتُ] وحيدةً الآنَ،
أَحرقَ الفتيلُ المتوهِّجُ الأَسودَ،
لاَ تأْتي الرِّسالةُ
علَى الرَّغمِ منْ أَنَّ أَزهارَ الرُّمانِ حمراءُ.
حصانٌ أَرقشُ مربوطٌ تمامًا
عندَ ضفَّةِ الصَّفصافِ المُتتابعِ-
أَينَ يجبُ علَيْها أَن تنتظرَ ريحًا مُواتيةً
لتهبَّ منَ الجنوبِ الغربيِّ؟
«إلى…»
لي شانغيِن (813-858)
* * *
لقدْ جئتَ إِلى الصِّينِ، زهرةَ (برَاتْفَايا)،
الطَّريقُ الَّتي سلكتَها تشبهُ ممرًّا فِي حُلمٍ.
طافيًا علَى البحارِ الرَّماديَّةِ إِلى حافَّةِ السَّماءِ،
تغادرُ الآنَ فِي قاربِ (دَارمَا) المضيءِ.
يشاركُ القمرُ والموجةُ السَّلامَ (البوذيَّ)،
ويسمَعُكَ السَّمكُ والتِّنِّينُ ترنِّمُ (سوترا).
أُراقبُ بتعاطفٍ شرارةَ مصباحِكَ الوحيدِ
يتوهَّجُ بوضوحٍ لعينيَّ أَلفَ فرسخٍ بعيدًا.
«وداعٌ لمناسبةِ عودةِ الرَّاهبِ البوذيِّ إِلى اليابانِ»
قيان قي (القرنُ 8)
* * *
عميقًا فِي الحبِّ، لكنْ فِي هذهِ اللَّيلةِ
نَبدو أَنَّنا شغُوفونَ،
أَشعرُ تمامًا، قبلَ كأْسِنا الأَخيرةِ منَ النَّبيذِ
بأَنَّ ابتسامةً لنْ تأْتيَ.
لقدْ تعاطفَ قنديلُ الشَّمعِ –
يَبكِي عندَ افتراقِنا:
تواصِلُ دموعُها الانسيابَ لأَجلِنا
حتَّى استراحاتِ النَّهارِ.
«معطىً فِي الوداعِ»
دو مو (803-852)
* * *
يشبِهُ شجرُ الصَّفصافِ الدُّخانَ خارجَ بوابَّةِ (يونغ)،
ويربِّتُ الماءُ علَى السَّماءِ فِي سيِّدةِ البحيرةِ الغربيَّةِ.
لوَّحتْ بالمجذافِ أَزواجٌ منْ أَذرعِ اليشمِ الأَبيضِ والتَّنانيرِ الدُّمسقيَّةِ،
وطارَ ذكرُ البطِّ والبطَّةُ قربَ قاربِ اللُّوتسِ المنتقَى.
«فِي تذَّكُر البحيرةِ الغربيةِ فِي يومٍ صيفيٍّ»
يو قيان (1398-1457)
* * *
أَينبَغي علَى الموجِ أَن يبكِيَ
لغيابِ
الأَزواجِ، وحينَ تحملُ مرآةُ اليشمِ
الغبارَ، وحينَ لمْ تَعُدِ الخياطةُ
تكفِي، وحينَ تصبحُ الأَساورُ
فضفاضةً، وحينَ تتجعَّدُ
الجباهُ؟ أَقولُ نَعم!
«دموعٌ منْ مخدعِ السَّيِّدةِ»
قوان هانقينغ (c.1300 – c.1220)
* * *
مُستيقِظةً منْ
صباحِ الأَحلامِ،
ولاَ يزالُ الماكياجُ متكتِّلاً، وأَنا أَفتقدُ
رَجلي الشَّابَّ. جلبَ إِلى العقلِ
غيابًا طويلاً، وأَنهارًا
زرقاءَ، وفواكهَ
ناضجةً، وأَعشابًا خضراءَ.
«حزنٌ فِي الرَّبيعِ»
تشانغ كيقيو (fl.c.1368 – 1279)
* * *
يأْتي الإِوزُّ مرحَّبًا بهِ، علَى الرَّغمِ منَ الرِّياحِ الغربيَّةِ.
يفكِّرُ شخصٌ مَا فِي المصيرِ المُحزنِ
لسُلالاتِ الماضِي. يَنسخُ علَى
الورقةِ البيضاءِ أَغانيَ حزنٍ جميلةً!
تُفشِلُ العبقريَّةُ فُرشاتيَ
السَّريعةَ. متعَبٌ اليومَ،
أَكتبُ
عنِ الحبِّ المتبادلِ فقطْ.
«مخطوطةٌ إلى شخصٍ مَا»
قوان يونشي (fl.1312 – 1321)
* * *
مرَّتْ ثلاثُ سنواتٍ بطيئةٍ، وعينايَ الدَّامعتانِ
جفَّتا،
ومعَ أَنَّني علَى قيدِ الحياةِ أَبدو ميِّتًا – كمْ أَكثرَ منْ ذلكَ بكثيرٍ
يؤلمنِي هذَا!
ذقْتُ مرارةً بشدَّةٍ، وأَنا أَعلمُ
خواءَ الشُّؤونِ الإِنسانيَّةِ،
وأَنا أَحسدُ هؤلاءِ الَّذينَ ينامونَ بسلامٍ فِي عالمِ الأَمواتِ.
الوقواقُ علَى قيدِ الحياةِ، يبكي لأَلَمِها الأَلفيِّ:
ربَّما يتغيَّرُ إِلى طائرٍ كركيٍّ ويعودُ مرَّةً إِلى الفراغِ لأَجلِ الكلِّ.
أَقمعُ حزني، وأُشرفُ علَى إِسالَةِ الخمرِ والعُروضِ النَّباتيَّةِ،
ثمَّ أَعودُ إِلى تعليمِ اليتيمَينِ الصَّغيرَينِ عندَ ركبتَيَّ.
«العاشرُ منَ الشَّهرِ الأَوَّلِ هوَ ذِكرَى وفاةِ زَوجي، كتبتُ هذَا بعدَ البكاءِ»
شو زيهوا (1873-1935)
* * *
أَنا لاَ أَرغبُ فِي أَن أُحبَّ أَيضًا
ذلكَ أَنَّني قدْ أَفلَتُ منْ عذابِ الحبِّ،
ولكنْ بعدَ كثيرٍ منَ التَّثمينِ الآنَ،
أُوافقُ طوعًا علَى عذابِ الحبِّ
«مَزحةٌ»
هو شي(b.1891- 1919 )
* * *
لَو كنتُ ندفةَ ثلجِ
أُرفرِفُ خفيفةً وحرَّةً فِي الفضاءِ،
أَودُّ أَن أَتأَكَّدَ منْ هدَفي –
أَودُّ أَن أَطيرَ وأَطيرَ وأَطيرَ –
لديَّ هدَفي علَى هذهِ الأَرضِ.
لاَ للذَّهابِ إِلى ذاكَ الوادِي المقفَرِ،
ولاَ للذَّهابِ إِلى تلكَ السُّفوحِ الكئيبةِ،
ولاَ للشُّعورِ بالحزنِ فِي شوارعَ مهجورةٍ،
أَودُّ أَن أَطيرَ وأَطيرَ وأَطيرَ.
أَنتمْ ترونَ، لديَّ هدَفي.
أَرقصُ بدونِ مبالاةٍ فِي الهواءِ،
وأَتأَكَّدُ منْ أَنَّ ذاكَ مكانُها المنعزِلُ.
أَودُّ أَن أَنتظرَها فِي الحديقةِ –
أَودُّ أَن أَطيرَ وأَطيرَ وأَطيرَ –
آه، لدَيها رائحةٌ واضحةٌ منْ إِزهارِ البرقوقِ!
ثمَّ بجسدٍ هوائيٍّ وخفيفٍ،
أَودُّ أَن أَضغطَ بلطفٍ قريبًا منْ ردائِها،
أَضغطَ قريبًا منْ صدرِها الليِّنِ
سأَذوبُ وأَذوبُ وأَذوبُ.
أَذوبُ فِي موجاتٍ ليِّنةٍ لصدرِها.
«متعةُ ندفةِ ثلجٍ»
شو تشيمو (1895-1931)،
* * *
لقدْ فقدتُ شجرةَ الحورِ الضَّخمةَ وأَنتَ شجرةَ الصَّفصافِ.
بِما أَنَّ شجرتَيِّ الحورِ والصَّفصافِ تَرتفعانِ باستقامةٍ
نحوَ السَّماءِ التَّاسعةِ
فأَنا أَسأَلُ سجينَ القمرِ، (وو كانغ)،
ماذَا هناكَ.
إِنَّهُ يقدِّمُ لهمَا الخمرَ منْ شجرةِ القِرفَةِ.
السَّيِّدةُ الوحيدةُ علَى سطحِ القمرِ، (تشانغ أُو)،
تمدُّ أَكمامَها الواسعةَ
وترقصُ لهذهِ الأَرواحِ الطَّيِّبةِ فِي سماءٍ لاَ نهايةَ لهَا.
تقريرٌ مفاجئٌ عنْ هزيمةِ النِّمرِ فِي الأَسفلِ علَى الأَرضِ.
تطيرُ الدُّموعُ هابطةً منْ وعاءِ المطرِ الكبيرِ المقلوبِ.
«الآلهةُ»
ماو تسيتونغ (1893-1976)، عن وفاةِ زوجتهِ الأُولى يانغ كايهوي، 11 مايو 1957م
* * *
تُضيءُ أَشعَّةُ الشَّمسِ ساحةَ الاستعراضِ فِي وقتٍ مبكِّرٍ
وهؤلاءِ الفتياتُ الجميلاتُ بطلاتٌ فِي الرِّيحِ،
معَ بنادقَ طولُها خمسةُ أَقدامٍ.
بناتُ الصِّينِ بإِرادةٍ مدهشةٍ،
يفضِّلونَ الزِّيَّ الموحَّدَ الخشنَ عنِ الحريرِ الملوَّنِ.
«نِساءُ المِيليشْيا»
ماو تسيتونغ (1893-1976)، فبراير 1961م
* * *
ظهيرةٌ صافيةٌ
يصيحُ البوقُ أَعلَى فأَعلَى
تملأُ ثمارُ الـ (بيرسيمُّون) الأَشجارَ بالوميضِ
مثلَ المعرفةِ فِي العقلِ
أَفتحُ البابَ لانتظارِ اللِّيلِ
وفِي وقتِ المعلِّمِ الحكيمِ
أَقرأُ الكتبَ، وأَلعبُ الشَّطرنجَ
شخصٌ مَا علَى العرشِ
يُلقِي صخرةً
لمْ تُصِبْني
مضَى صفُّ البحَّارةِ الطَّيفيُّ
يخلُقكَ تموُّج الضَّوءِ
يحفرُ جلدَكَ
تتشابَكُ أَصابعُنا
يضعُ نجمٌ المكابحَ
يضيءُ الكلَّ منْ فوقِنا
«بنفسجيٌّ»
باي داو (b.1949)
* * *
«شِعْرُ الحُبِّ الصِّينِيِّ». تَحْرِيرُ: جِينْ بُورْتَالْ. مَطَبُوعَاتُ المَتْحَفِ البَرِيطَانِي، لُنْدُنْ. طُبِعَ فِي الصِّينِ. الطَّبْعَةُ الأُولَى، 2004م.
ترجمة : محمد حلمي الريشة
شاعر ومترجم من فلسطين