في الماضي
في جهة ما منه
كانوا يتركون البياض الكثيف على الممرات
و ينزلون إلى أسفل الجحيم
الظلال تلحق بهتافهم العالي
تدون لأجلهم ما خلفته العاصفة
حين كانوا ملتفين جهة الساحل
كانت لهم أجنحة
لدلك كان الضوء القليل يبدو على الهضبة
متراميا
عيونهم العريضة تعرف جيدا أن البياض وحده
آية الطريق و مرآتها
في ذلك الماضي
على مقربة منه
لم تكن الأرض غير خرقة بيضاء
يضعون الشموع عليها
كي تظل شاهدة عليهم
أحلامهم
حتى ادا جاءهم الليل التهموه بقسوة
و أضرموا يقينه
في سماء علقوا مياه الغيب عليها.
وحدها الملائكة تحرس نصيبهم من الفرح اليومي
كلما نظروا إلى حقولهم النادمة
و هي ترعى الوجوه النحيلة للأطفال
دحرجوا أغانيهم الحزينة عميقا
و استلقوا على قصب الظهيرة
هناك
حيث عزلة العالم طازجة
و عشب الشيخوخة يسرف في العيون
عيون القادمين من حروب العصور البائدة.
كمـــال اخــــلاقي
شاعر من المغرب