قبلَ قليلٍ مات صديقي؛
صديقي الذي كان يُحيّـيني:
أهلا بأجملِ وغدٍ في العالم
أهلا ما ناحَتْ على الأيكِ الحمائمُ
قبلَ يومٍ مات
صديقي الذي قال لي مرة:
لوجهِ الله أنصحُكَ؛ لا تنصحْ أحدًا
في هذا العالم
قبل ثلاثة أيام ماتَ
صديقي الذي اعترفَ
بعجِزه أن يكون صديقا لامرأة
دونَ أن يشرُدَ في جسدِها
قبل أسبوع مات
صديقي الذي أسرَّ لي:
أنا لا أخشى الموتَ
إنما يُرعِبُني قبرٌ مثقوبٌ تتسرّبُ
منه أعمالي الصالحات
قبل شهر مات
الذي كان يتحسّرُ أسفًا
على كلّ الذين انتحروا قبلَ
اختراعِ “الفياغرا”
قبل سنة مات
الذي لم يلعنِ يوما الراشي والمُرتشي
وظلّ يلعنُ حاجةَ الإنسان
قبل مُدةٍ طويلة جدّا جدّا وقبل أن أُوجد
ماتَ أناسٌ كثيرون كانوا لي أصدقاء
وحتى أنا أيضا مُتّ قبل أن أُولد
مُتّ قبل أن أكتبَ قصيدةً
بعنوان “موتٌ في مرآة”
وقبل أن يقرأها أصدقاءُ لي كانوا
قد شَبِعوا موتًا
خالد العبسي