طاطة بن قرماز*
إنّ من الإشكالات النقدية المعاصرة التي يلاحظها دارس الأسلوبية ، والتي تفرض نفسها على الساحة النقدية بشكل لافت في اختصاص الحقل الأسلوبي هو التعدّدية المصطلحية ، وتفرّع المصطلح إلى مسميات مختلفة بدءا بمصطلح الأسلوب ، فمصطلح الانزياح ، ونخصّ بالمعالجة تدارسا مصطلح الانزياح الذي يظهر بمعوضات مصطلحية في الدرس الأسلوبي ، فقد لفت جدل الاصطلاح انتباه الدارسين الخائضين غماره ، و سنقف عند جهود الباحث التونسي عبد السلام المسدي الذي قام بإحصاء عدد من مصطلح الانزياح وناوش إشكالية دلائليتة ، حيث نعته بالطفرة الاصطلاحية(1) ، من حيث بادر إلى جمع اثني عشر مصطلحا مقترحا من قبل جملة من النقاد الغربيين ، فلطالما يقع الدارس في حرج هذا الاصطلاح الترادفي ويحتار في المصطلح الأدلّ و الأطلق ، حين يتلقى هذا الزخم في البحث الأسلوبي، حيث يستعصى عليه أمر دلائليته التي تتفلت من تحديد و ضبط ماهيتة ، إذ يلاحظ الدارس أن مصطلح الانزياح مصطلح متفلت من قيد الاصطلاح ، مناشد لفضائي التحرر والاتساع.
يُسفر تعدّد مصطلح الانزياح في الدرس الأسلوبي على الخلط الاصطلاحي السائد في عرصة الدرس الأسلوبي ، سنعرض جملة من المصطلحات الحديثة والقديمة معا ، محاولة منا الوقوف عند هذا الاعتياص المصطلحي لتحديد دلالتة بالرغم من تعدّده المفرط ، كما سنقوم بتوضيح حدّ الانزياح من خلال بسط عقول بعض المناوشين الأسلوبيين له بدءا بالدراسة الغربية ، فالدراسة العربية الحديثة ، كما سنسعى إلى توضيح مدلوله عند بعض رواد البحث الأسلوبي من أمثال الناقد الأسلوبي
Michael rifaterre ميكائيل ريفاتر.
التعدّد الاصطلاحي للانزياح :
يعدّ مصطلح الانزياح من المفاهيم الأسلوبية واللسانية و السيميائية التي يكتنفها الغموض، والحقيقة ” أن غموضه ليس مبررا لنا لأن نهمل الحديث عنه ، ولا لأن نُضرب عن الخوض فيه : فإن بعض المفاهيم كلّما غمضت ازداد إيلاع الباحثين والمحلّلين بها ، حتى تتبلور في أذهانهم ، وتتضح معالمها في عقولهم ، فتغتدي نظرية مؤسّسة “(2) ، فمن المركوز في طبع الإنسان أن الشئ إذا استعصى عليه تناوله … ونال من جهده وكدّه كان نيله أحلى ، لذلك ندرك حاجة طلبتنا الماسة و شغفهم إلى تفهم هذا المصطلح من خلال تبسيط مدلوله وأنماطه.
أثار مصطلح الانزياح l écart جدلا كبيرا بين الدارسين، فهذا عبد السلام المسدي يراه بأنه عسير الترجمة” لأنه غير مستقر في متصوره لذلك لم يرض به كثير من رواد اللسانيات والأسلوبية فوضعوا مصطلحات بديلة وعبارة الانزياح ترجمة حرفية للفظة Ecart ، على أن المفهوم ذاته قد يمكن أن نصطلح عليه بعبارة التجاوز ، أو نحيي له لفظة عربية استعملها البلاغيون في سياق محدّد وهي عبارة العدول ، وعن طريقة التوليد المعنوي قد نصطلح بها على مفهوم العبارة الأجنبية “(3) ، يستثمر عبد السلام المسدي مصطلح العدول البلاغي الأصل ، وقد جعله مقابلا دلاليا لمصطلح الانزياح ، كما استحسن مصطلح التجاوز كمصطلح مرادف وبديل للانزياح .
استخدم دارسو الأسلوبية مصطلح الانزياح كبديل للشذوذ الأسلوبي ، بمعنى أن الانزياح يخرق اللغة فتغدو لغة فنّية شّاذة تزورّ عن الّلغة المتداولة ، وقد أطلق ch. .Bruneau تعريفا خاصا بالأسلوبية من حيث اعتبرها “علما خاصا بالشواذات ،la science des écarts”(4) ، يلاحظ الدارس كيف ترجم المترجم :خالد محمود جمعة écarts بالشواذات التي تفسّر عملية خرق معيار الطبيعي والمتآلف عليه من المتداول اللغوي ، وانطلاقا من هذه الترجمة يمكن أن يكون الانزياح مرادفا للشاذّ أو الشوذات المرادفة للانزياحات.
بسط عبد السلام المسدي كماّ اصطلاحيا ينافس الانزياح ويضايقه دلاليا، فجعل لكل مصطلح مقابلا يوافقه في الاستعمال الأجنبي ، إذ يقابل مصطلح الانزياح مصطلح l écart ، / التجاوز لدى valéry :l abus / الانحراف لدى leo spitzer :la déviation/ الاختلال لدىwellek et warren :la distorsion / الإطاحة لدى peytard : lasubversion / المخالفة عند thiry : l infraction / الشناعة لدى barthes : le scandale / الانتهاك لدى cohen : le viol / اللحن لدى Todorov : l incorrection / العصيان لدى aragon : la transgression / التحريف لدى le groupe mu أو جامعة مو :
l altération منه(5) .
يشوب حشد الاصطلاح الانزياحي غموضا، إذ يجد الدارس نفسه مطوقا بهذا الزخم الاصطلاحي الذي يزيد من تساؤله وحيرته ، كما يزيده هذا التكثيف المتفاوت في المسميات من إصراره للظّفر بكنهه الدلالي ، وقد أدرك عبد السلام المسدي صعوبة هذه الإشكالية من حيث نعتها بالطفرة الاصطلاحية(6) ، التي لا تحاول من منظوره النقدي أن” تكشف نسبية المفهومين : مفهوم الواقع اللغوي النفعي ومفهوم اللغوي المكرّس ، لا فقط بعضهما إلى بعض بل كذلك نسبية كلّ منهما إلى المواضعات التاريخية والسوسيولوجية ، والذي يعنينا نحن في معرض استجلائنا لمقومات تحديد الأسلوب هو محاولة كلّ المفكرين اللغويين انطلاقا من هذه المصطلحات رسم المقاييس الكاشفة لهذين الواقعين من الظاهرة اللغوية بعامة “(7) ، لا شك في أن الدوافع التاريخية والنوازع الاجتماعية تقف وازعا لهذه المبتكرات المصطلحية وزخمها للانزياح ، ويمكن لنا أن نحددّ استعمالات الواقعة اللغوية النفعية بالقياس أو بالموازة مع الواقعة اللغوية المكرّسة .
فإذا أخذنا بالمصطلح الأول الذي تصدّر جميع المصطلحات التي تليه والمتمثل في الانزياح الذي يشكّل واقعة لغوية مكرّسة و طارئة ، نلاحظ أن ما يقابله هو الاستواء أو التسييق الذي يمكن نعته حسب تخريج عبد السلام المسدي بالواقعة اللغوية النفعية ، أما الانحراف فتقابله / الاستقامة ، الاختلال / التوازن ، الإطاحة / الاستقرار ، المخالفة / الموافقة ، الشناعة / الظرافة ، الانتهاك / المحافظة ، الّلحن/ الصواب ، العصيان / الطاعة ، التحريف/ الصدق .
والملاحظ على هذه التقابلات الدلالية أن جميعها تهزّ كيان التسييق التعبيري فتغدو عوارض طارئة عليه ، ومعايير يتحدّد الكسر أو القطع بها ، وهو الذي يظهر في الخروج عن هذا المعيار، فإذا أخذنا على سبيل المثال بمصطلح التحريف نجد أنه يتحقق بخروجه عن معيار القول الصادق ونعني بالصدق هنا الصدق الفنّي لا الصدق الأخلاقي ، وكان حازم القرطاجني قد آثار هذه المسألة الأسلوبية من حيث وظّف مصطلح التحريف ، حين أثنى على ميزته الجمالية التي تترك في الذات المتلقية أثرا، لأن “… القول الصادق إذا حرّف عن العادة وألحق به شيء تستأنس به النفس …”(8) ، فالشاعر يروم بالأسلوب المنحرف إلى الخروج عن مألوف عادة التعبير اللغوي ، بتوخيه أسلوب الغرابة والتغريب وغائيته استمالة هوى المتلقي والتأثير فيه .
ويمكن أن نصنف التحريف في القول بأنه ضرب من ضروب الانزياح الأسلوبي ، لأن التفكير الأسلوبي يتضمن طبقات نوعية وطبقات زمنية في الدرس الأسلوبي(9) ، وقد اكتشف له عبد السلام المسدي” قواعد تأسيسية تتجاوز المنظور الأسلوبي الضيق بجلاء على حقول التفكير اللساني ، وصورة ذلك لأننا قد نبسط فرضية عمل نعتبر بها أن الظاهرة اللغوية في ذاتها مصب جدولين ونقطة تقاطع محورين : أولهما الجدول النفعي وهو الجدول الخادم ، إذ مداره وضع اللغة الأول وهو الأصل بالذات والزمن ، وثانيها الجدول العارض وهو الجدول المخدوم ، إذ محوره وضع اللغة الطارئ ، هذان المظهران كلاهما واقع لغوي وأولهما متنازل ويمثل قضية الموجود اللغوي لخصوصية الحيوان الناطق ، والثاني المتعال وهو نقيضه ذلك الموجود “(10) ، فطبقات التفكير الأسلوبي تتشكل من الشئ و نقيضه أو من خادم لغوي ومخدوم لغوي أو من الواقع اللغوي النفعي ، ومن الطارئ اللغوي المفترض أي بين المتداول وغير المتداول ، أو كما يصطلح عليه المسدي في الطرح النقدي السابق بالمظهر المتعالي للغة الذي يخدمه الجدول النفعي ، وهو وضع اللغة العادي الذي يُنقض بوضع لغوي غير طارئ ، وهو المشّكل للخصوصية الأسلوبية المتفرّدة للمنشئ.
يمكن لنا أن ندرج مصطلحات الانزياح التي جمعها المسدي في خانة الاستعمال اللغوي النفعي أما ما اقترحناه من تقابلات دلالية ، فتصنيفها يقع ضمن المفهوم اللغوي المكرّس أو النقيض ، إذ يسمح توظيف الانزياح ” بالابتعاد عن الاستعمال المألوف فتُوقعُ في نظام اللغة اضطرابا يصبح هو نفسه انتظاما جديدا”(11) ، ويكون هذا الاضطراب ملذوذا مستساغا لانزلاقه عن الاستعمال العادي للغة انزلاقا متوسعا لا يقتصر على الإبلاغ ، وإنما يجاوز حدّ الإخبار إلى فضاء أوسع يتجسد في مواقف الإثارة و الإدهاش و التعجيب والاستغراب وهي مواقف انفعالية تعتري القارئ ، فتقع المنافسة بين الاستعمالين لتتحدد الكفاءة اللغوية للمنشئ ، إذ لا يمكن للأسلوب الخارق أن يتعايش مع الأسلوب العادي دون أن يترك هذا التعايش بصمته الإبرازية في الاستعمال و يتحدد به الانزياح ، فبالمألوف العادي يبرز الرفيع المائز.
الأصول البلاغية العربية للانزياح :
لقد تداول البلاغيون العرب مصطلح الانزياح وأوردته ضمائرهم بإطلاقات متفاوتة المسمى متقاربة المعنى ، وإن توظيفه من قبل الشعراء يجعل القارئ يسعى سعيا حثيثا لتكشيف قناع المعنى الذي تلبسه اللغة المستعملة ، فقد ربط عبد القاهر الجرجاني مفهوم الانزياح بصيغة معنى المعنى الذي ينّم عن الاستعمالات الكنائية والاستعارية والمجازية ،” اعلم أن الكلام الفصيح ينقسم قسمين قسم تعزى المزية والحسن فيه إلى اللفظ وقسم يعزى ذلك فيه إلى النظم ، فالقسم الأول الكناية والاستعارة والتمثيل الكائن على حدّ الاستعارة وكل ما كان فيه على الجملة مجاز واتساع وعدول باللفظ عن الظاهر”(12) ، استخدم عبد القاهر الجرجاني مرادفات اصطلاحية هي: الاتساع والمقصود به اتساع المعنى و العدول أي الخروج بمعنى اللفظ مخرج الإيحاء ، وقد يتضح العدول باللفظ من حيث يستعصي فهم المعنى من اللفظ الظاهر ، فحين يقول الشاعر : ولا أبتاع إلا قريبة الأجل(13) ، لا يستطيع القارئ في نظر عبد القاهر الجرجاني فهم مالذي يُشترى بظاهر ما يدل عليه اللفظ أو ما يفهم من قرب أجل ما يشتريه الشاعر، فلا معنى للتمدّح إلا إذا ” …طلبت له تأويلا ، فعلمت أنه أراد أنه يشتري ما يشتريه للأضياف ، فإذا اشترى شاة أو بعيرا كان قد اشترى ما قد دنا أجله لأنه يذبح وينحر قريبا “(14)، يعبر الشاعر بأسلوبه الخاص عن تمدحه وتفاخره دون أن يصرّح به ، فلذلك بدت العبارة الشعرية مبهمة في ظاهرها مفعمة إبداعيا في جوهرها و لا سيما أن الأمر مخصوص على عنصر الإيحاء الذي استوجبته العبارة الشعرية ، فقد رسم الشاعر صورة بلاغية يحاكي فيها لذة الكرم والجود ويشخصّها بصورة شعرية ، لذلك تمثلت قيمة البيت الشعري من عدم إفصاحه عما يروم ، إذ أن حقيقة الفنّ، تستمد قيمتها مما لم يقله الفنان ، ومما يوحى به (15)، توحي العبارة الشعرية السابقة : ولا أبتاع إلا قريبة الأجل معنى خفيا يتأبطه اللفظ المستعمل لإعراب الشاعر عن شمائله إعرابا كنائيا غير مفصح عنه.
أما الاستعارة فهي إجراء استبدالي بين ملفوظتين إحداهما حاضرة على المحور التركيبي لبروزها والثانية غائبة تبعا لمقتضيات سياق التداول(16) ، فهي وجه من وجوه الانزياح في البلاغة العربية في سياقها المحدّد مجازيا ، لأن المعنى فيها لا يُعرف من اللفظ وإنما يعرف من معنى اللفظ(17) ، فحين يراد تشبيه الرجل بالأسد ، يقال: رأيت أسدا ، ينقل لفظ أسد عما وضع له في اللغة واستعمل في غير معناه ، فقد أعير اللفظ من بعد ما أعير المعنى ، فمن شأن الاستعارة أن تكون أبلغ من الحقيقة ، إذ يتضح العدول أو الانزياح بعملية نقل اللفظ والعدول به عن معناه الحقيقي ، إلى المعنى المجازي ، فالرجل ليس أسدا في الحقيقة ووالواقع ، لكنه أسد مجازيا من حيث نعقل هذا المعنى من معنى لفظ أسد الدال على القوة وليس من لفظ أسد الدال على الحيوان ، ونكون بهذا الإطلاق قد ثبتّنا صفة الجرأة والبطش على الرجل وجنبناه صفتي الذعر والخوف دون أن نصرّح بذلك.
التخريج الأسلوبي لمعنى الانزياح لدى عبد السلام المسدي:
يرمز الانزياح لدى عبد السلام المسدي ” … إلى صراع قارّ بين اللغة والإنسان : هو أبدا عاجز عن يلّم بكل طرائقها ومجموع نواميسها وكلية إشكالها كمعطى موضوعي ما ورائي في نفس الوقت بل إنه عاجز عن أن يحفظ اللغة شموليا وهي كذلك عاجزة عن أن تستجيب لكل حاجته في نقل ما يريد نقله وإبراز كل كوامنه من القوة إلى الفعل ، وأزمات الحيوان الناطق مع أداة نطقه أزلية صوّر ملحمتها الشعراء والأدباء مذ كانوا ، وما لانزياح عندئذ سوى احتيال الإنسان على اللغة وعلى نفسه لسدّ قصوره وقصورها معا ” (18) ، تتجلّى لعبة المحايلة بين اللغة والمؤلف ، من حيث يحتال عليها فتتمنع من مطاوعتة ليتمكن من تطويعها خرقا لمألوفها ، باستعمال البديل الأسلوبي الشاذ، ووفقا لهذا المؤدّى تعدّ الشواذات مزايا أسلوبية خاصة في اللغة الشعرية(19) ، فالانزياح إذا هو رد فعل لاستجابة لغوية معتاصة تؤدي إلى الخروج عن النمط التركيبي البسيط والمألوف بتقديم أو تأخير أو بإضمار أو إظهار ، فإذا جئنا بقول الشاعر عمرو بن أبي ربيعة : وإذا الرياح مع العشي تناوحت ، ألفيناه ينزع بالرياح منزع التناوح والتباكي ، إذ تستقر الصورة في ذهن القارئ مستقر التعجيب ، المستغرب منها إيلاعا بها وتأثرا بتركيبه الذي انزاحت فيه المراتب النحوية عن مواقعها المألوفة ، فقد قدّم الشاعر الفاعل وأخّر الفعل و كسر النظام التركيبي ” ف/فا ” واستبدله بالنظام” فا /ف ” الذي أحدث إجراء أسلوبيا حسُن موقعه لدى القارئ ، كما أن الشاعر وظّف الرياح ولم يقل الريح وهي مفارقة دلالية تنصّ على الفارق الجلّي بين الرياح المتضمنة لدلالة التفاؤل والخير والعطاء ، وبين الريح المتضمنة لدلالة العصف أو الصاعقة التي تشي بالدمار والهلاك .
عدل الشاعر بلفظة التناوح ونسبها للرياح وهي ليست من جنسه وإنما هي أصوات تصدرها النساء الباكيات المتحزّنات ، فقد خاب تلهّف القارئ وشغفه بعبارة : وإذا الرياح بالعشي ، الذي كان يتوقع الفعل عصفت أو هبت ، فتمّ خرق العصف بالنواح ، وباختيار الشاعر للفظة تناوحت التي أسندت إلى الرياح اغتدت سمة أسلوبية من حيث شكلت تقويّة مثيرة لانتباه القارئ بطريقة مخصوصة، تمّ التأليف بين جدولي اختيار متنافرين ائتلفا في سياق توزيعي ركني ، إذا الرياح بالعشي جدول اختيار نفعي تنافر مع جدول اختيار مكرّس : تناوحت ناقضه وائتلفا في سياق توزيعي علائقي ركني، اتسم الشطر الشعري بسمة أسلوبية فخدمت عبارة : إذا الرياح بالعشي عبارة : تناوحت فصارت الثانية مخدومة بالسياق لا بالمفارقة.
أما إذا افترضنا أن العبارة الشعرية جاءت على صيغة : تناوحت الرياح مع العشي ، فإن بمجيئها على هذه الهيئة يَتجرّد الشطر الشعري من أسلبته وقيمته الجمالية التي انبنت على الصيغة التركيبية الأصلية القائمة على تقديم الفاعل على الفعل وهو نظام غير مألوف للكلمات من صنف “فا.ف” فقد أثّر هذا النظام أسلوبيا على نظام الكلمات المستعملة في البيت الشعري ، لذلك تعدّد مفعول الإجراء الأسلوبي من حيث وظّف الشاعر فعل تناوحت مرة و خرق النظام المألوف للجملة مرة ثانية ، إذ يصنف هذا الانزياح من صنف أو درجة الانزياح التوزيعي أو التركيبي أو بمعنى أدق الانزياح التركيبي المتعلق بالعلاقات الركنية .
مفهوم الانزياح انطلاقا من رؤية عبد الملك مرتاض النقدية :
لقد تناول الباحث مصطلح الانزياح من خلال عرض ما يقابله في الثقافة الأوربية الفرنسية والانجليزية ، من مصطلحات ، فقد قدّم ترجمته في مصطلحات السيمائية باللغة الفرنسية
l écart وفي اللغة الانجليزية 20gap ، كما استحسن الباحث ثلاثة مصطلحات تقابل الانزياح وتنافسه في الماهية والغموض وهي : الانحراف ، الانتهاك ، الفجوة ، علّق عبد الملك مرتاض على مقترح الفجوة من حيث رأه “ليس سديدا ولا موفقا ، ولا نحسب أن الفجوة مما كان يريد البلاغيون العرب والسيمائيون والأسلوبيون العربيّون ، إليه ، جميعا فلتترك الفجوة في معناه الذي وضعت له أصلا، لأنها لا تليق بهذا المفهوم الأسلوبي …”(21) ، يمثّل الانزياح أسلوبا إبداعيا بوظيفته التوتيرية للغة ، ليترك بصمة الفرّد الخصوصية تتجلى في الاستعمال الأدبي.
أثرى عبد الملك مرتاض ساحة الدرس الأسلوبي بمصطلح جديد من تأثيله، أضيف إلى قائمة ضرائر مصطلح الانزياح تمثّل في : التّجانف ، ويعني به ” …تجانف الكاتب عن المألوف المتداول في الاستعمال الأسلوبي إلى شئ آخر”(22) ، وهو مصطلح يناظر الانزياح من حيث المعنى.
وقد ذكرنا آنفا بأن مصطلح الانزياح عرف عدة مصطلحات تناظره أو لنقل تضايقه أربك تواجده القارئ إلى درجة شكل هذا المصطلح طفرة اصطلاحية وقد بادر عبد الملك مرتاض إلى الحسم في المصطلح الأنسب : “غير أن مصطلح الانزياح ربما يظّل هو الأسير بين الناس ، وهو الأسلم لغويا ومعرفيا ، فلا مدعاة لأن نضيف إليه ضرائر أو غريمات …”(23) ، إذ سلّط الضوء على إشكاليته المتبلورة في أذهان الدارسين ، حيث اتضحت معالمه ، حتىّ اغتدى هذا الإشكال المصطلحي وغموضه وازعا قويا لتأسيس نظريّة خاصة بالانزياح .
للانزياح صنوف منها : الانزياح البلاغي ، الانزياح النحوي ، الانزياح الوصفي، الانزياح الأسلوبي ، بيد أن الانزياح الأسلوبي ذو أصل بلاغي و سيمائي راهن من حيث يرقى إلى مستوى النظرية ، وهو ” … الذي له صلة باستعمال الّلغة وتوظيفها في جمالية الإرسال ، ليس ضمن تركيب ألفاظ اللغة في جمل فحسب ، ولكن ضمن بناء الجمل نفسها في نسج الأسلوب الأدبي ، والسعي إلى تخليصه من الرتابة والسكون إلى الحركة والتوتّر”(24) ، يعادل الانزياح الأسلوبي une stylistique de l écart الأسلوب الأدبي المائز بالخصوصية ، المجانف للاستعمال اللغوي المألوف .
للانزياح الأسلوبي تقويّة مثيرة لانتباه القارئ بفاعليتة الأسلوبية المغرية المثيرة لشعوره الدفين ، فالانزياح يُخرج اللغة من النظام العام للنّسج إلى ما يضاده ويخالفه ، ولتبيين فائدته الأسلوبية الجمالية المجتناة من توظيفه و من تحديد فاعليتة التأثيرية ، نقدّم عينة شعرية كان عبد الملك مرتاض قد استقرأها انزياحيا.
دع المكارم لا ترحل لبغيتها***واقعد ، فإنك أنت الطاعم الكاسي(25)
تنبني الإثارة الأسلوبية في هذا البيت الشعري بفعل توظيف أسلوب الانزياح على الموازنة بين لغتين شعريتين(26) :
1 – اللغة الشعرية الأولى : هجائية مألوفة تومئ بتحذير الحطيئة للزبرقان من الطمع في الارتحال إلى طلب المكارم ، والمفاخر، لأنه بعيد كل البعد منها.
2 – اللغة الشعرية الثانية : هجائية انتهاكية ، تمخضت عن الانزياح باللغة والخروج عن مألوف نظامها، من حيث نحا الحطيئة باللغة المعجمية من دلالة عامة متداولة إلى دلالة خاصة ، حميمية ، حين جعل الشاعر المهجو كأنه من فرط كرمه وسخائه لم يزل يطعم الناس ويكسوهم بالحلل الفاخرة ، في حين أن معنى هذا القول الشعري لا يتضمن دلالة ذلك في رأي عبد الملك مرتاض ، فقد وتّر اللغة(27) ، من حيث جعل معنى اسم الفاعل يستحيل إلى معنى اسم مفعول ، توسّعا وتصرّفا وسخرية وتهكّما ، جعل من الزبرقان طاعما لا مطعوما وكاسيا لا مكسوا ، فقلب الدلالة رأسا على عقب ، فأعجز النّحو لتتوقف وظيفته أمام هذا الأسلوب الانزياحي الذي تفنّن الشاعر في أسلبته ، حتىّ ظنّ القارئ أن الشاعر لم يهج الزبرقان فعلا ، فانتقل نظام اللسان الصارم إلى نظام اللغة المفتوح المتفرّد ، وبهذا كان الإيهام الذي تركه البيت الشعري في ذهن المتلقي و المنبني على فعل المرواغة في الدلالة الشعرية أساس التأثير وأساس قيمة الوظيفة الانزياحية الأسلوبية.
إشكالية المعيار بالنسبة إلى الانزياح :
إن من الإشكالات النقدية التي شغلت تفكير دارسي الأسلوبية هي إشكالية المعيار الذي يُعتمدُ في الخروج عن القاعدة ، فقد عرّف معجم روبيرrobert الانزياح بأنه” فعل الخطاب الذي ينزاح عن المعيار”(28) ، أي أن الانزياح هو خرق لمعيار ما ، غير أن “مفهوم المعيار لم يحدد بدقة ووضوح ، واحتمال خطر شرح متغير مسألة قائمة ، ولهذا ونظرا لصعوبة إن لم نقل استحالة تثبيت الجانب اللغوي المعتمد أساسا للحكم على ما خرج على المعيار ومن ثم تقويم الشواذات ، فقد تم استعمال معيار ذاتي ، من حيث تثبيت أساليب محددة في بناء العناصر ، وتثبيت اختيارها قياسا على تواترها ، ومن ثم توقعها في السياقات والمقامات المتماثلة”(29)، يتعدد المعيار بتعدد الشواذات ، فقد يخرج عن المعيار الصرفي والشاذ يكون لا صرفيا ، ويخرج عن المعيار النحوي والشاذ يكون لا نحويا ، ويخرج عن معيار الصدق والشاذ يكون كذبا فنّيا ويخرج عن الحقيقة والشاذ يكون مجازيا ، ولكي يتضح الانزياح أو الانحراف عن الاستعمال اللغوي بادرنا إلى طرح وجهات نظر أسلوبية في موضوع المعيار من قبل كل من هنريش بليث و فيلي ساندرس وميكائيل ريفاتر.
مفهوم المعيار لدى هنريش بليث Heinrich f. plett:
عالج هنريش بليث Heinrich f. plett مسألة المعيار وكان قد أفرد عنوانا تحت مسمى : أسلوبية الانزياح في كتاب البلاغة والأسلوبية ، فقد رأى هذا الباحث أن أسلوبية الانزياح تقوم على أساس المعيار النحوي ، إذ يقوم الانزياح حسب رأيه على صورتين أو هيئتين الأولى : خرق للمعيار النحوي ، والثانية تقييد أو تضييق لهذا المعيار وذلك بالاستعانة بقواعد إضافية ، وقد مثّل للخرق بالرخص الشعرية كالاستعارة ، ومثّل للتقييد بالتعادلات مثل التوازي (30) ، غير أن الباحث لم يوضح معنى التوازي الذي نعته بالتضييق أو التقييد وقد نفهمه نحن بأنه استعمال لغوي يمكن مطابقته مع التراكيب النحوية واللغوية المألوفة ، فأسلوب التأخير على سبيل المثل يوازى مع أسلوب التقديم وأسلوب الإضمار يوازى مع الإظهار ، ومع ذلك ويبقى التعتيم حائلا دون تحديد المعيار الصحيح الذي يقوم عليه الانزياح ، إلا أن الباحث يقرّ بفضل الانزياح في توضيح الخاصية الأسلوبية .
دلالة المعيار لدى فيلي ساندرس Willy sandres :
لا تقوم الأسلوبية في نظر باحثيها على قوانين ومعايير ثابتة كما هي في النحو لذلك ميّز فيلي ساندرس بين نوعين من الكتابة الأسلوبية : كتابة أسلوبية في صياغة منظمة مطابقة للمعيار / كتابة أسلوبية مخالفة للمعيار عن وعي ومعرفة ، وعلى هذا الأساس يتم التفريق بين أسلوبين في الكتابة الأسلوبية : الأسلوب الأول أسلوب لغوي يحترم المعيار ولا يخرج عنه ، بيد أن الأسلوب الثاني أسلوب يضاد عمل الأول ويناقضه من حيث يخرج عن المعيار ولا يتقيد به ، لذلك ينعت فيلي ساندرس هذا الأسلوب بالشعري الذي يسمى بمصطلح الأسلوب المضاد anti stil (31).
وبالنظر إلى مخالفة الأسلوبية المعيار النحوي لتتجلى في هيئة التأسلب ، يمكن لنا أن ندرك حقيقة العلاقة بين العلمين الأسلوبية والنحو التي تنبني على علاقة التبادل وذلك لأن ” التطور اللغوي يلاحظ فيه أن الأنواع الأسلوبية الشخصية في الأصل ترقى إلى معايير عامة للاستعمال ، وإلى قواعد نحوية ، وهذه حقيقة أشار إليها الباحث الأسلوبي الرومانسي Leo spitz erفي ملاحظته التي ذكرها مرارا حين قال : ليس النحو أكثر من الأسلوبية المجمّدة “(32)، وقد يفضي بنا هذا الرأي إلى القول : إن الأسلوب يتشكل من اختيار وانتقاء موفق للبدائل اللغوية المتاحة بغضّ الطرف عن احترام قواعد النحو أو كسرها.
يستطيع المنشئ بمهارته الإنشائية أن يرشّح أقاويل لغوية دون الأخراة ، وينشأ عن عملية التكوين هذه ما يعرف بمصطلح الاستحسان الأسلوبي(33) ، وهو الأساس المعتمد في الحكم على مثل هذا الانتقاء ، وهذا يعني أن تشكّل الأسلوب يُعزى إلى منزع اختياري بين الإمكانات اللغوية المستحسنة أو غير المستحسنة أو المستحسنة نسبيا(34)، وعلى هذا الأساس عدّ فيلي ساندرس الاستحسان واحدا من مصطلحات نظرية الأسلوب يتم بموجبه تصنيف الأسلوب ، ” الاستحسان عامل وفاصل في توضيح تلك الكفاءة اللغوية الحركية المسؤولة عن استراتجيات التصنيف الأسلوبي”(35) ، ويمكن لنا أن نعرف لم أطلق الأسلوبيون أنماطا متباينة على الأسلوب تستهدف انفعالا خاصا أو ” أثرا مخالفا : الأسلوب المتدني يخبر، والأسلوب المتوسط يمتع ، والأسلوب الرفيع يؤثر”36 ، فالإخبار و الإمتاع والتأثير تداعيات شعورية ذات مستويات انفعالية متصاعدة كونها تستمد فاعليته الأسلوبية من درجة الاستحسان ، فغير المستحسن يخبر والنسبي بينهما يمتع ، أما المستحسن فيؤثر، ونعتقد أن التأثير يكون أليطهم بالانزياح الذي يتحول الخطاب باستعماله إلى خطاب خاص ممتع ، لما للانزياح من قيمة في تحديد نظرية الأسلوب .
ما المعيار لدى ميكائيل ريفاتر Michael riffaterre؟:
يولي ريفاتر اهتماما شديدا بفكرة المعيار و إشكاليته ، ويرى بأن استحالة كشف المعيار ليس بسبب لساني وإنما “… بسبب أنه معيار غير ملائم ، غير ملائم لأن القرّاء لا يؤسسون أحاكمهم ” والمؤلفون إجراءتهم” اعتمادا على معيار مثالي ولكن اعتمادا على تصوراتهم الشخصية حول ما هو مقبول كمعيار مثلا : ما كان سيقوله القارئ في مكان المؤلف، هذه المعايير المتعددة لها بعض السمات المشتركة التي يزودنا بها النحو المعياري”(37) ، يمكن القول : إن ميكائيل ريفاتر Michael riffaterre يضع معيارا شخصيا خاصا بالقارئ يدعوه بالمعيار المثالي : وهو الذي يبني عليه تصوره عما يقرأه من خلال ما سيتوقعه أو يقدّمه من بديل لغوي أو أسلوبي يفترض وجوده مكان تصور المؤلف ، إلا أن هذا المعيار يبقى ناقصا بعيدا عن الدقة لأن” الوضع المستقر نسبيا للغة هو مسرح للتحولات التي يعكسها الأسلوب على الأرجح”(38) ، وهناك المعيار الكلي ، الذي يقصد به الخروج عن مرحلة تاريخية قصيرة أو شريحة اجتماعية واحدة ، كما أضاف ميكائيل ريفاتر تسمية جديد لنموذج جديد وهو المعيار المحكاتي المكتوب فيتحدد الخروج عن المعيار بعدم محاكاة المكتوب محاكاة مطابقة كقولنا : لا أحب زيارة المشافي ، المعيار المحكاتي المكتوب : لا أحب المستشفيات، لا للمشافي ، يتم تجزئة العبارة لاقتراح ما دون النموذج المنطوق(39) ، وكأن المعيار المحكاتي المكتوب الذي اقترحه ريفاتر يجزئ العبارة ويختزلها حتىّ تخرج عن النموذج المقترح .
وضع ميكائيل ريفاتر Michael riffaterre عنوانا دعاه بــ: السياق باعتباره معيارا(40) ، وتبعا لهذا الاقتراح استبدل هذا الناقد الأسلوبي المعيار بالسياق كون ” .. السياق يلعب دور المعيار وأن الأسلوب متولّد بفعل انحراف عن السياق فرضية مثمرة”(41)، يعتبر ريفاتر استخدام السياق كمعيار استخداما ثريا لرصد التقويّة الأسلوبية الناتجة عن ” إدماج عنصر غير متوقع ضمن نموذج ما، فهي تفترض أثر قطيعة يغيٍّرُ السياق، وهو ما يرتب عنه اختلاف جوهري بين القبول الجاري للسياق وبين السياق الأسلوبي”(42) ، يتحدّد المعيار بالنسبة لريفاتر Michael riffaterre بقطع النموذج اللساني بعنصر لساني غير متوقّع أي القطع يكون نتيجة تصادم بين نموذجين لسانيين متنافرين في متوالية تعبيرية واحدة ، أحدهما متداول والثاني يخرق المتداول ويناقضه تعبيريا ويكسره سياقيا .
إن السياق الأسلوبيle contexte stylistique الذي عوضّه ريفاتر بالمعيار يشرط مفاجأة القارئ كقولنا : حضر الطلبة مع عروس البحر الدرس ، إذ يمكن تحديد المعيار بكسر المتوالية السياقية المتداولة في جدول اختيار نفعي مألوف : حضر الطلبة ، وهذا معيار تعبيري طبيعي النسج اللغوي ، تصادم مع جدول اختياري عارض أو متعال اللغوي : عروس البحر ، بحيث شكّل هذا الجدول تناقضا مع ملفوظات سياقيه وائتلافا ، في سياق توزيعي واحد ، فقد ظهرت عبارة عروس البحر في سياق لا ننتظر ظهورها فيها ، يعتقد القارئ في تطلعه للعبارة الكلامية أن الأمر منصرف إلى شخصية بشرية فعلا(43) ، فأصبحت عروس البحر إجراء أسلوبيا كسر المعيار التسييقي التعبيري.
نخلص مما سبق طرحه إلى أن مصطلح الانزياح مصطلح متعدّد الاصطلاح ، شكّل إرباكا كبيرا بزئبقيته الدلالية غير المستقرة في أذهان الدارسين ، لذلك حاولنا بهذا الجهد البحثي توضيح ذاك اللبس الذي خيّم على اصطلاحه ودلائليته من خلال بسط مصطلحاته ومقابلاتها الدلالية ، وكذا التعرض لمفاهيمه عند عبد السلام المسدي الذي منحه وشاحا أسلوبيا أخرجه من جبته البلاغية التي حصرته في سياق مجازي محدّد ، كما سعينا إلى طرق مسألة المعيار التي باتت مستعصية التناول والحلّ ، من خلال الجهل بنوع المعيار الذي يعتمد في خرق الّلغة ، كما كان تعريجنا على البديل المعياري الذي اقترحه Michael riffaterre لتوضيح حيثيثات هذا الاستبدال.
مراجع البحث:
1 : عبد السلام المسدي ، الأسلوبية والأسلوب ، ط:5، دار الكتاب الجديد المتحدة ، بيروت لبنان ، 2006.
2: حازم القرطاجني ، منهاج البلغاء وسراج الأدباء ، تحقيق محمد الحبيب بن خوجة ، ط :2 دار الغرب الإسلامي بيروت 1981.
3: عبد الملك مرتاض ، نظرية البلاغة ، دار القدس العري للنشر والتوزيع ، الجزائر ، 2010
4: عبد القاهر الجرجاني ، دلائل الإعجاز ، دار المعرفة للطباعة والنشر ، بيروت لبنان ، 1981.
5: جون ماري جويو ، مسائل فلسفة الفن المعاصرة ، ترجمة : سامي الدروبي ، ، ط:2 ، دار اليقظة العربية بيروت ، 1965.
6: هنريش بليث ، البلاغة والأسلوبية ، ترجمة : محمد العمري ، أفريقيا الشرق المغرب ، 1991.
7: فيلي ساندرس، نحو نظرية أسلوبية لسانية ، ط: 1، ترجمة : خالد محمود جمعة ، دار الفكر بدمشق سورية ، 2003.
8: ميكائيل ريفاتر ، معايير تحليل الأسلوب ، ترجمة : حميد لحميداني ، ط:1 ، دار النجاح الجديدة ، البيضاء ، 1993.
9: عبد المالك مرتاض، شعرية القص وسيميائية النص، البصائر الجديدة للنشر والتوزيع ، الجزائر .
10: عبدالعزيز لحويدق ، نظرية الاستعارة في التراث البلاغي العربي ، النادي الأدبي بمراكش ، أفريقيا الشرق ، 2015.
الهوامش
1 – ينظر :عبد السلام المسدي ، الأسلوبية والأسلوب ، ط:5، دار الكتاب الجديد المتحدة ، بيروت لبنان ، 2006، ص: 124.
2 – عبدالملك مرتاض ، نظرية البلاغة ، دار القدس العري للنشر والتوزيع ، الجزائر ، 2010، ص: 147/148.
3 – السابق ، ص: 124.
4 – فيلي ساندرس ، نحو نظرية أسلوبية لسانية ، ص:36.
5 – ينظر عبد السلام المسدي ، الأسلوبية والأسلوب ، ص: 79/ 80 .
6 – السابق ، ص: 80.
7 – نفسه ، ص: 80.
8 – حازم القرطاجني ، منهاج البلغاء وسراج الأدباء ص : 364.
9 – ينظر : عبد السلام المسدي ، الأسلوبية والأسلوب ، ص:83.
10 – نفسه ، ص: 83/ 84.
11 – السابق ، ص: 81.
12 – عبد القاهر الجرجاني ، دلائل الإعجاز ، دار المعرفة للطباعة والنشر ، بيروت لبنان ، 1981، ص: 331.
13 – نفسه ، ص: 331.
14 – نفسه ، ص: 331.
15 – جون ماري جويو ، مسائل فلسفة الفن المعاصرة ، ترجمة : سامي الدروبي ، ص:76.
16 – عبد العزيز لحويدق ، نظرية الاستعارة في التراث البلاغي العربي ، النادي الأدبي بمراكش ، أفريقيا الشرق ، 2015. ، ص: 121.
17 – عبد القاهر الجرجاني ، نفسه ، ص: 331.
18 – عبد السلام المسدي ، الأسلوبية والأسلوب ، ص: 84.
19 – فيلي ساندرس ، نحو نظرية أسلوبية لسانية ، ص:26.
20 – ينظر : عبد الملك مرتاض، نظرية البلاغة ، ص:145.
21 – السابق ، ص: 145.
22 – نفسه ، ص: 145.
23 – نفسه ، ص: 147.
24 – السابق ، ص: 149.
25 – يروي عبد الملك مرتاض ، مناسبة البيت الشعري والحادثة التي وقعت بين الحطيئة والزبرقان من خلال نقلها من قبل ابن عبد ربه.
26 – عبد الملك مرتاض ، نظرية البلاغة ، ص: 148.
27 – ينظر عبد الملك مرتاض ، نظرية البلاغة ، ص: 151/152.
28 – عبد الملك مرتاض ، نظرية البلاغة ، ص: 145.
29 – فيلي ساندرس ، نحو نظرية أسلوبية لسانية ، ص: 62.
30 – ينظر هنريش بليث ، البلاغة والأسلوبية ، ترجمة : محمد العمري ، أفريقيا الشرق المغرب ، 199، ص: 58.
31 – ينظر: فيلي ساندرس، نحو نظرية أسلوبية لسانية ، ط: 1، ترجمة : خالد محمود جمعة ، دار الفكر بدمشق سورية ، 2003، ص: 106.
32 – نفسه ، ص: 106.
33 – ينظر نفسه ، ص: 123.
34 – ينظر السابق ، ص: 123.
35 – نفسه ، ص: 122.
36 – هنريش بليث ، المرجع السابق ، ص: 50.
37 – ميكائيل ريفاتر ، معايير تحليل الأسلوب ، ترجمة : حميد لحميداني ، ط:1 ، دار النجاح الجديدة ، البيضاء ، 1993، ص: 51/52.
38 – نفسه ، ص: 52.
39 – ينظر السابق ، ص: 52.
40 – نفسه ، ص: 53.
41 – نفسه ، ص:54.
42 – نفسه ، ص: 56.
43 – ينظر عبد المالك مرتاض، شعرية القص وسيميائية النص، البصائر الجديدة للنشر والتوزيع ، الجزائر ، ص:31.