مشهـد
قال لي:
بين كف وكف
تمضي المساء إلى نهاياتها.
تنحو بنقش الشوارع
الى خطوط النافذة.
والوجوه التي انفصلت عن جغرافيا المكان
تطارد الألوان.
ربما تغري النهر بحفنة صمت
ونهار من صدف
على شرفة ربعها الأرجواني المتكسر
وتر كمان
يدوزن مطلعا ناقصا
مقاطع تترى من أغنية مالحة،
قد ترقص كارمن
خلف تهليلة الأبيض في الريح
إذ يسخر من ظل بلا جديلة.
لكنها عارية على رماد الذاكرة
تصل الحقل بلون الجلد
وتقترب من هسهسات الفرح
وتويجات الجسد.
المدينة التي غادرتها.
لم تزل تبعثر خلف صوتها
قهقهة غامضة
مقاعد خالية .
قناديل مسرجة بأوراق ودمى.
وعلى الطرقات حفاة يثرثرون
باحثين عن مشهد إضافي
في الخلفية !
ترنيمة إلى أنس مصطفى كامل
جاءك الأمس المفضض بالنعاس
وقوافل النثر المضيع خلف انية الجواء..
لا جهة تعين على التأمل فى مدار الأرض ..
لا مواسم للتوقع خلف أسوار الشجون
وخيط آماد الدخان.
فكف عن سفر يلملم ما تبقى من رخام الليل
فالهوى اكتملت معارجه الى الفوضى
وما عادت رخاء !
نبيذ رغبتنا يغيب ليملا الطرقات همسا
وخطو الكائنات
يؤالف الغرباء والمطاط
ريشا للنساء وللحمام
ما استجد من الهباء.. أو الظلام
هل كنت تبحث عن وسام ؟
زجاج عوالم الأشواق .. والأسفار
يؤوب ولا يعود على أديم الغيب.
مثل مهرج خرجت خرافته
لتتسح الطريق
عادت جوارحنا لتحتل المكان
ولا زمان.
فهل سنمضي باتجاه الوقت
خلف أجنحة الأمان.
هل عادت الذاكرة لتحيي
بعض موتك أو صداك
تعب المغني في هواك.
كلما ناديت في آهاتنا حلما
فررت .. ولا أراك
أنت وراء خيمتنا
شراع واحد يقعى
ولا يجدي سواك !
أسامة عرابي (شاعر من مصر)