مبتدأ:
فليسامحني التراب الذي تتمدد فيه روحك، ولتسامحني عظامك كلها، وليغفر لي جسدك الحائم حول أكثر من سحابة في صحار.
أيّها البشّامُ الحسنُ:
أُقبِّلُ هديل الحمامة النائحة على شاهدة قبرك
أرتجي نحيبها وعويلها
أترجّى ريشها الرطب أن يسقي أشجار تقصيري في بذْر طينك.
إذ كم حاولت أن أكتب عنك حيا؟!
وحدها لوحة المفاتيح
أخرست بناني وأطرافي!!.
والباقيات أخبار:
– 1 –
ما ظننت أن لن أصادف طريق يديك..
لعلك لم تفكّر لحظة أنك لن تعود وأنت في الكرسي الأمامي من السيارة، لن تحكي شيئا للسائق قبل أن تستقبلك صحار 2020 م.
– 2 –
رحيلك المبكِّر القادم من سمايل مؤلم كالصمت.
– 3 –
أهلا وسهلا بحسن مبارك:-
هذا ما قالته الحرِّيةُ في يوم سبت إبريلي، من عام رحيل فكرة وصلت من صحار إلى سمايل؛ لتأدية السجن، بوصفه فريضة عقاب، لكل طرح إلكتروني جديد.
– 4 –
خنجر لحيتك مغروس على قلب الكرة الأرضية.
عنفقتاك شاهدتان على ما احتفظت به الأيام
عن دوّار الكرة الأرضية.
– 5 –
في معجم قاموسك لا حدّ للكلام.
– 6 –
الزمن لا يملك ملايين أخرى لزرع سجن مركزيّ جديد.
قالها حر شريف، ومسح ثلاث دمعات
ماء دمعته الأخيرة أصدر صوتا
على الصفحة الأولى من جريدة الأحلام
لحظة قراءة خبر رئيس:
دموع سجناء العنبر 13 تجرف سجنا مبنىً ومعنى؛ إثر وفاة سجين مُفَسْبكٍ
فجر آخر سبت من إبريل.
– 7 –
ماذا ستفعل الخويرُ بوثائقك المحتجزة؟
– 8 –
اعطني شهادتك الأخيرة؛ لأقرأ ما كتبته فيحاء الجحيم في مستطيل توصيف الوفاة.
– 9 –
روحك هزمت سجنا في عقر مكانه.
بتعبير مجازي آخر:
وحدك هزمت الحريّة في عقر دارها
وانتصرت عليها..
– 10 –
عمود قامتك الفارعة ينير آخر ظلمة في ليل صحار.
– 11 –
ما من سجين ترحل روحه بوفاة طبيعية.
لي حق صياغة جملة أخرى أكثر تماسكا بفن الكلام:
طبيعيًّا كمن في جنة الدنيا لا يموت السجين، يفيض التفكير عن البدن؛ فتنفجر مرارة القلب. اضطراريًّا
ترتطم الروح بالقدر
وتغادر البدنَاْ.
– 12 –
بسُكّرك المرتفع نواجه الصبرَاْ
بسكرك المنخفض نُحلّي مرارة أيامنا.
– 13 –
ألن تعيد وفاتك بذرة صغيرة من نبتة الإنسانية في مزرعة العقل؟
– 14 –
الأحرى أن أشهد:
سجناء الكلام كالشهداء، إنهم في نزهة غياب افتراضي، حتى يحبهم بشرٌ آخرون على أراضي نصوص أدبيّة، تكتب كل يوم في قادم الدهر.
– 15 –
على سريرك
أخطّ لعابُك سرّا؟
علّ سجينا ينصت لزفرتك الأخيرة.
– 16 –
سأحتفظ بذكرى آخر مكالمة هاتفية كانت في ليل العشرين من نوفمبر
قبل سبعين ساعة من هبوط طائرك الميمون
إكراهًا
على مطار سمايل.
– 17 –
صور العصفور المشاكس بريش نزلاء الواجب التزام أخلاقي، لا يتقن صنعه إلا من ترك فؤاده في السجن، وعاد للحرة صحار كنزهة قصيرة؛ حتى يؤوب ثانية لإكمال رحلة العقاب البشري.
– 18 –
كراسي جذوع نخيلك الملوّنة بالحياة
مقاعد السجناء في الجنة.
– 19 –
للعلوي
لا تنس أخذ سلام من صميم أعماق القلب.
اخبر عنّا عبدالله
أن قد اشتغلنا أخيرا في الميناء حمّالين.
– 20 –
كلما طوقتني بوابة صحار
على حسنك يطوف لساني.
حمود حمد الشكيلي *