– لا أحبُ العصافيرَ حين تُزقزقُ مُبتدأَ الصبحِ ..
– هل قلتِ أنَّ العصافيرَ مفتونةٌ بعيونِ الصباحِ
تمشِّطُ عن رمشِها ما تبقى من الصمتِ والليلِ والذكرياتْ؟
– لا أحبُ الورودَ تُفَتِّحُ أكمامَها الفجرَ
لا أحبُ اهتزازَ المراجيحِ مع نسماتِ الصباحِ
ولا بقعةَ الضوءِ تدخلُ قسرا
لا أحبُ البداياتِ
لا أحبُ الحياةَ بمبتدأِ الصبحِ .. أيَ حياة!
– هل قلتِ أنَّ يديكِ تنوبا عن الشمسِ
تفتحُ أكمامَ وردٍ بهمسِ
وتأذنُ للعطر كي ينتشرْ؟
هل قلتِ أن المراجيحَ تهززكِ حتى عيونكِ تغفى
وأن النسيمَ بمبتدأ الصبحِ يغسلُ عينيه كيما يجيءُ أنيقا إليكِ
وأنكما كالحمامِ تطيرانِ أعلى؟
وهل قلتِ أنَّ الضياءَ يفتِّشُ عنكِ
ويغدو وحيدا إذا لم يعدكِ بلقيا الأحبة عند الأصيلْ؟
– أكنتَ تظنُ بأني نسيتُ حذاء الجنودِ بمبتدأ الصبحِ
كيف يفرقعُ أضلاعَنا ثم يمضي طليقا ولا يلتفتْ!
أكنتَ تظنُ بأن الصباحَ سيحملُ رائحةً غير طعمِ الزنازين حامضةً مُنتنةْ؟
ألا كلُ صوتٍ ورائحةٍ ليس إلا لهمْ ..
ومبتدأُ الصبحِ ليس إلا لَهُمْ .. لَهُمُ وحدَهمْ !
هُمُ اختلسوا ذكرياتي صباحا
فويلٌ لهم!
شميسة النعمانية
شاعرة من عُمان