l العودة واقفاً
هذا الإسفلت الضيق بالكاد يوصل لحزنك
ثم..
دعيني أداعب طفولتك الآن:
بين قطيع الأغنام التي تغني بدلا عنك ,لخلل في الصوت
وزوجين عجوزين يغسلان بعضهما أسفل النبع ويرددون الحكايات نفسها عن تلاشي الأشياء
-ستكبرين لاحقاً
لتطلقين سراح فساتينك القديمة ويحشونها بالوسائد ثم توزع على الفقراء على أسرتهم الحجرية
ويصل الإسفلت لردهة قلبك تماماً
-ستكبر ضحكتك
وتقسمينها بالتساوي على الأسطح والنوافذ المواربة للضجر والحاجة التي تأكل نفسها
ستدربينها على المشي مثلاً
ثم الركل الأنيق للنظرات الجائعة من دماء سوداء , تضيء أبدية الحي للموت
-ستكبرين
لأن ثمة أصابع تطارد نعومتك على الطرقات
تشاركينها احتفالات أناملك الخائفة في أمسيات الصيف
وتعلمينها وقع القطرات الثقيلة على هشاشة الغصون
ستصنعين طقوسك للانزواء الكثير
ومدنك المجففة على الأكمة
تدارين بشر يسنون سكاكينهم
لأن الرب قال ذلك دون توقيع : وتضحكين لهذا
سرطانهم للبقاء صار غير حميد لهذا يخجل فيتقافزون
لأن الكثيرين سيمرون رغم ذلك
أشبال القرية سيرتبون نشوة تخصهم
يتعاطون الجنس المثلي : ويبكون بعد كل نشوة
من افتراض العواطف وتصنيف الأخطاء
ثم يغنون بشجن أسطوري كأننا نحن حناجرهم المتآكلة
للمطرب الوسيم ابن قريتك
«مسكين قتيل الهواء الله يرحمه , من مات في العشق يا نعم القتيل»
لقد كبر هو الآخر
صار له آلاف المعجبين وثلاث زوجات قاصرات
وبعض الخبثاء الذي يطاردون ضالة إناثهم بداخله ويذوبون
بعد كل حفلة :يطاردونه لردهات الفنادق ويتوسلون الدفء
-ستكبرين حد ان احتضنك الآن بملايين القبلات
فأنتِ خفيفة لأن الموتى تخلوا عن فكرة زيارتك كل يوم,
يشاركونك وجباتك وفروضك المدرسية
ويتلذذون طقوس شنيعة على شجن الأخوات
-ستكبرين
لأن الإسفلت أوصلني لجسدك كاملاً
ونسي
كل أشيائك لأجلي ..
l وشم بظاهر العين
هكذا
لأبقى على عظامي كما تحب عظامي
لا شيء
مزيد من المغامرات والنحول والتجريد
يلزمني الشوق مغمس بالكاكو ورائحة الأنثى خلف الخيام
ذكرى جسد متناسخ تؤلم , لأن القبلة من الداخل
غادرت هي
وبقيت هكذا
بوقاحتي كفكرة مقبولة للحب
ولا يمكنها الغيرة مثلي
لتسريح الوجد , ووضع الكبسولات المهدئة بعشك الرطب
حتى يتسنى لي ابتلاع الحنين كاملا
بدلا من اصطحاب البحر لهجرة غير شرعية
فكلانا يرضى بالبدائل تقريباً:
مثلا هي لنسياني أنجبت الكثير من الأبناء , ومنحتهم اسمي جميعهم
وراقبت ما بي من طفولة , من فقد , من أطوار وجنون , وما بي من موت وهدنات عرجاء
بكل تفاصيلهم المشاغبة أطفالها : المضحك, الأخرق, الغريب, الفاحش,والكامن بين الصرخات
أنا لنسيانها
ارتكبت الكثير من الهفوات
والشرور الرديئة , اطلقت حنقي للشوارع كلاب ضالة ومسعورة
تحرشتُ القاصرات بعد أبواب المدارس
وزعت ضحكتي على نساء الأتوبيس, ومؤخراتهن النعسانة بطفولة غادرة
تعريتُ امام المارة وبكيت
احببت ان اكوني «مثلي» وفشلت
يا لطيف
غريبة كانت
ككل الأشياء السعيدة بداخلي
أبدلتها بزوجة مطيعة , تتقن ملاعبة شروري هذه بخبث كائنات فضائية
غير أني للآن مازلت احتفظ برائحة ثيابي الداخلية بعفونتها,
كذكرى أخيرة للهاثي المستمر تجاه رائحة أمومتها المفضلة لدي
و الآن :
اعني
في كل يوم اصحو باكرا , لأتقبل حادثة فراقنا
ببرود رجل تسعيني ووحيد , يراقب الحرب من شرفة بيته
وينام..
حميد الشامي