-1-
يُجيزُني النهرُ لأعبرَ ما استَطعتُ
من الكلامِ
ألمُّ بكفِّي مياه انحداري وأمضي..
على ضفتيِّ العبارةِ أُلقي حروفي
أغنّي بماءِ القصيدةِ صوت انتهائي
إلى المشتهى
لا لشيءٍ سأعبرُ.. بل لأتقنَ الهطولَ
وأُثبتُ لذاك النَّهر أنِّي كمجراهُ: «لن أخدُلَه»
-2-
حروفٌ كالزَّرعِ الموبوءْ
كشعرٍ أفرغَ المشاهدَ
من لونها
فغدا الحشدُ شفافاً مبتوراً
هذا ما خلَّفهُ الرَّجعُ:
صوتٌ تعلوهُ الرَّجفةُ
تائهٌ، لكثرةِ ما ارتدَّ
قد غادر نفسهُ
حاول ألا يُطعنَ
في ظهر اللُّغةِ
لكنَّ الحبر الأعسر اكتفى
بأنْ يُنجِبَ مفردةً مقلوبة
فارغةً إلا من
خذلانٍ آخرْ
عكَّازُه خطٌّ مجنونٌ
-3-
أنا ما استبحتُك يا ليليْ
لكني قد هُتِكْتُ
من الجنونِ
فاعتمرتُ قصيدتي
وامتطيتُ هدايةَ
الحرفِ النديمِ
هذا كلُّ ما استطعْتُ قيامهُ
فامتلكني ما استطعتْ
-4-
عبرتْ ظلالكَ من دمي
كي ترتدي ضوئي ملاذاً
من هنا أكلَتْ شفاه التمرِ
الشهيِّ على مفاتن اللغةِ الحبيبةْ
من دمي رسمتَ جيدَها
واحتميتَ غيابها
فيا دمي/ دمُهُ اشتعالي
عارياً تبدو كلَّما دسَّتكَ
في جيبِ البلادِ حدودُ فرحتنا اليتيمةِ..
تُحتضرْ
-5-
ما لي أباغت ما استطاعَ الكلامُ
وأكثّف اللقطات
في بقعة الضوء الأخيرةْ..
كي أحلّل ما تبقى من موشور
أحلامٍ إلى ألوانه الأولى
وأتلو: أني زرعتُ أصابعي
وحصدتُ من الأوجاع داليةً
مقطّرةً في حضنٍ أمّ لم تلد إلا
صدايَ مهرولاً نحو الحياةْ ..
وكبرتُ يملأني
صدأ البلادِ وظننته
نسغي فمتّْ
-6-
إذا ما ارتدتْكَ أناملي يا كأسُ
وصارَ وجهُ الزجاجِ
كلَوني تُراك تحنُّ؟
وتعرف أنّ البلاد غريبةْ
وطعم الفرحة صار دخيلاً
وأنَّ الأصابعَ ، لمّا تضمُّ،
لا تلمُّ إلا مدايَ الحزين
كظلٍّ يفيء على جسد
العبارات ضوئي..
—————
إنانا صالح