ليلى عساف
شاعرة لبنانية
1 – بعد كل هذي الحروب
أجدني أسحب ظلا ورائي
كتمرين على المرارة
2 – يداي في الظلام
أعد النجوم وحدي
كان صوتًا مسموعًا
من النجمة الأكثر بعدًا
3 – نهار
كأيدٍ عائدةٍ من الليل
4 – نجمة مسرعة
ستغني كثيرًا
القتلى لا يريدون سماعها
5 – الحرية
الأكثر سطوعا في العتمة
6 – ماكينةٌ تحوك
خيوطٌ تطير
أشباحٌ فقط
لعلني أغفلت خيطًا
تحوكه يداي أو فاتني أنها
أصابع تشتعل
7 – أوراق تساقطت
تزحف مثل نجومٍ
رغم عماها
تفرش أغنية حياة
8 – شجرة
يتناهى إلى مسمعي
حفيفٌ
وأدرك كم هي مغلولة
9 – رويدًا رويدًا
بخار يتصاعد
جلدي يقشعر
داخلي نحل
فجأة
يصحو طائر بكدمات وحرية
10 – عرفته كما رأيته من فراغات بين المباني
ومن سطح منزلنا
البحر
ظل داكن لأشرعة تلمع كرغبة زوارق تقلع
ونظرات مشبعةٌ بالماء
فيما طائرٌ فوق الصخور
يجمع فتاتًا أزرق
يبني منه عشًا
11 – كل لحظة قد تكون الأخيرة
كم نحن جميلون في الخطر
12 – لم أعد أملك جسمًا
ولا قمرًا بلون الحليب
فقط صرخةً قلما بدأت
نجومًا أبصرت هوة
وأشياء أطول منا
تسير بمحاذاتنا
13 – لن أدع يوما يمر دون أن أخبر الذين أحبهم أنني أحبهم
حتى الغرباء
سوف أنام أقل وأحلم أكثر
قرب نهر ينزع عني قشور الحرب
14 – تموت خطواتي إن لم تطأ طريق الحرية
لو أستطيع زحزحة الحائط
في مهب أشياء تعيش بعدي
نظارتي؛ ساعة يدي؛ المنفضة ؛ قلم الرصاص
وحدي أنزلق فوق حياة
أتفادى حكمتها
15 – تحت ضربات إزميل متتالية
نبدو أكثر وضوحًا
16 – من أين يأتيني هذا الضوء؟
من نارٍ في حطب
من قمرٍ يحفظ أحلامك عن ظهر قلب
من شمسٍ تحشر أنفها في قدح الشاي
من سنواتٍ أطفأت فتيلتها
من عيونٍ تحرسك
من نقطةِ حليبٍ سقطت سهوًا من ثدي أم
من أجنحةٍ تحاول الطيران
من منديلِ جدتي المطرز بالحكايا
من صفاءِ نيتي
من خيوطٍ تتركها دودة الأرض في سيرها
من قذيفةٍ تندفع نحوي
يطول الغياب
في ضوء شمعةٍ تذوب حتى آخرها .