الأرضُ ترفعني
على أَغصانها
وتزفُّ لي أنثى الكناية ِ والسؤال
ماذا أسمي جسمها المنساب
مابين الخرائط ِ والردى
وعلى شفا كتفيه نار ٌ
قد توارت في المدى ..
الحلم أصل جهاتها
شجرُ الغواية والهداية ِ
ريشُ نشوتها .. وبرق صفاتها ..
الحلم شاعرها الذي يجري
كماء ِ جنونها تحت الظلال ..
ماذا أسمّي والغرائب في كوامن غيمها
تلد الذي ..
يمتدُّ ما بين
العبارة ِ والإشارة ِ والخيال
ياربَّ معبدها …
هي امرأةٌ ..
كما الصّبار .. والإكسير…
أو … قُلْ
فضة الفوضى ،
سرير الواهمين ،
محارة الهذيان ِ ..
بوصلةُ الحواس
ياربَّ معبدها ..
أَغِثْ فيّ الخرافة َ ،
من تهاويل الصدى ..
وأَغثْ .. حروب َ الحب ِ في دمها
فكم أَنجيْتَ
من هَلكى …
سأ ُبحرُ إنّ أنجال الفراسةِ ،
قد رأوا أَرَقي
فجاءوا بالمسافات البعيدةِ ،
كي أَجولَ على خفاياها
وأَقرأ سيرتي …
طفلٌ .. بلون الصوتِ ..
والصلواتِ والأعيادِ ..
يولد شاهقاً
والشمسُ من غرب الصباح ِ ،
الشمسُ من ظُلَل ِ السحاب ِ ،
رَمَتْ .. مجامعَ قلبها
ورداء َ جنّتها عليه ِ ..
وبلدة الزيتون والحنّون ِ (ترشـيحا)
– فضاءُ بُزوغه ِ-
راحت تُمسّده ُ
بآياتٍ من الذكر الحكيم ِ
وتصطفيه ِ لها ..
اسماً ومصباحاً ومنزلة ً ..
هل عَلّمتْه ُ نصوصَ
رؤياها.. ؟
فكلّم حزنها الآتي
وساوَر حيرة الأرواح ِ
في القمر المحاصر ِ بالأفول .. ،
لا شيء يقلقه ُ ..
سوى حدس اليمامة ِ
في لواعجه ِ وفي شجر الهديلْ
فيرى ملاذ طيوره ِ
في صورة الوطن البديل
ويقيم ُ ليلٌ ممطر بالأضرحة
وتضيق ُ أرواح البلاد بمن أتوا بظلامهم
من كل أشتات الأذى
يتقلدون الجائحة
هي ذي طفولتهُ الرهيفة ،
يرتديها رعبُ من عَبروا
ومن جثموا على أحلامه ِ الأولى …
فيهرب حالكاً بالخوف ِ ..
نحو سماء يجهلها .. وتعرفهُ ..
هو ذا بخيمته ِ
يحط ُّ على الرياح ..
الجرحُ زوبعة ٌ .. لـهُ ..
والجوع ُ متراس لموتٍ لا يُرى
الجوعُ جائحة ٌ
لموســيقى الخراب …
j h j
عشبٌ بشــــكل البرد ِ ،
ماءٌ غامقٌ كَدَم ِ التراب ِ ،
دَمٌ على أثر الغرابة والغياب
هل هَرّبوا منهُ الشوارع والمنازل فاستغاث َ
له الفناء ْ ..
لا شيء في جِلْد الضباب سوى
فراغ ٍ موحش ٍ
هو ذا يُفتّش في العراء ِ
عن المكان ..
وفي المكان عن البقاء …
لاشيء في لُجج السكون سوى مصارعه ِ ..
فيمضي صوب أغنية ٍ وأطياف ٍ بلون حدائق الموتى
على مرمىَ اليباب
مازال يحمل بعضه في خيمة ٍ
– والموتُ أوشك أن يُجاولَهُ –
يَرّجُّ الأرضَ من منفى
إلى منفى …
ليجترح البهاء َ من الهباء ْ ..
ويظل يحفر في الجنون
لكي يرى الأشياء َ
خارج وصفها
ويرى الجبال تمر
في إيقاعه ِ مَرَّ الغمام ِ
يرى البنفسج وهو تزجرهُ السماءُ ،
وقد تحول في اليمام ِ ،
إلى رصاص …
قد تحول في الرصاص إلى عواصفَ…
تستردُّ وشيعة الفينيق من جوف الظلام
هل نقتفي أثراً لخطوةِ
روحهِ المتقدمة ..
هو في جماليّات ِ مرج ٍ في العُبابِ ،
وفي هتافاتٍ لمعجزة السرابْ …
هو في الحنين ِ ،
وسيرةِ الفوضى الجميلة للنشيدْ ..
كم رتّلَتْ فلواتهُ ترجيعَهُ ،
وَهَفتْ إلى قلق ٍ
سيشرق بالسنونوات من خَبب ِ الخيول ِ
إلى إحالات النخيل ْ ..
فهناكَ ما يكفي
من الشرر ِ الذي يَلدُ المجازَ
هناكَ مايعلو ليصبح هالة ً
للغامض الأزلي فيهِ ،
ومهجة ً لشقائق النيران ِ
في دَمِهِ البعيدْ ..
هل خاطبَ الوَحْيَ الذي
ألغى المسافة َ ..
بين قنديلين ضَمّهُما
أم أنّهُ لَظّى الفراشة َ
وهي تتبعهُ
إلى اللهب الجديدْ ..؟
هو في مقام الاكتشافِ ..
وَخَلفهُ تتكلم الرغبات فُصحاها ..
وترتعش الحدائقُ
قبل أن تأتيهِ
يرتعش الغموض ويصطلي …..
هل في كتاب الحيرة الزرقاء
سرُّ نشورها
أمْ برزخٌ ما حوله بحران ِ
من ماء ِ الهواجس والشذا … لا يبغيان
_ _ _ _ _ _ _ _ _
في اللذة الأخرى
لسبر حوافها
شبقٌ من الياقوت .. يسري
في العظام وفي اليديْن ..
نصٌّ تبللَ بالوميض ِ وباختلاجات ِ اللجيْن
ثمرٌ من السّحْر الذي
ماذاق شَهْدَ مُدامِهِ
أَحدٌ .. من الثقَلَين ….
———————-
عصام ترشحاني