خالد العبسي *
محاضِر في “اللغويات” يقول:
إن للغة طبيعةً اعتباطية
فلا صلة بين كلمة “شجرة”
وتلك الخضرة الظليلة
لا شيءَ يتبدّل لو أن العربية
سمّتها “بقرة”
ومنحت ذلك الحيوان اسمَها
ماذا لو ارتكبت عربيتنا
هذه الحماقة؟!
خطيب الجمعة يضرب الأمثال
فيذكر بقرة طيبة
أصلها ثابت وفرعها في السماء
نرثي العظماء في سِيَرهم
“ماتَ واقفا كالأبقار”
كيف لنا أن نرفع رأسًا أمام اللغات والأديان
ونحن نذبح الأشجار على الطريقة الإسلامية؟!
وقصة الحطّاب الذي عاد إلى
منزله مُضرّجا بالدماء
كيف سنحكيها؟
ماذا نمنحه في ذُروة القصة؛
أفأسا أم ساطورا؟
أيهما أليق بإنهاء حياة بقرة باسقة؟
ولو تمادينا وسمّينا ثمارَ الأشجار عُجولا
فلن يطاوعنا الفعل الأنيق “قَطَفَ”
على هذه المهزلة
ستبقى العجولُ مُعلّقة
على غصونِ الأشجار
في مشهد كوميدي يدلّ
على ذائقة لغوية مزرية
محظوظون نحن
لأنّ خيال الأكاديميين يظلّ بعيدا
عن أشجارنا
محظوظون حقّا
لأن الشجرة الشجرة
والعصافير لا تغرّد
في الحظائر
ولأن الحَفيف ليس خُوارا …