(1)
شهوتي ضوء على ضوئك
لماذا – إذن – يتعرى ضوؤك لضوئه
من دوني ؟
(2)
دون أن يخدش
الجهد المبذول للجسد
في العبور بالحديث من أدوات
التجميل ، الى الفروق الدقيقة
بين الألم واللذة
سوف ينأى بعينيه
ويمنحها فرصة الحضور كاملة
في الفراغ.
الفراغ وجود
عليه تفتح
بوابة الانتظار. .
(3)
"لا مكان له "
أتخيلك تقولين ذلك
وتغضبين على الصداقة التى ترغب في التحول
الى حب
فجأة.. .
فيما تضربني رأسى
وتدخل حافة الطاولة كمنشار الى جسدي
تقسمني نصفين
للأعلى خفوت الضوء في زاوية المقهى
وللأسفل الأرض من تحته ..
تتبادل وجوه الرواد/
المارة الأكثر بعدا
الاشارات
وتلح في الدهشة ..
أسأل الوقت الذى جئت منه
هل كان تشردي أقل من أن يثقل قلبك
أم ان شهوتي خجلت
من أن تميل نحوك
ورأت أن لا مكان لها
في حب تتجرد فيه الأعضاء من طبيعتها
لتحلم فقط . .
هل عشت عمري هذا خائفا
من أن يقول جسدي شيئا
عن أحشاء تقتتل
غرفة تتآكل أثاثاتها،
وماء يتناسل قططا وكلابا.
أسأل
هل نضجت متأخرا
أم ان دمي المتثلج
أضمر ما وصلت إليه يداه من نوافذ؟
أسأل
لابد أنني نسيت شيئا
قد يكون بطني
وهو يقتات وهم شبع
وهو يختزن الغبار.
أو ظهري
وهو يستند على هشيم من الوقت
وهو مغمور في الفراغ
بانتظار نزول حائط
أسألك
وقدماك تنحازان للخروج
على
على المقهى
وتواصل فقدي ..
(4)
يستقبل نسيانه برحابة صدر
الذي يسير الآن
رأسه بمحاذاة قدميه .
(5)
قبل أن أدخل في سريري
خاليا مني
حتى يتسنى لي الصراخ
دون خجل
على أن أسمعكم ضحكي
أغلق النوافذ
الباب المفضي الى الشارع
في هدوء
لا يذهب أبعد من آذانكم ..
(6)
لم يبق إلا سقف بيتي
يبادلني الحزن
قرب يدي
ورأسي
وجسدي حين أتمدد في فراشي ..
أصعد إليه
وأحيانا
ينزل إلي
نستنزف الذكريات
نصنع أخرى أكثر دهشة
بآخرين ليسوا لنا ..
الآن
مثل صديقين حميمين
كل يوم
يدفن أحدنا الآخر
في صمته ..
(7)
شوف أتعمد الترحيب به
أفسح له مكان القلب
وادعوه ألا يشعر بالحزن
لفراق أصدقائه
الذين حتما في حاجة لونسته الآن
سوف أفعل ما هو أكثر
إن استطعت لابقائه
هذا الموت الذي يحيا
من أجلي.
(8)
أرمي بجسدي الى الأرض
أتيحه لقدمي
وأضحك
بينما تطال إحداهما موضعا
لكنهما حين يصلان الى الوجه
يكون عليها قلبه
وعلي تجاهل الاكتفاء بما تهشم
ملء المسافة بين العنق والرأس
ممارسة ضحكة هادئة
وبدء القفز
حيث سيفضل الانتهاء من الأمر سريعا.
محمد الحمامصي (شاعر من مصر)