لا شكَ أن رصاصةً تلكَ التي اخترمتكَ قلبكَ ، بعثرتكَ لغير شيءٍ ؛ ذكرياتكَ .. أمنياتكَ .. أمسياتكَ .. قبراتكَ .. أُخرياتكَ .. أغنيات المهدِ والميلادِ والألقِ المَريدْ
لا شكَ أن رصاصةً تلك التي اختزلتكَ شعركَ .. ذاتَ أفياءٍ وأنداءٍ وأسماءٍ وصدقٍ لا يُفيدْ
لا شكَ أن رصاصةً غير التي كُنتَ أنهيتَ من استباقِ الحتفِ في النصفِ الذي أوشكتَ أن توفيْ من الحرفِ الذي حبرُ الوريدْ !
لا شكَ أن رصاصةً أُخرى ستأخذُ غيرَ شيءٍ كُنتَ تحرصُ أن يكونَ ولم يكنْ يوماً سعيدْ !
لا شكَ أنكَ بُتَ تُدرِّكُ أنهُ القدرُ الذي كانتْ تضمُكَ عنهُ أمُكَ غير أنكَ كنتَ تفعلُ ما تُريدْ !
الآنَ تُدرِّكُ أنَّ سِرَّكَ ليسَ سِرَّكَ والعيونُ المنصتاتُ المصلتاتُ العارفاتُ المُنكراتُ عليكَ آكدُ من أكيدْ !
ستموتُ في العشرينِ يا ولديْ ومُفتقديْ ولن أشفى بغيرِ الموتِ من حُزنٍ ومِنْ كمدِ ولن تُشفى بغير الموتِ من موتٍ فضوليٍّ يُراقبُ من بعيدْ !
ستموتُ من عُقَدٍ بلا عددٍ ومن رَصْدٍ ومِنْ رَصَدٍ ومن جمرٍ ومن بَرَدٍ ومِنْ بَلَدٍ خُرافيٍّ بليدْ !
ستموتُ في العشرينِ فاكثرْ ما استطعتَ من القصيدةِ أيها الرجلُ المسافرُ في المواوويلِ الشريدةِ كالخيالِ زُهاءَ عمرٍ أو يزيدْ
كُنْ ما استطعتَ من البلادِ وما انتزفتَ من المدادِ وما انبعثتَ من الرمادِ وقل لها : يا بنتَ آمالي البعادِ أنا أُحبكِ .. وابنُ جنبكِ إنما أنا مَنْ يُريدُ ولا يُريدْ !
محمد مطيع الغيثي
شاعر من اليمن