إلى بول شاوول
وُلدتَ لتكون عبقاً.
وُلدتَ ولادةً لتكون؛ بركاناً على شفة؛ يداً تنجبكَ من ذاتكَ كلّ صباح؛ وسبباً للبحر.
مثلما الظلُ برهان الشجرة، هكذا أنتَ، برهانكَ. تعيش التباسكَ وتتعلّم حكمة أن تحبّه. حكمة أن تتحرّر منه، لا به. حكمة أن تتركه يتحقق بمعزلٍ عنك، كمثل مطرٍ لا يدين للغيمة بشيء. ويعرف.
كلما مشى ليلٌ، يبقى لكَ منه، لكَ أنتَ وحدكَ، ضوءٌ لترويه.
الأفق في حلقكَ مكسور، لكن لا أحد يغنّي السماء مثلما تغنّيها. تغيّر قدركَ كلما كتبتَ قصيدةً، ووحدتكَ معطفكَ ضد الحياة. تمضغ في طيرانكَ خبز العاصفة، وتترك عظامكَ القديمة تتراكم على كتفيكَ. لا ثقل، أيها الشاعر، يعوق سفركَ. ولا كبرياء تعوق العودة. لأن لا كبرياء، ولا عودة.
قلبكَ جبلٌ للمتسلقين، ورحمٌ للمتساقطين. قلبكَ لكلّ ما، كلّ مَن عداك.
الكلمات؟ محض مصادفة في دربكَ. يظنّونها المسيرة وهي حادث السير. أنتَ أنتَ من دونها.
أسمعكَ أيها الشاعر تقول: الدمع كائنٌ صغير. الأختُ صغيرة. الشعر صغيرٌ أيضاً.
ولا تخون المهرّجَ الحزينَ إلا ضحكاتُه.