منذ أن بدأت الحرب في بلادي
وأنا أدون يومياتها الشريرة في مدونة الكترونية
أدون
الحزن وهو ينسحب بين أكوام الملابس الملونة في غسالتي الاتوماتيك ذات الدوران الممل
رائحة الثوم في أصابعي وأنا أطبخ صنفاً من الطعام لا أحبه
وفي نصائح الكتابة التي أقرأها يوميا
لأتمكن من كتابة رواية عن حربنا
والرجل الذي أحب، صوتي الذي يخذلني في كل مرة أستعد للغناء.
ربما
تفوز مدونتي كأفضل مدونة عن الحرب
أضحك لسذاجة تفكيري.
منذ أن بدأت الحرب
وأنا أفقد جزءا من ظلي
وأفكر كيف سأرسل فطائر الشوكولاتة إلى السماء؟
j h j
لا أقرأ الشعر الذي يسمى وطنياً
لا أستمع للأغنيات الوطنية
لم اتخلف عن موعدي في توديع الرجل الذي أحببت
في غرفتي التي لم أغادرها منذ الأمس
تبدو الحياة خيطاً طويلاً ومملاً
كأمرأة فاشلة في الحب
فاشلة في أمومتها
لم تهتم بالقضايا التي يسمونها مصيرية
في غرفتي التي لم أغادرها منذ الأمس
أتابع باهتمام شديد برامج (الفينج شوي)
وأخرج بنتيجة مقنعة
أن لا طاقة لي على الجذب
أعاني توتراً وقلقاً وأشياء أخرى غير مفهومة
صديقتي ترفض هذه الإدعاءات بشكل كلي
نصحتني بقارئة (ودع) ممتازة جدا
حسب قولها
اخبرتني أن هناك (تابعة)
تلاحقني بشكل مستمر
تعطل مشاريعي المستقبلية
ويلزمني للعلاج المواظبة على استعمال الملح الحصى والفلفل الأسود والكثير من الخزعبلات
في غرفتي التي لم أغادرها منذ الأمس
أسمع ضحكة طويلة
هل أنا مجنونة في عالم يبدو أنه لا يختلف عني كثيرا
j h j
لا أصدق حديث العدالة، المساواة، الحرية وغيرها
حصيلة الشهداء الشهرية
والأفلام العاطفية.
في الطرق الفرعية للحرب
تواظب المرأة الحزينة على تلميع فردة حذاء جندي كان يأمن منطقتها
بصوت باكي تغني
“كل دقة في قلبي بتسلم عليك…. يا وحشني”
العائلة التي كان جزءا منها
هجرت أكل المكرونة بالخضروات التي كان يحب
الدولاب الذي يحتفظ بملابس الأحبة كأشياء ثمينة
القصائد الجميلة
عتبة البيت التي كانت تنظف بشكل يومي لاستقبال الزيارات المتقطعة.
في الطرق الفرعية للحرب
ذلك الوجه الباسم
لم يغادر عيناي المرأة الحزينة
j h j
نكتب القصائد عن الحرب
لا يهم ما يكتب
اللون الأحمر يفكر في معنى الحرب
الحرب تفكر في ترك هامش للبهجة
الأطفال يأكلون الحلوى
والنساء الحزينات يضعن الورود البلاستيكية
في المزهريات
ويكتبن قصائد عن الحرب، الحب، اليتم، الوحدة.
j h j
الحياة بعدك
مملة
والنسوة الصامتات، الجميلات
يغلفن قالب الحلوى الذي تعشق
بالشوكولا،
وبكلمات الأغنية
ليهبن هذا الشتاء
بعضا من حنينهن.
j h j
في خلفية أغنية حزينة عن الحرب
امرأة
تسترجع بانفعال شديد
اللحظة الأخيرة من ابتسامة أخذتها الحرب الطويلة
ورهان المتفائلين
” الغد أجمل”.
في الزيارة الخاطفة
لوجوه كثيرة
تبثها شاشات التلفزيون في موعد واحد
أحياء
تشق تعاستهم وجه السماء.
وأمهات
بأصابع مشوهة
يرسمن
سحباً ضاحكة.
خلود الفلاح *