شفيق العبادي
شاعر سعودي
كمْ من الوقتِ يلزمُنا
لاستعادةِ ما أنفقناه من أسئلةٍ على الطرقاتِ
حينما كُنَّا نراقبُ خُطواتِنا
لأيِّ جهةٍ سوف تنحازُ
لم نكن نملكُ أغْلبَها
بعضها قَطفْناه من سنابلِ الروحِ
والبعضُ الآخرُ ادَّخَرناه في خزائنِ العمرِ
حينما كنَّا نُمرِّنُ ظِلالَنا على القفزِ
لنوحي للشمسِ أنَّنا أكبرُ مما نحن عليه
حينما كُنَّا نعجنُ أحرفَنا من حنطةِ المجازاتِ
ثم نخبزها ونهشُمها بكثيرٍ من الجلَدِ
وننثرها فوق رؤوس الشعر مساءً
حتى إذا تثاءبَ الفجرُ التقطتْها الحمائمُ
لندخل جميعنا في رقصة العشق
كنا أشقياءَ الحياةِ وأشقَّاءَ الموتِ
هزمْنا الريحَ فخانتْنا الأشرعةُ
غدرْنا بالشواطئ فغادرَنا البحرُ
ألقينا بشراكِنا للنوارس فأنْكرتْنا اليابسةُ
شَرعْنا نوافذَ أحلامِنا للصبح فباغتَتْها العتمةُ
روّضْنا الذئبَ فطاردَنا القطيعُ
قطّرنا خُطواتِنا في أحداقِ الصحاري فابْتَلعتْنا الجهات
رفَعْنا سقفَ سماواتِنا لمرابضِ الغيمِ
فلم تعشبْ حدائقُ أمطارِنا