منذ عصور بعيدة كان الكثير من الأطباء العرب كغيرهم يقرنون مهنتهم رغم شرطها الصارم، بالفكر والأدب والشعر والفلسفة كابن سينا على سبيل المثال، وفي عصور لاحقة ظهرت أسماء أخرى من مثل إبراهيم ناجي، خليل سعادة، نبيل فاروق، عبد السلام العجيلي، علاء الأسواني، محمد المنسي قنديل، مصطفى محمود، نوال السعداوي ، هيفاء بيطار، يوسف ادريس وغيرها من الأسماء.
وفي عُمان أيضا تطالعنا أسماءٌ لم تكتف بمهنتها، بل تعدتها لتكتب وتنشر، وتنشغل بالفكر والأدب.
وفي هذا الصدد، تسعى مجلة أن تُقدم ملفا عن الكُتاب الأدباء الأطباء. أولئك الذين يمضي وقتهم بين المرضى ووصفات الأدوية والعقاقير من جهة، وبين ما يقرأون من كتبٍ في الأدب والفكر والفلسفة. أولئك الذين يُحافظون على الشرط المنطقي والصارم لمتطلبات عملهم من جهة، ويفلتون في عوالم الكتابة على صعيد آخر. أولئك الذين تتقاطع حيواتهم بشكل يومي مع المرضى الذين يقابلونهم في المستشفى واقعيا، وبين الحيوات والأفكار التي تنسجها مخيلاتهم بدأبٍ مُثابر.
تنشر المجلة شهادات أطباء وأدباء من عُمان، حول هذا المحور الذي يُحاول أن يقترب من هذه الحياة وتلك الروابط الخفية بين كيمياء الطب وبين كيمياء الكتابة. وكيف ينتزع أحدهما من الآخر، أو ربما يتولد الانسجام بينهما في منطقة ما.. رغم ما يؤكد عليه كُثر من أنّ الكتابة مشروع أناني.. قلّما يقبل الشركاء.
أعدّت الملف: هدى حمد