خالد العبسي*
وأنتَ تقلّب الفيسبوك مُصابًا بالأرق
تجدُ على حائط إحداهن:
«للمَرّةِ الثانيةِ أحلمُ أن (عادل إمام) يهديني كَمانًا»
فيعلّق أحدُهم مُؤوِّلا:
«ستتزوجين مَن يملأ حياتكِ ضَحِكا وموسيقى»
وأنتَ تقلّب الفيسبوك وقد بلغ منك الأرق مبلغه
ستحمد لنفسكَ أنك تفضّل نومَك «سادة»
وتهجو زمانا ساقَ كهنةَ الشخيرِ إلى العالم الافتراضي
ومع أنك تلعنُ مَن «يُحبِّل» آمالَ البسطاء بلغةِ الليل
ستُنصِف ابنَ سيرين
بأنّه لم يكن مصابا بداء الشَبَق
فيَغفلَ عن الكهولة في مَنامِ أنثى
أو تأويلِ التجاعيد التي لا تشبه الكمان
وفي الأخير تُسلّي نفسك
بأنّ الأرق مكانةٌ
لا يتطاول عليها مَن ينتزع الحقائق من غَطيط النائمين
وربما همستَ لك:
المكان الذي لا يأرَق لا يُعوّل عليه
نحن
-أصدقاءَ الأرقِ والبيئةِ والسلام
المتيقّظين في التوقيت الخطأ
المتقلّبين على الأسِرّة مثل أسياخ الكباب
مؤسّسين «ساهرون بلا حدود»
المُتثائبين في الأسحار
الذين نقومُ الليلَ نصفَه وننقص منه ونزيد عليه-
نطالب
بشنقِ كلّ ابنِ سيرين
على عَمودِ إنارة
بميدانٍ عام
في جوف الليل.