Gihon River
أيها النهر
أنا رفيقك الغامضُ الذي ضيَّع
وصاياك
وصيّةً
وصيّةً
قلتَ لي الكلام ذاتهُ
قبل عامين إلّا خريرًا
التقينا صدفةٌ
ذات عاصفة رملية
في الجنوب
وكنتَ تعبر الصحراء
رغم أنِّي الآن أرتدي معطفا ثقيلا
وأعتمر قبعة
رغم كل أشجار القيقب والدردار
التي تصطفُّ على
جانبيك للتمويه
إلا أنني أنا العابرُ القديم
لا يمكن أن أخطئك
أنت صديقي الذي
ضيّعتُ وصاياه
أنت النهر ذاتُه الذي غمز لي
قبل عامين هناك
في الجنوب
جنوب جبال الأطلس
وهو يعبر عاصفة الصحراء.
منظورا إليه من شرفة
The Grace Paley Studio
أيها النهر
كأنكَ لستَ صديقا
لماذا تتخفّى إذن وسط الدَّغَل؟
من شرفتي أسمعُ خريرَ مائِكَ
أنفاسَك وأنت تلهث
مثل مسافر سرمدي
لكنني لا أراك
من شرفة غرفتي الصغيرة
الأشبه بزنزانة انفرادية
في سجن اختياري
سجنٌ يرتاده الحمقى بمحض إرادتهم
ويسكن إليه الشعراء
أتربَّصُ بك كما لو كنتَ الطريدة
وكنتُ القناص
أيها النهر
سأنهي هذي القصيدة وأخرج
سأجلس فوق صخرة لأقابلك
عيني في عينك
أيها النهر
لا تقل لي أنك لست أنت
وأني الغريب
فقد سبحتُ فيك أيها
النهر المتعجرفُ
عديمُ الأخلاق
وفي مائك البارد
غطستُ مرتين.