فـي عبور اللحظة
خضت نضالات طويلة من أجل قبلة
أكثر عذوبة من أغنية الملاك،
وحتى هذه اللحظة، لم أصل إلى عتبة
نورها.
عبرك أيها العقل المستيقظ،
ومن صميم ذاتك، أرتشف، أتجرع،
ما يترآى أمام اخضرار كلمة التقدم.
بغيتي، هي صعود أعلى قمة
من سلسلة الجبال الممتدة في الفم،
من أجل تذوّق طعم الشهد الجديد،
وأمام صورة الحب، يغمى عليّ.
من الآن وصاعداً، سأنغمس في الألوان
التي تصلح للعلاج من السحر،
سأستمد، من عناصرها، طاقتي،
وعلى خرائط الصمت الفوار،
أتنقّل، كما لو أنني في حالة انعدام للوزن.
قوة الحقيقة
ليس كل ما لا نراه
يسكن بعيداً عن أرواحنا،
فاللغة المبللة بالاستعارات
تحملنا على ظهرها، تندفع
نحو شمسها،
ثمة، ضباب، أصداف، مفاهيم عالقة،
ونحن نقطع المسافات
علينا تخيل أعظم قوة
على الجانب الآخر،
ونصر على أنها قوتنا،
مهما تزحزحت الكلمات من مكانها،
ما نريده من كل ذلك هو الانعتاق،
الشعور بالألفة مع الفضاء، مع الرمل،
فهذا الكون الشاسع سيظل يلاحقنا
ما لم نحسن تعبئته بمياه العدالة،
ضمه إلى صدورنا كدمية من قماش.
الإصغاء للأنغام الدفينة
لم ينعسْ العندليب،
على الأغصان اللا متساوية، يتقافز،
يبني سلّمه الموسيقي،
ناحية الحقيقة، بإصرار، يوجّه غناءه،
لعله، يعيد إلى الفضاء صور الشمس،
حينما كانت، بفورانها،
تذكرنا بجوهرنا الضائع،
بالأوشام الصخرية،
نغمات تتلوها نغمات،
على كل شجرة،
تتحركُ، تشطر ما يعترض رقصها،
وفي أوج الامتلاء، تتمزّق،
مكونة ثراءً عظيماً
من سُحبِ الكينونة.
أحمد العجمي
شاعر من البحرين