مسافة
عليكَ أن تمشي
حتى آخر مسافة
تطلّ
على مسافات لا تنتهي
قبل أن يهشّمكَ الانتظار
وتُغادر
مع الذين اعتذروا عن موتهم
عليكَ أن تحمل جعبة الليل
في صدرك
وتبقى وحيداً
مع المياه الناطقة
بالوقت والحجر
قبل أن يمحو فجر الأصابع
ما تبقى في أقاليم الغربة
عليكَ أن تمشي
مع التحولات التي تعرّي
قبل أن تذبحكَ المفاجآت
في مجزرة النهار
امرأة
امرأة
تكوي حظّها المجعلك
وقميصها الأخير
تنشّف صمتها المبلول بالخطوات
في يدها ضباب
يقرأ اضطراري
تركت الرغبة تندلق من ساقيها
وبعثرت أصابعها
في مصافحة عابرة
نقاط ماء
كلّ ظهيرة
تعود الى المنزل
بعد عمل شاق
تتعرى
تروي جسدها بالماء البارد
وتستلقي على السرير
مُستمعة الى موسيقى هادئة
ثم تذوب
في نُعاس بلّوري
وعلى نهديها
نقاط ماء صغيرة
مشاتل العمر
كانت تقف
أمام الشارع الكبير
تراقب الأيام
أو شاردة
في حبّ كبير
وجسدها يرمي ظلاله الذّكية
كلّ ما فعلته
تلك الفتاة
المجدولة في الهواء
بقيت شاخصة
تملأ فراغ المكان بأنوثتها
تذرف قمحها
في مشاتل العمر
شموع ضعيفة
كلّما اشتقت إليكِ
أبدو معزولاً
بين شموع ضعيفة
أو تائهاً
في براري الكسل:
يداي مبللتان بالإعدام
وعلى بطني
يستقرّ الهواء
أما في الأوقات الأخرى
فعاداتي غير مستعملة
في محفظة كبيرة
مُعلّقة في الفضاء
ينتظر
ما يُريده
أن تبقى خطواتكِ
تُبلل غُربته
تفتح في جدار يأسه
نافذة
باباً
وظلالاً
ما يُريده
أن تسكبي نظركِ
في وعاء وحدته
سيكتفي
بتلك الخيوط الناعمة
وبهذا الوهج الملوّن
الذي يكتب
أنفاس المساء
ما زال ينتظر
في حديقة كآبته
يتابع قراءة الطيور
يتمشى في ممرات خطرة
ما زال ينتظر
تحت هذه الملامح الصعبة
يتغذى من صمتٍ
يسبق مجيئك.