سدرة السيل
لن أكون سدرة السيل
السدرة التي اقتلعها السيل في طريقه
السدرة التي احتجزت
السيل وراءها
عند المضيق
السدرة التي
انكسرت
فأغرق السيل
المدينة
اتجاه للموت
جذع النخلة
الذي يحمله الوادي
يدرك لأول مرة
أن الاتجاه الأفقي
هو الاتجاه الذي يشير إلى الموت
امرأة تعبر الليل
كوني جديرة بي
مثلما امرأة
متشحة بالسواد
تستقبل المطر بالتصفيق
وهي تعبر ممرا
مضاء
ومحروسا بالأشجار في الليل
لا توقظي الروح
دعيها غارقة في ماء السديم
احرسيها من عشب طفولتك
فالبياض يعرف
مجراه إن داهمه الطوفان
ويعرف الخطو
إن تعثر بالصاعقة
تتركين أنصاف
الساندويتشات
وعلب المشروب الغازي
النصف مشروبة
للهواجس
التي تطيش
من جسدك المحاصر
بالأمصال والمهدئات
كوني سماء
رحيمة بي
فأنا طير صغير
يحبو في
أعالي فضاءاتك
هل تسمعين طقطقة
عظامي الهشة
في أعاليك
نصف رمانة لامرأة تبكي على المائدة
تحبسين دموعك
كأنك تخافين على قوالب الملح
التي تقفين عليها من الذوبان
تتفرسين في الرمانة المهملة
على طاولة الطعام
كأنك تخافين عليَّ من البكاء
جاف هو برعم التذكر فيك
وهم هو الندى على طرف الوردة
وهم هو ارتعاشك تحت نوبة بكاء قاتلة
سأجرح الياسمين
لعلك تسمعين الطيور الميتة
تغني في اللوحة المعلقة على مدخل البيت
لا تُلبسي عليَّ بهجة ارتطامك
بالصقيع قبيل الغبش
قنينة فارغة تنزلق على منحدر مبلل بعد المطر
يثير المشهد فيك رغبة القطة باللعب
أدرك أنك تكرهين الفراغ
وأن القنينة الفارغة
استعارة ناقصة للفراغ
اعلم أنني من فداحة تخبطي في الحنين
لم أكن طفلك يوما لأرعى براري قلقك
هواجسك علبة ثقاب مبللة حتى تجف
سأبللك بالحنين حتى لا تجف
حواف السوسن حول قلبك
سأطعمك خضرة السدر
حتى تورق رمانة الصمت على عينيك
لا تملكين الغموض الذي تجفل منه الروح
ولكني أخشى عليك من رطانة اليباس
أخاف عليك من الصمت
كخوفي من النهر
عندما ينقلب على ضفتيه.
عوض اللويهي
شاعر من عمان