بيان الصفدي
شاعر سوري
إعدام
لا أثق بالزمن
على رِيبة منه مهما فعل
مهما قَدَّم من هدايا
ونثرَ من ورود
الزمن لصٌّ
قاتل
غادر
جلَّاد
يقلب الموائدَ
ويرمي قُفَّازاته في وجوهنا
يسرق الأعمار
يخنُق الدهشة
يغدر الجسد
يجلد الروح
يُحيط أعناقَنا بأنشوطته
ثم يَرفُس كرسيَّ الحياة
تحت أقدامِنا!
يدها
حتى الآن
في الليالي الباردة
أراها تغطِّيني
تلك اليد
اليدَ التي لم تَغِبْ
لم تتعب مني
لم تبرُدْ بعد
يدَ أمي.
البيت
البيت
متروك للشمس
كي تجفِّف أعشابه
للشتاء
كي يوقظ تربته
للغيوم
كي تترك له الرسائل
للريح
كي تمسح جدرانه
للنجوم
كي تبتسم له
للقمر
كي يضيء عتمته
لظلِّ أمي
كي يطوف فيه
لظلِّ أبي
كي يعطِّر صباحه بالقهوة
هذا البيت
الهادئ كالصنم
الموحش كالكهف
أعمى
في غيابنا
يستنشق رائحة الكتب
والثياب
والأحذية المنسية
جميعنا تركناه
للغبار
يغطِّي ما نسيناه
للمطر
يبكيه
للشمس
تجفِّف دموعه.