ميلينا عيسى
الآن وإلى دهرِ العاشقين.. آمين
أعطوني جوادي
السيلُ يجرفُ البلدةَ
وأنا أتشبّثُ بمركبِ ذاك المحاربِ
لكنّ الترابَ ينتزعُني
بعيداً عن قُبّلةٍ تهيئُّ موتي
ها أنا أفَكُّ قيدي وأقصُّ جدائلي
فوق ركبتيهِ النحيلتين وفجرِهِ الأسمر
وكنورسٍ يتوارى في الأفق
أشعلتُ لك الغيابَ
جناحين وأربعينَ ضحكةً.
ويُقسمُ الطريقُ إلى محرقتَين
أنا أحدُ أيتامِ الطريق
بعتُ الفجرَ في باصِ أبي العسكريّ
وتعفّنتْ أطرافي وأنا أبحثُ عن دميةٍ
طالما غصصتُ بها تحت مائدةِ الأثرياءِ؛
دميةٍ لا تغمضُ عينيها وهي تُغتصب
ولا تُعرّى في آخرِ الممرِّ أو تَبتلعُ جواربَها.
والآن.. يأتي ليوقظَني ويذكّرَني
بأنني نارٌ يَحذرُ منها
أو أنني الداهيةُ بقفّازاتٍ من دون يدٍ
أعتلي أجيجَ المحرقةِ
وأجازفُ بالذي طردَني من الهيكل
واحتجزَني في خاتمِ سليمان
لذا صدّقي…
إنْ مات رجلٌ من أجلكِ، خرجتْ كلُّ ديدانِ الأرضِ
لتنخرَ البراءةَ
وتطفئَ عيونًا عشرًا أوقدَها ذئبٌ قديم.
اعتراضٌ أخير
الجسورُ التي تكسّرتْ قبلكَ يا حبيبي
دُفنَ ضحاياها في قبوِ لقاءاتِنا المُريبة
لتخاطَ أكفانُهم بجراحٍ مفتوحة
المعذّبونَ في الليالي
وطفولةُُ عافَها زمنٌ عليل
هذا العامُ مهجورٌ, وحيدٌ بلا عناق
فكلُّ عناقٍ دواءٌ لموتِنا المؤجَّل.
ثقبٌ في الرّوح
الفلسفة أنْ نلتهمَ نصيبًا من رغيفِ الخبزِ الّذي
تتسابقُ دُوْرُ الصلاةِ لتطهيرِهِ جزافًا.
ما معنى أن ينكمشَ الصباحُ
حين كانَ للكهفِ جِرارٌ تُكسرُ كلّما تعطّشَ داهيّةٌ لدماءٍ حارّة؟
سطوةُ الوقتِ تلهبُني
معتليَّةً صوتَ الذين يقتلونَ الحلمَ بحقنة؛
ومَن جُزّت رقابُهم بشفرةِ الوجد
ألملمُ حزني في سرّةٍ وأمضي.
أيَا طبيبي!
هوّنْ عليكَ شرَّ الّذين آمنوا
تروَّ..
تُرصف القبورُ بحبٍ وصبرٍ كبيرَين
لئلّا تُدهسُ الأرواح في ساعةِ يأسِها.
أغلقتُ جميعَ غرفي
طالما لا حقيقةَ في المشاعرِ
لتكنْ الغرامياتُ ومن ثمّ القتل
فدورُ شهريار العظيمِ يغويني
وأنا في طريقي لانتزاعِ العارِ من بصيرةِ الرجل
ومن سؤالِكَ:
كلُّ ما تريدينَهُ هو كسرُ الجزءِ الذي يعكسُ صورةَ الآخرِ في المرآة
ألَا تخشينَ تصدّعَ صورتِكِ؟
سيموتُ بلعنتي مَن يدخلُ معبدي خلسةً
ولي أنْ أمزّقَ الصحفَ أو أرحمَها
زمّارُ الحيّ لا يصغي لهُ إلّا من خلا قلبَهُ من النغم.
ما بكِ والسماءُ كلّها لكِ؟
لا أنتِ كما أنت ولا أنا كما كنت!
فلتشتعلْ النارُ ولتطلْ البشريةَ حدَّ أعناقِها
اشربْ كأسي اليوم يا صاحبَ السمو
نخب القادم بيننا
جحيمي من يدخلُهُ لا يخرجُ منه معافى
ليتَ الذي يرحلُ يأخذُ فراغَهُ فينا.