– 1 –
نكتب القصائد عن الحرب
لا يهم ما يكتب
اللون الأحمر يفكر في معنى الحرب
الحرب تفكر في ترك هامش للبهجة
الأطفال يأكلون الحلوى
والنساء الحزينات يضعن الورود البلاستيكية
في المزهريات
ويكتبن قصائد عن الحرب، الحب، اليتم، الوحدة.
– 2 –
يبدأ النهار
بتفاصيل عادية
أصوات القنابل تهتز لها نوافذ البيت
يتوقف القلب لحظة ويعاود الخفقان
والنحيب عالق بحنجرة النساء
العالم يتغير يوميا
وهنا
في هذه البقعة من الكرة الأرضية
نقيم علاقة حميمة مع الحزن
نصيبنا اليومي من المتابعة الاخبارية
مشاهدات متتالية
رصاصة طائشة
مرت من هنا
صاروخ جراد
من هناك
وسواتر ترابية تفصل شوارع المدينة الواحدة
بعد سنوات طويلة
نكون كائنات منسية في شريط وثائقي.
– 3 –
سألقي كل الذكريات
في ركن الغرفة وحيدة
تقيم حفلها الخاص دوني
أنا
التي بدأت أحس بزحف خطوط متعرجة نحو يداي الجميلتين
أما شعري الذي طالما أعجب مصففة الشعر بدأ يفقد لمعانه.
خطوات وأدخل مرحلة ما بعد منتصف العمر
سيكون لزاما أن أكون أكثر
حكمة
انتباها لمعدلات السكر وضغط الدم
وقد لا أتمكن من أكل البيتزا التي أحب
حين يأتي الليل
سأقرأ مذكرات الشاعرات: آن ساكستون وفرجينيا وولف
وكيف انتهت حياتهن بالانتحار؟
خطوات
وأرتب صداقة حميمة
مع الحياة.
– 4 –
الحياة بعدك
مملة
والنسوة الصامتات، الجميلات
يغلفن قالب الحلوى الذي تعشق
بالشوكولا،
وبكلمات الأغنية
ليهبن هذا الشتاء
بعضا من حنينهن.
– 5 –
كان بالإمكان أن نصير أنا والحرب
صديقتين
نقرأ الروايات
ونشاهد أفلاما مؤثرة
عن الحروب الأهلية
ونبكي معاً
لو أنها تركت اليتامى يستمتعون
بالوقت مع آبائهن
والنساء في حظ أحلامهن
كان بالإمكان
أن نستمع لأغنية فيروز “بكتب اسمك يا حبيبي”
ونرقص على إيقاع خطوات زوربا
في رواية كازانتزاكيس المشهورة
ونمضي الوقت في كتابة قصائد مطولة عن الحب
أن نذهب لحضور مهرجان السيرك
ونضحك ملء قلوبنا
لو لم يسقط المهرج ويموت
لكن
هل ثمة نهاية سعيدة لصورنا
على الجدران؟
– 6 –
في هذه الليلة
تستذكر المرأة الجالسة
في وسط الغرفة
رواية “عشر نساء”*
نساء ذهبن بأحلامها بعيدا
عندما كانت تكره التفاصيل
وتقضم اظافرها من الانتظار
وتكتب الشعر
عندما كانت تفتش عن الحب
في أفلام النهايات المبهجة
وتظن أن منديلها الوردي تنهد
في يد “سلام قدري”**
اليوم
هي امرأة عادية
تنسحب الحياة بين أصابعها
ولا تهتم
تورمت قدماها من الجلوس
ولا تهتم
والشعر لم يتجاوز حدود مراهقتها.
– 7 –
لم يكن إلا نسوة افتراضيات
انتظرن، في غرف الدردشة،
النهاية السعيدة
في المسلسلات التركية
وفي كل مرة يتذكرن
أنهن في الأربعين ويزيد.
– 8 –
في ظروف عادية جداً
النساء التعيسات
يتعقبن
موجة دافئة في نشرات الطقس
في ظروف عادية جداً
وبالتقسيط المريح
يبعن
ذكريات
فرح
وبالونات جميلة.
– 9 –
ضروري جداً
أن تكون طاهية جيدة
قادرة، ودون العودة
إلى كتب الطبخ،
على إعداد وجبة وهم
تكفي لذكرتين.
– 10 –
رفيقاتي القديمات
اتخذن قرار نسيان الوحدة
خارج بيوتهن
التقطن صوراً ملونة
لتشييد العالم بتاريخ جديد
رقصن على صوت نانسي عجرم
تاركات حليم*** يرقد بسلام
لن يشغلهن ما يجري
في العالم
عن كتابة سيرة حياتية
غير صالحة للنشر
عن أنفسهن، الأيام، الخوف، القضاء والقدر
وفي كل يوم يقلن لأنفسهن
في المرآة:
صباح الخير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* رواية مارثيلا سيرانو
** فنان ليبي
***عبد الحليم حافظ
شعر: خلود الفلاح *