القرين
لم يكن واحدا أبدا
لكنها الملعونة
ابيض شعرها
ومازالت كلما قابلته
– ولو مصادفة-
ألقت بعكازها
في وجهه
وصرخت:
«أنا ضحيتك».
أما هو فيكتفي
بإزاحتها
بابتسامة باردة
ويردد دون أن ينظر
لشبحها :
«أنا لا أعرفك».
على الأرجح
أن قرينه
-الأقل قسوة منه
بالتأكيد-
هو الذي كان يهاتفها
ليلا
وهو الذي تسلل إلى
سريرها
ثلاث مرات
ليعلمها الحب,
ولينقش بشفرة
اسمه فوق صدرها.
لكنها الآن
لم تعد تذكر ملامحه
ولا العربة التي صدمتها
وهي تلهث وراء ظله
في الطريق.
عدو المسيح
كانت تود أن تكسرها
نصفين،
حين اصطدمت بها
وهي تقبله،
نظارته الطبية
السميكة مثل قلبه
الذى لا يراها.
كأنه بدوي
عاش طوال عمره
فى صحراء بعيدة
لم يهدهده
حِجر أمَ
ولا تقلب مرة
بين نهدي امرأة
لم ينشغل أبدا بعيونها
التي انتصبت من الرغبة
فيه.
هي أيضا لا تفهم
ما الذي يجعلها
حين تنزع شفرات
صدئة بصدرها،
تربط بينه وبين أبيها
وبين
«عدو المسيح»
الغريمة
لم تكن تلعنها
أبدًا
على العكس تمامًا
تراها بائسة،
غريمتها الجميلة
التي تتأملها
على بعد سنتيمترات
بنظرات حادة
وتتهيأ لجولة جديدة.
لاستعادة الصيد الثمين
كانت تشبهها في
كل شيء
العينين العميقتين
الحواس التي خرَبها
الحب،
الجسد الذي أدركه
العمى.
لكن على أية حال
غريمتها
كانت أقل شرًَا
منها
ولا تكتب الشعر.
مقاهي الإنترنت
لم أعد أسمع لها
صوتا,
البدينة التي هجرتني
لتضيع بين مقاهي
الإنترنت
تكلم أشباحا
تصدقهم
وتشاركهم البرودة
والكذب.
نجــــاة عـــــلي
شاعرة من مصر