ترجمة: شروق حمود
شاعرة سورية
ولد الشاعر جورج والاس عام 1949 في هيمبستيد، نيويورك، ويقيم حاليًا في مسقط رأس الشاعر والت ويتمان، كتب ثمانية وثلاثين كتابًا في الشعر، وهو محرر مجلة NYC FROM THE INSIDE، ويعتبر من أبرز الشخصيات الثقافية في المشهد الشعري في مدينة نيويورك، ويعمل كمدرس في جامعة بيس في مانهاتن، ويسافر حول العالم ليشارك تجربته الشعرية. تم اختياره كأول شاعر حائز على جائزة مقاطعة سوفولك، لونغ آيلاند.
أرقص مثل لص
ارقص مثل لص
واسرق مثل راقصة
احتضن الضعيف
واسخر من القوي
افتح مخازن جنان الرجل المخادع
وأعدْ كل النبيذ والعسل مرة أخرى إلى الشارع الفارغ
ألبسِ الفقراء
واسي المهموم
ارقص كثعلب
واكذب مثل ملاكٍ مجنون
عطِّل المكابس* المزيتة جيدًا والأعمدة المرفقية التي
تقود محركات الحرب الرهيبة
عطّلْ مصنع الورق
أخرِس خادم الطاغية،
امنح قوتك للحالمين
وخطّ القصائد في التلال الجامحة
افتح باب الحظيرة وأطلق سراح جميع الحيوانات
وهِم على وجهك ليلًا مع المهووسين والوحيدين ومهرّجي الحانات
لا تكترث، لا تكترث
وسأبقى معك في أعماق أحلك فجر
وآمرُ ريح الغرب أنْ تتقدّم
وتجلب المطر
لزهرة الصحراء.
رقعة رقيقة من ريح
ليس لديهم أدنى فكرة بشأن أخيهم الإنسان، أقول لكم،
الأغنياء والأقوياء، خلف زجاج ملون
في سيارات الليموزين المترامية الأطراف،
خلف الجدران والبوابات التي تحرس إمبراطوريتهم الحزينة
إمبراطوريات التيه والمال.
ليس لديهم أدنى فكرة،
كيف يتمنون لبعضهم البعض عيد ميلادٍ سعيد،
في فلوريدا
في قصور مزارع تكساس،
ليس لديهم فكرة عن حجم الخراب الذي يطلقون سراحه،
عن الألم البشري،
هم من يضعون القواعد
يشكلون الأحكام المسبقة
يموّلون السياسيين
أو هم السياسيون أنفسهم،
الذين يتاجرون بالكراهية
يغضون الطرف عن خفض الأجور
ويشيحون بأنظارهم عن البؤس الذي خلقوه،
الجالسون بمهابة في مقاعد كنيستهم المنافقة،
من يعبدون مسيحًا دجالًا
(كلنا كنا أشباه المسيح فيما مضى)
تجار لحم البشر الذين أفلتوا من العقاب
تجار المال،
وسطاء البيتكوين المفلتين من العقاب
والمبحرين إلى جزر الباهاما
بينما يتجمع المنكسرون في مواقف سيارات الكنيسة مصطفين للحصول على عشاء عيد الميلاد
أو علب صغيرة من الحساء؛
المنفيّون، المتضررون،
أصحاب لون البشرة الخطأ
أو أعداء الدولة المعروفون
الأضرار الجانبية في عصرٍ قاس،
الصادقون
المسروقون المجرّدون مما يملكون
منذ زمن بعيد، حتى أنهم منذ متى لا يعرفون
يتلقون نصيبهم من الضربات حين يعضون يد الجشع التي تطعمهم؛
يفكرون في الطفل اللاجئ، الذي تم نقله بالحافلة عبر الثلج والليل الجليدي إلى ميناء هيانيس
يفكرون في كبش الفداء ملتبس الجنس الذي
وقع في حضنهم اللئيم في علية العار الوحيد.
يفكرون في المدمن، يختفي في رقعة الريح الرقيقة
يفكرون في المحارب الجريح، النائم تحت النجوم،
الذي لا يزال يخوض حروبًا
نسيها الأثرياء
منذ زمنٍ بعيد.
أغنية العقاب
الجنس كيمياء
الدينُ عقارٌ مخدر
الحرية قبضة مليئة بالأوراق النقدية
الإيمان صليب وسلسلة ضيقة
يرتديها في السرير
رجل متقلّب بعد يوم عملٍ طويل.
هنالك وقود لصواريخ تحملنا إلى النجوم،
لكن كل القرود التي في السماء وآلاتهم الكاتبة المقدسة لن توصلنا إلى هناك
الفوضى فوق المعدل.
النشوة مزحة
اسأل عنها الراقصة العارية في البار، الحريصة على جسدها
المتهورة مع رجالها.
ما يجعلنا قساة مع بعضنا البعض
هو ما يجعلنا خطرين جدًا على أنفسنا.
تعزف موسيقى الآلهة أغنية عقاب
في الغرف المظلمة لقلب امرأة مجنونة
(لقد حبسوها بعيدًا عمن يسيء معاملتها)
كيف تميز بين الجرعة والكاهن؟
اسأل الصيدلي في مدخل البناء،
اسأل الظلّ الذي يتبعك في الشارع
اسأل الخارج عن القانون ذا الشعر الذهبي،
والأطفال الصغار في ملعب الحي
الذين يدخنون الماريغوانا
قرب الأراجيح المعدنية.
للذين هم أكثر انشغالًا من أن يحبوا
هل تخنقك ذراعا حبيبك؟
هل الحب مشنقة ضيقة جدًا حول رقبتك البديعة؟
لماذا مثل شاهدة قبرٍ عيناك؟
إلى أين تبحر سفينتك الثمينة،
وبعد أي حمولة حزينة؟
وفي ظلام الليل، حيث لا نجم يرشدك،
حين تغط راية قرصنتك السوداء في النوم،
هل تحلم بصخرة السيرينات*
وحوريات البحر تغني لك؟
الهوامش
* المكابس: أقراص أو أسطوانات قصيرة داخل أنبوب وتستخدم في محرك احتراق داخلي لاشتقاق الحركة، أو في مضخة لنقل الحركة. (المترجمة)
**صخرة السيرينات: إشارة إلى الصخور التي أبحر عبرها أوديسيوس في الأوديسا برفقة رجاله والسيرينات مخلوقات غناء نصفها بشر ونصفها طيور، لا يمكن للإنسان مقاومة إغراء صوتها الذي يرمز للمخاطر التي تسببها الملذات الجسدية. (المترجمة)