ترعرع وسط الثورات الكبرى المضخمة، والممتدة، والمترسخة ، ثورة الشيوعيين، كانت لما تزل منقشعة امام العيون، شهية كثمار طازجة، عالية كجدران بلا حدود، وترعرع كذلك بين هوس الثورات الاخرى، الطليعية. كالمستقبلية في روسيا وايطاليا والمانيا مطلع القرن، والتي فجرت الدادائية، ثم السوريالية بمراحلها وتحولاتها، وحيطانها المتجددة على يد قائدها بروتون، وشهد كذلك نمو الفلسفات الكبيرة، والاحزاب الايديولوجية والبنى السياسية المتينة، الصلبة، والحالات والنزعات اللغوية المركبة، وواكب ظهور القصائد المركبة ذات الخلفيات والدلالات، والمغازي، والبواطن، مواكبته الروايات ذات النسائج الداخلية الملتبسة، وذات التراكيب المعقدة، والشخصيات المكثفة والصفيقة في آن واحد، كدهاليز وأقبية، مر بها من الدادائية الى السوريالية الى الشيوعية والوجودية، (بفروعها ومشتقاتها) والفرويدية والعبثية واللاشينية والشيئية.. واللغوية واللغوانية، مر بها جميعا، هذه الحيطان الشاهقة من الكلام، وهذه الأسيجة ذات الاوتاد والارسان والعلامات، وهذه القبائل ذات الدمغ، والوشم، والصفات، والسمات، والقسمات المحفرة، والبوابات المحروسة، مر بها كمن يمر بحلم في ليلة صيف، وهرب منها كتلميذ يقفز من فوق جدار المدرسة الى حقل او الى رصيف او الى مقهى.
هذا هو جاك بريفير، المتفلّت الدائم والتبرم، والضجر، والذي تخف به الحركات العاشق الحرية، حتى الفوضوية، الكاره المؤسسات حتى الفوضوية، الساخر من البنى الباركة حتى الفوضوية ايضا.
كأنه كان يرسم الأشياء ، البيوت، الكلمات ، السقوف ، الطيور، الشجر، الاقفاص، بيديه، أو بعينيه، او بالهواء وبدخان سيجارته، فتمحى للحظات او تنطوي كذكرى، عالم هش، شفيف ، عابر، عالمه، عالم بلا زمن، ولا فضاءات، ولا صروح، ولا بروتوكولات، ولا شعائر ، ولا طقوس ولا حتى معالم فلنقل انه عالم يشبه المسرح، عمر ما يعرض وينتهي يقوم وينهدم، ويلمع ويختفي في هشاشاته، وفي توليه: ولنقل ايضا انه عالم من مخيلة الاطفال، أشكال تخلق أشكالا وترميها، أشكال من ماء ، او من رمل أو من لا شيء، او فلنقل ايضا انه عالم بلا قدر، بلا تراجيديا، بلا آلهة، أي من تلك الصور التي تصنعها وتفت بين الاصابع.. او تسيل وراءها.
ذلك ان عالم بريفير من فصول حميمية، قريبة، ومن تفاصيل التفاصيل، تنتبه اليها ولا تراها، وتراها، اذا ما اراك اياها الشاعر، تدهشك، او تخلبك، أو تفتح لك فجاة رصيدها السحري، لكن من دون أثقال او معدن او حجارة، هكذا فجأة في الغرفة، او على الرصيف، او المقهى، أو ازاء وجه، او شجرة، او عصفور، أي ازاء ما يحيط بك وتظنه من غياب عاداتك، ومألوفاتك، ثم وبخيط مخفي، او بايماء، او باشارة، ينقلب المالوف الى عناصر مخيلة الى مواد شعر خام، لكن بخفة بخفة، وبشفافية بشفافية، خوف تحطمها او انكسارها، او عبورها، هنا تتذكر بليز ساندرارز وارصفة باريس، والازقة، وهنا تتذكر فرلين لكن من دون فجائعه وتوباته، وهنا تتذكر ليون بول فارغ المار بشغفه بالاشياء.
وهنا تتذكر اراغون في فلاح باريس، حيث للمألوف دهشة الانكساف، وهنا تتذكر ريتسوس شاعر التفاصيل المفتوحة على الفتنة، والاسى، والمغادرة، لكن من دون عبره، حتى ليلتبس الأمر عليك أحيانا حول من منهما اخذ من الآخر: ريتسوس من بريفير، او بريفير من ريتسوس، وتغلب اثر الاول في الثاني ولاسيما عندما ينسى ريتسوس مناخ تراجيدياته، الاغريقية، او هواجسه «السياسية».
على ان طفولة بريفير تبقيه في الحيز المختلف، وفوضوية ترسم له عالما بلا هالات، ولا كاتدرائيات، ولا تماثيل، عالم من الحكايات، واللحظات.. والمشاهد.. يرويها كحكواتي شبع من «اساطير» المدينة الصغيرة، حكواتي يوقظ الاطفال على خرافاته، وينيمهم على احلامهم، ومن هذه «الحدوته» يتمتم يتمتم، كلمات نسمعها، وتنطرب لها، شعر شفوي، مرويات مهموسة، وان بلغت احيانا حدود الهجاء المر، او السخرية العابثة، لكنها تبقى مرويات، ذلك ان بريفير لم يبحث عن كتابة معقدة، ولا سعى الى قصيدة مركبة، فهو لا يحب التوغل كثيرا في دهاليز اللغة والحالات والدواخل كميشو مثلا، ولا رفع امامه حيطان اللغة لينطحها وتنطحه كما فعل مالارميه، ولا ضرب الضربة الكثيفة المغلفة بالفلسفة والغموض، كما فعل رينيه شار، ولا واظب مواظبة منهجية في علاقته الصفيقة بالاشياء كما فعل فرانسيس بونج، ولا حلق بلا جذور فوق القارات والتواريخ والعناصر كما فعل سان جون برس، ولا كسر او حطم او فجر كما فعل السورياليون عموما، وقبلهم اسلافهم القريبون الدادائيونن لا مع انه انخرط في لعبتهم وتحت ادارة بروتون مدة لكنه قفز من النافذة.. وهرب، ثم هجا صاحب «البيانات» بقصيدة لاذعة هي «الجثة…» تذكرك بهجاء السورياليين اناطول فرانس وبالعنوان ذاته..
فبريفير لم يصغ كما قلنا القصيدة المتوغلة، او المركبة، قال الشعر المروي، الفطري، الحي، القريب، قاله ببساطة الحكواتي، وببساطة ان تتننفس، او ترى، او تمشي، او تفتح نافذة، لكنها بساطة مليئة بفخاخ الفتنة، مليئة بفخاخ الاسرار، فهي ليست من تلك البساطات المعممة المتناسخة، وانما خاصة وطازجة، يقودها بريفير بمكر، يسوق عناصرها بشفافية، مما يمنحها رشاقة وصفاء وسهولة وجسدا حيا، وهو، في استخداماته اللغوية، سواء لعب ككينو او كابولينير، او افلت السجية (المفخخة)، بلا مقابل، يبدو أحيانا كثيرة كيميائيا مقنعا بالبساطة، يعرف كيف يجمع الطباقات في صور متباعدة مفاجئة، وكيف يؤلف الجرمى من جناسات، وكيف يعابث الايقاعات بسخرية، لكن من دون افتعال، او ادعاء مغامرة، ولهذا بقيت صناعاته غير مفضوحة، وقطبه مخفية، منسابة في حركتها المرتاحة، وفي قرب، وفي الفة، وفي عمومية، او ليس هذا ما يفسر انه الشاعر الفرنسي الاكثر رواجا، وشعبية في فرنسا القرن العشرين، وهو الوحيد في ظل ازمة كساد الشعر وكتبه، الذي تجاوز مبيع دواوينه المليون نسخة، انه ظاهرة خاصة في الشعر الفرنسي.. ظاهرة على حدة، ولا نقول هنا ان التخلف يغذي هذه الظاهرة، ظاهرة الرواج، كما هو الحال عندنا مع بعض شعراء القضايا او شعراء المقالات الصحفية المنظومة الذي لم يسلم شعره من ايديهم، وانما كون بريفير، يعبر، الى ما اشرنا اليه عن روح مدينة، وروح مرحلة، وعن حرية تلقائية حتى الفوضوية في تعامله مع موضوعاته واشيائه وناسه.
على ان بريفير شاعر «كلمات» و«منظر»، و«حكايات» «تعدد في اهتماماته ومهنه، شأنه في ذلك شأن بوريس فيان وجاك كوكتو، فهو اشتغل في السينما مع ابرز المخرجين الفرنسيين، كاوتان لارا، وغريميون، وبيار بريفير (شقيقه) ورنوار، وكتب سيناريوات افلام مهمة كـ«رصيف الضباب (1983)، و«النهار يشرق (١٩٣٩)، و«زوار المساء) (1942)، و«ابناء الجنة» رائعته مع مارسيل كارين التي حولت مسرحية تقدم حاليا في باريس. والى جانب السينما كتب للمسرح، وألف اغاني لفناني البارات والكباريه، وكذلك لكبار المطربين الفرنسيين كاديث بياف وايف مونتان.
بريفير بعد ثلاثين عاما من رحيله، ما زلت تحبه، وترتاح اليه وتحن الى «مناظره» و«كلماته» و«حكاياته» لا حنينك الى عالم انتهى وانطوى، بقدر ما نحن الى عالم طفولي، يومي، تأنس كثيرا الى ما يوقظه فيك، بل وتطمئن الى كونه ما زال في الداخل.. وما زال هناك من يوقظه.
وجه السعادة
يقول لا برأسه
لكنه يقول نعم بقلبه
يقول نعم لما يحب
يقول لا للأستاذ
انه واقف
تنهال عليه الأسئلة
وتطرح كل المسائل
فجأة تنتابه الضحكة المجنونة
فيمحو كل شيء
الأرقام والكلمات
التواريخ والاسماء
الكلمات والفخاخ
ورغم تهديدات المعلم
لو كان عندي اخت
لاحببتك أكثر من أختي
لو كان عندي ذهب العالم
لطرحته عند قدميك
لو كان عندي حريم
لكن محظيتي
٭ ٭ ٭
أحب شفتيك
أكثر من كتبي
نحن كل الحياة
في أي يوم نحن
نحن في كل الأيام
يا صديقتي
نحن كل الحياة
يا حبيبتي
نحب بعضنا ونعيش
نعيش ونحب بعضنا
ونحن لا نعرف ما هي الحياة
ونحن لا نعرف ما هو النهار
ونحن لا نعرف ما هو الحب
ذات صباح في ضوء الشتاء
آلاف وآلاف السنوات
لا تكفي
لتقول
أبدية تلك الثانية الصغيرة
التي قبلتني فيها
التي قبلتني فيها
ذات صباح في ضوء الشتاء
في حديقة مانتسوري في باريس
في باريس
على الأرض
على الأرض التي تحولت الى كوكب
الخريف
حصان ينهدم وسط ممر
تتساقط الاوراق عليه
حبنا يرتجف
وكذلك الشمس
سأطلق سراح من احب
أين تمضي ايها السجان
بهذه المفاتيح المخضبة بالدم
أمضي لأطلق سراح من احب
قبل ان يفوت الأوان
حبيبتي التي سجنتها
بحنان وقسوة
في أعماق رغبتي
في أعماق عذابي
في خداع المستقبل
في تفاهات العهود
أريد أن أطلق سراحها
أريدها أن تكون حرة
حتى ولو نسيتني
حتى ولو رحلت
حتى ولو رجعت
حتى ولو أحبتني
حتى ولو أحبت شخصا آخر
ان أعجبها
واذا بقيت وحدي
وهي رحلت
سأحفظ فقط
سأحفظ دوما
في يدي الفارغتين
والى الأبد.
عذوبة صدرها الذي أخذ شكل الحب.
العشاق المغدورون
أنا، كان عندي المصباح
وأنت الضوء
من باع الفتيل
٭ ٭ ٭
في حلبات الكذب
حصان ابتسامتك الأحمر
يدور
وأنا واقف هنا مسمر
أحمل سوط الحقيقة الحزين
وليس عندي ما أقوله
ابتسامتك حقيقية
كحقائقي الأربع
٭ ٭ ٭
أنا سعيدة
فقد قال لي البارحة
انه يحبني
أنا سعيدة وفخورة
وحرة كالنهار
لم يضف
انه يحبني الى الأبد
الزمان والمكان
الزمان والمكان
المكان والزمان
يتركان الوقت يمر
الحياة هي في الموت
الموت يُعين الحياة.
٭ ٭ ٭
كل مساء
يدعوني الموت الى العشاء
والحياة ساقية
والموت ينزعج.
يموت جيداً من يضحك أخيراً
اعبروا
اعبروا!
اعبروا اذا أشار عليكم القلب بذلك أو ابقوا هنا مزروعين على
أخمص أقدامكم
المرآة المتحركة تهتز اذا سكت القلب
اعبروا ساحل الرمل والقصدير
اعبروا ميقات البحر
اعبروا الألم اعبروا الحزن
اعبروا الشاشة
اعبروا المستندي أو يمّ الجليد
لا تنتظروا جرس الاستراحة
أو بالأحرى انظروا الى انفسكم في جبل جليدي أو في الاسكيمو
المصبرَّ
ليس هناك ما يتمرأى
اعبروا خزانة ذاكرتكم
الثلاجة السوداء
اعبروا الموت
اعبروا اعبروا
وعندما تصلون
لن تسمعوا أبداً
صرخات صانع المرايا الثلاث عشرة
في شوارع السعادة المكسورة.
تصور
يدخل المجنون
يخرج موفد
تدخل ثلاث ساحرات
يدخل الكورس
يدخل الملقن
تدخل امرأة عجوز
يدخل الشبح
يدخل فلاحون برفوش ومعاول
تدخل مرضعة تحمل ولداً ميتاً في ذراعيها
يدخل سيد ذو سكين مضرج بالدم
يدخل بيرام الجدار ضوء القمر والأسد
كلهم يخرجون
شكسبير
النور
لون النور
ولون الظلمة
توأمان من نفس الضوء
الضباب من دون ألق
الذكرى المشمسة
مجرد أعمى مزور
مع كلب باخلاص مزور
جدار
رسم على هذا الجدار
يضيء البيت
ببساطته المتميزة
بواقعيته الظاهرة
النهر
في الكادر في المصب
يحتفظ بنداوته الأولى
وكما في أسفل الجدار
نستطيع أن نرى البناء
نستطيع أن نرى في اللوحة
الفنان على الجدار
بيار شاربونيير الذي ينظر
الى النهر
بحنان وأسى وصداقة
بيقظة ملتهبة.
أغنية
البؤس كان قد ارتدى
ثياب الكذب
كانت ذات أحمر جميل
لون دم القلب
لكن قلبه، هو، كان رمادياً.
منحنياً على البئر
كان يغني لي الحب
كان صوته يصر كالبكرة
وأنا
في بدلة الحقيقة
كنت أصمت وأضحك
وكنت أرقص
في قعر البئر
وعلى الماء الذي كان يضحك أيضاً.
القمر كان يلمع على صفحة البؤس
القمر كان يسخر منه.
نهيم في الليل
أيها الأطفال المحزونون الضائعون
نحن نهيم في الليل،
أين أزهار النهار،
لذاذات الحب
أنوار الحياة؟
أيها الأطفال المحزونون الضائعون
نحن نهيم في الليل.
القمر الأبيض العاري
في السماء يتبعنا
ابتسامته متجمدة
وقلوبنا متجمدة أيضاً.
أيها الأطفال المحزونون الضائعون
نحن نهيم في الليل،
الشيطان يحملنا
بمكر معه.
الشيطان يحملنا
بعيداً عن صديقاتنا الجميلات.
شبابنا مات
وكذلك حبنا…
القمر والليل
تلك الليلة كنت أنظر الى القمر
نعم كنت في نافذتي
وكنت أنظر اليه
ثم تركت نافذتي
نزعت ملابسي
نمت
بعدها صارت الغرفة مضيئة
كان القمر قد دخل
من حيث تركت النافذة مفتوحة
كان هنا، تلك الليلة في غرفتي
وكان يلمع
كان في مقدوري أن أكلمه
كان في مقدوري أن ألمسه
لكنني لم أفعل شيئاً
اكتفيت بالنظر اليه
كان يبدو هادئاً وسعيداً
كنت أرغب في دغدغته
لكنني لم أعرف كيف أتصرف
وبقيت هناك… بلا حراك
كان ينظر إليَّ
كان يبتسم
عندها نمت
وعندما أفقت
كان ذلك في صباح اليوم التالي
… ولم يكن هناك غير الشمس
فوق المنازل.
انه حبي الضائع
لست أنا من يغني
بل الأزهار التي رأيتها
لست أنا من يضحك
بل الخمر التي شربتها
لست أنا من يبكي
انه حبي الضائع
٭ ٭ ٭
يدك
هي وجه
سوارك
عقد
خاتمك
عيناك
مخمل ثوبك
شقرة شعرك
النبرة الحادة
العلم: ايها التلميذ هاملت!
التلميذ هاملت (ينتفض): هي.. ماذا… عفوا… ماذا يجري..
ماذا هناك… ما هذا؟
المعلم (غير راض).. الا تستطيع أن تجيب بـ((حاضر)) كالجميع؟
مستحيل، ما زلت في الغيوم
التلميذ هالمت: أكون أو لا أكون في الغيوم!
المعلم: كفى، بدون هذه الحركات، وصرف لي فعل كان، كالجميع، هذا كل ما اطلبه منك.
التلميذ هاملت: To be
المعلم: (بالعربية) من فضلك، كالجميع.
التلميذ هاملت: حاضر.. يا استاذ
(يعرف)
أكون، ولا أكون
تكون أو لا تكون
يكون أو لا يكون
نكون أو لا نكون
المعلم (غير راض اطلاقا): لكن انت من الذي لا يكون، يا صديقي العزيز
التلميذ هاملت: بالضبط، يا سيدي المعلم
أنا حيث لا أكون
وفي العمق، وبالتأمل،
أكون حيث لا أكون
ربما كان هذا هو السؤال أيضاً.
عائلية
الأم تمارس الحياكة
الابن يمارس الحرب
هي، الأم، تجد كل هذا طبيعياً.
والأب ماذا يفعل الأب؟
يمارس الأعمال
زوجته تمارس الحياكة
ابنه الحرب
هو لأعمال
وهو يجد كل ذلك طبيعيا، الأب..
والابن والابن
ماذا يجد الابن؟
لا يجد شيئا اطلاقاً أي شيء الابن
الابن امه تمارس الحياكة وابوه الأعمال
وهو الحرب
وعندما تنتهي الحرب
سيمارس الاعمال مع والده
الحرب مستمرة الام مستمرة بالحياكة
الاب مستمر يمارس الأعمال
الابن يقتل ولا يستمر
الاب والام يذهبان الى المقبرة
يجدان هذا طبيعياً الاب والام
الحياة تستمر الحياة مع الحياكة الحرب الاعمال
الاعمال الحرب حياكة الأعمال
الأعمال الأعمال والأعمال
الحياة مع المقبرة.
المشهد المغير
من أحد الشيئين القمر
الثاني الشمس
الفقراء العمال لا يرون هذين الشيئين
شمس البطش الغبار العرق والقطران
واذا اشتغلوا في عز الشمس يخبئ الشغل عنهم
الشمس
شمس الذل
وضوء القمر بالنسبة الى الذين يشتغلون في الليل
فهي نزلة الصدر والصيدلية المضايقات والهموم
وعندما ينام العامل يغمره الأرق
وعندما يوقظه منبه
يرى كل يوم امام سريره
شدق العمل القذر
يزأر ولا يأبه له
عندها ينهض
عندها يغتسل
ثم يخرج شبه مستيقظ شبه نائم
يمشي في الشارع شبه مستيقظ شبه نائم
ويركب الاتوبيس
العام في الخدمة
والاتوبيس السائق والمحصل
وكل العمال نصف مستيقظين نصف نائمين
يعبرون المشهد المجمد بين الفجر والليل
مشهد قرميد النوافذ ذي تيارات الهواء
في الممرات
المشهد يختفي
المشهد السجن
فطور صباحي
وضع القهوة
في الفنجان
وضع الحليب
في فنجان القهوة
وضع السكر
في القهوة مع الحليب
بالملعقة الصغيرة
حركه
شرب القهوة مع الحليب
وحط فنجانه
من دون أن يكلمني
سيجارة
نفخ دوائر
بالدخان
نفض الرماد
بالمنفضة
من دون ان يكلمني
نهض
اعتمر قبعته
ارتدى معطف المطر
لأنها كانت تمطر
وذهب
تحت المطر
بدون كلمة
بدون ان ينظر إليَّ
وانا اخذت
رأسي بيدي
وبكيت.
رمال متحركة
شياطين واعاجيب
رياح وامواج
في البعيد ينسحب البحر
وانت
كحارة تداعبها الريح برفق
في رمال السرير تتحرك حالماً
شياطين واعاجيب
رياح وامواج
في البعيد ينسحب البحر
لكن في عينيك المفتوحتين
موجتان صغيرتان قد بقيتا
شياطين واعاجيب
رياح وامواج
موجتان صغيرتان لتُغرقاني
الطريق المستقيم
في كل كيلومتر
كل سنة
عجائز بجبهات محدودة
يدلون الأطفال على الطريق
بحركة من الاسمنت المسلح
العشاء السري
انهم الى المائدة
لا ياكلون
ليسوا في صحونهم
وصحونهم تنتصب
عموديا خلف رؤوسهم
المرأة المكسورة
الرجل الصغير الذي كان يغني بلا انقطاع
الرجل الصغير الذي كان يرقص في رأسي
رجل الشباب الصغير
كسر رباط حذائه
وكل أكواخ الاحتفال
انهارت كلها فجاة
وفي صمت هذا الاحتفال
في صحراء هذا الرأس
سمت صوتك السعيد
صوتك الممزق والهش
الطفولي والحزين
آتياً من البعيد يناديني
ووضعت يدي على قلبي
حيث كانت
تتحرك
مدمية
اضواء المرآة السبعة لضحكتك الكوكبية.
حي حر
وضعت قبعتي في القفص
وخرجت والعصفور على رأسي
ماذا
يحيون أحد
سأل القائد
كلا
اجاب العصفور
طيب
اعذرني كنت أظن انهم يحيون
قال القائد
جميعكم معذورون فلا احد معصوم من الخطأ
قال العصفور.
واسعة وحمراء
واسعة وحمراء
فوق القصر الكبير
شمس الشتاء تظن
وتختفي
ومثلها سيختفي قلبي
وكل دمي سيذهب
يذهب للبحث عنك
يا حبيبتي
يا جميلتي
ليجدك
حيث تكونين.
العاشقان المخونان
كان المصباح معي
وكان معك الضوء
من باع الفتيل؟
هدية عصفور
ببغاء طاعنة في السن
حملت اليه حبوب دوار الشمس
والشمس دخلت سجنها الطفولي.
غيوم
ذهبت ابحث عن كنزتي الصوف وقبعتي
الفزة
الرمادية
انها لا تشكك كالكبيرة
فهي ما زالت صغيرة
كانت جد صغيرة ايضا
لكن شيئا ما ينطق قديما قدم
العام
هي تعرف أصلا
اموراً فظيعة
مثلاً
يجب عدم الوثوق
وكانت تنتظر الى الفزة والفزة تنظر اليها
وكانت ترغب في البكاء
فهي مثلي
قالت
كل شيء من الحزن كل شيء من السرور
ثم ارتسمت عليها ضحكة كبيرة
وأخذ المطر يهطل.
حيثما ذهبت…
حيثما ذهبت، حيثما جئت
لماذا انا مبتل.
هاك: هذا ظاهر تماماً
تمطر.
المطر، هذا المطر.
امضي تحته، ثم
ثم هذا كل شيء..
امضوا في سبيلكم
كما امضي في سبيلي
وأنا من أجل متعتي
أطيش في الوحل.
المطر، يضحكني،
اضحك من كل شيء ومن كل شيء ومن كل شيء..
اذا كانت دمعتك سخية
فمن الاجدى ان تعودوا الى بيوتكم
ومن الاجدى ان تبكوا أنفسكم،
لكن دعوني
دعوني ، دعوني، دعوني
لا أريد ان اسمع نبرة اصواتكم
امضوا في سبيلكم
كما امضي في سبيلي
الرجل الوحيد الذي احببت
انتم من قتله
دستموه، خربتموه
اهلكتموه
رأيت دمه يسيل
يسيل في النهر
في النهر.
امضوا في دربكم
كما امضي في دربي
مات الرجل الذي كنت
أحب، رأسه في الوحل
كم استطيع أن أكرهكم،
أكرهكم، هذا جنون.. جنون.. جنون
وانتم ترثون لحالي
انتم جد طيبين جد طيبين من أجلي
أكثر من جد طيبين، صدقوني.
انتم طيبون.. طيبون كما صياد الفئران
للفأر
لكن ذات يوم… سيأتي سيعضكم الفأر
امضوا في سبيلكم
ايها الطيبون… ايها الصالحون.
النهر
ماء كثير يجري تحت الجسور
وكذلك دم كثير
لكن عند قدمي الحب
يجري نهر ابيض كبير
وفي حدائق القمر
حيث كل يوم عيدك
هذا النهر يغني في نومه
وهذا القمر هو رأسي
حيث تدور شمس زرقاء كبيرة
وهذه الشمس هي عيناك.
حكمة الأصم
ميزفا تبكي
ضرس حكمتها نبتت
والحرب تعود بلا انقطاع.
الظلال
أنت هنا
قبالتي
في ضوء الحب
وأنا
هنا
قبالتك.
مع موسيقى السعادة
لكن ظلك
على الجدار
يرصد كل لحظات
ايامي
وظلي يفعل الشيء ذاته
يرصد حريتك
ومع هذا فانا أحبك
وتحبينني
كما نحب النهار والحياة او الصيف
لكن كما الساعات التي تتابع
ولا تدق اطلاقا مع بعضها
يتطارد كلانا
ككلبين في الفصيلة نفسها
معتوقين من القيد نفسه
لكن عدواني كليهما للحب
مخلصات فقط لعشيقهما
لعشيقتهما
واللذان ينتظر هما بفارغ الصبر
لكن مرتعشان من الضيق
فرات الجبين.
اللذين ينتظران
ان تنتهي حياتنا
وحبنا
وان ترمى عظامنا لهم
ليمسكاها
ويخبئاها ويدفناها
تحت رماد الرغبة
في حطام الزمن.
كونوا مهذبين
١
متوجا بالشرار
يرفع بائع حجارة قداحات
صوته المساء
في اروقة محطة جافيل
وفلتات لسان كبيرة
تزعج معظم الناس
لكن اشتعال نظره
يذكرهم بالمشاعر الطيبة
كونوا مهذبين
يصرخ الرجل
كونوا مهذبين مع الطعام
كونوا مهذبين
مع العناصر مع الفيلة
كونوا مهذبين مع النساء
ومع الاطفال
كونوا مهذبين
مع شباب المبنى
كونوا مهذبين
مع العالم الحي
٢
ويجب ان نكون مهذبين جداً مع الأرض
والشمس
ويجب شكرهما صباحاً عندما نستيقظ
يجب شكرهما
على الحرارة
على الاشجار
عمل الثمار
على كل ما هو طيب المأكل
على كل ما هو طيب النظر اليه
ولمسه
يجب شكرهما
يجب ألا نزعجهما… ننقدهما
فهما تعرفان ما عليهما ان تفعلاه
الشمس والأرض
وعندها يجب أن نترك لهما حرية التصرف
اما انهما قادرتان على الغضب
لم يعد
تتحول رمال الى قرعة
او شمام ماء
او حجارة قداحة…
الشمس مغرومة بالأرض
الأرض مغرومة بالشمس
هذا من شأنهما
من شغلهما
وعندما يحدث الخسوف
فليس حذراً او سراً النظر اليهما
عبر قطع الزجاج الصغيرة القذرة المدخنة
انهما تتشاجران
انها مسائل شخصية
ومن الأفضل عدم التدخل في ذلك
لأنه
اذا تدخلنا نعرض أنفسنا للتحول
الى بكاف مجلد
او الى آلة التجميد
الشمس تحب الأرض
الأرض تحب الشمس
هي هكذا
الباقي لا يعنينا
الأرض تحب الشمس
وتدور
لتثير الاعجاب
والشمس تراها جميلة
وتلمع عليها
وعندما تتعب
تأوي الى النوم
وينهض القمر
القمر هو عاشق الشمس القديم
لكن تملكته الغيرة
وعوقب
فصار بارداً
ولا يخرج إلا ليلاً
يجب أن نكون جميلين جداً مع القمر
أو بدون ذلك يمكن ان يؤدي بك الى شيء من الجنون
ويمكنه ايضا
أن يحولك الى رجل ثلج
لفانوس
او لشمعة
وفي النهاية وللايجاز
نقطتين وافتح المزدوجين:
يجب أن يكون الجميع مهذبين مع العالم أو تقع الحروب..
والاوبئة والزلازل اطلاق نار… ونمال ضخمة حمراء شريرة تأتي لتفترس أقدامنا أثناء نومنا في الليل)).
الهر والعصفور
قرية تصغي بحزن
الى أغنية عصفور جريح
العصفور الوحيد في القرية
والهر الوحيد في القرية
والعصفور يكفّ عن الغناء
والهر يكف عن المواء
وعن لحس فطمه
وتقيم القرية للعصفور
جنازة رائعة
والهر الذي دُعي
يمشي خلف نعش صغير من القش
حيث يُسجن العصفور
تحمله فتاة صغيرة
لا تنقطع عن البكاء
لو كنت أعرف ان هذا سيحدث مثل هذا الألم الكبير
قال الهر
لأكلته كله
وكنت اخبرتكم
بأني رأيته يطير
الى هناك في البعيد النائي
حيث لا رجعة منه
لكنتم عانيتم كآبة أقل
مجرد حزن وأسف
يجب ألا نفعل انصاف الأشياء
هدوء
الريح
واقفة
تجلس
على صفيح السطح
قرع
من هناك
لا أحد
فقط قلبي يخفق
بسببك
لكن خارجاً
يد صغيرة من البروز
على باب الغابة
لا تتحرك
لا تهتز
لا تهز فقط طرف
الاصبع الصغرة
العظاية
عظاية الحب
هربت مرة أخرى
وتركت ذنبها بين أصابعي
حسنا فعلت
كنت أريد الاحتفاظ به من أجلي
الأغاني الأقصر
العصفور الذي يغني في رأسي
ويكرر لي اني احبك
ويكرر لي انك تحبينني
العصفور ذو اللازمة المضجرة
سأقتله غدا صباحاً
العرس
امرأة ترمي نفسها في النهر
هذا النهر يرمي نفسه في نهر
رجل يرمي نفسه في هذا النهر
وهذا النهر يرمي نفسه في البحر
والبحر يلفظ على البر
غليونا من الزبد
والدانتيل الأبيض لأمواجه الممددة
التي تلمع تحت القمر
هي ثوب العروس
مجرد هديية زواج أقصى المد
كما بمعجزة
كما بمعجزة
برتقال على أغصان شجرة البرتقال
كما بمعجزة
يتقدم رجل
يضع كما انها بمعجزة
خطوة أمام الأخرى يمشي
كما بمعجزة
منزل بحجارة بيضاء
خلف ارضنا موضوع
كما بمعجزة
يتوقف رجل أمام جذع شجرة البرتقال
يقطف برتقالة يقشرها ويأكلها
يرمي القشور بعيدا ويبصق حبوبها
مروياً كما بمعجزة
عطشه الصباحي
كما بمعجزة
يبتسم الرجل
ناظرا الى الشمس التي تشرق
وتلمع
كما بمعجزة
والرجل المبهور يعود الى بيته
ويجد كما في معجزة
زوجته نائمة
مندهش
برؤيتها جدّ ميتة.. وجدّ جميلة
كما بمعجزة
عارية في الشمس
ينظر اليها
كما بمعجزة تفيق
تبتسم له
كما بمعجزة يداعبها
وكما بمعجزة تستسلم لمداعبته
وعندها كما بمعجزة
طيور عابرة تعبر
تعبر هكذا
طيور عابرة تمضي نحو البحر
محلقة عاليا جداً
فوق بيت الحجارة
حيث الرجل والمرأة
كما المعجزة
يمارسان الحب
طيور عابرة فوق الحديقة
حيث كما بمعجزة تغمر شجرة البرتقال برتقالها
في ريح الصبح
رامية كما بمعجزة ظلها على الطريق
على الطريق حيث يتقدم كاهن
انفه في كتابه.. كتابه بين يديه
والكاهن يمشي على قشور البرتقال التي
رماها الرجل بعيداً
ينزلق ويقع
كما كاهن ينظلق على قشرة برتقال
ويقع على طريق
صبح جميل
المُعدم بالرصاص
الازهار الحدائق مجاري المياه الابتسامات
رفاهية العيش
رجل هنا على الأرض ويغرق في دمه
الذكريات الازهار مجاري المياه الحدائق
الاحلام الطفولية
رجل هنا على الأرض كرزمة دموية
الازهار مجاري المياه الحدائق الذكريات
رفاهية العيش
رجل هنا على الأرض كطفل نائم
حارس المنارة
يحب كثيرا العصافير
عصافير بالألوف تطير نحو الحرائق
بالألوف تسقط وبالأرض تتصادم
بالألوف معمية بالألوف مصروعة
بالألوف تموت
الحارس لا يستطيع ان يتحمل مثل هذه الأمور
فهو يحب العصافير كثيراً
عندها يقول ما همني الأمر عندي سواء!
ويطفئ كل شيء
في البعيد سفينة شحن تغرقْ
سفينة شحن آتية من جزر
سفينة شحن محملة بالعصافير
بألوف عصافير الجزر
بألوف العصافير الغارقة
قبلني
كان حياً من أحياء المدينة ((الضوء))
حيث يسود الظلام دائماً حيث لا هواء اطلاقاً
والصيف كما الشتاء الشتاء دائماً
كانت في السلَّم
هو قربها هي قربه
كان ليلاً
وكانت تفوح رائحة الكبريت
لأنه تمّ قتل بق بعد الظهر
وكانت تقول له
هنا يسود الظلام
ولا هواء
الصيف كما الشتاء ، الشتاء دائماً
شمس الاله الطيب لا تلمع في جهتنا
فهي عندها الكثير لتعمله في الارجاء الغنية
شدني بين ذراعيك
قبلني
قبلني طويلاً
قبلني
اذا تأخرت سيفوت الأوان
حياتنا الآن
هنا يهلكنا كل شيء
البرد كما الحرارة
نبرد نختنق
لا هواء
اذا توقفت عن تقبيلي
فيبدو لي اني سأموت مختنقة
انت في الخامسة عشرة وانا في الخامسة عشرة
ونحن الاثنين في الثلاثين
وفي الثلاثين لا نعود اولاداً
نحن في عمر ان نصل
ونحن ايضا في عمر ان نتعانق
بعدها يفوت الأوان
حياتنا الآن
قبلني!
ذات صباح جميل
لم يكن يخيفه أحد
لم يكن يخيفه شيء
لكن ذات صباح .. ذات صباح جميل
تراءى له انه رأى شيئاً
لكنه قال لا شيء
وكان معقولا
وبعقله من دون أي شك
لم يكن شيئاً
لكن في الصباح هذا الصباح نفسه
تتراءى له انه يسمع شخصا
ويفتح الباب
ويغلقه قائلا لا أحد
وكان على حق
وبعقله من دون أي شك
لم يكن هناك أحد
لكن فجاة اعتراه الخوف
وعرف انه كان وحده
فعندها بالذات رأى
لا شيء شخصياً أمامه
لدى خروجنا من المدرسة
لدى خروجنا من المدرسة
التقينا
سكة حديد كبيرة
قادتنا
حول الأرض
في مقطورة مذهبة
حول الأرض
البحر الذي كان يتنزه
مع كل محاراته
جزره المعطرة
وقراراته الجميلة
واسماكه المدخنة
فوق البحر
التقينا
القمر والنجوم
على مركب شراعي
ذاهبة نحو اليابان
والفرسان الثلاثة بأصابع ايديهم الخمس
يديرون ماتيفيل غواصة صغيرة
تغطس في أعماق البحار
بحثا عن توتيا
عائدين الى البر
التقينا
على سكة الحديد
بيتاً يهرب
يهرب حول الأرض
يهرب حول البحر
يهرب أمام الشتاء
الذي يريد الامساك به
لكن نحن على سكة الحديد
رحنا نجري
نجري خلف الشتاء
وسحقناه
ويتوقف البيت
وحيانا الربيع
كان هو حارس الحدود
وشكرنا جزيلاً
وكل الازهار حول الأرض
راحت فجاة تنبت
تنبت عشوائياً
على سكة الحديد
التي ما عادت تريد التقدم
خوفا من اتلافها
عندها عدنا مشياً
مشياً حول الأرض
مشياً حول البحر
حول الشمس
القمر والنجوم
مشياً وعلى الخيل وبالسيارة وبالمركب الشراعي
حكايات لأطفال غير عاقلين
اوبرا الزرافة
بما ان الزرافة خرساء، تبقى الاغنية
حبيسة في رؤوسها
لكن بالنظر ملياً الى الزرافة وفي
عيونها يمكن أن نرى اذا كانت
تغني نشازاً أو تغني بشكل صحيح.
اللوحة الأولى
جوقة الزرافات
لازمة
كان، كان زرافات
كثير من الزرافات
وقريباً ستنقرض
فالسيد الانسان هو الذي يقتلها.
كو بليه
الزرافات الكبيرة خرساء
الزرافات الصغيرة نادرة
في شارع (لو هييت).
رأيت رجلاً عجوزاً
وعليه كثير من الوبر
كان الوبر معطفه
لكن معطف بلا معطف
كان ملتحياً تماماً
فوق وبر الزرافة
لحية فوق من دوبر العجوز.
انها خرساء الزرافات الكبرى
لكن الزرافات الصغيرة نادرة.
ترجمة وتقديم: بـــول شـــــاؤولناقد وشاعر ومترجم من لبنان