ماذا فعلتم بهذه القدم
الصغيرة
التي خَدشتها عيونكم
الزجاجية
كفوا مشارطكم عنها
قليلا
لماذا تواطأتم ضدها
بكل هذه القسوة
وغرزتم على جانبيها
المسامير؟!
كأنكم تستعدون لصلبها
كي تكفر عن كل الخطايا
التي خططتُ لارتكابها
طوال عمري
لكنكم لم تمهلوني
كي أطلعكم على سرها!!
ألا تعرفون أنها
القدم التي بكى حبيبي
تحتها
ذات مرة
مستظلا بدفئها
وقال إنها شمسه
التي لا تغيب
فلماذا لمْ أخبره أنني
منذ عام
وأنا غاضبة من الرب
لأنه تركني وحدي
في أرضٍ غريبة
أخفي تعاستي تحت جلدي
وأهرب من أشباح القصائد
التي تعبر بخفة
قرب قدمي الصغيرة.
كيف يا هيلين؟!
كيف تموتين فجأة
هكذا يا هيلين ؟
دون أن تخبريني
ألم أكون غريمتك الطيبة
التي كتبت فيك قصيدة
ذات يوم؟!
صوتك هنا يلف معي الجدران
كيف استقبلت نبأ رحيلك
وحدي بكل هذا البرود
هو أمر لا يليق بك
كغريمة عذبتني طويلا
أحاول أن أتخيل
كيف غطوا جسدك النحيف
وكيف تحملت الملائكة
منظر عينيك الحزينتين
وهم يصعدون بك
مسرعين إلى السماء.
جسد غير صالح للعشق
هل من الصدفة
أن كل الطرق تؤدي إلى البيت؟!
كان بوسعي أن أتلكأ
أكثر
أمام بواباته الحديدية
وأن أزيح بلاغضب
صورة الولد الأبله
من أمامي
كيف سمحت له أن يتمادى
في رومانتيكيته معي
إلى هذه الدرجة!!!
خمس ساعات يناضل
كي يحرك يدي
كنت أراقب ارتعاشة أصابعه
وأضحك في سري من سذاجته
يالله!!
كيف لم يفهم
أنها مدربة جيدا على الموت
وأن جسدي الذي يزاحمني
الفراش
بأفكاره السوداء
وتنبؤاته الغامضة
صار الآن
عجوزا جدا
ولم يعد صالحا للعشق.
هو لن يصدق أبدا
أنه لا أحد ينتظرني
في الليل
ولا حتى الملائكة
الملائكة التي تتفرج عليّ كل ليلة
ولا أعرف ماذا أقول لها بالضبط
-عند عودتي من معاركي
الكثيرة الخاسرة-
عن تلك الفضائح
التي تسيل من وجهي
-ككائنات متوحشة-
فتنهشني بلا رحمة
وعن حاجتي لموتى جدد
ربما ليقطعوا هذا الظلام
أو “لأعايرهم” بعجزهم
وأفتخر أمامهم
بمجد أبي الزائف
الذي وعدني به
قبل أن أدفنه
في غرفتي
بلا كفن عظيم
يليق به.
نجاة علي *