إلى الصديق عبد اللطيف اللعبي
هذيان
أهلك بالضوء
لأني عاشق طين
وفصوص ليل
وحين أفرغ
من الهروب
في تلك الدروب الغافية في السواد
أسمع تلك الأصوات
من وراء الباب
عربات بخيولها
تهوي إلى التكرار
يمكنك أن تبصر
رؤوس الهاربين من الحرب
تقهقه من اليأس
مرقشة بسخام
الدهشة
أسنانها ناصعة
بالندم
وعويلها لهب
الذكريات.
عشب
1
حوض العشب
يحتاج ماء الكلام
كي يتسلق شجرة الأصل
لكن العشب
اجتاح المنافذ
وفي كل اتجاه
أزهر وردا
يلتهم اللحم.
2
مذبحة صغيرة
تلعب بالدم
أمد كفي لهم
فتغوص في خواء
من الزغب
والوهم.
3
هذه الليلة
فتحت النافذة
هناك وليمة
من يبارك هذه الحرب؟
شـغـف
في رعشتي
شغف
يفض الأسرار
يخترق الحبر
يحب الشعراء
في هلوساتهم
البحرية
الصخرية
النارية
على ضفاف الأعماق
وأودية الحلم
يرقدون عراة
بين أعشاب الثلج
يتلون
أسماء الحافة
وهي تهدر بالردى
والعظام
والخوف
تلك مقابرنا الجماعية
أرواحنا المشردة
تصرخ في المدى
شجرا
حجرا
برتقالا
في حديقة بدون شجر.
كلمة صغيرة
1
أأشرب دوخة العالم
لأكتب كلمة صغيرة؟
رأسي الذي بين يدي
يعلمني أسطورة النحاس
ورأسي الذي كان
بين كتفي
علمني النهر والبحر
وعنفا وأعماقا أخرى
2
أأشرب من بئر الموت الفائر
أم أحطم الكؤوس كلها؟
عطشي يمزق رأسي المسافر
في الصحراء
وصبري سحابة صيف
في فنجان
كل الأجساد
سقطت
إلا جسدا
يحتمي بالزبد
من مكيدة سلالة
من مأدبة جنازة
كثيرة العدد.
رغـــــبة
كل ما لا يبصر
ينكتب
في الصحراء
قاومت الرغبة
فغلبتني كثافة الحريق.
صــور
1
في واحة الغزلان
أفق شارد
وبقايا رصاص
صور السبي
وقوافل أطفال بنيين
يساقون إلى سواحل التيه.
2
في منتصف الصحراء
قناع الجنون
ليل مضاعف
بلهب غريب
وعويل نساء
يودع سقوط النخيل.
3
رأيت في الفجر
رملا أحمر
تناوشه طعنات
غربان جائعة
فرغت للتو من
جمجمة.
مصــارع الثيران
كنت سأبدأ اليوميات
حين انفتح الباب
وهجمت ثيران
لا تحتمل اللون الأحمر
خيام سوداء
تيوس تقلد النسور
فوق الطلح
في ضجعة الظهيرة
تتفيأ سراب الظل
وتحلم بأفق أخضر
ونجدة من هزال
في تلك الأقاصي
لوحت بمنديلي
راوغت الموت
وامتطيت آخر منطاد
يمرّ إلى الهاوية
رأيتهم في الأسفل
يتهافتون بمخالب
مستعارة
ها هو تراب
الغرس الأهوج
يتناثر من تراب الأصل
من يوصل رسائلهم
المدموغة بالدم
إلى سلالة الانتظار
من …؟
سعيد بوكرامي شاعر من المغرب