كأنها ما مشت على الأحافير البحرية في صخور الجبل الأغبر، ولا تدفأتْ بحكايات الصحراء، ولم يلحسها بحر عُمان.
انتهت الحكاية..
اختفت الحجارة من وديانها..
اندكّت الجبال..
عاد الماء إلى أصله..
تشردت القبائل..
انقرضت الصحراء..
احترقت النار..
انفرطت الأجرام عن أفلاكها..
انكشفت عورة الغيب..
رقص العدم..
و بذور حبّك باقية في شقوق
روحي، تنتظر دورة حياةٍ أخرى.
جَــزْر
كانت مِشيةً مالحة:
أقدامٌ حافيةٌ على رملٍ مبتلّ
أمواجٌ فسفوريةٌ أضاءت اللحظة
نجماتٌ تلصصن على سعادتي العابرةِ:
صوتِك القادم من وراء البحر والليل..
إنقــــــــاذ
حبالاً طويـــلةً ستحتاجون
عُـقَداً غير معدودةٍ
لتصلوا إليّ..
لتخرجوني من سمائي المقلوبة.
شِــواء
يعرفون طعمَ عذابها
هذه الدجاجة المتقلبة
على الجمر.
بأضراسهم الطاحنة ولعابهم
قرأوا تاريخها الداجن.
…
لو صقراً كنتِ
ما لحقتكِ نارُهم.
ترجمة بتصرف
« لابساتُ البياض
في هذا المكان الأبيض
لسن ملائكة رحمة
بل شيطانات بيضاوات «
« واع واع
واع واع واع واع
واع واع واع
واع واع واع «
« أنا أخاف من الحقنة
يا أمي «
« واع واع واع واع
ماما «
…
آه.
لــذّة
احرقينا أيتها الجحيم
و فحّمي جلودنا، كلّما تبدّلت ونضجت
اجعلينا نصرخ من حرقة الألم
نختنق باليحموم
أطعمينا زقومك،
واسقينا غسلينك وغساقك
نحن الثائرون، أبناء الكبائر والآثام.
…
و يا أهل الفردوس
تلذذوا بعذابنا، وتنعّموا
اشربوا نخب نجاتكم فكهين
من كأسٍ معين
…
وأنت،
أنت راقب من عليائك
خيبتك، وما اقترفته يداك
لعلّك تدرك معنى
لذة الألم
وألم اللذة
أيها الوحيد.
عَمَشٌ
الضوء يفيض
عن حاجة الحجرة
منسكباً من السقف،
يكاد يخنقك هذا النهار المزيّف..
…
المصابيح مصادر حقيقيّة
لضوضاء الألوان
لكنك تستطيع أن تتحكم بها
كموتٍ يضع إصبعه
على زر قلبك..
احتضنيني أيتها العتمة.
خميس قلم
شاعر من عُمان