– هكذا .. سأكتبُ .. دون أن أذكرك
عن الآس .. لأن دموعك لم تعد ملونة
عن الوردة .. وهي تذرفُ انتسابها للأنامل
عن الليل .. حين يعاتبُ الأفلاك .. والمجرات .. والنجوم .. والمشاهير
عن الأسئلة .. وهي تراقبُ استفسارها .. وتراقصُ علامات الإستفهام
عن دهشة قمر بات بعيدا عن متناول البهجة
هناك .. حيث تطرز النجوم معالم القمر .. وترسمُ الغيوم أوقاتا ملونة
على لوحة عشب ممطر
بريشة مصنوعة من وعد مبلل .
– أنا الآن .. أطيرُ كالنجوم .. في بهجة قصوى
أعبر نهرا من العطر .. وأعبرُ .. كذلك .. مساء كسولا
وشعرُك يجرُ وراءهُ النجوم والأشجار والأحلام
حيث يتعرى الليلُ فيه
فهنالك رف من الياسمين .. وصف من الأقحوان
وهنالك .. في خصلات شعرك المترامية الألوان ..
نرجس عالق بين عطره وألوانه
وقد أغمي على النسائم
حتى لاتعبث به
هنالك – أيضا – في سياق أحلى – دموع فوق قمر شفتيك
وأنت مطرزة في روحي مثل وردة
تنفرط النجوم فوقها
عبر مدى معطر بأمنية
وشريط الندى الهيمان يقترحُ شذا آخر
لدروب وحدائق شتى حدائق يبتكرها عشاق أبديون
عشاق عاهدوا المحبة على الوصال
وعاهدوا الخصام على الإندحار
وعاهدوا المواعيد الغرامية على مساء بهيج .
– في الليل ..
هنالك – دائما – صوت ملون
وفي نجومه همسات دافئة
وفي أقماره شوق لشعراء وصفوه كثيرا في كلمات الورقة
في الليل صوت أبدي
يتابعُ ما تناثر من نسائمه
في مواسم متعددة اللهجات
مواسم تُعلمُ النجوم كيف تهتدي بآثار التائهين
وصولا إلى غروب أعزل
ومساء غريق
تعلمُ النجوم والأقمار كيف تتهجى ظل امرأة نسيت اسمها فوق الصحراء
الآن .. بدأت المتاهة : هنالك نجوم ضلت طريقها
لقد نسيت آثار أقدام القمر فوق مجرات سحيقة
وهنالك مساءات غريقة
تعلمت قبل لحظات
صناعة قارب لنجاة الليل من متاهة النجوم .
– باحتمال مبحوح .. واعتقاد كسير
أرممُ مداك .. على أمل ثري
أن يجازف الوقتُ .. فيمر على سنواتك الخالدة
لتتكسر أمواج عابثة .. في زمن طفل ووقت قياسي أحمق
أسمعُ .. الآن .. صياحهُ .. وهو يُعلنُ مساءً جديداً آخر
مغرورقا بنافذة .. تُطلُ على مشهد شاسع ذريع
يستغرقُ في اللوعة من صباح مبتل : نداهُ غيوم .. وأزهارُهُ أمطار
وفيه يركضُ الياسمين إلى أرجوحة .. تغتنمُ برهة حالمة
تحتفي بأطفال مزودين بالبهجة .. بهجة ترتدي جدرانا مطرزة بقمصان
وبأراجيح باسمة .. فرط القمر .. الذي ارتدى نجوم أعياد ممتازة .
– من كوة الهمسة
أطلُ على شذاك
بعطر فادح ووردة شفيفة
تاركا على خارطتها لونا ما
يُشيرُ إلى شاطئك المبلل بالأعاصير
وقد هربت سواحلُهُ إلى سفن جديرة ببحار فتانة
لتنسحب الرياحُ عن بحر جيد .. وشاطئ ممتاز
– ها أنذا .. أطلُ على عبيرك الشاطر .. بوعد مهمل
وأنظرُ إلى عطرك الفاتر .. بعينين مبللتين بالفراشات
وكذلك : أتطلعُ إلى نسيمك الخافت .. بفجر قبلي
حيث يخرجُ الليلُ العاطل .. تتخللهُ سماء باهتة
وأقمار خاملة .. ونجوم كسلانة
– إذن .. عيناك همجيتان
حيث لا تريان سوى :
قلوب طارئة .. ونبضات قديمة .. ومواعيد متأخرة .. وعشاق متخلفين .. يرسمون على صفحات معشوقاتهم :
عواطف ملونة تُخيفُ درجات الخصام
وتجعلُ البُعد خرافة ..
وأنا أرسمك – حاليا – بالأحاسيس
عاصفة من الكلام .. والكلامُ محبة
أرسمُ أيامك خارطة لقبلة
وأنحت لقاءاتنا موعدا يعشقُ الأمطار
فأنا : منذ القرنفل .. أقطفُ الياسمين .. احتفاءً بالنرجس .. فعلى جفون كلامي لونُ الأقحوان .. وشكلُ الوردة .