تلك الضحكة العجيبة
لم تكن الأولى
في سباق الجمال
ولم تحز مرتبة الشرف الأولى
لم تدخل موسوعة «جينس»
ذلك لأنها
لم تكن ضحكة!
إنها المأوى
وشجرة منتهاي
ضحكتك
علامة فارقة
في تاريخ الزقزقات
منذ فجر السلالات
حين إنبثقت كبرق لامع
ضحكتك الطاغية
في تلك اللحظات المباركة
جعلتني نسيا منسيا
لا يعرف من أين أتى؟
والى أين يسير؟
وكيف يعود؟
الى سابق عهده
ومع كل هذا التوهان
سأحبو اليها
أينما تكون
مثل طفل
في فمه مرارة
وعطش النطفة الاولى
لقطرة ضوء
تلك القطرة
هي ضحكتك الخفيفة
ضحكتك الشفيفة
ضحكتك الخرافية
ضحكتك السماوية
لو كنت أعلم
«إن كل هذا سيحل بي»
إذن رفعت فأسي وحطمتها
كما عنّ ل(أنكيدو) أن يفعل
بعد الفوات …
لوكنت أعلم
لالتقطت لها صورة فوتوغرافية
وغلفتها بورق السليفون
وعملت لها مزارا
وصارت وليتي
وتميمة سروري
لو كنت أعلم
ولكن هيهات
«إن الضحكة التي سمعت لن تجد»
هكذا همست في أذني «سيدوري»
بعد الكأس الأول
وعبور البحر السابع
والخيبة الألف !
ولحسن الطالع
إن سمعي
كان يقظا
لذا خبأ هذه الضحكة الحنونة
في مكان عزيز من الذاكرة المغلفة بالبكاء
فتغير طعمه
وصار بكائي
مثل عيد الموتى
ذلك لأن ضحكتك
متاع لي
في صحارى العويل
وهي قطعا
شعاع منبثق من قلب المجهول
ومما لا شك فيه
هي نسمة أسطورية
من فم لم يخلق للأكل
والشرب
والتثاؤب
كبقية الأفواه الحسنى
فحين هبت
أذابت لرقتها
شموع المعابد
وتحولت تلك الشموع
الى طيور بمناقير من ذهب!!
ولحسن الحظ
إن ضحكتك حصرية
ولا فرع لها في أي أرض أخرى
ولا يجوز إعادة طبعها
واستنساخها
الا بإذن من سمعي
ومن يخالف هذا يعرض سمعه للمساءلة
في يوم الدينونة!
ضحكتك طائر ينقلني على جناحيه الصغيرين
للسماوات السبع
ضحكتك كتاب مفتوح
للتأويل
ضحكتك
صدقة جارية كجدول
تلك الضحكة الأسطورية
أخذت من سحر بابل سحرها
ومن البحر الأبيض المتوسط بياضه
من الأنهار شعاعها
من الأطيار
خفق أجنحتها
من الفراشات نبضها
من الشعر الموزون
موسيقاه
من قصيدة النثر همسها
من تماثيل الشوارع
جلالها
من الجلال
رفعته
ترى لو فكرت مدام (توسو)
أن تضع ضحكتك في متحف الشمع
فمن يجلب لنا أزميل (مايكل إنجلو)
من العالم الآخر؟
*ماذا تفعلين؟
هل تحاولين الضحك
على هلوستي؟
أرجوك خذي الأمر بجدية بالغة
ولا تضحكي
لأن ضحكتك حدث كوني
غير قابل للتكرار
لا تضحكي ثانية ….
ضحكة واحدة منك
تكفي
لتتوهج الشموس
ويشرق الأبد
وتحتدم الأكوان
وتقوم القيامة
فلا تفرطي
بحياتنا الرخوة
فوق البسيطة
على أمر عابر
كفكرة مجنونة
وردت
بهذه القصيدة!
عبدالرزاق الربيعي
شاعر من العراق يقيم في عُمان