حديقتنا ارتأت أن تكوننا
التي ليست بالضرورة أزهارا وعشبا ورؤى
التي نصنعها من وحل الطريق ورطوبة أسقفنا
أو من ذكريات ليست بحوزتنا
خوفنا عليها
حناننا المبالغ فيه
نهيئه لأحباء ندسهم في السر
ونعلن عنهم وقت أن تزهر أنفاسنا
**
حديقة أفكارنا المبددة في الطرقات
وعلى أسطح المنازل المبشورة ، نعتقد أنها تشبهنا
تلك المشرعة عل نوافذ عالية :
مسكونة بالجنيات ، اللواتي يتحولن الى أفاع ،
فحيحها .. في مراقدنا ، فننهض ستبشرين :
اهلا
النهار نتركه كاملا للغيب
وهناك خديعة نلمسها
**
الحديقة المسنودة على حاشية – اوهامنا،
المزدانة بالقيظ
المهيأة لاستقبالنا والاحتفاء بالضيوف
المغرمين بنا
أهلا / نستقبل زوارا..
هيأنا المكان لهم
كأننا نستقبل لجنة تفتيش على نظافتنا
قمنا بحملة في الصالة والشرفة والغرف
اختلط الماء بالمقاعد والكهرباء وغبار الجيران
هيأنا الحمام .. صار أنيقا وصالحا للاخراج
بلطف .
اغتسلنا ، تعطرنا بالرغبة والأبخرة وشهوات
اللقاء
انتظرناهم ،
وكنا نعتقد بأن التأخير يجيء عادة
من اختلاف المواعيد او من عطل المصاعد
انتظرناهم
ولم يأت أحد
**
الحديقة التي بحوزتنا تشبه الاندثار
وهو يقفز فوق الوهاد متيمنا باختفائه
لم تستبحنا للمغالين في قدحنا
لها غنائم الأصدقاء في حربهم مع أنفسهم
لها وحشتنا
حين ترتفع المآذن الى السماء
تاركة وراءها نحيبا
لعدد غفير من المصلين .
**
يمكن للحديقة أن تنتقل حيث نريد
والسفر جموح لصدفة تنتظرني
امرأة تجلس
وثمة شهود يرمقون جلستنا بشزر
حين باغتنا نظراتهم،
سقطت اعينهم غزيرة
اختلطنا بالضحك
وحملنا الحديقة ومضينا..
**
في الجبل المجاور .. ولدنا
لم تمسنا شائبة
كما لو أننا خرجنا من نبع
وانسبنا فوق الأحراش والصخور
كنا نجر المحاريث
فوق صباح أجرد
وفي الظهيرة نتفيأ ظل أسرارنا.
فرج العربي ( شاعر من ليبيا)