هذه غربتي
أحضنها في أول الليل
وأهجرها في منتصف الذروة
مثل بوذي زلت به رؤاه
في مفترق السهوب
فلاذ برصيف الحكمة
قرب دالية النبهاء
وسار بغير ما هدف
تاركا ظله في حيرة ضارية
تسبقه دموع لم يذرفها
على خلان رحلوا قبل الأوان
في حانة معتمة
والوحشة نديمته الأبدية
بها يداري هشاشته
وإليها يمضي
كلما داهمه الحنين
إلى عتبات الأمس
أو تلقفته رعشة كاذبة
فوق سرير الخديعة
عيناه على خصر القمر
وخياله نائم
تحت وسادة بللتها أحلام القيلولة ،،،
***
منتشيا بنسيم الأرق
أحاول لملمة الخواء
بأجنحة السأم
ويداي راجفتان بغير أنين
بعضي واقف خلف كلي
وكلي جالس فوق بعضي
وأنا بين مخالب الدهر
ألهو ببعثرة الهواء
ومضاحكة المرايا
في هذا الليل السرمدي
لا عياء يكبرني
ولا راحة تغريني
بالتماهي مع حبور الرعاع ،،،
***
متكئا على عنادي المحظور
بكل ما لدي
من نوايا شرسة
أحلق خلف رؤى رتقتها
بحطام الغضب
وروضتها على منازلة المستحيل
بسلاح النسيان
علني أستعيد خطواتي
من المماشي التي لم أطأها بعد
ولم يكتب لي أن
أستريح في ظلالها
وعندما يأتي المساء
باكرا
كصدفة بلهاء
أستضيف غربتي
في غرفة عارية
وأطعمها ما تبقى لدي
من فواكه بالية
لا أحضنها ولا أهجرها
أستعيذ بها
من لعنة الحنين
وفي يدي باقة من ورود
فقدت أريجها
في برهة عاتية ،،،
عزيز الحاكم