سأذهب إلى مدينة العشرة آلاف جبل، وأطلّ على الوادي السحيق الملوّنة صخوره، كأنّها جلد ذبيحة. وأطير إلى قمم أوهان الثماني عشرة لألامس سقف العالم، وأخلو فوق الحديقة الأقرب إلى الجنّة . هناك مملكة الشُعراء وفردوس السيّاح، الذين يشاهدون الملاحم رقصاً وألواناً .
هناك في منامي، علّمني الريحُ الرقصَ النقريّ، فرقصتُ وطرتُ وجنّحتُ حتى استيقظت.
لماذا لا نرى الجنّةَ إلا في المنام!
***
يا زهرةَ الكرز، متى أبلغ طريق الحرير، لأفرش لك الأرض بالسلام.
***
أمدّد جسدي على الينابيع الساخنة، فتأخذ البحيراتُ دخانَ الماء، ويشكّل غيمة مثيرةً للخشوع.
***
ألبس درّاعة الجلد المطعّمة بقطع المعدن، وأمشي إلى الخمرة والدم والنار واليشم، أو لمهرجان المصارعة والعيد المفتوح ..
هل كان هذا ما تراءى لك من حياتك السابقة؟
***
لماذا تتعلّق على سمائي الدموع، وتحتلّني الوحدة ؟
***
قمري بارد، وغريبٌ أنا في الجهات.
***
في صغري صاحبني البحر، وجلست تحت مظلّة البيت الذي غفوت على عتبته، ولم أندم، وشكرت الموسيقى.
أغلق عينيّ لكني ما زلت أرى!
***
كان السرو ينام، والكستناء تتمرّغ بالسخونة، وحبّات الجوز الشقراء ناضجة، وعيناك واسعتان، وأنا ابدّد حياتي في مشهدٍ آخر، قاسٍ وصعب وقتيل.
***
اسمك نهر، وعيناك تقولان ما بقلبك، وذكرياتك لن تحذفها المسافات والنسيان.
***
الخزامى، والزّهر الذهبيّ، وأشجار الضوء، والقمم المسبوكة في البعيد، والهدوء الساحر .. هي أنتِ .
النملُ المتدفّق تحت الأرض، عربات القطار الصامت، والشواهق المرصوفة، والعازف آخر النفق، والهواء الملغوم، والاكتظاظ المرتّب، ونبض المفارق والجسور، ورداء العجوز المتصابية الفاقع، والدرب الذي يضمر التيه .. هي أنتِ .
طمي النهر، وبساط البراري الملوّن ، والغابات المشرّبة بالبحر، والتي هجرتها الطيور، والورد المهذّب، والوعول الغائبة عن السفوح، ودوائر الماء الكسولة، والأفق الواضح دون صخب، ولا مبالاة العاشقين.. هي أنتِ .
الانهماك في السباق، والأناقة القليلة، وجَمال البديهة، واللهجة المضحكة، والإصرار على قطف النجوم، وعناد الجبل، وامتصاص الطبيعة، والمفارقة في الاسم والطريق، وغبار اللاهث الخانق، وإدراك ما في المرآة من عيوب .. هي أنتِ .
مرجل الانصهار الهائل، والتخلّص من كوابيس السيف، والسؤال عن الأكل، وحداثة الشفرة الجارحة، والتمايز في الإحساس
والتجاوب، وأحمر الشفاه، وبلوغ عتبة الشمس .. هي أنتِ .
الباب الموارب، والسلّة الباذخة، والالتزام الصارم، والتنقّل بين الروبوت الآلي وأحلام مماثلة الحليب واللبن، وتواضع الإغراء، ومحاكاة النّحل، والطفولة في الكهولة، وخيبة العطر، وهيمنة العنكبوت الأحمر، ودُوار اليابسة، والتعالي القادم إلى القارّات، والعجائب الشابّة، وأساور الضرورة، وقيود الحرّ، وبراعم الأسرار البريئة .. هي أنتِ.
وأنت مَن عليها أن تفتح بعض النوافذ بحذر.
فذاذة الإنسان، وعبقرية الناس، وإخلاص البشر، والوفاء إلى الدم والسور، والقدرة على التبصّر في البارحة، وصيرورة الموج والريح، وإتقان الرسوم، وهندسة الألسن، والحراك الهلامي، والانتصار على الطوفان، والتشقّقات في الثلج والصحراء، وجرعة الحكمة الزائدة، والانفلات من قمصان الأمهات، والتلويح بعصي الضوء، ومائدة الجسد الصغيرة، والتبدّل المتسارع إلى حدّ الدّوخان، ولعبة المتناقضات في السيرك الدولي، والتدرّج في الرجوع إلى الأمام، وتحسّس خاصرة الزلزال، والقفز من فوق الحديد والحواجز في الضلوع، والزركشة التي لم تبلغ الرّشد، وترك الماضي للأعياد، والّلهاث المتسارع للتحوّل الاقتصادي.. والبطء في التغيّر الاجتماعي والثقافي.. هي أنتِ.
وأنت مَن عليها أن تصل إلى البعيد، بأغانيها، دون حذر ! حيث وصلت استطالتها المتْقنة.
الفنون الباذخة، والاتكاء المضيء على الأمس، ورهافة الناي رغم الحريق، والتفوّق في البسالة، وتقطير الزمن، واستحلاب العجاج، والتنوّع في المهارة، واستنطاق العَدَم، وتنميط الوجود، ورشّ الملح على السُكّر.. هي أنتِ.
وأنت مَن عليها أن تنظر إلى السماء، لترى خالقها، بجرأة وسرعة، وقبل انتباهة القبر.
العشيقة الثّملة، وعيون اللوز السوداء، وأوبرا التاريخ الوثير، والجدائل المرصّعة بالربيع والجواهر، وعباءات حرير الأميرات، وقصور المنمنمات الغافيات، وأعمدة الجذوع المصقولة، والمقرتصات المذهلة، والحواري الهجينة الموحلة التي تكاد تختفي لتظهر في الأطراف، وتختفي تحت مساحيق المدن الكبيرة .. هي أنتِ .
وأنتِ مَنْ تجترحين معجزةً يشهق أمامها الحديد، لكنّي أخاف على روحك الأولى من تلوّث المصالح الدارج في كل القرون، وأخاف أن تخلعي يدك عن ظهري، فأنوء تحت فولاذ الأضراس الغاشمة.
***
الحِرْزُ حشرةٌ أو ورقة شجر، تصدّ العين وتجلب العافية والذَهَب .
***
الحكيم كونظا هبط إلى النهر هرباً من حرس الأمبراطور.. فغرق!
فألقى أصحابُ المراكب حبّاتِ الأرز الملفّعة بأوراق الشجر في النهر، حتى ينشغل السمكُ بها ويلتهمها، وتبقى جثّة الحكيم كاملةً دون خدوش.
***
سبع سبعات تبقى الروح في الأرض، ثم تصعد الى السماء، ويشتري أهلها أوراق النقود، يبعثونها إليها في العالَم الآخر، بعد أن يحرقونها ويذرّونها لتصل اليها.
***
يصعد العاشقان إلى معبد آلهة الحبّ في مدينة نينبو، ليتماهى القلبان ويغرقا بشغف في الشّهد الأبدي.
***
أرقام الهواء وحسابات الماء .. قبل شراء البيت أو إقامة المصنع! فالحظ ّ تحدّده الأرقام.
***
المُنَجّمون .. معلمو حساب .
***
اللسان طريٌ، والأسنان قاسية ناشفة، لهذا يبقى اللسان ويسقط الباقي.
***
لا تقلب السمكة .. فينقلب الحظّ .
***
ينبهرون أمام الأغاني الصاخبة والملابس اللامعة والقذلات الممشوطة واللامباليه.
***
دعوني أصوم أو أفطر، لا تكسروا هلالي.
***
اتركوا الحصان يصل إلى ما وراء الجبل، فقط اخترق جنكيزخان السور المنيع.
***
الصياد لا يبحث عن الأرانب القريبة من بيته.
***
الرجل لا يداعب الظبية .. إنّه فظّ، لم يتعلّم اللباقة ! والجسد الناعم مشاكس..
***
أيّ رفاهية دون إغراء؟
***
الأشباح تسكن في التفاحة والخلّ، والأحلام بلا مأوى.
***
القلق وصمت الأيقونة وعيد الربيع وسخرية الوحدة .. مفردات تختبئ وراء الصخب.
***
كأنني في الطائرة، وعلى سريري فتافيت التفاح، وخرجتُ، فلم أجد نافذةً لأنظر منها إلى زفّة النجمتين، وهما تقفان على درج الغيم، والناس يبالغون في الرقص والهيجان وترديد الإيقاع.
***
كان يشتهيها، وعندما اقترب المُمثّلُ من بَطلة الفيلم ليقبّلها، تبعاً للسيناريو، رآها وقد عبّأت فمَها بالبصل.. لكنه يشتهيها!! وحينما انطبقت الشفاه على الفم، دفعته وتقيّأت ! لقد كانت أنفاسه ميّتة، كأنها البيض الفاسد، وكان فمها بطعم البلح.
***
في الصين ؛ ستجد صورة ملوّنة لحيوان الباندا .
***
أين يمضي الزمن؟ ولماذا يقدّ من أعمارنا ثيابه السوداء؟
ويظل شاباً ؟
نحن سنظل شباناً ! المهم الروح والإحساس ..
من قال هذا؟! القهوة بعد فترة تبرد ولا طعم لها.. يجب أن تبقى ساخنة، تفوح بأعماقها، وتعبئ الوجه بغمامات بخارها الطازج !
***
كانت المدينتان بعيدتين كثيراً، وكان على البغل أن يقطع المسافة يومياً، وعلى ظهره صاحبُه وحِمْلُ الخضار الموسمي، وعليه أن ينتظر، ليحمل بضاعة أخرى يعود بها إلى البلدة، وفي آخر الأمر؛ حفنة من شعير ومثلها من التبن، ومغراق ماء يدلحونه في السطل، والسلام.
لماذا لا يفكرون في زواجي بأتانٍ أو فَرس !
وهل تتزوّج البغال؟
***
وأنهت الجدّة القصةَ وانتظرت أن يتسلّل النعاسُ إلى عيني الطفلة الحفيدة، لكنها ظلّت مبحلقة!!
في آخر الليل كادت أن تتسلّل من غرفتها، وهم نيام، وتفتح باب الغرفة المُحرّمة! وليحدث ما يحدث.. لكنها خافَت !
في اليوم الثاني، الثالث، المائة، الألف .. توجّهت بكل عزمٍ إلى باب تلك الغرفة ودفشتها برِجْلها .. ودخلت!
كانت الغرفة تعجّ بكراكيب الجدّة والجدّ، وبملابس مسرحية أو للاعبي سيرك! وبطبل ودفّ وطقّاشات رقصٍ، أو ما يستخدمه العازفون والمغنّون الرحّالون في الموالد والأعراس، التي يتنقّلون إليها، ووجدت صندوق عجائب قد تحطّم، ولم يتبق منه شيء غير هيكله المهدوم..
ضحكت الحفيدةُ في نفسها، وأدركت أنهم لا يريدون لها أن تكشف تاريخهم .. فحرّموا الغرفةَ عليها .
***
يا إلهي كم كذبت عليَّ عيناها! كانتا بندقيتين (من البُندق) وليس من البندقية السلاح!
***
القانون بين يدي العازف الماهر يحرّرك من الكآبة، والقانون بين يدي العازف المبتدئ يرسلك الى الإعدام!
من تأمّل القانون؟ ومن استمع عليه بكل جوارحه؟ ومن وصل إلى تلك الجروح التي لا تبرأ في قلبه؟
***
المدنُ علبُ كبريت مبعثرة على بساط رمليّ أو على حافة زرقاء، ما أصغر الأرض من السماء! وما أصغر السماء من الأرض! وما أكبر الحنين بينهما!
***
وطبعاً، بعد أن حملت منه تلك المجنونة، واستعادت كامل عقلها ورشدها، ولدت نظرية جديدة تقول ؛ إذا أردتم لأي امرأة فَقَدت عقلها أن تعود إلى رشدها.. زوّجوها! ولتحمل فوراً .. عندها ستدركون ما هي الأمومة، إنها الشيء الوحيد الذي ينتصر على الجنون!
***
وتذكرت! إن ثاني أغنى رجل في مدينتكم كان عامل تنظيف في مطبخ مطعم أجنبي، غرب المدينة، كان ينام تحت عريشة ملفّقة من كرتون ونايلون، في الساحة خلف المطعم، طيلة العطلة المدرسية، ليعين أهله، وكان فتى وسيماً لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، واتفق أن لصاحب المطعم شقيقة خرساء بكماء، لكنها حسناء! وقد وقعت في غرام الفتى الشاب الغريب، فتصيّدت ساعة نومهم العميقة، واتّجهت .. وتمدّدت بجانبه، وراحت.. وركبته .. واهتزّ البحر !! واستيقظ الأهل والجيران والحيّ بأكمله! كان لنحيب ذروتها أصوات تشقّ بطون النوارس، وتغلق الموج في البحر، وتدفع الشوارع للبكاء والبهجة والرذيلة، ولهذا يلقبونه بـِ أبي الخرساء، وهو اسم يختلف عن ابي العرجاء . والله من وراء القصد.
***
الشوكلاته ستدخل النار! إنها مُغرية في كل حالاتها! تماماً مثل تلك الاستعراضية، التي تلبس ولا تلبس، وتغنج ولا تغنّي، وتخضع لها القلاع أو تبقى سيّدة البحار.. لا بأس!! لكن الشوكلاته مجرمة، تحرّض على الحَرام، وتفتح المسالك الى المهالك.. سمراء بيضاء، متماسكة أو سائحة مائعة، ساخنة أو باردة .. كلّها مع أبنائها مثل إبليس وقبيله، في النارّ! وسأشهد عليها يوم القيامة.
***
السرو يلد حبّات فضيّة مشعّة، والغبار ينأى عن حبّات النجوم الصغيرة.
***
هل سمعت عن وعاء الاستحمام « البانيو» الخشبي، وكيف يضعون فيه الحليب والشّهد .. لتغتسل به المرأة مع الماء، ثم يلفّونها مثل الموزة، ويحملونها مقمّطة إلى السرير، ولا يجوز ان تمشي متراً واحداً، كما لا يجوز أن يحلّ زنارها أو يفكّ الإزار الذي تلتفّ به إلاّ الإمبراطور! هل لديكم مثل هذا الفنّ المُغري ؟
وربما سمعتم عن القصر البارد؟
إذا صادفت إحداهنّ ستكون عجوزاً، ونال منها الزمان، ولا تعرف شيئاً الّا البكاء.
لا تحاول أن تعزّيها، وتقدّم مواساتك لها، فترمقك كأنها تريد طعنك بخناجر عينيها، أو كأنها تقول: على أي شيء تعزّيني؛ على شبابي أم على شغفي المبدّد أم على عطشي، أم على تلك الوحدة والصمت والبرودة .. لمدة ثلاثين عاماً ؟!
ستقول لها؛ لكنّ جمالك وفير وظاهر وطاغ، فكيف كنتِ وحيدةً دون دفء رجل، وبلا عشق وشغف!!
ستقول ؛ آآه .. لقد اختارني الإمبراطور مع مئات الحسناوات، وكلّنا مبذولات له، ينتقي منّا مَن تشاركه الفِراش، بعد أن يضعنها في ذلك «البانيو» الخشبي العابق بماء الورد، ثم يأتي مرهقاً لكثرة ما نَزا على النساء، فيكون ذابلاً تافهاً لا يروي ولا يطفئ النار، فغضبتُ بأنْ قطّبت حاجبيّ، ولم أتجاوب معه كما ينبغي للمحظيّات اللواتي عليهن أن يبدين البهجة ويتفاعلن معه، رغم أن الواحدة منّا لا يأتي دورها غير مرّة أو اثنتين في العام الواحد، لهذا أرسلوني إلى القصر البارد، وحيدة في غرفة شبه مغلقة، لا أرى غير الخدم وبعض المغضوب عليهن، طيلة سنوات العمر .
صحيح ! كانت المغضوب عليهن من الإمبراطور في القصر البارد يحاولن أن يشعلن لأنفسهن ناراً، فيما بينهن، لكنّي كرهتُ ذلك، ولم أقارفه ..
وبالمناسبة ؛ هل تحبّ البطّ المشويّ، والشفرة التي تحزّ البنيّ المحروق، والخردل على أرغفة بلا خميرة ؟
لم تجبني، هل تحب البطّ أيها الغريب؟
***
أيقونة الجلسة، هي تلك المرأة التي كشفت ساقيها للأعلى! كأن الرجال تماثيل خشب! ولم تدْرِ أنهم مذعورون من فَرْطِ الدقّة في أعمدة الرخام.
***
في مروج نارات ترى الحصان الطائر، وتدخل في لوحة خرافية. أنها مراعي السماء.
***
مع الغروب، في مملكة ووسون القديمة، يبدأ يوم جديد.
***
خيول تشاسو لا تتعب، وأعرافها تنقط بالعسل.
***
الفَراشة الزاهية بإمكانها أن تعبر العالم المليء بالشكّ والبرودة.
***
مع الربيع تبدأ المتعة.
***
لزواج الأميرة المخطوفة ترتيبات معقّدة وجسورة .
***
كل شيء يبدو عادياً وهادئاً لولا الأشباح المُضمرة في العتمة .
***
ينادون العروس بالغناء، فتخرج النجوم .
***
نان شيون، مدينة تعوم وتطلّ شرفاتها على المجرى الساحر، وعندها تنسى فينيسيا البندقية .
***
من الصواب أن تقدم كل شيء من أجل الحبّ .
***
كلما بكيت أصبحت أكثر شجاعة .
***
مَن يجلس في المستقبل سيرحّب بالصين.
***
الفتاة التي تتخبّط في الألم، تحبّ رجلاً أعزب ..
***
حبّك لي من حُسْن حظّي .
***
صندوق الاستحمام الخشبيّ القديم، ما زال يعبق بالحليب.
***
للخنجر مهمة أخرى؛ أن يوسع ثقب الناي، ليصحّ النغم .
***
كلّ هذه الآلام .. ستصبح حرية.
***
المعابد معلقة على رؤوس الجبال للرهبان المتأملين الخارقين، لأن الإمبراطور يكره الحقيقة والصلاة والأقوياء.
***
تلك روح آثمة، التي حلّت في هذا الجسد المرتبك الشقيّ .
***
دقيق المشمش يذوب في الفم مثل رغوة الشمس .
***
القصر البارد يعجّ بالنساء الحوامل، فالحارس المخصيّ لم يكن عنّيناً، ولطالما ارتعش السريرُ من الفحولة .
***
الصداقة والحماسة من ذَهَب البلاد .
***
المدينةُ المُحرّمة .. حلالٌ لأصحابها فقط !
***
الأمل هو الطوطم الوحيد المتبقّي .
***
الأسدُ الرّخام الرابض أمام البناية .. يحرسها .
***
رمادُ جثّة الأب في الجرّة على الرفّ !
أين جرّة الجدّ ؟
***
الشاي الأخضر، البخور، المروحة، الطاعة التامّة، والجلد أملس أملس، ولا قشعريرة عند النوم !
***
لا حدود لجغرافيا المرونة وتخليق المعجزات.
***
الأساطير ما تراه في المنشآت وانضباط التشابه..
***
السيّاف الذي أنهكه الطِعان، كان وحيداً في الغابة !
***
الخَزف الرقيق أساس هذا الحزام الحجريّ المهيب، الذي يصدّ الخوف، لتغفو الماشية والصغار، ويحصدون الأرز الجاف ..بأمان.
***
عند أقدام سور الصين ؛
كنت أنتظر أن يحملني الباصُ الطائرُ وأحتسي القهوة، لكنّي رجعتُ وحلقي ريّان بالمشهد العظيم!
***
مناديل الغمام، غلالات الشجر الغافي، تتصاعد، فتبلغ السماء، ودخان الصخور رهام يعود إلى أمّه الغيمة.
***
سور الصين درجٌ يحملك إلى الصهيل المستحيل.
***
ملايين الخطوات فوق الذّرى الشاهقة، والحجرة المسنّنة تاج النّصر، والرِّفعة هنا إكليل الإمبراطور، ومقبرة لا تنتهي، وعظام تئنّ من أثقال الصعود.
***
السور يُبْطِن تابوتاً يتلوّى كالأفعى، ويهفّ من فوقه
التنّين اليافع، ولا ينفث ناره، فقد رجع المغول مهزومين.
***
الجبال الحادة اطمأنت، فتبادلت الوسائد الرّخوة وأشجار السفوح.
***
الحروبُ قابِلة تستولد العجائب، وتؤثّث الأرضَ بندوبٍ مدهشة،
وتعطي للأحفاد حكاية المجد وصليل الخيول العائدة من الحرب .
***
الخوف أوّل عتبة في أرض الصوات، وأوّل حرفٍ في الكتب المقدّسة، وأوّل معبدٍ لاستعطاف البرق، واتّقاء الوحش، وتفسير البراكين العنيفة المبهمة .. والخوف أوّل إرهاصة لذبح الأخ لأخيه، والأصل في البحث عن الحنطة والماء.
***
ثمة سائحة تصرخ، وتنادي بلغة بائدة على رجل جاء هنا ! ولم يعد إليها، في حياتها السابقة.
***
لا طيور تئزّ في الأجواء، لقد دفنوا الجثث، وحرقوا ما تبقّى منها .. وانتهت الحرب.
***
وسائح ألقى بنفسه من فوق السور إلى المنحدر ! لقد جاء ليتمّم معركة اليأس، ويبكيه الغرباء.
***
الضباب يغسل ما علق من دماء عن الحجارة والقنوات الصغيرة، ويمهّد لمنظرٍ ورديٍ للصيف الاتي.
***
السور كعبة الأقوياء، والحجيج لا يؤمنون بآيات الإمبراطور الصلدة، لكنهم يشهدون له بالصولجان، ويلتقطون الصور وهم يحملون المنْسَأة، ويلبسون عباءته الوارفة.
***
السور خطٌ كتبه الدمُ ونقشته الرماح.
***
هنا عَرْشُ الخلود، وأضرحةُ الذين اختاروا الفناء.
***
لا بأس، لقد رأينا السور ومشينا فوقه، وتجمّدت ملامِحُنا معه في الكاميرات، ونسينا أن ثمة مذبحة في البعيد .
***
الذين غفلوا تعثّروا، والذين انتبهوا ارتاحوا قليلاً، وثمة أنينٌ في الجدران.
***
لا كلمات تليق بهذا العلوّ الممتدّ إلى الحلم .
***
في مَمرٍّ آخر؛ كانت السّياط تُلْهب الظهورَ العجفاء، والزبدُ الأحمر يتطاير..
***
السّور أوّلُ أبواب القصر، وحائط مهجع الأميرة.
***
الجوع والخوف أسماء للسور ..
***
أكلوا انفسهم، والخوف لا يشبع.
***
لو كانت ميدوزا هنا لأقاموا السور في يوم واحد.
***
الاطمئنانُ، هنا، أمرٌ مبالَغ فيه.
***
الحَصَانة والمناعة في الأفئدة، وليست على الجبال.
***
النَزقُ والشراسةُ وراء ثوب امرأة التشيبو الحريري، والغضب ما زال يثور في وجه المحارب، الذي يبيع القطن المطرّز، ولم يعد يلبس التشاشان الرمادي.
***
أفضل حِمْية أن تذهب إلى الصين، سترى الطعام البديع الكثير .. لكنه مخاتل ومُمضّ . . وأنصحك بأن تأخذ طعامك معك.
***
لقد نسيت الفتاةُ صدرَها في بيت أبيها، وجاءت لتحرثَ الوقتَ، وتصيحَ في الأسواق.
***
لا يعرفون إلّا لغتهم، ويسْخرون من ألسنتنا.
***
قد يتعب المحيط، لكنهم لا يتعبون ! إنهم يرسمون السماءَ ثم يهبطون بها الأرض .
***
لم يخرجوا تماماً من وراء السور الحديدي ! لقد ولدوا بين الأسوار.
***
شرقيون، جامحون، جدّيون، يروّضون الهواء المتوحّش، ويحبّون أشياءهم .. ببساطة !
***
ما زالوا عالقين بين كهف الماء وإخضاع القمر.
***
يطيرون، ويزرعون النرجس في البحيرات. والساحرة التي تحبّ البطل جميلة وماكرة. ويأكلون كلَّ شيء، ولا يكثرون من الغَزَل، وغناؤهم الجماعي يأخذ الألباب ويدعو للانحناء .. وتحبّهم وهم يلوّحون لكَ في المطار.
المتوكل طه