فاروق عبدالقادر (24يناير 1938- 23يناير 2010) ناقد أدبي ومسرحي في المحل الأول وليس مترجما محترفا. ولكن ترجماته مكملة لنقده، خاصة أن أغلبها قد انصب على نصوص مسرحية من الأدب الروسي في القرن التاسع عشر والأدب الأمريكي في القرن العشرين، وعلى تنظيرات مسرحية للمخرج البريطاني المعاصر بيتر بروك، وبعض كتابات في العلوم الإنسانية والدراسات الثقافية، وكتاب واحد عن تاريخ العلم.
(1)
كانت مسرحية «فترة التوافق» (1960) للكاتب المسرحي الأمريكي تنسى وليمز (1911-1983) أول نص مسرحي ينقله فاروق عبدالقادر إلى اللغة العربية. وتمتاز ترجمته- وإن شابها هنات قليلة في فهم المصطلح العامي الأمريكي- باستخدام ما أحب أن أسميه: الجملة الدرامية، بمعنى الجملة المنطوية على عناصر التوتر والجدل والصراع، الصالحة لأن تساق على ألسنة الممثلين فوق خشبة المسرح. وقد ظل هذا الحس الدرامي ملازما لفاروق عبدالقادر في كل ما كتب وترجم.
ومن خير المداخل إلى هذه المسرحية مقالة للدكتورة هدى حبيشة – أستاذة الأدب الإنجليزي- عنوانها «فترة التأقلم» في مجلة «المجلة» (يناير (1963) (أعيد طبعها في كتابها: على خشبة المسرح، الهيئة المصرية العامة للكتاب 1987).
تقول هدى حبيشة: « المسرحية تعتبر خطوة جديدة في فن تنيسي ويليامز فهي تختلف عن كل كتبه من قبل، فهي أولا كوميديا وليست مأساة، ثم إنها لا تعالج الموضوع الذي كاد تنيسي ويليامز أن يتخصص فيه – وهو موضوع الجنس من وجهة نظر فرويد. وفي رأيى أن «فترة التأقلم» – في حدود مقاييس الكوميديا الاجتماعية – تعتبر من أبدع ما كتبه هذا المؤلف الكبير المذبذب الموهبة».
(2)
«ليلة السحلية» (1961) مسرحية أخرى لتنسي وليامز يصفها روبرت هاربر – في مقدمة أميل إلى السطحية – بأنها «تمثل أحسن ما كتب تنيسى وليامز من مسرحيات حتى الآن» (1964). والمسرحية في الأصل قصة قصيرة لكاتبها حولها إلى مسرحية كاملة، وقدمت لأول مرة في برودواى بإخراج فرانك كورسارو. ثم تحولت في 1964 إلى فيلم من إخراج جون هستون وبطولة رتشارد بيرتون وأفا جاردنر وديبوراكير.
يقول الناقد جيرالد م. بيركوتز في كتابه «المسرحية الأمريكية في القرن العشرين» (الناشر: لونجمان، لندن ونيويورك 1994) عن مسرحية وليامز: إن الحبكة في أضيق الحدود ترمى إلى تقديم مناظرة – تكاد تكون شوئية (على نسق برنارد شو) – بين الشخصيتين الرئيسيتين: لورنس شانون وهوقس سابق وحنه جلز القوية القادرة على التعامل مع الواقع. وموضوع المناظرة هو المسألة التي تشغل وليمز في كل أعماله تقريبا: كيف يتسنى للشخص الحساس أن يواصل البقاء في وجه ألم الوجود.
تعرض ماكسين فولك على شانون شراكة جنسية ومالية تصالحه مع الحياة، ولكن شانون يرفض ذلك العرض بوصفه استسلاما لفساد العالم: ترى حنه في كبريائه هذا غرور لا معنى له، مصرة على أنه يمكن للإنسان أن ينخرط في معمعة الحياة.
وفي كتابه عن تنيسي وليامز (تنسي وليامز، الناشر: ماكميلان، لندن 1987) يصف الناقد روجر بوكسويل المسرحية بأنها مرثية درامية يخيم عليها جو خريفي.
إن لورنس شانون مدمن للخمر مصاب بالنورستانيا وسيم، في الخامسة والثلاثين من عمره، فقد إيمانه الديني وأشتهر بانحرافه إلى الشهوة، يعمل الآن مرشدا سياحيا في المكسيك حيث تدور أحداث المسرحية. أما حنه فهي فنانة في منتصف العمر عاشت حياة تنقل من فندق إلى فندق مع جدها جوناثان كوفين (نونو). وثمة سحلية عملاقة قيدها صبية مكسيكيون تحت شرفة الفندق لكي يعذبونها ويقتلوها ويأكلوها. ولا يلبث شانون (الذي رُفت من وظيقته لتورطه في علاقات جنسية مع مراهقات) أن يطلق سراح السحلية، هو الواقع بين مطرقة الجسد وسندان الروح.
(3)
ومن الأدب الأمريكي ينتقل فاروق عبد القادر إلى الأدب الروسي ينقل مسرحية أنطون تشيكوف (1860 – 1904) «فضيحة ريفية أو بلاتونوف». وفي مقدمته للمسرحية يذكر المترجم أن تشيكوف قد كتبها حوالي سنة 1881 أي وهو في الحادية والعشرين من عمره. وإذا كان بعض النقاد الروس، مثل س.دانيلوف، يرون أن القيمة الوحيدة التي بقيت للمسرحية هي أنها تمكننا من التعرف على أصول أفكار وشخصيات بعينها تطورت تطورا شاملا إلى مسرح تشيكوف بعد ذلك، فإن فاروق عبدالقادر يرى أن هذا الحكم « يظلم جوانب جديرة بالنظر في هذه المسرحية تجعل لها قيمتها الخاصة بالإضافة لقيمتها في الكشف عن بقية أعمال تشيكوف. فهو يقدم فيها – للمرة الأولى – محاولة للتعرف على القيم الاجتماعية المتصارعة لتشكيل وجه المجتمع في روسيا أثناء العقدين الأخيرين من القرن الماضي» (التاسع عشر).
(4)
ويترجم فاروق عبدالقادر فصلا عن الكاتب المسرحي قوقازي المولد، فرنسي اللغة أرتور أداموف (1908 – 1970) من الكتاب العمدة لمارتن إسلين «مسرح العبث» (1964). ويغطي الفصل أهم أعمال هذا الكتاب الذي انتقل من العبث والعصاب والحلم إلى الالتزام الشيوعي البرختي: سيرته الذاتية المسماة «الاعتراف» ومسرحياته: الخدعة – الغزو – المناورة الكبرى والصغرى – تجاه المسير – الأستاذ تاران – الجميع ضد الجميع – كما كنا – الذين يتلاقون – بنج بونج – باولو باولى – ربيع 71، إلى جانب عدد من الاسكتشات المسرحية القصيرة وتمثيليات إذاعية. ويختم إسلن فصله القيم بقوله: «لدنيا إذن اثنان من أرتور أداموف: أداموف كاتب الأحلام والعصاب والأخفاق، وأداموف البريختي الواقعي الملحمي، لكن الاثنين ليسا منفصلين كما قد يبدو» . ويضيف إسلن: «المستقبل فقط هو الذي يمكن أن يحدد أي الرجلين هو الأكثر قيمة، وأيهما هو الذي سيبقى له الأثر الخالد». وعندى – إذا كان لي أن أبدي رأيا- أن اداموف في مرحلته الباكرة هو الأبقى بمثل ما أرى أن برخت في مرحلته التعبيرية الباكرة – ورائعته «بعل» أسطع مثال لها – أبقى من برخت الكاتب اليساري الملتزم.
(5)
فُتن فاروق عبدالقادر بالمخرج البريطاني المعاصر بيتر بروك فنقل له «نحن والولايات المتحدة» وهي مسرحية اعدها وأخرجها بروك واشترك في إعدادها وأدائها أعضاء فرقة شكسبير الملكية. وعرضت لأول مرة على خشبة مسرح الأولدفيك في شتاء عام 1966. وهي صرخة احتجاج على حرب أمريكا في فيتنام (تتردد في تضاعيف المسرحية – مثل لحن دال متردد (لايتموتيف)- عبارة «ارولى أكاذيب عن فيتنام» في إشارة إلى أكاذيب أجهزة الدعاية الأمريكية – الموجهة إلى المواطن الأمريكي وإلى الخارج على السواء- في عهد إدارة الرئيس لندون جونسون)
ويطرح بيتربروك، في تقديمه للمسرحية، الإشكالية التي يواجهها هذا النوع من النصوص فيقول: «كانت المشكلة هى: كيف يمكن للأحداث الدائرة اليوم أن تدخل إلى المسرح؟ وراء المشكلة يكمن سؤال: لماذا يجب أن تدخل هذه الأحداث إلى المسرح؟ رفضنا عدة إجابات: رفضنا أن يكون المسرح فيلما تسجيليا يعرضه التلفزيون، ورفضنا أن يكون قاعة محاضرات، ورفضنا أن يكون مركب دعاية. رفضناها جميعا لأنه من الفيلم التلفزيوني حتى قاعة الدراسة مرورا بالصحف والملصقات والأغلفة كانت المهمة المطلوبة تؤدى من خلال وسائط تم تطويعها لأدائها»
وبدوره يقول فاروق عبدالقادر في ختام تقديمه للترجمة «هذا نموذج للعرض، وهو بالتالي لا يكتسب حياته إلا على المسرح، لكنه نموذج لما يمكن أن يؤديه المسرح اليوم، دون أن يتخلى عن لغته الخاصة ودون أن يقف عند حد الإقناع الفكر الهادئ. إن بيتر بروك يثير من الأسئلة أكثر مما يضع من إجابات، ولعل هذه التجربة تثير بعض الأسئلة في حياتنا المسرحية المتعثرة، الدائرة حول نفسها في حلقات مفرغة»
ويمثل عنوان المسرحيةUS مشكلة صغيرة ففيه تورية يمكن أن تعني: «نحن» ويمكن أن تعني « الولايات المتحدة الأمريكية». وقد سعى فاروق عبدالقادر إلىالتغلب على هذه المشكلة باصطناع حل وسط هو الجمع بين المعنيين مع إضافة حرف عطف بينهما. ورأي أن هذا حل مقبول لا غبار عليه.
وفي الصفحة 138 من الترجمة خطأ لغوى شائع يتكرر في كتابات فاروق عبدالقادر وترجماته كما يتكرر عند كثير من الكتاب والمترجمين، وذلك حين يقول: «كلما زادت الحدة والخشونة التي يحتك بها هذان القضيبان معا، كلما زادت قسوة الصراع بينهما، والصواب لغويا حذف «كلما» الثانية
(6)
«طرائق الحداثة: ضد المتوائمين الجدد « كتاب من تأليف الروائي الناقد البريطاني اليساري ريموند وليمز (1921 – 1988) صاحب «الثقافة والمجتمع) و «المسرحية من إيسن إلى برخت» و «الثورة الطويلة» و«التراجيديا الحديثة» و«كلمات مفتاحية» و«الريف والمدينة» و«الماركسية والأدب» وغيرها. صدر الأصل الإنجليزي في لندن ونيويورك عام 1989 وصدرت ترجمته العربية بعد ذلك بعشر سنوات.
يؤخذ على الترجمة الهفوات التالية:
ص15: «يرى فيها ت.س .إليوت (T.S.Eloit) في عشاء سكرتيره من الفول المطبوخ في «الأرض الخراب» (The waste Land) «إنه يكفن الطعام في علب الصفيح». أولا: الشخصية المشار إليها في قصيدة إليوت ليست سكرتيرا ذكرا، وإنما سكرتيرة أنثى، ضاربة على الآلة الكاتبة تنتظر وصول عشيقها، ثانيا: ليس في ابيات القصيدة ما يشير إلى أن الطعام المعلب «فول مطبوخ» ثالثا: عبارة «إنه يكفن الطعام في علب صفيح» ترجمة خاطئة للعبارة الإنجليزية lays out food in tins ومعني الجملة، كما يكتب الدكتور لويس عوض في ترجمته لقصيدة إليوت : «تضع على المائدة الطعام المعلب» ،فليس في الأمر أكفان ولا توابيت.
ص17 يكتب المترجم «رواية منش Munch « «الصرخة The Scream» و«الصرخة» (1893) ليست زاوية وإنما لوحة للمصور النرويجي إدوارد مونش تعد نموذجا للفن التعبيرى الرمزي وتستخدم ألوانا براقة وتصميمات منحنية على نحو معذب.
وفي نفس الصفحة يترجم فاروق عبد القادر عنوان رواية أولدس هكسلى Brave New World إلى «عالم جديد شجاع» وللوهلة الأولى يبدو ذلك نقلا لا غبار عليه، إذ ألسنا نعرف جميعا أن كلمة Brave معناها «شجاع»؟ لكن الأمر – واأسفا – ليس كذلك. فالعبارة قد اقتبسها هكسلي من مسرحية شكسبير «العاصفة» وفي زمن شكسبير – أواخر القرن السادس عشر ومطالع القرن السابع عشر – كان لكلمة Brave معان أخرى من بينها «جميل» وهذا هو المقصود هنا فالصواب ترجمة العنوان : عالم جديد جميل.
ص18 يكتب المترجم اسم الشاعر والناقد الإنجليزى ماثيو أرنولد هكذا Mathew Arnoldبحرف t واحد والصواب حرفا t .
ص63 يرسم المترجم اسم الكاتب الإنجليزى George Grissing «جورج جريسنج». وهذا خطأ مزدوج في العربية والإنجليزية، فصواب الاسم Gissing بدون حرف r في الإنجليزية وبدون حرف الراء في العربية. وجورج جنسنج (1857 – 1903) روائي بريطانى قدم صورا واقعية للفقر والبؤس والفساد في عالم الطبقات الدنيا وفي عالم الأدب، وذلك في رواياته «عمال في الفجر» وشارع جرب الجديد» وغيرها.
ص270 يترجم عبارةThe Brontes إلى «الأختين برونتي» والصواب: الشقيقات برونتي، فهن ثلاثة لا اثنتان: إميلي (أعظمهن) مؤلفة «مرتفعات وذرنج»، وشارلوت مؤلفة «جين اير» وآن مؤلفة «ساكن وايلد هول « و «آجنس جراي»
(7)
وآخر ما أخرجه فاروق عبدالقادر من ترجمات هو كتاب «نهاية اليوتوبيا: السياسة والثقافة في زمن اللامبالاة» لمؤلفه راسل جاكوبي، أستاذ التاريخ بجامعة كاليفورنيا، وقد صدر كتابه في نيويورك عام 1999. وفيه – على قدر ما أرى- هفوتان : في ص 140 يكتب «مارلو» والصواب: مالرو الأديب الفرنسي ووزير الثقافة في عهد ديجول، أما مارلو فكاتب مسرحي إنجليزى من العصر الإليزابيثي، وصاحب مسرحية «التاريخ المأسوي للدكتور فاوستس» وفي ص 175 يترجم عنوان كتاب The Great Chain of Being لمؤلفه الاستاذ آرثر لفجوي إلى «القيد العظيم على الوجود» والصواب «سلسلة الوجود العظمى» ‘إذ هو كتاب في تاريخ الأفكار يتتبع تراتب درجات الوجود من أدناها إلى أعلاها.
وفي ضوء الأخطاء – وأخرى لم أحاول استقصاءها – يبدو من قبيل الغرور أن يقول فاروق عبدالقادر، في إشارة إلى أخطاء لويس عوض في ترجمة ثلاثية اسخولوس «الأورستيا»: «تعلمت من ترجمات لويس غير الدقيقة في المسرح ضرورة التزام الدقة ومواءمة الترجمة لمقتضيات فن المسرح «(من أوراق الرفض والقبول: وجوه وأعمال، دار شرقيات 1993، ص 92). أفلح إن صدق، فلويس عوض- مع الإقراب بأخطائه – يظل قمة شامخة لا تطال.
(8)
تتمتع كتابات فاروق عبدالقادر وترجماته بميزة غير متكورة هي التمكن من اللغة العربية، وطلاقة التعبير وسلاسته. وفي ذلك يقول فاروق شوشة تحت عنوان «غروب شمس الحلم» : «اللغة عند فاروق سر من أسراره الكبرى وكنوزه الخبيئة، هي بين يديه وعلى قلمه سلسة طيعة ذلول تحمله على جناحيها إلى حيث يشاء، مبدعا كتابة نقدية هي في جوهرها الإبداع الموازي للنص الأدبي الذي، يتناوله، ينسكب عليها ماء شاعرية رقراقة تتوهج في مناطقالحلم والألم والذكرى والتوجع، وتنبض بحس يقظ وجرأة مقتحمة واقتراب شديد مما يخشاه الناس ويتحاشونه» (شوشة، الإغراء بالقراءة، مكتبة الأسرة 2003)
ميزة أخرى في كتاباته هي صلابته في الرأي واستقلال فكره، وعزوفه عن المجاملات، وصرامة قلمه. كتب عنه الدكتور على الراعي بعد دفاع عن نجيب سرور الذي اشتد فاروق عبدالقادر – محقا – في نقده: «النقد عند فاروق عبد القادر معركة وهو في المعركة فارس جوال من الطراز الذي عتّقه الزمن والذي كان يذرع البلاد طولا وعرضا كي يدفع الظلم وينقذ البراءة ويحمي الجميلات من غيلان المتعدين « (الراعي، بين الأدب والسياسة، الهيئة العامة لقصور الثقافة 2004ص 233، مقالة «فاروق عبدالقادر وثلاثة كتب مهمة في النقد التطبيقي» وقد نشرت المقالة لاول مرة في مجلة «المصور» يونيو 1990).
(9)
لم يكن فاروق عبدالقادر مترجما عظيما ولا تارك علامة استثنائية في مجال النقل من الإنجليزية إلى العربية، ولكنه مترجم جيد أخرج نقولا أمينة في مجموعها تمتاز بالطلاقة وتفيد القارئ المتخصص والعام على السواء. ويظل إنجازه الأكبر متمثلا في كتاباته النقدية التي نمت على شجاعة أدبية ونزاهة فكرية وذائقة رهيفة. لن ينسى قارئه حملاته على مسرح فاروق جويدة ونهاد جاد وجلال الشرقاوي وحسن عابدين وصلاح السقا أو مسرح الدكاترة الأربعة: سمير سرحان وفوزي فهمي وعبدالعزيز حمودة ومحمد عناني. وهناك مساجلاته، عبر السنين، مع صلاح عيسى، ومع إداور الخراط (اتهمه فاروق بأنه كان يسير في ركاب جنرال الثقافة المصرية يوسف السباعي وهي تهمة كاذبة في حق الخراط الذي لم يكتب حرفا واحد في مدح كتابات السباعي رئيسه في العمل بمنظمة التضامن الأفرو – أسيوى)، ومع الدكتور سهيل إدريس الذي مثل فاروق- محقا – بمسرحيته الركيكة عن المقاومة الفلسطينية «زهرة من دم» على صفحات مجلة «المسرح» في 1969 (سعى صلاح عبدالصبور، رئيس تحرير المجلة إلى تحقيق المصالحة بين الرجلين في عدد أكتوبر 1969 ولكن دون نجاح ملموس). هناك نقده الحاد المبرر لروايات القاص السوري حنا مينه، وذكرياته الممتعة عن لويس عوض المعادي للاتجاه العروبي: «رأيته ليلة في بهو المسرح القومي (القديم) – ولم أكن أحب أن أرى – وهو يفك رباط عنقه في عصبية واضحة، ويقول لمن حوله: سأحتنق .. إن هذا «الأرابيسك» يخنقني ! وقرأت له ذات يوم – ولم أكن أحب أن أقرأ – إحساسه حين وطأت قدماه أرض أوروبا لأول مرة بأنه إحساس الذي خطفه الغجر طفلا وأبعدوه عن أهله سنوات قبل أن يعود إليهم «(من أوراق الرفض والقبول، ص89).
وتظل عالقة « بالذاكرة أقولٌ له لا تُنسى من قبيل قوله: «إن معرفة السلم الموسيقي لا تصنع مؤلفا وإن ارتفاع الصوت وطواعية العضلات لا يخلقان فنا». أو قوله عن الروائي الفلسطيني إميل حبيبي: «إن عذوبة الكتابة جديرة بعذابها». أو قوله في مساجلته مع الدكتور سهيل إدريس: «حين يعجزك أن تجد جدارا من الفكر تستند إليه استندت إلى أقرب جدار.. وعادة ما يكون مبنى شرطة». أو قوله عن الدكتور رشاد رشدي وتلامذته وذلك حين كتب الدكتور سمير سرحان عن مسرحية أستاذه الركيكة «حبيبتي شامينا» مقالة تنضح بالثناء المنافق: «هؤلاء الناس جميعا .. أما يتعففون؟». هذا ناقد لم يبع قلمه لأحد، ومن ثم كان جديرا بالاحترام، بل هو جدير بالمحبة.
ببليوجرافيا مختارة
كتابات بقلم فاروق عبدالقادر:
– مع فتوح نشاطي، مجلة المسرح مارس 1969 (مقابلة
– زهرة من دم وكل الكلشيهات المرفوضة عن المقاومة (عن مسرحية د.سهيل إدريس) مجلة المسرح مايو 1969
– تعقيب (رد على د.سهيل إدريس) مجلة المسرح يوليو 1969
– «حبيبتي «شامينا» وجه رشاد رشدي الجديد، مجلة الطليعة فبراير 1974
– نطرية نقدية إلى المجلس الأعلى للآدب والفنون، مجلة الطليعة مارس 1974
– وسوء النية.. هل هو سمة تقدمية؟ (رد على صلاح عيسى) مجلة الطليعة ديسمبر 1975
– ارتفاع وسقوط المسرح المصري، مجلة الطليعة، فبراير 1977
– الفرسان الصاعدون إلى الخشبة المنهارة، مجلة الكرمل العدد 14/1984 كتابات عن فاروق عبد القادر ناقدا ومترجما
– د.فاطمة موسى محمود وسمير عوض، قاموس المسرح، الجزء الثالث، الهيئة المصرية العامة للكتاب 1996-1997
– بدون توقيع، فترة التوافق، مجلة الهلال أكتوبر 1964
– د. سهيل إدريس، نموذج للنقد السطحي المغرور، مجلة الآداب (بيروت) أغسطس 1969.
– د.هناء عبدالفتاح، فاروق عبدالقادر آخر الفرسان الراحلين، مجلة إبداع صيف 2010.
– د. يسري خميس، مع فاروق عبدالقادر وهو يتأهب (قصيدة/ مجلة أدب ونقد، سبتمبر2010)
– د. حلمي سالم، ثلاثة عيابات حاضرة: فاروق عبدالقادر: معارضة الرشوة في النقد، مجلة أدب ونقد أغسطس 2010.
– فاروق حلمي، ردا على نقد (رد على مقال فاروق عبدالقادر عن مسرحية «برعي بعد التحسينات») مجلة المسرح مارس 1969.
– صلاح عبدالصبور، كلمة لا بد منها (محاولة للوساطة بين د.سهيل إدريس وفاروق عبدالقادر) مجلة المسرح أكتوبر 1969.
– حلمي النمنم، في وداع فاروق عبدالقادر، مجلة الهلال سبتمبر 2010
– بدون توقيع، أوراق أخرى من الرماد والجمر، مجلة الهلال أغسطس 1990.
– إدوارالخراط، عن إضطراب الرؤية ومجلة «جاليري 68»، مجلة إبداع يناير 1992.
– عالية ممدوح، حول الحرية والإبداع لجيل الستينات المصري (مشاركة في ندوة) مجلة الفكر المعاصر (بيروت) ابريل1974
– بدون توقيع ، أوراق من الرماد والجمر، مجلة الثقافة الجديدة يناير 1991.
– محمود حامد، نهاية اليوتوبيا، مجلة المحيط الثقافي نوفمبر 2001.
– د.على الراعي، فاروق عبدالقادر شهيد العشق المسرحي، في كتاب: هموم المسرح وهمومي، كتاب الهلال يونيه 1994.
– د.على الراعي، فاروق عبدالقادر وثلاثة كتب مهمة في النقد التطبيقي، في كتاب: بين الأدب والسياسة، الهيئة العامة لقصور الثقافة 2004 (نشرت لأول مرة في مجلة المصور يونيو 1990).
– فاروق شوشة، غروب شمس الحلم، في كتاب : الإغراء بالقراءة، مكتبة الأسرة 2003
– صلاح عيسى، أيتها التقدمية: كم من الآثام باسمك ترتكب، جريدة الجمهورية 21 نوفمبر 1975.
– جرجس شكري، مقدمة: ازدهار وسقوط المسرح المصري، الهيئة العامة لقصور الثقافة، 2010.
– محمود رمضان الطهطاوي، 2010عام قطاف الورد، مجلة الثقافة الجديدة يناير 2011.
– نسيم مجلي، المعلم العاشر، مجلة المحيط الثقافي، يناير 2002.