وسام العاني
عُودي
سئمتُ الموتَ وحديَ
آخرَ السطرِ
وسئمتُ من ذلّ الوقوفِ
كنقطةٍ سوداءَ
في ليلِ الكتابِ
وعَتمةِ الحبرِ
عودي
لتحتفلَ النوارسُ
فوق هذا الشاطئ المنسيّ
في صدري
لم ترتعش في البالِ أجنحةُ القصيدةِ
لم يزل عبثًا يخدّرها انتظارُكِ
عند نافذةِ الصباحِ
تعاودينَ كنسمةِ الفجرِ
منذُ التفتِ إلى اليمينِ
تركتِني وحدي
أُقلّبُ وحشةَ المقهى
كتمثالٍ
على المرسى تُسلّي الريحُ وحدتَه
ويحلُمُ أن يموتَ بزرقةِ البحرِ
وحدي
ببئرِ الوقتِ
أنزعُ من خيالاتي شظايا الشكِّ
أُحصي عَتمةَ الأيامِ
أَرتُقُ ثوبَيَ الغجريَ
منتظرًا
قوافلَكِ التي
تُلقي حبالَ الضوءِ في البئرِ
عودي
فهذا التيهُ يفزعُني
أنا طفلٌ ولكن خانَني عمري
أَنَا خارجَ الفردوسِ مُلقى
والمدائنُ وحشةٌ
ودمُ البدايةِ ما يزال مُعلّقًا
للآنَ في نحري
وقبائلُ الموتى الذين نسيتُهم
تحت الثيابِ
يطالبون الآن بالثأرِ
وقف الغرابُ هنا طويلًا
ليس من أحدٍ يُعلّمُه
يُواري
جثةَ النهرِ
عودي
ليذكرَني قطارُ الصبحِ
بي (حَمَدٌ)* أخيرٌ
خانَه ليلُ المحطةِ
خانَه ليلُ القُرى
المتناثراتِ بدفترِ العمرِ
لا شيءَ يقنعُ جذعَه
المنفيَّ في أرضِ الغيابِ
بفكرةِ الأغصانِ
إلا عودةُ الطيرِ
عودي
لتخضرَّ الأصابعُ مرةً أُخرى
لتكتبَني القصيدةُ
لم أعُدْ أدري إذا ما كنتُ موجودًا
لأرتجلَ الختامَ
فكلُّ من واعدتِ
من شُعَراءَ قبليَ
لم يعودوا بعدُ
من غيبوبةِ الشعرِ