(1)
بعضُنا يقضِمُ خُبزاً
وبعضُنا يتأمَّلُ الفتارين،
نتجوَّل أحياناً كثيرةً دون هدف،
نتكلّم لكي نلوِّن الساعات،
وربما نبكي،
لكننا حين نعبرُ الشارعَ مُسرِعين،
نكون حبْلاً مشدوداً بين شجرتيْن
يرفعُ ملابس العائلة
عن الأرض.
(2)
عن أربعِ أيدٍ تلوِّح كل يومٍ
في الشُرفةِ،
عن عشرين إِصْبعاً
تشقّ فجوةً في الهواء،
لكي تقولً: وداعاً،
عن ابتساماتٍ أربعة،
وخمسين ألف ضحكةٍ،
عن الصّغير،
يرفعُ يديْن قصيرتيْنِ فجأةً،
حين أضيع ُتماماً وراء البيوت،
عن دمعتيْن في عينيها،
تسقُطان مباشرةً
في قلبي
عن..
(3)
سوف تُناديني،
وسوف يسمعُها الناس،
وأنا أمشي منقاداً نحو القَبر،
سوف تصرخُ وتبكي،
وترفعُها النساءُ الحزيناتُ عن الأرضِ،
كلّ عدّة أمتار،
وأنا،
سوف أوقف المُعزِّين دقيقةً ،
لأقول رغم كل شيء:
«نعم»
صدّقوني،
سوف تُناديني
وسوف يسمعُها الناس.
(4)
نمشي معاً
فنرسِمُ علامة انتصارٍ بجسديْن،
نجلِسُ سوياً،
فتيبسُ أقدامُنا
لتصبحَ جذورًا لشجرتيْن ،
نُنجِبُ أطفالاً،
فنصيرُ حديقةً عامّة،
وحين نموتُ،
إِذْ لابدّ من ذلك بكلِ أسف،
تصعدُ أرواحُنا إلى السماء،
تماماً كهذه الطيور
التي تحلّق فوق العُشّاق،
هنا،
في هذه الحديقة.
(5)
سنعيشُ أياماً جميلةً،
لأنَّها على الأقلِّ
سُنّةُ الحياة.
محمود خيرالله
شاعر من مصر