«إلى خالد أبو حمدية»
خفقُ قلبٍ/
يهزُّني هذا المساء،
ويخطفني ليلٌ إلى دارته،
لأتبيّـن القصائدَ في عروق المخيم،
j h j
يا «دارةَ الليل»،
ويا «كساحَـها الغيميُّ»،
خذ ما شئت من المشاوير،
التي اعشوشبت في طين البيوت،
بكى الناي.. بكينا،
بين يديّ العازف،
حينَ فاضَ الضوء،
على «الداليةِ الآثمة»،
ولم ينم الولدُ الزيتونيُّ،
ولم «يجرَحْهُ وترُ في البيات»،
j h j
خَفقُ قلبٍ/
يهزُّني لمّا أُطلُّ
على بوابةِ «التوميتو»،
أراه يشرب مرارة الطرقات،
قارئاً خيوطَ الأسى،
في سفرِ الأماني،
j h j
أيا خالدُ/
يا ابنَ أكثرَ من بوحٍ،
وأكثرَ من طعنةٍ وحطامْ،
تذكرُ أطيافنا التي تركناها
في ذاكرةِ الرغبةِ،
ومضينا نسنُُّ الحروفَ،
قناديلَ في غبشِ النهار،
تذكرُ/
لمّا بكينا أولَ الحُصرُمِ،
على ورقِ الجرائدِ،
وكُنا، وكانَ الديوانُ.
j h j
أيا خالدُ/
أُنادمُ فيكِ كلَّ هذا النزيف،
هذي الحيطانُ
والمرايا التي تكسّرتْ
على سجادةِ صلاة أبيكَ،
ولم تنزوِ وحيداً،
كانَ الموالُ،
الطريقُ إلى عريشةِ عُمرِكَ في الخليلْ،
وأيُّ دليلٍ إليكَ،
غيرُ دمٍ وقصيدةْ.
j h j
أيا خالدُ/
أتذكرُ شيخنا الحكيمُ،
حينَ غادرنا ومضى
إلى حفلهِ الأخير،
أتذكر ذاتَ مساءٍ..،
لمّا أخذتنا القصيدةُ،
الى كوفيةِ العشقِ،
خلفَ ترابٍ ذبيح،
حينها.. قلتَ لي:
تنهضُ الآن فينا الدوالي،
تحنُُّ إلينا كلُّ المدنِ،
التي رسمناها على كعبِ البواريدْ.
j h j
أربعةً كنا/
نمطرُ الحرفَ على أرضِ القصيدةِ،
نشربُ النبعَ الصافي،
نُسمي الأشياءَ بليلها،
أربعةً كنا/
«ابوحمدية، الخطيب، وساري»،
لم نزلْ مُتشِحينَ بالموسيقى،
يسكننا الانزياحُ وكثافةُ الكلامِ،
نطيّرُ الكواكبَ في مآذنِ الريح،
ويتبعنا الحجلُ،
أربعةً كنا/
نمطرُ غيمَ الحرفِ،
في أردانِ الكلامْ.
j h j
باسم الشعرِ،
والحزنِ،
والجراحِ،
باسم ما حَملتهُ الأيامُ لنا،
أطلقْ يا صديقَ البحرِ،
طيّرَ الرؤى نشيداً للرعدِ،
وكُنْ «آيلاً للهوى والذنوبْ».
هوامش:
j «كساح الغيم، دالية آثمة، لا تجرحي وتر البيات، آيل للهوى والذنوب، شقاوة الآس»، مجموعات شعرية للشاعر خالد ابوحمدية، و»دارة الليل»: قصيدة له كتبها حين كنا نلتقي في منزل الفنان عليان قاسم، «الحكيم»: الشاعر د. ابراهيم الخطيب، «التوميتو»: مقهى يرتاده بعض مثقفي إربد.
j أبو حمدية والخطيب وساري: شعراء كنا نلتقى شبه يومي في منازلنا ونرتجل الشعر على موسيقى عليان قاسم.