نور الدّين ضِرَار
شاعر مغربي
(1)
حَانةُ الرّوحِ
مَلاذُ الرّيحِ في كَنَفِ العاصِفَة،
أَو سَفينَةُ نُوح في غَرَقِ الأزمِنَة.
(2)
الأشجارُ،
وَحدها تُدرِكُ
كُنهَ الإعصَار.
(3)
الرّيحُ،
هَمسٌ مِن ثُقوبِ نايٍ
لِهَدأَةِ العاصِفَة.
(4)
الرّيحُ،
صَفيرُ البَحرِ
فِي سَواحِلَ مُقفِرَة.
(5)
الرّيحُ،
حَفِيفُ الفَراغِ
فِي مَهَبِّ وادي القَصَب.
(6)
الرّيحُ،
هُبوبُ النّوارسِ
فِي سَماء مُوحِشة.
(7)
الرّيحُ،
زَوابعُ الرّملِ
تَذرُوها صَبيحَةٌ عابسَة.
(8)
الريحُ،
هسيسُ اللّيلِ
في أزِقّةٍ نائمَة.
(9)
الريحُ،
فَحيحُ الرّملِ
في صَحراء مُمتدّة.
(10)
الريحُ،
رُوحُ اللهِ تُهَدهِدُ الأرضَ
بِيَدَينِ مِن سَحابٍ وسماء.
(11)
الرِّياحُ،
ظلالٌ مارِقَة
لا نَعرِفُ لها وِجهَة.
(12)
الريحُ،
حشدٌ منَ طُيور المَدينة
في مُظاهرَةٍ عارمة.
(13)
الريحُ،
لا تَعبَأُ مِثلي
بالعاصِفَةِ تَرُجُّ ظِلّي.
(14)
الرياحُ،
هديرٌ وصياح،
وأسرابٌ تُهاجِرُ كلَّ صَباح.
(15)
شجرةٌ بِرُكنِ الزقاق،
تُراقِصُ ظِلَّها
على إيقاع الرّياح.
الرياح
عويل وبكاء
وجثة نورس في العراء