بيننا
يفتح الصمت أزراره
يتفصد آنية وجدار
بيننا
رشفة أغرقتنا-
ومرثية رتقت عرينا
بيننا
دمعة تغلق الباب على نفسها
وسلاسل مشرعة حولنا
بيننا
قبضة, نداء-
تعثر في صمته خلفنا
بيننا
لوحة أطفأت لونها
وعناق تضوع في صده ندما وشهادة
بيننا
طعنة ووسادة
2
شجر يشب على أظافره
وأضلاع مفخخة
وخاصرة تبوح
لكأنها الطوفان منحسرا
يجفف في نبيذ الليل رغبته
ويغفو دمعة ثكلى
افتحي
فأنا على الطرقات لا ألوي
تركت العمر فوق زجاج قافيتي
وجئتك موحش النزعات
مغشيا على دمه
افتحي
للريح تذرفني
كبحار – أضاع الليل سترته
يفتش في زجاجته
فما أبقت له الأيام من قطرة
إني تبعتك في رماد الليل
تحت قصيدتي
في الموجة العذراء
في أصدافك العطشى
وكأن الليل مشغولا
قراصنة أمام الله
ما خفت موازيني
وكنت الطائر الموثوق هي عنقي
فمن أنت ؟!!
3
الجروح قصاص
والتماثيل تخلع صلصالها
هل أقول: وداعا لأيامنا
للفصول التي أخطأت شرفتي
والنبيد الذي ردني ظامئا
أيها العاشق المتصدع من خشية السر
بان الركاب, ودلت عليك القوافي
هو الليل يفتح شريانه
والقصائد مخضلة
دققت على بابها خيمة
وأقسمت: لا أبرح الأرض حتى أراها
(أو يأذن لي قلبها)
ولكنها حينما أبصرتني – رمتني بأسوارها
واستدارت
وأنا الآن مازلت في خيمتي
أنتظر!
4
كان يشدو وعيناه مفتوحتان
يمشط جيتاره ويميل
فتنهض – تاركة كأسها
وهي تقفز فوق سلالم أغنية تنثني
طرقات من الصمت تصدح حين تميل, وتنسل-
مرمية
رغبة ، تتنزل من سفح حنائها
خصلة – أم تراتيل معصية
خطوها ضفتان
صدرها شوكتان
والمغني يجفف أصباغه ويحوم
فتربد نائية
وأنا بين أقفالها ونداءاتها
أتضور صبا
أحمد اسماعيل )شاعر من مصر(