مغيب جذع السروة في السر
اسمها يرحل في المعنى لاحقا بكارة الفعل
فرعها لسان شمعة أخضر اللهب
ليس يطفئه عبر زفرة الموت .
حتى أنت يتعبك ظلك
لذلك تضطجعين .
دهقان عشق طائر عنى لنخلة
النخلة أجليت الى سماء غريبة
كي يدوم ضوء الحنجرة للحزام المرصع بالياقوت
السلطة العمياء باب المنفى.
في الخط الصيني
الانسان الحكيم والشجرة صنوان .
أبدا لا تأبه الشجرة بالريح
إلا نابحة باخرى غيرها.
لا تطير الصفارية حين تطير:
إلابيسيا في قفص وسواسها
تحبس ظلها الى الأبد.
حورتان تدانتا كي تصنعا القوس
ما من غاز تحته مر ظافرا
غير الشرقرق .
ماذا فعلت بسرب الوروار
كي يؤثرك على الغابة كلها
يا شجرة الميموزا المعزولة غرب ميدان النخيل ؟
كنت في الأرض ، لا ريب
قبل أن تستيقظ الأرض
في سرير اسمها.
لا عالم النبات تصدقن
بل الشاعر حين يشيرإليك ،
الاول ينتهي إليك
الثاني يبدأ منك.
بعناقيدها جادت ولم تشح عن كف
غدت شحاذة، دالية الباحة
إنها تستجدي الأفق العصافر
كم ايعزم من مرامد
كى نحفظ رفات موتاك أيها الشجر؟
عآرية في أول الضباب
تساندت الصفصافات كمكانس مقلوبة .
ثلاث عرعرات ترنحت في الضوء
صفارية في وسطاهن تستريح
إنها تروي الهجرة والجناح
إنها تعشق الزمن بالأنين
برمز كثير رجمناك
رحلنا بك في متاهات العفة والخطيئة
كأنك رحم من أرحام اللغة.
هذه المدن هندسة تقتل
لم تقم على لوغارتم الشجرة.
يرسمك الطفل :
يثبت أصلا ويطلق فرعين
فتمثلين في أبهة العلامة
إنما ينسخ جسده القريب .
بمزمار !لحسون الدؤوب
يحلو وئيدا طعم هذا الخوخ
منعطف وراء القنطرة
جانح بالبهائم والحديد
يعطي إجاصة ضالة
أي مديح يسع الهبات
حين تكون الشجرة
مائدة حرخ تدعو الجميع ؟
تعالوا ها هو عيد بلإي معلق
يقطع الطريق .
خرجت من ذاتها أشجار الميموزا
عسكر النسيم بفوحها المحترب
فاحتل شرق المدينة
قبل أن يعود الهدهد
ليت هذا الغزو يدوم .
إيه ، جرحتني كثيرا
يا مرخا حارسا يزدهي بشتهته في أول "المعمورة "
كم مزق تركت في أغصاثك من لباسي !
كم طعنة نلت قبل أن ألبس قبعة الظلال !
جرحتني كثيرا
هياتنى قبل المرأة للشعر.
مزودآ بعنف بحري
مهتديا بعجاج يهتدي بعجأج
عاد الإعصار الظالم ومد جناحيه
رأقص المغنات التي لم تلن
فحطمها وغاب
بعيدا يغدو طائرا ينام في قفص الفراغ .
أنت مبهمة فى كل المعاجم .
الزهرة قبل اتورقة
دائما
البدعة قبل الكرسي .
جدد لحاءك
اغتنم انشغال الوقت
ببرد الحذوات على حوافر الساعات
هندس للفراغ محتمله
أرفع للطائرأطرافك الحارسة
سجر الكامن فيك أيها الصنار.
ألم تر الى الغابة في بيتك ؟
تحسس بكفك الخشب
صقيلا منقوشا وغفلا
وارتجل الحفيف .
اذار فضاء ملهاة
وساحة مهرجن
البرتقال يسقط كرات ناءت أفرعه
يرفعها أحيانا في الريح ويسقطها
المشمش صثرف على ليلة الحكي الأخيرة
ساحبا من جهة عمياء رداءه الاخضرالسلطاني
السيكويات اللاجئة تحلج حريرا
عاليا في الروح
وحدها الصنارات تنصت وترى
ناظرة الى ما لأ تراه
منهمكة في حبك دنتيلتها
تعقدها تحت سماء قديمة تميد
وتدس فيها لغم الورقة
صابرة مثل عجائز مستعموين
يشرفن على هاوية الهوس
تحت مظلات يطويها الخدم عند الغروب .
مابظل
ولا فاكهة تغوينا
بل بغيابك الدائم عن إشارتنا إليك ؛
غيابك الذي يعطيك قنام القرين .
بشوق المنفية تزقب نخكة الرصيف
إياب المتشرد السكران
يؤسيها أنه في الليل
لا يدثر إلا بها.
أسير على لتاتك ويابس ورقك
أنت مهطع في شمال الريح
خشخشة ما كان زينتك تقيدني بالصيرورة
غرسوك هنا لتشرب الأهوار
وتطرد النهر التائه
ويرحل صياد والحنكليس والشبوط
بسللهم وطراساتهم *** وصنانيرهم
وفقرهم التليد كمعدن يحرس اسم الملوك
أسير في ظلالك فيعض قدمي التاريخ
كمصيدة دفنت في سذاجة الثيتل
غرسوك هنا حيث لوح قفاز "ليوطي "***
كي يولد شعب حطابين إفحامين وبغايا
وعبيد يذبلون في هرج الأسياد
كم تزفر الكارثة أيها الأوكليبتوس !
يقولون " الشجرة "
تحدث صورة صورتها
يقولون " النار"
تحترق غابة في مدى
رمادهم يغشى أفاريزنا ووجوهنا
وفي ألسنتنا يدوم طعم الحرب.
هبة البراكين الأولى
وخضراء
نديمة الأرض
وتسكر بالذرى وحدها
يميزبيننا
أني لم ينزل على يدي أو رأسي طائر قط
إلا بدلني .
ادريس عيسى(شاعر من المغرب)