قال أحد النقاد «حنة وأخواتها» (1986) بعد كل ما قيل وحصل هو فيلم «وودي آلن» المفضل لدي. وهو حتماً أحد الأمثلة القائلة بأن المجموع أهم من الأجزاء. فاللقطات الرائعة لمدينة نيويورك (خاصة معمار المدينة)، والمواقف العظيمة والحفلات الغنية والموسيقى الرائعة، كل هذا أجزاء تتماسك في عمل فني رائع.
ومن بين الشخصيات التي تقطن مانهاتن، مايكل كاين، المتزوج من حنة (ميافارو) ولكنه شبق بملاحقته لشقيقتها (باربار هيرشي) التي تسكن مع فنان معذب (ماكس فان سيدو). وزوج حنة السابق (وودي آلن) يبدأ في مواعدة شقيقتها الأخرى (ديان ويست) التي تريد بدورها مواعدة سام واترسون بالرغم من أنه يفضل مواعدة صديقتها (كاري فيشر).
هذا الفيلم ليس كوميديا مائة بالمائة بل هو دراما. الكوميديا الموجودة في تركيبته متناسبة وجيدة ولكن الدراما أفضل بكثير. علاقة أليوت الغرامية السرية مع لي معالجة بطريقة رومانتيكية.
ولكن عدم اخلاصهما وخداعهما يبدوان خطأً واضحاًَ. وبإمكاننا الإحساس بخطيئتهم واضطرابهم الداخلي.
يعتقد ميكي أن لديه ورما في المخ، ولكنه يجد أن ذلك غير حقيقي ولكنه يشعر اسوأ مما كان ويبدأ في البحث، دون جدوى، عن سبب يعيش من أجله. جميع القصص الأخرى دراماتيكية بشكل متساوٍ مع شيء من الكوميديا يتناثر هنا وهناك.
التمثيل جيد إلى حد ما، فكل منهم يقوم بدوره على أحسن ما يكون، سواء كان هذا الدور صغيراً أم كبيراً. أفضل ادوار هذا الفيلم ما قدمه آلن (فهو من أحسن أدواره) وديان ويست قامت بدور الشقيقة الصغرى الفاقدة للثقة بالنفس وشاركت آلن بأجزاء في الفيلم من أفضل اجزائه، وقام الجميع بأدوار متميّزة خاصة ماكس فون سيدو وكذلك مايكل كاين الذي نال الأوسكار بجدارة عن هذا الفيلم.
اما اخراج وودي آلن فقد كان في قمة شكله تماماً مثل «آني هول» وافلامه الرائعة الأخرى.
استخدام الكاميرا والصوت الخارجي ممتازان. مثلاً هنالك مشهد بالغ التركيز درامياً حيث تتناول الشقيقات الثلاث الغذاء معاً وطوال المشهد تدور الكاميرا حول المائدة والمتكلمة ليست في الإطار. واما السيناريو فهو رائع أيضاً من حيث قدرته على الانتقال بين الدرامي والكوميدي ومتى يجمع بينهما.
كوميديا مضحكة جداً تحتوي على أحسن اختيارات آلن للأدوار. ديان ويست أفضلهم: مشعّة، عصبية، مزعجة ومتقلبة المشاعر في دقيقة واحدة. مايكل كاين أكثرهم تأثيراً، وميافارو كما هي دائماً تدنو من تقطيع قلب المشاهد. واعتقد أن صوتها هو الذي يفعل ذلك.
السيناريو:
تتحرك الكاميرا إلى الخلف نحو ميكي وحنة المتجمدان وهما يلاحقان دكتور سميث بأعينهما.
ميكي (يشير بيديه، وينظر إلى اعلى نحو دكتور سميث خارج الإطار) اليس هنالك ما استطيع القيام به؟ منشطات أو هرمونات؟
دكتور سميث (خارج الإطار) أخشى أن لا يكون هنالك شيء.
ميكي: حسناً، عليّ أن آخذ رأياً آخر.
حنة (تستدير نحو ميكي) هذا هو الرأي الثاني.
ميكي (يرفع اكتافه) حسناً، إذا رأي ثالث.
يسير دكتور سميث عائداً إلى كرسيه الجلد العالي الظهر خلف المكتب ويجلس. وبينما هو يتكلم، تسير الكاميرا أقرب فأقرب نحو وجهه.
دكتور سميث: أنا أدرك أن هذه صدمة.
من تجربتي ان العديد من الزيجات الحسنة تصبح غير ثابته وتتحطّم بعدم القدرة على التعامل مع مثل هذه المشكلة. أرجو ان لا تتضايقان كثيراً بسببها. ممكن للإنسان أن يتبنى طفلاً، وهنالك وسائل عديدة غير طبيعية للتخصيب.
قطع إلى:
خارجي. شارع جروف في قرية جرينتيش-نهاراً
يسير ميكي وحنة على جانب الطريق غير عابئين بالمشاة المارين. حنة تبكي وتنفخ أنفها.
ميكي (يشير بيديه موضحاً) أنا أشعر بالمهانة. ولا أدري ما أقول. أعني …
حنة (مقاطعة، تمسح عينيها بمنديل ورقي) هل من المحتمل ان تكون قد خرّبت نفسك بطريقة ما؟
ميكي (ينفعل مشيراً) كيف لي أن اهدّم نفسي؟ ماذا تعنين، بخربت نفسي؟
حنة (مقاطعة، تنظر نحو ميكي) لا أدري. ربما ممارسة العادة السرية بكثره؟
ميكي: هيي هل ستبدئين في الطرق على هواياتي؟ يا الهي
تتأوه حنة وقد امسكت بمنديلها وغطت به وجهها.
ميكي، ربما، ربما نستطيع أن نتبنى طفلاً. قال انه بإمكانك تبنّي واحد…
حنة (مقاطعة) حسناً، ما رأيك في التخصيب الصناعي؟
ميكي (يعبّر بالحركة) عن ماذا تتكلمين؟
حنة (مقاطعة) هل تعلم، حيث أنا – أنا أخصّب عن طريق متبرع.
ميكي (بردة فعل) ماذا، من قبل غـ .. غريب؟
اثناء انهماكهما بالمحادثة يقطعان شارعاً تحدّه الأشجار على الجانبين. يمران بمنزل خشبي أصفر محاطٌ بسياج من الحديد المشغول.
حنة (تشير بيديها) مجـ ..؟ تريد طفلاً مج.. مجمداً هل هذه هي فكرتك؟
حنة (مقاطعة، تنفخ من أنفها) فكر به فقط. هذا كل ما أطلبه.
يسيران خارج الإطار ويقطع الفيلم نحو غرفة معيشة حنة وميكي. الغرفة مضاءة بشكل مشع؛ مليئة بالطنافس والنباتات. نورمان وزوجته كارول يجلسان على الكنبة يشربان القهوة.
كارول (تضع فنجانها جانباً) اوه، لقد كان ذلك عرضاً رائعاً. اعتقد انه افضل عرض كتبتموه.
نورمان (يحمل فنجانه، ويشير موضحاً) كلا إن اكثر عرض مضحك كتبته انا وميكي كان ذلك الذي فزنا به بجائزة إيمي.
يسير ميكي من المطبخ نحو غرفة المعيشة، يحمل النصف المتبقي من كعكة الشوكولاته على طبق الضيافة. تتدفق الشمس خلال النوافذ التي يمر بها. ترى حنة لفترة وجيزة في الخلفية وهي تحضر المزيد من القهوة في المطبخ.
ميكي: نعم … انا – أنا اعتقد أنه، أنا اعتقد انه بالنسبة للضحك، كما تعلم، فقد كان هذا ربما افضل شيء قمنا به.
يضع ميكي الكعكة على طاولة القهوة، والتي هي مزدحمة بالنباتات وصينية من القصب عليها أوعية ونورمان (موافقاً ) مم.. هم.
كارول (مقاطعة، يديها على ركبها المتعاكسة وتطأطئ رأسها) نعم، كانت مضحكة، كانت مضحكة جداً. ولكن العرض كان حول الرجلين الفرنسيين، والآن هذا مضحكا ودافئ.
يتنهد ميكي ويرمي نفسه على مقعد مجاور. ويفرك جبهته.
نورمان (مخاطباً كارول، ومشيراً بفنجانه) لقد اتتنا هذه الفكرة اثناء رحلتنا إلى باريس.
كارول (تطأطئ رأسها) صحيح.
نورمان (يبتسم) هممم؟
كارول (مخاطباً حنة خارج الإطار) هل تذكرين ذلك الصيف في فرنسا؟ حنة، لقد اصبت بدوار الطائرة لمدة ستة أسابيع.
يضحك نورمان بخفية.
ميكي (يتنهد، ويكاد يتمتم) نعم، ولكنه كان، كما تعلم، اعتقد أننا كنا سعداء عندما كنا هناك وكما تعلمين، انه فقط، أنا …
نورمان (مقاطعاً ، ومطأطئا رأسه) ممم همم.
تسير حنة باتجاه المجموعة وهي تحمل ابريقاً من القهوة.
وبوضح تتجاوز ميكي لتسكب قهوة إلى نورمان وكارول.
حنة (مخاطبة ميكي) آسفة. (مخاطبة نورمان وكارول) قهوة؟ اسمعوا، أيها الاخوان، لقد كنا … هل تريدان المزيد؟
نورمان (يحمل فنجانه عالياً) مممم.
حنة (تعيد ملء فنجان نورمان) نحن .. نحن .. حصل لنا شيء نحن .. نحن حقيقة نريد بحثه معكم.
ميكي (مقاطعاً، يسعل) نعم …
تعيد حنة ملء فنجان كارول. تضع وعاء القهوة على طاولة القهوة وتجلس بمحاذاة ميكي.
ميكي (يقف ويشير بيديه) جيز، هذا شيء، هذا شيء، هذا شيء دقيق جداً و – و انا اتكلم عنه بين الاصدقاء فقط، كما تعلمون.
يبدأ في السير بضع خطوات. تنظر حنة ويداها على وجنتيها نظرة سريعة إلى كارول..
ميكي (يستدير نحو المجموعة وهو يخطو خلف الكنبة) انا أعني (مزمجراً) ، أوه.. هذا لا يجوز ان يتخطى هذه الغرفة.
نورمان (يرشف قهوته) كلي آذان صاغية.
تتنهد حنة. يتوقف ميكي لبرهة من الزمن، يستجمع افكاره.
ميكي (يشير بيديه ويخطو) حنة وأنا … لا يمكن أن يكون لنا أطفال من صلبنا. والآن أنا – أنا – أنا لا أريد ان ابحث في خطأ من هذا .. (مشيراً بيديه) انه خطئي أننا لا نستطيع و.. و.. و التفاصيل شديدة الاحراج لكي ……
حنة (مقاطعة وتشد اصابعها بعصبية) نحن .. نحن قررنا بعد مناقشات اننا سوف نجرب التخصيب الصناعي.
يتوقف ميكي عن المشي وينظر نحو المجموعة.
ميكي (يضع يديه على خاصرتيه) نعم، انت لست واثقاً من أنني، من أنني أحب تلك الفكرة أنا نفسي، على أي حال …
يبدأ في الخطو خلف الكنبة مجدداً.
حنة (مقاطعة) أوم، أنا – أنا لم أكن حقاً أرغب، كما تعلم، أن أذهب إلى مصرف الحيوانات المنوية أو شيء من هذا القبيل، أحصل على بعض مجهولي الهوية من الواهبين.
(تشير إلى نورمان وكارول) انا – أنا فقط كما تعلمان، انا – انا – انا لم أكن لأريد ذلك.
ميكي (يخطو) حقاً. لقد شعرنا انه فيما إذا قررنا اتخاذ هذا الإجراء، فإننا نحب أن يكون الشخص من نعرفه ومن نحبه ومن كان دافئاً وذكياً و…
نورمان وكارول يلزمان الصمت.
حنة: وبإمكانكما ان تقولا لا.. كما تعلمان.
اشعرا بحرية قول لا .. ن.. نحره ندرك أن الموضوع له العديد من الإيحاءات.
يتوقف ميكي عن السير وينحني على المد خلف نورمان.
ميكي: نعم، ولكن النقطة التي، اوه، التي نثيرها هنا هي اننا نحتاج بعض الحيوانات المنوية.
يحك ميكي يديه على ركبه، ويحني ظهره إلى الخلف على الحائط.. تعود نورمان وكارول إلى بعضهما البعض، بردة فعل نورمان (متنهداً) جيي. (يضحك ضحكة خفية).
حسناً… ردة فعلي بعد الصدمة الأولى هي، أوه، إعتزاز بالنفس لطلبكم مني ذلك. (يضحك بخفية وعصبية)
تحدق كارول بنورمان.
ميكي (مشيراً إلى نفسه) نعم. حسناً، سوف أكون أنا الأب . (مشيراً إلى نورمان) مطلوب منك فقط أن تقذف في فنجان صغير.
نورمان (يرفع كتفيه) باستطاعتي تأمين ذلك.
حنة (تقترب أكثر من كارول ونورمان على الكنبة، مشيرة بيديها) ومن الواضح أننا لن نقوم بالجماع.
تضحك بعصبية.
كارول (مخاطبة حنة، ضاحكة بعصبية ضحكة مقتضبة) جوش اسمعي. (تحفّ منخارها) يجب ان اخبرك بالحقيقة هنا.
انا لست مرتاحة لهذا.
حنة (تضع يدها على كتف كارول) كارول، هذا شيء كثير لأطلبه منك.
كارول (تعبّر بالحركة) حسنا … أشعر معك أنا فعلاً كذلك . أنا … أنا سوف ابكي، تريدين أن يكون لزوجي ولد منك؟
حنة (مشيرة) نعم… لا لا لا تجيبي الآن. فقط كما تعلمين خذي الموضوع إلى البيت فكري به لفترة من الزمن.
نورمان (يحمل فنجان قهوته ويفكر) لقد اعطيت دماً قبل الآن ، و أوه ثياب للفقراء.
كارول (مخاطبة نورمان، وهي تحك أذنها)
حسناً يا نورمان، أسمع، في الحقيقة أريد أن اتكلم عن هذا في المنزل (تهز رأسها بينما تنظر حنة نظرة خاطفة خارج الإطار نحو ميكي) اعتقد أن هذا موضوع لطبيبك النفسي … وكذلك طبيبي.
نورمان (مؤكداً) وربما محامي.
يأخذ رشفة من القهوة.
حنة (تشير بيديها) كما تعلم، نحن – نحن نفهم تماماً إذا، كما تعلم، إذا كنت تشعر أنك تفضل أن لا تفعل ذلك. (تضحك بعصبية) لم أقصد أن أخرّب هذه الأمسية (تفرك يديها)
والآن دعونا ننتقل إلى موضوع آخر.
تقترب حنة من الكعكة بينما يتبادل نورمان وكارول النظرات كردة فعل لذلك.
تنتهي العودة إلى الماضي. يعود ميكي إلى الحاضر في غرفة معيشته المظلمة، وقد أضيئت ببريق من النافذة خلف الكنبة. طاولة قهوة قابعة أمام الكنبة. أوراق مبعثرة على الأرض. ينهض ميكي من على الكنبة حيث كان يجلس يخطو ذهاباً وإياباً وهو يتكلم على الشاشة.
ميكي (صوت خارجي) وهكذا حصلت على التوأمين من شريكي السابق. ربما سبب هذا بعض المشاكل ولكن (يتنهد).
اعتقد اننا كنا نبتعد عن بعض تدريجياً على أي حال والآن بدلاً من رجل وزوجته أصبحنا أصدقاء طيبين . يا أخي، الحب شيءٌ لا يمكن التلهي به.
قطع إلى:
داخلي – اوبرا متروبوليتان – ليلاً
«قانون ليسكوت» تعرض على المسرح وعلى خشبة المسرح تغني السوبرانو في الدور الرئيسي اغنية حزينة وهي تركع أمام بقايا عربة محطمة. الخلفية مظلمة. والفيلم يتحرك نحو علب اللوج الخاصة في اللوج العالي. نستطيع أن نرى عن بعد دايفيد وهولي يجلسان في إحدى العلب. يرمقها دايفيد بنظراته ويتناول زجاجة من النبيذ. يقطع الفيلم بسرعة عائداً إلى خشبة المسرح. المغنية السوبرانو تنحني على دولاب عربة؛ وصوتها يحلق. ثم يعود إلى نظرة مقربة من هولي ودايفيد في العلبة. تتابع الأغنية بينما يناول دايفيد كأساً لهولي المبتسمة. ينزع الفلينة عن النبيذ ويسكب بعضه في كأسيهما. ترسل هولي بفمها عبارة شكرٍ له، وهي تنظر حولها. ينظران إلى بعضهما البعض ويرفعان كأسيهما بنخب.
قطع إلى:
اشترى دوستي هذا البيت الكبير في سوثامبتون.
تسمع صوت جمهور الأوبرا محيياً، مهللاً وصارخاً «برافو».
يتوقف التصفيق بينما يقطع الفيلم نحو شرفة فريدريك. إنه النهار. تلبس لي جينزو قميصا واسعا تفتح الباب لأيليوت وزبونه نجم الروك الغني دوستي فراي.
اليوت (يقود الطريق نحو الشرفة وهو يشير بيديه): لي، فريدريك … قولو مرحباً لدوستي فراي.
تغلق لي الباب خلف الرجال وتسير نحو دوستي.
لي (تهز يد دوستي) مرحباً، دوستي.
دوستي: مرحباً.
تضحك لي ضحكة خفيفة وهي تنظر إليه، إنه يلبس نظارة شمس وقميصا أحمر مطبوع، ومعطفا واسع تستدير وتسير مع فريدريك واليوت، ودوستي الأبعد إلى الشرفة، ويداها مقفلتان خلف ظهرها.
إليوت (وهو يسير): لقد اشترى دوستي بيتاً في سوثمبتون وهو على أهبة تنسيقه.
دوستي: نعم. إنه نوع من الأماكن الغريبة في الواقع مساحات من الحيطان (يضحك خفية).
لي: اوه.
يسيران نحو غرفة المعيشة في الشرفة حيث يقف فريدريك ويداه في جيوبه ، يلبس صدرية صوفية وقميصا أبيض ويقف منتظراً.
دوستي (مخاطباً فردريك ومصافحاً له وهو يحرك أردافه)
كيف أحوالك، يا رجل؟
اليوت (مخاطباً فردريك الذي لا يبدو متحمساً) اخبرته عن عملك، وهو متحمس جداً.
دوستي: نعم، حصلت على عملٍ من أعمال أندي وارهول.
وكذلك واحد لفرانك ستيلا، أيضاً اوه انه جميل جداً.
(يشير بيديه) كبير، غريب .. كما تعلم.
(يضحك وهو يصلّب يديه على صدره) إذا ما حدّقت طويلاً في لوحة ستيلا، ترى الألوان تطفو. إنه شيء غريب.
يغطي فريدريك وجهه يخفي إزدراءه.
لي (تضحك بخبث وذراعاها مصلبتان) هل أنت متحمس كونك ستصبح من جامعي اللوحات؟
دوستي: نعم.
لي: (تومىء برأسها) أليس كذلك؟
دوستي: (يرفع أكتافه) ومع ذلك علي أن أتعلم الكثير . في الواقع لم أكن قد دخلت عالم الفن عندما كنت غلاماً.
لي (تطأطئ رأسها) أوه – هوه.
فريدريك (يخاطب دوستي ولكنه لا ينظر إليه) هل تقدّر اللوحات؟
دوستي (يرفع أكتافه) نعم.
(يضحك بخفية – وهو يلاحظ ويشير إلى بعض اللوحات، خارج الإطار والتي قد وضعها فريدريك) اوه! هيي! واو! (يشير إلى لوحة عارية خارج الإطار) إنها جميلة. ولكن اوه ، حقاً ، انا – انا انا – انا بحاجة إلى شيء… انا ابحث عن شيء كبير.
وبينا يتكلم دوستي، تتبع الكاميرا إليوت، الذي يسير متقدماً الآخرين ليتفحص اللوحات عن قرب أكثر .
لوحتان موضوعتان بإطارين تقفان على أحد الأعمدة يحدق إليوت معجباً باللوحتين ثم ينظر بخفية إلى لي معجباً بجسدها وهي تتحدث خارج الإطار مع دوستي وفريدريك.
لي (تنظر إلى فريدريك خارج الإطار وهي تشير بيديها) كبيرة يا فريدريك دعه يرى الزيتيات.
فردريك (خارج الإطار) إنها في الطابق السفلي.
تترك الكاميرا إليوت لتتبع لي المتحمسة وهي تقود دوستي من ذراعه وتبدأ تقوده نحو الباب. فردريك يتبع عن بعد.
لي (مخاطبة دوستي) لقد قام فردريك برسم هذه المجموعة الجديدة والتي انا متأكدة أنك سوف تحبها.
دوستي (مقاطعاً، يدمدم) حسناً، هل هي… كبيرة؟
لي.. نعم. بعضها… نعم.. بعضها كبير جداً.
دوستي: لأنه لدي مساحات كبيرة هناك.
(يضحك خفية)
فردريك (يقف بغضب في وجه مسيرته) انا لا أبيع أعمالي باليارده!
لي (تضحك بخبث، متفاعلة) اوه، يا فريدريك!
تتحرك الكاميرا الآن عائدة إلى إليوت وهو ما زال يحدّق باللوحة العارية بينما تسمع أصوات خطوات فردريك ودوستي وهما يغادران الشرفة. يستدير ويبتسم بسرعة إلى لي الموجودة خارج الإطار.
اليوت (يضحك بسلاسة) كيف حال كل شيء؟
لي : (تتحرك داخل الإطار باتجاه اليوت).
أوه، لمعلوماتك فقد تكلمت مع حنة هذا الصباح على الهاتف وقد أخبرتني أنكما أنتما الاثنان ستذهبان إلى الريف في عطلة نهاية الأسبوع.
اليوت: نعم، انها تحب الانطلاق في الغابات.
لي (تومئ برأسها وذراعيها متشابكتين حول صدرها) اوه، نعم.
اليوت (يضحك خفية) ولكنني أصاب – بالحنان – إنها حبكة من الاختلافات.
تضحك لي، مرتبكة، وتنظر إلى أسفل.
لي: على أن أقوم بتنظيف أسناني هذا الأسبوع.
اليوت: أوه، هذا شيء لطيف.
تمر برهة من السكون الغريب.
اليوت (يقطع السكون ويشير باتجاه الباب) تخيلت انني سأجمع فردريك بدوستي.
لي (تنظر بنفس الإتجاه معبّرة بالحركة) أوه، حقاً، هذا شيء لطيف منك.
اليوت: نعم. هذا الشاب قد ربح تريليون دولاراً.
لي (تطأطئ رأسها، وتلف ذراعيها حول صدرها مرة ثانية) أوه.
اليوت: لقد حاز على ما يقارب الستة أرقام قياسية ذهبية.
لي (تشير بيديها وقد ارتاحت لأنها وجدت ما تقوله)
أوه! إذا ما تكلمنا عن الأرقام القياسية… لقد اشتريت ثلاثية موزارت التي أشرت عليّ بشرائها.
تتبع الكاميرا لي وهي تسير بسرعة نحو الستريو وتخرج اسطوانة من على الرف.
لي (متابعاً) … وقد عرض علي الرجل الذي يعمل في مخزن الاسطوانات واحدة أخرى اعتقد أنك ستحبها. إنها .. واحدة أخرى لباخ، الحركة الثانية.
تخرج الأسطوانة من كيسها وتضعها على قاعدة الدوران.
اليوت (خارج الإطار) أوه، هل أنت – أنت تملكين هذه الأسطوانة؟
لي (تقوم بالعمل أمام الستريو، وتدير رأسها نحو اليوت) نعم.
اليوت (خارج الإطار) أوه، أحب كثيراً أن أسمعها.
يملأ كونشرتو باخ للهاربسيكورد الغرفة.
لي: (تضع غطاء قاعدة الدوران في مكانة ) أوه، وهولي تعرفت على رجل رائع يحب الأوبرا. مهندس معماري.
اليوت (خارج الإطار) أوه، هذا شيء لطيف. اتمنى أن اراها قد استقرت أخيراً. إنها إنسانة متوترة (يضحك خفية).
الأسطوانة في مكانها. تستدير لي وتسند ظهرها إلى وحدة الستيريو. تسمع الموسيقى وعيناها مغمضتان. تعزف الأسطوانة بضع دقائق في الغرفة الهادئة بينما يسير إليوت باتجاه لي وينحني مستنداً إلى الرف الذي بمحاذاتها.
لي (مؤكدة) أليس هذا شيء جميل؟
إليوت (ينظر نحو لي ويداه مشبوكتان أمامه) اعرف هذه باخ. كونشرتو لامينور. إنه من الاشياء التي أحبها
تبتسم لي وتتابع الاستماع إلى الموسيقى، رأسها إلى اسفل؛ وإليوت يحدّق بها.
إليوت (بعد توقف) أوه .. هل اطلعت على إي إي كومينجز؟
لي (تطوي ذراعيها على صدرها وتنظر بعيداً عن أليوت لبرهة من الزمن) نعم، أنه شديد الروعة.
يهز إليوت رأسه.
لي (بوضوح) لديهم زبائن كثيرون مثليون، كما تعلم، في المكان الذي انظف به أسناين , .. جميع العاملين في مجال الصحة الآن يلبسون الأكف لأنهم يخافون من مرض الإيدز.
إليوت (يأخذ نفساً) أوه، صحيح.
دقيقة أخرى من الصمت. يحدّق إليوت بلي التي تتابع النظر إلى أسفل وذراعاها حول صدرها. يتابع الهاربسيكورد العزف.
اليوت (بنعومة) هل صدف أن مررت بالقصيدة على صفحة مائة وأثني عشرة؟
لي: نعم، لقد أبكتني (تنظر إلى إليوت نظرة حائرة) لقد كانت جميلة جداً … ورومانتيكية جداً.
تنظر لي مرة ثانية إلى اسفل، الموسيقى تعزف بلطف، و يتابع اليوت التحديق بها، وهو يفكر.
إليوت (صوت خارجي) أرغب بشدّة ان أقبّلها. ليس هنا، أيها الغبي. عليك أن تقابلها لوحدها في مكان ما.
وبينما تسمع افكار اليوت فوق المشهد، تحدق لي بما في الشرفة، ثم تبدأ في السير بعيداً، تتبعها الكاميرا وهي تتجه مارة باللوحات العارية، التي تصبح مركز الإهتمام بينما تسير لي خارج الإطار.
اليوت (صوت خارجي) ولكن على الابتداء بحذر. هذا موقف دقيق جداً. حسناً، آه .. لأسألها إذا ما كنت استطيع رؤيتها على الغذاء أو لتناول الشراب غداً.
تعود لي للسير إلى داخل الشاشة نحو رف الكتب خلف اللوحات . تتناول كتاب إي إي كومينجز من على الرف وتتصفحه وهي تسير عائدة نحو إليوت الذي ما زال منحنياً عند الستريو وما زال يتأمل.
اليوت (صوت خارجي) وأستعد لتستخف بما تقترحه إذا ما وجدتها غير متجاوبة. هذا يجب أن يمارس بمهارة ودبلوماسية.
لي (تعرض على اليوت قصيدة من كتابها) هل قرأت هذه سابقاً؟
يقفز إليوت ويمسك بلي ويقبلها بشغف. تفاجئ لي وتدفعه بعيداً.
لي: إليوت! لا تفعل ذلك!
اليوت: لي! لي! لي أنا أحبك.
يقبل لي مرة ثانية. يستدير بغباء؛ فتتجمدّ هي عند الستريو وبينما تندفع لي بعيداً تصطدم بالقاعدة المتحركة. حيث تخدش الأبرة بصوت عالٍ فتضطرب لي وتلهث. وتتحرك الاسطوانة نحو جزء آخر من الكونشرتو، والآن تعزف «فوج» الأكثر تعقيداً والأسرع.
إليوت (يتنفس بصعوبة) أوه !
لي (تلهث) ماذا تفعل؟
اليوت (بعصبية) أنا … أنا – انا – انا آسف. يجب أن أكلمك لأن لدي الكثير أريد البوح به.
تحملق لي باليوت من هول الصدمة.
لي (ما زالت تلهث) إليوت!
اليوت (يعبر بالإشارة عن يأسه) لقد احببتك لفترة طويلة.
اصوات فردريك ودوستي غير الواضحة ترتفع بالجدل وتسمع فجأة. يستدير إليوت بسرعة بعيداً عن لي. تحاول هي أن تستجمع نفسها ويقطع الفيلم نحو مدخل ممر الشرفة.
يدخل فردريك إلى الشرفة أولاً يتبعه دوستي المضطرب يخطوان على الشرفة متجاوزين لي التي تقف بالقرب من الستريو.
اليوت يقف بجانب اللوحات العارية . ويقلّب صفحات كتاب.
فردريك (غاضباً) رجاءً انس ذلك! ليس لدي أية رغبة في بيع أي شيء!
دوستي (يعبر بالحركة) أنا اطلب منك إذا ماكان لديك شيء به أحمر داكن، عليك أن تطير بعيداً عن المألوف.
لي (بصوت أعلى نبرة من السابق) ما المشكلة؟
فردريك (يرفع لوحاته العارية عن العامود بغضب) أنا غير مهتم بما تفكر به مهندسة الديكور التي تعمل معها، حسناً؟!
دوستي (مقاطعاً ومشيراً) حسناً لا أستطيع الالتزام بأي شيء ما لم استشرها أولاً. لذلك أنا أعمل معها. حسناً؟
فردريك (يحمل اللوحات بعيداً) هذا شيء مهين!
انت لا تشتري اللوحات لتتناسب مع كنبتك!
ينظر إلى فريدريك) إنها ليست كنبة انها مقعد عثماني!
(يلمس جبهته ويستدير نحو إليوت) يا الهي انس الموضوع!
دعنا نخرج من هنا، يا إليوت.
إليوت (يضع الكتاب جانباً) سوف نذهب.
يتحرك الفيلم خارج بناية الشرفة. يخرج دوستي وإليوت ويسيران نحو سيارة دوستي الليموزين. يحك اليوت جبهته مكروباً.
دوستي (يدخل غاضباً إلى السيارة) يا له من شخص غريب هذا الرجل إ إنه مصاب بجنون العظمة (يلاحظ وجه اليوت المكروب) ما بالك؟
اليوت (يعبر بحركة يديه) انظر انا – انا – أنا سوف أصبح جيداً . سوف اصبح جيداً.
دوستي (مقاطعاً) إنها ليست مسألة كبيرة. فقط لم تصب ما نريد.
اليوت (معبراً بالحركة) الآن أنظر، انت – انت – انت تابع مسيرتك.
دوستي: هل انت بخير؟ تبدو … انت تتعرّق.
اليوت (مقاطعاً، بعصبية) نعم. نعم، انا فقط – فقط احتاج إلى قليل – قليل من الهواء النقي. قد يكون بسبب شيء أكلته. انا سوف – انا سوف أسير. وأنت تابع سيرك.
يستقر دوستي في المقعد الخلفي ويغلق الباب. ينحني اليوت على شباك السائق مشيراً له ان يبدأ في الإنطلاق.
اليوت (متابعاً، ومشيراً بعصبية): انت اذهب، تقدّم إذهب.
تنطلق سيارة الليموزين إلى الأمام. يركض إليوت نحو كشك هاتف عبر الشارع. يلتقط الهاتف ويطلب النمرة. يقطع الفيلم نحو فردريك في شرفته، يقف بالقرب من الهاتف.
يرن جرس الهاتف. يلتقطه فردريك.
فردريك (متكلماً في الهاتف) هللو؟ هللو؟ هللو؟
عندما لا يجيب أحد ينفعل فردريك ويعلق الهاتف. يتحرك الفيلم نحو الخارج إلى كشك الهاتف حيث يكون إليوت وسماعة الهاتف على أذنه، يستمع برهة من الزمن، ثم يعلق الهاتف. يسير إلى خارج الكشك، منفصلاً ثم يخطو نحو الممر الجانبي حيث يصطدم بلي العصبية وهي تدور حول الزاوية.
لي (تشير بيديها وقد استراحت) أوه، ها أنت هنا!
يتمتم إليوت، مستريحاً ومضطرباً.
لي : كنت أبحث عنك.
اليوت (مشيراً بيديه) انا، يجب ان اعتذر. انا – أنا – أنا آسف. انا مشوش جداً.
لي (مشيرة بيديها) حسناً، كيف تتوقع أن تكون ردة فعلي تجاه أمر كهذا؟
اليوت، مشدوداً، يحدّق إلى أعلى باتجاه شرفة فردريك.
يقود لي بضعة ياردات أعلى الشارع، بعيداً عن أية عيون فضولية.
اليوت (يمسك بذراع لي) هو …، اوه، اعرف. اعرف، ولكن، أنا أحبك.
لي: أوه، لا تقل هذه الكلمات!
اليوت (مقاطعاً، هازاً رأسه) أنا – أنا، أنا آسف.
اعلم أنه شيء رهيب.
لي (تدفع شعرها إلى الخلف، تهز رأسها. تعبيراً عن اليأس)
انك لتدرك الموقف تماماً. تتنهد.
اليوت (ينظر بعيداً لبرهة من الزمن) أعرف! انا – انا – أنا – أنا أنا أدرك.
لي: ماذا تتوقع أن أقول؟
اليوت: حنة وأنا في المراحل الأخيرة.
لي (تهز رأسها) هي – لم تقل لي شيئاً أبداً، ونحن قريبتان من بعضنا البعض. كانت لتقول لي مثل هذا الأمر.
اليوت: هو ….. انه – انه – انه لشيء محزن. إنها مجنونة بي. ولكن في فترة ما أثناء العلاقة، سقطت خارج علاقة حبي لها.
لي: آمل أن لا يكون ذلك بسبب.
اليوت: أوه، كلا، كلا (يطأطئ رأسه) حسناً، نعم!
انا أحبك.
لي. أوه، لا أستطيع أن أكون سبباً لأي شيء بينك وبين حنة . انا ، مجر…
اليوت (مقاطعاً، يهز رأسه) اوه، كلا، كلا، كلا.
انها، أوه، انها – انها – إنها إنها كانت حتمية عملية فراقنا انا وحنة على أي حال.
لي: لماذا؟
اليوت: تش، حـ حسناً، لمليون سبب وسبب.
لي (تشير بيديها ) ولكن ليس بسببي؟
اليوت: تش، كلا ! لقد كنا، لقد كنا نحن الاثنين نتجه إلى اتجاهات مختلفة.
لي (تنظر إلى اسفل) مسكينة حنة.
اليوت: ولكن – لكن ماذا عنك؟ هل تشاركينني في بعضٍ من مشاعري؟ أم هل هذه فقط مصدر للخجل الكئيب بالنسبة لك؟
لي (بردة فعل غير مريحة) لا أستطيع قول شيء!
اليوت: حـ – حسناً، رجاءً كوني صريحة. انا – انا – أنا لا أريدك أن تصابي بشعور سيء.
لي (تضع يدها على رأسها) نعم! ولكنني .. أنا اكن لك بعض المشاعر، ولكن لا تدعني أقول شيئاً زيادة.
اتفقنا؟
تنظر لي نحوه.
اليوت (مشيراً بيديه) حـ – حـ – حسناً، يا لي. موافق. موافق انت، انت، قلت ما يكفي .. إنها مسؤوليتي الآن.
سوف اضع الأمور في نصابها.
لي: أنظر، لا تفعل شيئاً عني (تهز رأسها) أنا اعيش مع فردريك وحنة وأنا متلاصقتان.
اليوت: نعم، ولكنك، انت تهتمين بي.
لي (بردة فعل) أوه، اليوت، من فضلك ! لا أستطيع أن أكون جزءاً من هذا! أنا تحطمت فجأة لشعوري بالذنب لمجرد أنني واقفة هنا اكلمك على الشارع!
تتنهد.
اليوت (مؤكداً) إن غلطتك سببها شعورك المتبادل لي (بردة فعل) أوه، من فضلك، عليّ ان أذهب. عليّ ان أنظف أسناني.
تسير بعيداً. يحدّق إليوت وراءها وهو يكزّ أسنانه.
اليوت (بسعادة) حصلت على إجابتي. حصلت على إجابتي أنا أسير على الهواء!
يضحك.
قطع إلى:
خارجي . زاوية شارع خارج مبنى حيث شقة أيفان ونورما – نهاراً
يدور تاكسي حول زاوية شارع الحي الغربي ويقف امام مبنى ايفان ونورما المزخرف بظلة من المعدن. إنه يوم ملبّدٌ بالغيوم.
سيارة ستايشن على الجانب المقابل من الشارع تنطلق بعيداً بينما تخرج حنة من التاكسي وقد تطاير وشاحها الحريري الابيض من على اكتافها. تركض نحو البناية بينما يبتعد التاكسي.
تعزف البيانو «المأخوذ» على الشاشة.
قطع إلى:
داخلي شقة إيفان ونورما – نهاراً.
يسير إيفان وظهره نحو الكاميرا نحو الباب الأمامي ويفتحه لتدخل حنة.
حنة (مضطربة) مرحباً. كيف حالها؟
ايفان (مقاطعاً) انا سعيد لرؤيتك.
تنزع حنة عنها شنطة الكتب ومعطفها بينما يتجاوزها والدها الغاضب باتجاه المطبخ. يمر أمام حائط عليه مرآه مزخرفة وبعض الصور المؤطرة.
ايفان: إنها في المطبخ هناك. إنه نفس الشيء. نفس الشيء. تعد وتعد (يشير بيديه) ولكنه اكاذيب برمته.
نرى نورا عبر الممر تجلس على كرسي في المطبخ. تلبس ثوباً فوق ملابس داخلية خفيفة وكلسات، انها تشرب.
يقف إيفان في الممر ينظر إليها، ولا يدخل.
حنة (خارج الإطار، بصبر) لا تزيد الأمور سوءاً، يا والدي.
ايفان (مقاطعاً) دائماً.
تتجاوز حنة والدها بسرعة وتدخل إلى المطبخ، ترشف والدتها رشفة من شرابها.
حنة: مرحباً، والدتي. كيف حالك؟ اسمعيني، دعيني أعطيك بعض القهوة. يكفي ما تشربينه من هذا.
(تأخذ مشروب أمها، مخاطبة إيفان) ما الذي فجرّ الموضوع
ايفان (معبراً بالحركة بينما تدير نورما رأسها وتراقبه).
كنا نقوم ببرنامج تجارى عند مكتب المحافظ وكان هناك بائع، شاب حسن المظهر…
تنفعل نورما وتستدير نحو ابنتها. على أي حال كانت حنة قد أدارت ظهرها. كانت منهمكة في اعمال المطبخ بينما كان ايفان يتكلم. أخذت بعض الحبوب من الخزانة واعطتها لوالدتها مع كأس من الماء.
ايفان (متابعاً) … وكانت والدتك ترمي نفسها عليه بطريقة مقرفة وعندما وجدت انها كبيرة جداً على إغوائه، وانه كان خجلاً من تصرفاتها…
نورما (تقاطع بغضب وتدير رأسها) كذاب ! كذاب !
تتحرك الكاميرا نحو إيفان، الذي يتابع رواية قصته، متجاهلاً انفجار زوجته بينما يسير بعيداً عن ممر المطبخ نحو حجرته.
ايفان: ثم عند العشاء اصبحت اكثر سكراً (تصرخ من على كتفه) واخيرا اصبحت جوان كولينز !
يسير ايفان نحو البيانو حيث تستقر مجموعة من صور العائلة المؤطرة موضوعة في صف واحد على ظهرها يلتقط واحدة من الصور بينما تتكلم نورما خارج الإطار في المطبخ.
نورما (خارج الإطار) لقد قضيت كل حياتي اتقبل الإهانات …
تتحرك الكاميرا عائدة إلى المطبخ بينما تتكلم نورما. ما زالت تتحلق نحو الممر خارج الإطار حيث وقف ايفان منذ برهة من الزمن. تحمل كأس الماء وحبوب الدواء.
نورما (متابعة، بأسلوب مسرحي … من هذا اللاانسان ، هذا هـ – هـ – هذا المقصوص الشعر الذي يمكن أن نعتبره رجلاً، (تستدير لتنظر إلى حنة خارج الإطار) لم يتمكن من إعالتنا … من نعم الله أن ابنتنا كانت موهوبة!
عاد إيفان إلى الممر، يستمع إلى نورما، يزداد غضباً شيئاً فشيئاً، وبينما يجيب بنفس الحدة، يبدأ بالسير عائداً إلى غرفته والبيانو الخاص به.
إيفان: كنت أتمنى أن تكون مني. في الوقت الذي انت فيه أمها (يشير بالحركة غاضباً، وصوته يعلو) والدها يمكن ان يكون اي واحد من مجموعة الممثلين!
نورما: إنها موهوبة .. ولذلك فمن المستبعد ان تكون منك! (تشرب رشفة من الماء).
حنة (تسير نحو الممر لتخاطب إيفان، الذي أخذ يدخن في غرفته) والدي، هل بإمكانك من فضلك أن تبقى في الغرفة الأخرى ودعني أعتني بها؟
تعود حنة لنورما، تأخذ كأس الماء بعيداً.
إيفان (خارج الإطار وقد اختار اهمال اقتراح حنة): ليس بإمكانك ان تعلمي ابدا متى ستقع من العربة وتهين الجميع.
حنة، وقد قررت اهمال تعليقات ايفان، تعطي والدتها فنجاناً من القهوة، وتضع يدي والدتها على القدح.
حنة: إليك، يا أماه اشربي هذا (منحنية على أحد نضد المطبخ) هل تعلمين، انت رهيبة. ربما كنت تعبثين.
نورما (ترشف قهوتها) كلا ! أنا احب المزاح مع من حولي واستمتع، وهو يغضب لأنني اكون مركز الاهتمام. لقد أصبح اكثر مرارة كلما اصبح أكبر، وقد حاولت أن أحافظ على شبابي… شباب القلب.
حنة: لقد وعدتي ان تبقى على العربة.
نورما (تهز رأسها) التضحيات التي قمت بها من أجل هذا الرجل، (تأخذ نفساً عميقاً) لقد حطمني بأنانيتة وبـ … تشير بيديها) بـ .. بـ .. بضآلة موهبته!
حنة: حسناً، توقفي عن تمثيلك.
نورما (تصرخ نحو إيفان الموجود خارج الإطار) إنه هو الذي جعل من كل فتاة ساذجة شيئاً عديم القيمة.
حنة (بهدوء) حسناً، حسناً.
نورما (تمسك بذراع حنة متنهدة) انـ .. انهم كانوا يريدونني أن أقوم بتجربة سينمائية.
حنة (بصبر) نعم، أعرف، يا أمي.
نورما (تشير بيديها) ولكنني كنت اعلم انه سوف يذهب إلى هناك ويسير متعثراً بقصة شعره المكلفة وتسريحة شعره وثيابه. أنه محب للمظاهر!
(تمسك بذراع حنة مرة ثانية ثم تمسك بصدرها)
والآن كيف يمكنك أن تمثلين عندما لا يكون لديك شيئاً في الداخل ليخرج إلى الخارج؟!
ترشف نورما قهوتها وهي تتأوه برقة .. تنفعل حنة وتسير بعيداً عن النضد و، تغلق زجاجة الحبوب، وتضعها في الخزانة. يعزف إيفان على البيانو خارج الإطار. تتحرك الكاميرا إلى الداخل على وجه حنة وهي تفكر وصوتها مسموع على الشاشة.
حنة (صوت خارجي) لقد كانت جميلة جداً في يوم من الأيام. وكانه هو محطم للآمال. كلاهما ملئ بالوعود والآمال التي لم تتحقق.
تترك الكاميرا وجه حنة وهي تتابع تأملاتها، تتحرك نحو الغرفة الصغيرة، وإلى صف الصور العائلية المصفوف على البيانو. واحدة حديثة لإيفان ونورما وصوراً أخرى حيث كانت نورما وإيفان في شبابهما، جميلان وكلهما أمل، تتابع الموسيقى العزف.
حنة (صوت خارجي) والشجار والخيانات المتبادلة لإثبات نفسهما… ولوم بعضهما البعض كان شيئاً حـ – حزيناً. اعجبهما فكرة ان يكون لهما أولاد. ولكن تنشئة هؤلاء الأولاد لم تهمهما كثيراً. ولكن من المستحيل أن تعتبرها موقفاً ضدهم. لم يكونوا ليعرفوا شيئاً آخر .
يقطع الفيلم عائداً إلى المطبخ . تقف نورما؛ تأخذ حنة فنجان القهوة الخاص بها وتضعه على النضد.
نورما: هل تعرفين، من بيننا جميعاً في العائلة، كنت أنت المباركة بالموهبة الحقيقية.
تضع ذراعها حول كتف حنة. تسير الأم والإبنة خارج المطبخ.
حنة (تمسك باليد التي وضعتها والدتها على كتفها) أووه، موهبتي الحقيقية هي الحظ، يا والدتي.
تضحك نورما ضحكة خافتة.
حنة (مقاطعة) إن حظي كان وفيراً فقط. منذ استعراضي الأول كما تعرفين؟ لقد كنت دائماً اعتقد ان لي كان مقدّرا لها أن تحصل على الأشياء العظيمة.
نورما: نعم، انها رائعة، ولكنها لا تملك بريقك (تشير بيديها وتضحك ضحكة خافتة) هي تعرف ذلك انها تعبدك. لا تتجرأ ان تصعد إلى خشبة المسرح.
حنة (تنظر إلى والدتها) الآن، هولي ليست خجولة
يقفان على مدخل الغرفة الصغيرة. نرى ايفان يعزف البيانو بينما يتابعان هما محادثتهما.
نورما: كلا هولي تريد أن تجرب أي شيء. هولي مثلي.
حنة: حقاً.
نورما (تهز رأسها) كنت سأصبح مدمنة مخدرات.
تضحك نورما جذلة. حنة تضحك وتلمس والدتها
يسيران سوياً نحو ايفان الجالس إلى البيانو.
ايفان (ينظر إلى أعلى) تذكري هذا يا حنة؟
يعزف ايفان بضعة أجزاء من «انت جميلة إلى درجة كبيرة»
بينما تدير الأم والابنة ظهريهما إلى الكاميرا وهما تستمعان.
تنحني نورما فوق البيانو، وحنة تنظر بعيداً وهي مأخوذة في التفكير.
تستمر موسيقى البيانو في الخلفية بينما يقطع الفيلم إلى:
لي وهي تسير على رصيف المرفأ. الهواء يطيّر شعرها؟
تعانق كتاب أ.أ.كومينجز. وهي أيضاً غارقة في افكارها.
تقف على حافة الرصيف؛ تتابع الكاميرا تحركها، مارة بمجموعة أكوام من الأخشاب بالقرب منها؟. ترتطم بها المياه برفق.
قطع إلى:
الهاوية
تنتهي معزوفة البيانو ويسكن الفيلم.
قطع إلى:
داخلي. مستشفى – غرفة الشعاع المقطعي – نهاراً
يستمر السكون بينما يقطع الفيلم للقطة مقربة لغرفة دائرية كبيرة حيث جهاز وحدة قياس الشعاع المقطعي في غرفة معقمة في المستشفى. تتحرك النقالة ببطء تحمل فوقها جسد ميكي العاري المنبطح وتبدأ في الدخول إلى الفتحة الدائرية لنفق وحدة القياس.
بينما تبتعد الكاميرا إلى الوراء بعيداً عن ميكي ورأسه الداخل في جهاز القياس، نرى عاملان تقنيان من خلال النافذة التي تفصل جهاز التصوير عن غرفة التحكم. واحد منهما يجلس لينقل المعلومات إلى حاسوب بينما التقني الآخر يقف قريباً ينظر من ميكي إلى شاشة الحاسوب.
ثم يقطع الفيلم بسرعة نحو شاشة الحاسوب. تظهر صورة لجمجمة ميكي. تضيء الخيوط الشعاعية فوق الجمجمة.
تتحرك الكاميرا إلى أعلى من على الشاشة لتظهر ميكي مرة ثانية، كما نراه عبر الشباك، ساكناً، صارماً تحت وحدة القياس.
يتحرك الفيلم من ميكي الذي يستلقي على صدره إلى التقنيان كما نراهما عبر النافذة في غرفة التصوير المحوري يتفحصان شاشة الحاسوب ويتكلمان كلاماً غير واضح مع بعضهما. احد الرجلين يهز رأسه ويضع معلومات اكثر في الحاسوب.
وبينما هما يدرسان صورة الجهاز تقطع الكاميرا إلى مشهد خلفي لميكي تحت وحدة القياس.
هذا المشهد يعطيني احساساً وكأنه مشهد من رواية علمية، وكأن ميكي يستلقي في منتصف دائرة مستقبلية كبيرة وبيضاء.
تتحرك النقالة التي تحمل ميكي ببطء خارج وحدة القياس.
قطع إلى:
داخلي . مكتب دكتور بروك – نهاراً
يحمل دكتور بروك صور الأشعة الخاصة بميكي ويسير ماراً بصف من ارفف الكتب متجهاً نحو لوحة الإضاءة الخاصة به. يضع صور الأشعة إلى داخلها.
دكتور بروكس: سيد ساكس (يتنهد) انا خائف من أن تكون الأنباء غير جيدة.
يستدير دكتور بروكس نحو ميكي البعيد عن الشاشة.
دكتور بروكس (متابعاً، مخرجاً قلم رصاص من جيبه) لو كنت أستطيع أن أريك أين يوجد الورم تماماً ولماذا نشعر ان الجراحة لن تجدي نفعاً.
يقطع الفيلم مباشرة إلى لقطة مقرّبة لوجه ميكي. وقد ظهرت عليه ردة فعل يائسة. يغلق عينيه، ويغطي وجهة بيديه.
ميكي (صوت خارجي) لقد انتهى الأمر. وانا وجهاً لوجه مع الأبديه.
دكتور بروكس (خارج الإطار)… كبرت كثيراً دون أن نكتشفها…
(يتحرك بعيداً بلا هدف بينما يتابع ميكي تعليقاته المضطربة)
ميكي (صوت خارجي) ليس فيما بعد، ولكن الآن.. أنا خائف جداً لا أستطيع الحراك أو الكلام أو التنفس.
وعندما ينتهي ميكي من خطابه، يظهر دكتور بروكس الحقيقي يسير نحو المكتب. المشهد السابق كان عبارة عن جزء من تخيلات ميكي. كوابيس وتهيئات ليس إلاّ.
يسير دكتور بروكس وهو يحمل صور أشعة ميكي ويتجه ماراً بنفس صفوف الكتب نحو لوحة الإضاءة.
دكتور بروكس: حسناً، أنت جيد فعلاً. ليس هنالك هنا شيئ على الإطلاق. وكافة فحوصك ممتازة.
(يضيء اللوحة ويضع الصور الشعاعية) يجب أن أعترف لقد كنت مشغول البال بسبب الأعراض التي عانيتها (يستدير لينظر إلى ميكي خارج الشاشة) ما الذي تسبب في فقدان السمع في أذن واحدة. اعتقد أننا لن نعرف السبب بشكل مؤكد. ولكن مهما كان السبب فإنه حتماً ليس شيئاً جدّياً إطلاقاً.
(يهز رأسه)
انا مرتاح تماماً.
قطع إلى:
خارجي – مستشفى جيل سيناء – نهاراً
يظهر ميكي مرة ثانية وهو يترك المبنى، ولكن هذه المرة يقفز على السلام من فرط السعادة.
يركض متراقصاً على الشارع، يصفق بيديه، سعيداً بهدوء باله – ضربات عالية سريعة وموسيقى جاز في الخلفية.
تمر سيارات عديدة بينما يركض ميكي بسعادة. فجأة يتوقف، يده على فمه، يفكر.
قطع إلى :
داخلي. مكتب ميكي – نهاراً
تجلس جايل على كرسي أمام رف من الكتب، أريكة وطاولة قهوة عليها دوريات. ومنضدة ملتصقة بالحائط عليها ضوء جانبي مما يكمل اللوحة. يدا جايل معقودتين على حجرها.
جايل: ماذا تعني بأنك ستترك؟
لماذا؟ الأخبار جيدة! انت لست مصاباً بالـ. .
الشيء.
يقف ميكي خلف مكتبة، ظهره نحو الكاميرا، وما زال يلبس معطفه، ينظر إلى الخارج نحو خط السماء في مانهاتن.
ميكي: هل تدركين أي خيط نحن معلقون به؟
جايل (خارج الإطار) ميكي، لقد خرجت من السنارة. واجب عليك أن تحتفل؟
ميكي (يسير حول المكان متجهاً إلى مكتبة، معبراً بالإشارات)
هل تفهمين كم ان كل شيء بلا معنى؟ كل شيء!
انا أتكلم عن حـ حـ حـ. . ياتنا، العرض. . العالم كله، انه بلا معنى؟
جايل (تعبر بيديها) نعم.. ولكنك لن تموت الآن!
ميكي: كلا، أنا لن أموت الآن، ولكن، لكن (يشير بيديه) كما تعلمين، عندما خرجت راكضاً من المستشفى، كنت شديد البهجة لأنهم قالوا لي انني سوف أكون بحالة جيدة. وبينما كنت أركض في الشارع، فجأة توقفت، لأن فكرة ما طرأت على بالي، حسناً، كما تعلمين، لن أغادر اليوم. انا بحالة جيدة. لن أغادر غداً.
(مشيراً)
ولكن لابد وأن أكون في هذا الوضع.
تنهض جايل من على كرسيها. تسير متجاوزة ميكي نحو خزانة قريبة تفتح أحد الأودراج باحثة عن شيء ما. تتبعها الكاميرا تاركة ميكي لفترة قصيرة.
جايل: أنت ادركت هذا الآن لتوّك؟
ميكي (خارج الإطار) حسناً، انا لم أدركه الآن، انا اعرفه كل الوقت، ولكن. استطعت ان الصقه في خلفية عقلى.. بينما يتابع ميكي الكلام خارج الإطار، تغلق جايل الأدراك وتسير إلى خزانة ملفات خلف مكتب ميكي.
ميكي:-.. لأن هذا شيء مريع ان.. تفكري به!
تفتح جايل خزانة الملفات وتتناول منها علبة لبان.
تغلقها بعنف وهي مشتتة الأفكار فتقفل.
جايل (تتمتم) نعم. ماذا؟
ميكي (يستدير نحو جايل) هل استطيع ان اخبرك شيئاً؟
هل استطيع أن أخبرك سراً؟
جايل (تأطأ رأسها متململ بينما تسير حول المكتب) نعم. من فضلك.
ميكي (مشيراً) منذ اسبوع اشتريت بندقية.
جايل (تجلس على ذراع الكرسي بالقرب من ميكي) كلا.
ميكي (مقاطعاً، مطأطئا رأسه ومشيراً بيديه) ذهبت إلى أحد المخازن. اشتريت بندقية. كنت اريد أن. . كما تعلمين،إذا ما قالوا لي انه لديك ورم. كنت على وشك أن اقتل نفسي. . الشيء الوحيد الذي كان يمكن ان يقف في وجهي، هو اهلي، الذين قد يدمّروا. كنت مضطراً لأن اطلق النار عليهم أيضاً قبل ذلك. وايضاً لدي عمة وعم كان علي ان.. كما تعرفين، كان سيفضي الأمر إلى حمام دم جايل. (ترفع أكتافها، وتفتح عامود لبان) تشى، حسناً كما تعلم في النهاية، انها ستحدث لنا جميعاً.
ميكي: نعم، ولكن الا يخرّب هذا كل شيء لك؟
هذا يفعل كل شيء..
تتنهد جايل. تدخل قطعة لبان في فمها بينما يتابع ميكي الكلام.
ميكي (متابعاً).. تعرفينها، إنها تقتلع المسرة من كل شيء (معبراً بيديه ومشيراً).
اعني، انك ستموتين وانا سأموت، الجمهور سوف يموت الشبكة سوف تموت. . الراعي. كل شيء!
جايل (تمضع) أعرف، اعرف وكذلك جرذك.
ميكي (يطأطأ رأسه مؤكداً) نعم !
جايل (تمضغ وتشير إلى ميكي) اسمع، يا بني، اعتقد أنك فقدت عقلك.
يتنهد ميكي.
جايل (تتابع المضغ بصوت عالٍ) ربما تحتاج إلى بضعة أسابيع في برمودا، او شيء من هذا القبيل. أو أن تذهب إلى بيت للمومسات! كلا؟
ميكي (يهز رأسه ويده على صدره) لا استطيع البقاء في هذا العرض. يجب ان احصل على إجابات. وإلا (يتوقف ويسند رأسه) انا اقول لك، سوف أقوم بشيء سيء.
قطع إلى:
المدخل إلى فندق سان ريجيه، انيق ومضاء اضاءة دافئة. ليلاً. يمر المشاة. موسيقى البيانو الوتري الباروك تعزف كخلفية للمشهد ترتفع الكاميرا إلى أعلى نحو واجهة المبنى مارة بالأعلام المرحبة والنوافذ المزخرفة لبضعة طوابق وبينما يتابع البيان الوتري العزف، يتحرك الفيلم إلى الداخل، إلى أحد غرف الفندق. يفتح إليوت الباب إلى لي وظهره إلى الكاميرا. يغلق إليوت خلفها وهي تدخل. يقفان متقاربين جداً. يحيط بهما كالإطار الباب والعفش القليل وغطاء الحائط من الورق المقلم.
إليوت (ينظر بتركيز إلى لي، ويداه في جيوبه) ظننت انك لن تأتين.
لي: كدت أن لا آتي.
اليوت (واضعاً يديه على أكتافها يريد تقبيلها) لي.. أوه..
لي: لم انم طوال الليل.
اليوت (يرفع يده بعيداً، مشيراً إلى الغرفة) كلا، كلا – كلا – كلا، انا متأكد.
يسيران باتجاه الكاميرا مبتعدين إلى داخل الغرفة.
يضع اليوت ذراعه حول لي.
لي: ماذا نحن نفعل، نلتقي بغرفة فندق؟ هذا شيء مريع، اليس كذلك؟
تتوقف الموسيقى. تتبع الكاميرا لي وهي تسير باتجاه النوافذ المغطاة بالستائر، عابرة من امام مدفأة ومرآة، بعض الصور العادية ومنضدة رقيقة تحمل ضوء، ساق السرير.
اليوت (خارج الإطار) انا – أنا لا استطيع التفكير أين أدعوك دون أن أتعرض للمخاطر.
لي: لقد وعدت نفسي أن لا أترك هذا يحدث حتى تصبح مقيماً بمفردك. تمزّقت إلى حد كبير عندما اتصلت.
تفتح جزءاً من الستائر، وتنظر خارج النافذة، وتستدير عندما يتكلم اليوت.
اليوت (خارج الإطار) أردت أن اتصل بك كل يوم منذ اللحظة التي اخبرتك بها عن شعوري.
يسير نحو لي امام النوافذ المغطاة بالستائر.
اليوت: قاومت مراراً (يتوقف) لا تفكري انني سيء. يأخذ لي بين ذراعيه.
اليوت: هذا ليس موقفاً سهلاً.
لي( بصوت خافت) اعرف انه ليس كذلك.
يقبلان بعضهما، يظهر شكلاهما بصورة ظلية في اللمعان الدافئ للغرفة. يخلع إليوت المعطف عن لي دون أن يحطم القبلة. يتعانقان. يقبلان بعضهما بخفة، ثم بقوة واكثر هياماً وعناقهما اكثر التصاقاً. وبعد ساعات من نفس الليلة تبدأ موسيقى البيان الوتري في العزف مرة ثانية بينما تتحرك الكاميرا فوق غطاء السرير لتظهر لي، مستلقية بسعادة تحت الملاءات. شعرها مفروشاً كالمروحة على المخدة وذراع بالقرب من رأسها.
لي: كان هذا رائعاً. لقد دمرتني فلم اعد اصلح لأحد آخر.
اليوت (خارج الإطار) لا اريد ان يأخذك أي واحد آخر اطلاقاً.
لي (متنهدة) كنت مضطربة ان لا أقارن بحنة.
اليوت (خارج الإطار، يضحك) اوه، يا الهي.
يدخل إلى الإطار، ويجلس على حافة السرير بالقرب من لي. يحمل سيجارة.
اليوت: انت حقاً لديك مثل هذه الأفكار اليس كذلك؟
لي (تضحك وتمسك ذراع اليوت) اوه، كل الوقت. يضحك اليوت ويمسكان يديهما.
لي: أعرف انها إنسانة عاطفية حقاً.
اليوت (ينظر إلى يديهما المشتبكتان) نعم، انها، انها دافئة جداً، ولكن، ولكن انه انه انا الذي يريد ان يعطيك انا – انا – انا اريد ان افعل اشياء من أجلك. . حنة لا تحتاجني بنفس القوة. (يقهقه بينما تضحك لي) انا افترض هذا وليس لأنك بحاجة إلى.
لي (تهز رأسها) اريدك أن تهتم بي.. وأحب اللحظة التي تفعل بها شيئاً لي.
ينحني اليوت نحو لي، يبدأن في تبادل القبل بشغف.
قطع إلى:
خارجي. شارع خارج شرفة فريدريك. ليلاً
تسير لي على الممر الجانبي تحت المطر، إنها عارية الرأس. الشوارع مظلمة، تمر سيارة بقربها ويمر أحد المشاة يحمل مظلة، تمر لي أمام مطعم حسن الإضاءة من الداخل حيث توجد لمبات معلقة. تتابع موسيقى الباروك وهي تدخل إلى الشرفة وقد تبلل رأسها. تغلق الباب وهي تمسك بشعرها المبلل.
فردريك (خارج الإطار) انت متأخرة.
تسير لي عبر غرفة المعيشة وهي تفك حزام معطفها، متجهة إلى الحمام. تمر من امام فردريك الذي يجلس إلى مائدة في منطقة المطبخ، يشرب فنجاناً من القهوة ويقرأ الصحيفة امامه طبق به نصف شطيرة لم تؤكل بعد. تتوقف الموسيقى.
لي (تفتح باب الحمام) تكلمت انا ولوسي كثيراً ولم ادرك كم اصبح الوقت متأخراً.
فردريك (بالكاد ينظر إلى أعلى من صحيفته) لقد فاتك برنامج بليد عن اوشويتز. واجزاء رهيبة من افلام.. . ومفكرين يعترفون بمدى إرتباكهم حول القتل الجماعي المنظم للملايين.
وبينما هو يتكلم نرى لي وقد اشعلت نور الحمام.
تخلع معطفها وتعلقه على شماعة ثم تبدأ بتجفيف شعرها بالفوطة.
فردريك (يدير رأسه قليلاً باتجاه لي مشيراً بيديه) السبب وراء عدم استطاعتهم الإجابة على سؤال «كيف يمكن ان يحدث هذا؟» هو لأنه السؤال الخطأ.
فلو أخذنا ما هم الناس عليه كفرضية لوجدنا (بلع ريقه) «لماذا لا يحدث هذا اكثر؟» طبعاً انه يحدث باشكال أقوى من ذلك.
يأخذ فريدريك قضمه من شطيرته ورشفة أخرى من قهوته بينما تسير لي خارج الحمام، نافضة المنشفة إلى اسفل على النضد. لي (تحرك اصابعها عبر شعرها المبلل) انا مصابة بألم في الرأس بسبب هذا الطقس.
تأخذ إبريقاً وتملأه بالماء.
فردريك (يخرج صوتاً من أنفه ويرشف قهوته) لقد مرّت عصور منذ ان جلست أمام التلفزيون. . ابدّل واغير في الأقنية لأجد شيئاً ما.
بينما يتابع فردريك حديثه، تبدو لي مشغولة في الخلفية، تشعل عود الثقاب وتضئ أحد شعلات الموقد من أجل الأبريق، تتناول كأساً من الخزانة وتسير نحو الحمام لتناول بعض الحبوب، تملأ الكأس بالماء من المطبخ وتتناول حبوبها.
فردريك: تتابعين كل ما في الثقافة.. النازيون، مزيل العرق، البائع المتجول، المصارعون. . مباريات الجمال، برامج الحوار.
هل تتخيلين مستوى العقل الذي يشاهد المصارعة؟
(يعبّر بالحركة)
همم؟ ولكن الأسوأ هم الأصوليون من المبشرين.. رجال خدّاعون من الدرجة الثالثة. يخاطبون مصاصي الفقراء الذين يشاهدونهم بانهم ناطقون باسم المسيح.. وأن يرسلوا لهم الأموال.
(يلتقط شطيرته) المال، المال، المال ! لو عاد المسيح ورأى ما الذي يجري باسمه فلن يتوقف عن التقيؤ.
يقطع لقمة من شطيرته ويرشف قهوة. تضع لي كأسها على نضد المطبخ وتسير باتجاه منطقة غرفة النوم.
لي (ناقدة صبره ويداها في شعرها) اوه، يا الهي فريدريك هل بإمكانك التخفيف من هذا؟ ! أنا لست بحالة نفسية لأستمع إلى نشرة عن المجتمع المعاصر مرة ثانية.
تبدأ في خلع ثيابها المبتلة بالقرب من السرير. يخلع فردريك نظارته. يستدير وينظر إلى لي فتفاجئ فريدريك (يقف من على المائدة) هل تعلمين، لقد كنت عصبية جداً في الفترة الأخيرة.
لي (تتنهد) لم أعد استحمل هذا بتاتاً.
فريدريك (يسير نحو السرير) انا فقط احاول متابعة تعليم كنت قد بدأت ممارسته عليك منذ خمس سنوات.
لي (تفك ازرار قميصها) انا لست تلميذتك. (متنهدة، ويداها على جنباها) كنت، ولكنني لم أعد.
فردريك (يجلس إلى جانب السرير) عندما تتركين العش فعليك ان تكوني مستعدة لمواجهة العالم الحقيقي.
يشد لي إلى أسفل بجانبه على السرير.
لي (تضع يدها على ساق فردريك) فردريك، علينا ان نجري بعض التغيرات.
تتنهد
فردريك (ينظر بسرعة نحو لي، مذعوراً) مثل ماذا؟
لي: اوه، تعرف ماذا. انا مختنقة!
فردريك (يبتعد ويداه مشبوكتان أمامه)
اوه ! هل سنعيد هذه المحادثة مرة أخرى؟
لي: نعم، سوف نعيد هذه المحادثة مرة ثانية. انا. . أنا يجب ان أترك. انا يجب أن أترك المكان.
فردريك (يهز يديه المتشابكتين بعنف) لماذا؟
لي (تتنهد) لأنني يجب أن أفعل!
فردريك (بعاطفية) ماذا ستفعلين لجني المال؟
لي: لا أدري. فكرت ربما سأسكن مع أهلي لفترة من الزمن.
فردريك: تش، اوه. دائماً كنت اقول لك انك ستتركينني (ينظر إلى لي) ولكن. . هل من الضروري ان يكون الآن؟
لي: (تحضن ذراعها بيدها الأخرى) حسناً، ربما يكون هذا ترتيباً مؤقتاً، ولكن انا علـ.. أنا علي أن أحاول
فردريك (يأخذ رأس لي بين يديه وينظر إليها) اوه.. لي، انت كل عالمي (يتوقف) يا الهي الرحيم! هل قبلك أحد الليلة؟!
لي (تنفعل، تدفع يدا فردريك من على وجهها) كلا.
فردريك (منفعلاً) اوه، نعم لقد فعلت !
لي (تنهض بسرعة، مدافعة عن نفسها) كلا.
فردريك (يرفع صوته) كنت مع أحدهم!
لي (مقاطعة، راكضة بعيداً عن السرير) توقف عن توجيه الإتهامات لي!
تركض لي نحو المطبخ ويداها مطبقتان على صدرها.
فردريك (خارج الإطار) انا ذكي جداً يا لي لن تستطيع خداعي. لقد أصبحت حمراء اللون!
وضعت لي الممتلئة عاطفة يديها الممدودتين على باب الثلاثجة، ثم استدارت حولها واستندت إليها، معانقة نفسها وقميصها ما زال غير مزرر، وشعرها ما زال مبللاً وموسخاً بالوحل.
لي: اتركني لوحدي!
يدخل فردريك المطبخ ويتكئ على النضد.
فردريك (غاضباً) أوه، يا الهي! ما بالك؟!
لي (متكأة على الثلاجة، تتنهد) انا آسفة.
فردريك: أوه، الا تستطيعين قول شيء؟
هل كان عليك ان تتسللي خلف ظهري!
لي (مقاطعة، وصوتها مرتفع عاطفياً) انا اقولها الآن!
فردريك: إذا قابلت شخصاً آخر؟
لي (تتنهد، مطأطئة رأسها) نعم.
ينفعل فريدريك ويتملق. يضع يده على جبهته: يتنهد.
لي (تسير نحو الحمام): ولكن انت، يا الهي كنت تدرك ان هذا كان سيحدث سريعاً ام بعد حين. انا لا استطيع العيش هكذا!
فردريك (يستدير ليواجه لي في الحمام وذراعاه مشبوكتان) من هو؟
لي (تضع حاجياتها بعصبية في محفظتها وتحدّق في فريدريك)
ما الفرق ؟! أنه واحد التقيته!
فردريك: ولكن من هو؟ أين التقيته؟
لي: هذا لا يشكل فرقاً؟ عليّ أن أغادر!
فردريك: انت، انت صلة وصلي الوحيدة إلى العالم!
يستدير لي وتواجه فردريك في ممر الحمام.
لي (تعبّر بحركة يديها بعاطفية) اوه، يا الهي، هذه مسؤولية كبيرة عليّ. هذا ليس عدلاً. أريد حياة اقل تعقيداً، يا فردريك. اريد زوجاً وربما طفلاً قبل ان يفوت الوقت.
فردريك (كردة فعل يغطي وجهة بيديه) يا الهي.. يا الهي!
لي (تحرك بيديها وتتحرك مقتربة من فردريك) اوه، يا الهي، انا حتى لا أعرف ماذا أريد.
فريدريك (يتنهد من اعماقه، متجاوباً) أوه..
لي (تحك كتف فردريك بحنو) تش، أوه، ما الذي تحصل عليه مني، على اي حال؟ أعنى..
(تلقي رأسها على كتفه. تنهد بعمق) لم يعد جنساً بعد الآن. وهو حتماً ليس قضية فكرية. أعني، أنت تتميّز عني بكل الطرق حتى. .
يدفع فردريك لي بعيدأً بغضب. يضرب قبضته في أحد الخزن. تتنهد لي، تتحرك بعيداً.
فردريك: من فضلك، لا تعامليني كسيد!
يضع يده على جبينه، ثم يستدير نحو لي خارج الإطار.
فريدريك: يا الهي! كان عليّ أن اتزوجك منذ سنوات عندما كنت تريدين ذلك! كان عليّ أن أوافق.
يسير باتجاه لي في منطقة أخرى من المطبخ.
لي (تتنهد) اوه، يا الهي، الم تكن تعرف ان هذا لم يكن لينجح؟
يستدير فريدريك بعيداً عن لي. يبدأ في الخطو بالقرب من النضد.
فريدريك: قلت لك، يوما ما ستتركينني..
(يتكئ على النضد) من أجل رجل أصغر سناً. انا..
يبدأ بضرب قبضته على النضد يائساً ومكبوتاً. ثم يغطي عينيه بيديه حزيناً.
قطع إلى:
داخلي. غرفة نوم حنة – ليلاً
تجلس حنة في السرير وهي تلبس قميصاً مربع النقش، وكتاب موضوع على ركبتيها. وخزانة بها تحف صغيرة ترتفع خلف منضدة النوم، التي تحمل ضوءاً صغيراً، ايضاً دافئ الإشعاع وبعض الصور الفوتوغرافية. تقلب الصفحة بينما يدخل اليوت يلبس بيجاما ورداء حمام حريري. تتابع قراءة كتابها بينما يجلس هو على حافة السرير يأخذه التفكير. صوته مسموع فوق الشاشة.
اليوت (صوت خارجي) – يا لها من عاطفة حارة مع لي. إنها بركان. لقد كانت تجربة ممتلئة غنية.. تماماً كما حلمت بأنها ستكون (يطأطئ رأسه قليلاً وهو يخلع خفة) هذا ما كانت عليه. كانت كمن عاش حلماً. . حلماً عظيماً. (يخلع رداء الحمام).
الآن أشعر انني في حالة جيدة وحميمة حيث انني بالقرب من حنة. هنالك شيء رائع وحقيقي حول حنة.
(يرمي رداء الحمام جانباً ويستلقي على السرير إلى جانب حنة، يداه مشبوكتان فوق معدته) تعطيني شعوراً عميقاً بأنني جزء من شيء. إنها امرأة رائعة.. وقد خنتها. دخلت حياتي الخاوية وغيرتها.. وكتعويض لها عن ذلك ضاجعت شقيقتها في غرفة فندق. يا الهي انا انسان خسيس. يا له من عمل قاس وضحل ما قمت به. (يجلس في مكانه)
عليّ ان اتصل بها الآن لأقول لها ان الذي فعلناه كان عملاً مجنوناً. (بحماس) لا يمكن ان يحدث هذا مرة ثانية. أنا لست ذلك النوع من الرجال.. وأنا اقيّم حنة عالياً.
أنا أحب زوجتي. والآن خنتها أوه، يا إلهي.
يقف إليوت كالمسعور ويترك الغرفة.
حنة (تقرأ ولا تنظر إلى اعلى) إلى أين أنت ذاهب؟
اليوت (خارج الإطار) أنا، اوه. . عليّ ان اجد، عليَّ ان اجد نمرة هاتف في مكتبي. أنا نسيت أن اتصل بميل كاوفمان.
حنة (ما زالت تقرأ) الوقت متأخر جداً.
إليوت (خارج الإطار) نعم، أعرف، أنا. . أنا لا أستطيع أن أتخيل أنني نسيت.
يسير إليوت بسرعة إلى داخل الممر المظلم.
اليوت (يتمتم) ماذا أفعل إن أجاب هو؟
(يستدير نحو الممر الذي يقود إلى غرفة المعيشة) سوف أوقف المكالمة.
(يسير نحو غرفة المعيشة المظلمة) سأخبرها أننا لا نستطيع التواصل إلى أن أنهي علاقتي الزوجية. (هامساً) إنه شيء لا أخلاقي.
يضيء اليوت النور. يخطو ذهاباً وإياباً أمام البيانو وحامل النوته الموسيقية. سطح البيانو ملئ بصور العائلة؛ اللمبة التي اضاءها ترسل ضوءا على صور موضوعة بأطر على الحائط. وقطعة الموسيقى مفتوحة أمام البيانو.
اليوت (يشير بيديه ويهمس) ثم، سيمر الوقت. لن اتصل، وسوف تصلها الفكرة يجب ان أوقف هذا قبل أن أحفر عميقاً.
افضل ان أجرح لي قليلاً اكثر من أن أحطم حنة.
يتوقف اليوت عن الخطو وينظر في ساعة معصمه.
اليوت (يتكلم بصوت خافت، ويفرك يديه) انها الواحدة والنصف هي. . هي لن تستطيع التحدّث معي.. وهو حولها.
انا مصاب بهستيريا. (واضعاً يديه على أردافه) سوف اخاطبها أول شيء في الصباح. سوف أخاطبها في السادسة.
(مشيراً)
يذهب فردريك في السادسة لممارسة الهرولة، نعم، سوف تكون لوحدها. وأنا سوف، أنا سأهاتفها وأقتل البرعم قبل أن ينمو.
يرن الهاتف. يقفز اليوت.
اليوت (بصوت عالٍ، مخاطباً حنة الموجودة خارج الإطار، وهو يلهث) وجدتها! وجدتها! وجدتها!
(يرفع الهاتف، ويتكلم في سماعة الهاتف) مرحباً؟
(بصوت عالٍ، ليسمع حنة الموجودة خارج الإطار)
ميل!
يقطع الفيلم نحو لي وهي تقف في الظلام في شقة فردريك.
تتكلم برقة في الهاتف.
لي (في الهاتف) كدت أن أقطع الخط لو لم تجب وأعدك انني لن أفعل هذا ثانية، ولكن كان علي أن أقول لك. اشعر انني قريبة جداً منك هذه الليلة. قريبة جداً جداً. (تتوقف) مساء الخير.
تقطع لي المكالمة بينما يقطع الفيلم نحو اليوت وهو يقف في غرفة معيشته. مذهولاً، يخفض سماعة الهاتف ببطء.
قطع إلى:
«المعرفة المطلقة الوحيدة التي ادركها الإنسان هي أن الحياة لا معنى لها. » تولستوي.
تسمع موسيقى الجاز بينما يقطع الفيلم إلى الفناء الخارجي لمكتبة الجامعة. تركز الكاميرا على تمثال كبير منقول عن المفكر لرودان قبل الإنتقال إلى المدخل الأمامي. يمكن أن نرى ميكي يظهر من اعماقه. يلبس معطف المطر ويداه في جيوبه.
يتأمل المشهد وهو يسير متجاوزاً التمثال وحديقة امامية صغيرة ونحو الممر الجانبي. نرى بعض المارة والبعض الآخر الذي يحمل الكتب.
ميكي (صوت خارجي) ملايين الكتب المكتوبة عن كافة المواضيع التي ادركتها هذه العقول العظيمة، وفي النهاية، لا أحد منهم يعرف أي شيء حول الأسئلة الكبرى للحياة اكثر مني.
— س – أنا أقرأ سقراط، كما تعلمين، نـ – نـ – نـ – – هذا الرجل كان يهزم الصبيان اليونانيين الصغار. بحق الجحيم ما الذي سيعلمني إياه؟ و، ونيتشه بنظريته، حول التكرار الأبدي. قال ان الحياة التي نحياها، سوف نحياها مرة تلو الأخرى بنفس الطريقة إلى ابد الآبدين.
عظيم. وهذا يعني انني، أوه، عليّ أن أجلس في قلنسوه ثلجية مرة ثانية تش. هذا لا يستحق العناء.
يقطع الفيلم إلى يوم مشمس في السنترال بارك. نرى من خلال اغصان الأشجار رجل يهرول. انه يركض والكاميرا تتجاوزه، فتظهر ميكي المتأمل يسير بالقرب من الخزان. يتابع كلامه فوق المشهد.
ميكي (صوت خارجي) و، وفرويد، متشاءم عظيم آخر. جيز، منذ سنوات وأنا في عملية تحليل نفسي.
لم يحدث شيء. محللي المسكين أصيب بخيبة أمل جعلته يترك مهنته إلى مهنة أخرى.
يمر مجموعة من المهرولين بميكي. يتابع تأملاته.
ميكي (صوت خارجي) اوه ! انظروا إلى كل هؤلاء الناس وهم يهرولون. .
محاولين إبعاد إنحلال جسدهم الذي لابد منه. يا اخي (يمص شفتيه) انه لأمر محزن ذاك الذي يعانيه الناس على دراجتهم الثابتة وتمارينهم وكل ما.. (ينظر إلى سيدة تخينة تهرول بثوبها الأحمر الذي يخرج العرق).. اوه! انظر إلى هذه! يا للمسكينة. يا الهي عليها ان تذيب كل ذلك الشحم المحيط بها. ربما الشعراء على حق. ربما الحب هو الجواب الوحيد.
يتجه ميكي نحو حاجز السلاسل الذي يحيط بالخزان. يتوقف عن السير وينظر إلى الخارج فوق الماء.
ميكي (صوت خارجي) شش.. طبعاً، كنت مغرماً بحنة.
وهذا لم يأتي بنتيجة حسنة. (يتنهد) ولقد حاولت أن أواعد شقيقتها اتذكر ذلك؟
يتابع ميكي النظر عبر الحاجز نحو الماء وخط السماء البعيد.
يمر أحد المهرولين من أمامه. المكان هادئ جداً؛ يتابع الجاز الناعم إيقاعه.
ميكي (صوت خارجي) اذكر منذ سنوات عندما حصلنا انا وحنة على الطلاق وحاولت هي ترتيب علاقة لي مع شقيقتها هولي؟
يقطع الفيلم فجأة إلى الوراء عندما تواعد هو وهولي. بادئين بتمثيلية في نادي الروك يصبح الجازالناعم عالياً، وينبض بموسيقى الروك.
ثلاثة من المتشردين.. فتاة ذات شعر وردي، وفتاة بجدائل الموهوك، وشاب بجدائل ستيفي وندر ونظارات شمس. . يراقبون ويرفعون رأسهم نحو أصوات فرقة الروك الموجودة خارج الإطار والتي تدعى الخطوات الـ 39. تتحرك الكاميرا نحو المسرح.
تظهر فرقة روك بمظهرها المهلهل في منتصف نمرتها.
الخطوات الـ 39 (تغني) «اريد أن أكون مثلك
قلت أنني سوف ادخل في فريقك.. »
بينما تعزف الفرقة متابعة أداءها، تتحرك الكاميرا بين المشاهدين المأخوذين بها وهم يجلسون حول موائد مزدحمة، مليئة بالدخان صغيرة، لتظهر ميكي المصعوق وهولي المسحورة وهما معصوران على أحد هذه الموائد. أحد الرواد يشرب البيرة من الزجاجة بشغف. وهولي تتابع الموسيقى بضربات مناسبة مستمتعة أشد الإستمتاع وتمجّ سيجارتها. إنها تلبس في معصمها عدد كبير من الأساور الفضية. تحملق في ميكي وقد فقدت صبرها. إنه الوحيد في ذلك المكان الذي يرتدي بدله.
الخطوات الـ 39 (تغني)
لا أريد أن أكون مختلفة
قلت أريد أن أكون تماماً مثلك
لأنني أريد أن أشتري الاسطوانات
التي يعزفونها على الراديو..
تستدير هولي نحو الفرقة، التي ما زالت في أوج حيويتها. الكاميرا تتحرك إلى اسفل جسد المغني الرئيسي، وهو يغني إلى ميكروفون، وإلى شعره الطويل، المجعد الأحمر، وعبر قميصه المفتوح الأحمر وأوراكه المليئة بالعرق، وإلى جيتاره. انه يلبس مجموعة من الأساور الفضية على معصميه واسواره ذهبية أعلى ذراعه. الميكروفون يصرخ صرخة ألم استرجاعية.
الخطوات الـ 39 (تغني)
«سوف أغني في النوادي
سوف أفعل تماماً ما يقال لي
لأنني الآن أنزف
أريد أن أنزلق، أنزلق، أنزلق، أنزلق، أنزلق نحو الجموع
أريد أن أنزلق، أنزلق، أنزلق، أنزلق، أنزلق نحو الجموع. .
تتحرك الكاميرا إلى الخلف نحو هولي ونحو ميكي الأكثر فرادة في المظهر. أنهما داخلان في الزحمة مع الناس.
في الخلفية، تحمل احدى النادلات صينية، رجل يشرب من كوب زجاجي، الناس تتبادل أطراف الحديث بدون وضوح فوق صوت الفرقة المرتفع. النادي ينبض بالضوضاء، والدخان ويمتليء بكثافة بالناس. تحدّق هولي بميكي مرة ثانية. وهذه المرة غير قادرة على كظم غيظها.
هولي: أوه، لماذا تكشر بوجهك؟
ميكي (ينحني نحو هولي، ويشير بيديه) لا استطيع ان أسمعك.
لا أستطيع أن أسمع أي شيء. أنا، أنا، أنا، أنا سوف افقد السمع في اذني! أنا. .
هولي (مقاطعة ومشيرة للفرقة الموجودة خارج الإطار) اسمع، أنت تشاهد عبقرية!
ميكي (مشيراً إلى أذنيه) أنا، أنا أذناي يمران بحالة ذوبان! لا أستطيع أن أسمع أي شيء.
هولي (مقاطعة ومشيرة بأسلوب مسرحي) أنظر، ألا نستطيع استشعار الطاقة؟ إنها طاقة ملموسة! الغرفة مليئة بحيوه الإهتزازات الإيجابية.
تفتح عبوة الكوكايين.
ميكي (يشير بيديه، محاولا التكلم فوق صوت الفرقة)
هولي، أنا خائف! أنا. . بعد ان يغنوا. . سوف يأخذون رهائن! الآن دعينا. .
تحمل هولي قشة معدنية محمّلة بالكوكايين إلى انفها وتشمها.
ميكي (متألماً) لا تفعلي، كلا، من فضلك. هل لك. . كلا. . لا تفعلي. .
هولي (تحمل القشة نحو ميكي) هل تريد قليلاً؟
الخطوات الــ 39 (تغني في الخلفية بينما يتكلم ميكي وهولي)
«أريد أن ألبس مثلك
أقول، سوف اشتري كل الثِّيَاب
اريد أن اضاجع مثلك
نعم، أنا متأكدة ان هذا يظهر علي
لأنني أنا.. »
ميكي (يهز رأسه) لا أريد. كلا. كلا.
هولي (مقاطعة، وهي تشم) تعالى، يا ميكي. تعالى.
ميكي (مقاطعاً، مشيراً) ولكن، كلا، لقد كنت تفعلين ذلك كل الليل! سوف تفعلين.. سوف تحرقين حفرة في.. ثم يصبح لك جهاز شم ثالث! حقاً، (واضعاً يده على كتف هولي) لا تفعلي من فضلك.
بينما كان ميكي يرجوها، تضع هولي وعاء الكوكايين في محفظتها. تضع أصبعها على جانب من أنفها وتشم بالثاني. ثم تتناول سيجارتها المشتعلة وتتابع التدخين.
ميكي: هل نستطيع، هل نستطيع الذهاب؟
هولي (تنظر نحو اليد الموجودة خارج الإطار، وتهز برأسها على أنغام الموسيقى وتدخن) كلا!
ميكي (يمسك بأذنه متألماً) ماي. . اوه. .
تترك الكاميرا الموائد المزدحمة وتتحرك نحو الفرقة. المغني الرئيسي يتابع الغناء مع الفرقة وهو يحرك جسده على أنغام الموسيقى.
الخطوات الـ 39 (تغني)
«. . سوف نشتري الأسطوانات
التي يعزفونها على الراديو.. »
.. بينما يقطع المشهد مباشرة نحو خارج نادي الروك.
توقفت الموسيقى. ميكي وهولي وكأنهما بصورة ظلية غامقة تقريباً يسيران بخطوات سريعة على الممر الجانبي يتناقشان. يمران ببعض مخازن الألبسة المضيئة وبضع سيارات تتجاوزهما في الشارع المظلم.
هولي (بحماس) أنا أحب الأغاني حول الحياة القاتمة خارج الأرض ألست كذلك؟
ميكي: ليس عندما يغنيها أناس هم قائمين خارج الأرض.
هولي (فاقدة صبرها، ومتضايقة) اوه، حسناً، لا أستطيع التواصل معك! أنا، كما تعلم، لم أكن ادرك إطلاقاً كما أنت ضيق الأفق.
ميكي: لا أستطيع أن أفهمك. أختاك، الإثنتان تملكان ذوقاً رفيعاً في الموسيقى. لا أعرف أين ذهبت، وذهبت خطأً.
هولي (معبّرة بالإِشارة) هل تسمح؟ أنا – أنا أمثل نفسي.
ميكي: هل أستطيع أن آخذك إلى مكان ما لتسمعي شيئاً لطيفاً؟
هولي (تمسك بالقبعة التي على رأسها) ايه، ميكي، لقد تأخر الوقت.
ميكي: والآن تعالي، انت لأن.. لأنك كنت غاضبة مني.
يتوقفان لبرهة من الزمن عند زاوية شارع وينظران إلى السيارات القادمة قبل عبور الشارع. يأخذ ميكي ذراع هولي بينما يسيران ويقطعان الشارع نحو الكاميرا.
هولي (بغضب) انا لست غاضبة ! كما تعلم، أنا أعرفك جيداً، أنت لا تؤمن بت ESP، ولا تحب موسيقى الروك، ولا تحب تعاطي المخدرات.. اشعر وكأنني أواعد الكاردينال كول.
قطع إلى:
داخلي. نادي كارليل – ليلاً
يعزف بوبي شورت «أنا احب ثانية» على البيانو، يرافقه عازف باص. يملأ الحائط خلفه جدارية زيتيه تزيينية
بوبي شورت (يغني) « لماذا انا
لا يداهمني الخوف كالطفل؟
لماذا أنا
مثل حصان السبق أركض بوحشية؟
لماذا أنا
في حالة من النشوه؟
سبب ذلك أن شيئاً ما
حدث لي
أنا أحب مرة ثانية والربيع آت..
.. . بينما الكاميرا تترك الموسيقيين وتتحرك نحو المشاهدين الذين يلبسون ملابس محافظة. صرخة بعيدة عن جو نادي الروك، هدوء في الكارليل ما عدا صوت بوبي شورت الذي يغني. الجمهور يراقبه وهو يجلس في مقاعده، بعضهم بابتسامات تنم ع السعادة.
رجل يضع ذراعه حول امرأة. المجوهرات تتلألا في شعر امرأة أخرى.
الرجال يلبسون بدلاً كاملة.
يجلس ميكي وهولي إلى أحد الموائد. شمعة تضاء داخل حمالتها على المائدة. تتناول هولي سيجارة من محفظتها بينما تمسك يدها نحو انفها. لتشم، يتابع ميكي توجيه نظراته نحو هولي. إنها لا تستطيع الجلوس بهدؤ.. يتابع بوبي شورت غناءه..
بوبي شورت (يغني) «أنا احب مرة ثانية
إسمع أوتار قلبي تعزف
أنا أحب مرة ثانية
والترنيمة التي ينغمونها
هي تلك الأنغام الحزينة التي تعانقني وتشد عليّ
انا احب مرة ثانية
ولا استطيع أن أرتفع فوقها..
.. بينما تضئ هولي سيجارتها، ترمي علبة ثقابها أرضاً.
تنحني لتلتقطها، ثم تبدأ في التململ على كرسيها. تشرب نبيذها مرة واحدة؛ تشم بعنف. يحاول ميكي متابعة بوبي شورت الموجود خارج الإطار. يشبك ذراعاه على صدره. يقطع الفيلم عائداً لفترة وجيزة إلى بوبي شورت يعزف على البيانو..
بوبي شورت (يغني، متابعاً. . )
«أنا احب مرة ثانية
وانا احب، احب احب ذلك»
ثم يقطع فجأة إلى:
خارجي. فندق كارليل – ليلاً
ينطلق أحد التاكسيات من على الناصية بينما يسير ميكي وهولي بعيداً عن الفندق عبر أبوابه المتحركة.
تبقى هولي تحت الظلّة، يسير ميكي نحو المنعطف وينظر بغضب نحوها. يمر الناس أمام ميكي وهو يسير ذهاباً وإياباً من المنعطف نحو هولي وهو يزداد غضباً فوق غضب.
هولي: شكراً للوقت الرائع.
ميكي (مشيراً بيديه) حسناً، إذا لم يعجبك فإنه لم يعجبك ولكن لم يكن من الضروري ان تتكلمي اثناء غناءه.
هولي: لقد سئمت إلى أبعد الحدود.
ميكي (مشيراً بيديه) نعم، هذا شيء شديد عليك!
انت لا تستحقين كول بورتر. كان من الأفضل ان تبقين مع تلك المجموعات التي بدى عليها وكأنها ستطعن والدتها!
هولي: على الأقل أنا منفتحة على أفكار جديدة!
ميكي: ولم يكن من الضروري أن تقومي بشم الكوكايين على المائدة كل الوقت! ماذا انت، ماذا انت فاعلة؟ هل تحملين كيلو معك في محفظتك؟
هولي (معبرة بالحركة) هذه المجموعة لا تدرك الفرق!
إنهم محنطين!
ميكي: يا الهي.. (يحرك ذراعه ويشير إلى تاكسي) انا سعيد ان حنة جمعتنا معاً. اتعلمين انها تملك حاسة خاصة لمعرفة الناس حقاً.
يقف تاكسي عند الزاوية. يسير ميكي وهولي مقتربين من بابه الخلفي.
هولي: أوه، أنظر انا آسفة ان الموضوع لم ينجح.
ميكي (مقاطعاً) : نعم. انا، أيضاً.
هولي (مقاطعة) هل نعلم. قد يكون من المحتمل ان يكون خطأي.
لقد كنت متأزمة في الفترة الأخيرة.
ميكي (مقاطعاً) صحيح. نعم. لقد كان لدي..
هولي (مقاطعة) يا الهي!
ميكي (متابعاً).. لقد قضيت وقتاً رائعاً الليلة، حقاً. لقد كان مثل محاكمات نورمبرج.
يمسك الباب مفتوحاً لهولي. تدخل هي.
هولي (غاضبة) أوه، سوف أذهب بمفردي إلى المنزل !
تصفق هولي الباب. يبدأ ميكي بالسير على الممر الجانبي بينما ينطلق التاكسي، يمر أمام الفندق وبضع نوافذ محلات مضاءة. «أنا أحب مرة ثانية» تسمع في الخلفية بينما صوت ميكي يسمع.
ميكي (صوت خارجي) نعم، لقد كان مساءً غريباً. هولي والكوكاكيين الخاص بها.. (يضحك بسخرية).
كان عليها أن تلبس مجرفة ذهبية حول عنقها. لقد كانت عديمة الإحساس بأشكال مختلفة على ما أعتقد.
(يتمطق بشفاهة) من المؤسف جداً. كثيراً.. . لأنني، اخبرك، كنت أكن لها شيئاً من العاطفة.
تمر حافلة وتاكسي في الشارع فيحجبان ميكي عن نظرنا. تتوقف الموسيقى ويقطع الفيلم إلى:
بعد الظهر.
تبدأ فرقة كبيرة بعزف «لقد جعلتني أحبك» بينما يقطع الفيلم إلى غرفة في فندق. نرى اليوت ولي يرقصان خداً إلى خد في صورة منعكسة في مرآة فوق منضدة الزينة. وفي الزاوية هنالك تلفزيون. وعلى احد جوانب المنضدة هنالك ضوء وعلى الجانب الآخر نرى وعاء به زجاجة شمبانيا. كأسان ممتلئان حتى منتصفهما بالقرب منها. يرقص اليوت ولي في المشهد. دون أن تركا ضربة واحدة. يلتقط اليوت أحد كأسي الشمبانيا ويعطيه إلى لي. ترشف. اليوت يرشف أيضاً، ثم يضعه على المنضدة. يتعانقان عن قرب ويتابعان الرقص.
قطع إلى:
داخلي غرفة طعام حنة – ليلاً
يجلس اليوت، حنة والتوأم على مائدة الطعام. في زاوية الغرفة هنالك شجرة عيد الميلاد بالقرب من منضدة عليها ضوء، صورة معلقة على الحائط. لقد انتهت الأسرة لتوها من الطعام. المائدة مزدحمة ببقايا العشاء، بما في ذلك ابريق من اللبن وبعض شراب الشوكولاته، وزجاجة من الكاتشوب. ابناء حنة الاثنان المتبنيان يقفان بالقرب من كرسيها، انها تشرح لهما كيف تعمل الكاميرا الصغيرة. الطفلان يراقبانها مندهشين. يتمتمان لبعضهما. تبدو على اليوت سيماء الحيرة. انه يحملق في المائدة بلا معنى.
حنة (مخاطبة ولداها المتبنيان. تحمل الكاميرا) اوه، عليكما فقط ان تقرءا التعليمات. أعني، بإمكانكما ان تضعا واحداً من هذه الأشياء وعندها بإمكانكما ان تلتقطا صوراً تحت الماء.
الطفل الأول (مقاطعاً) هل أستطيع أن أجربها؟
حنة (تسلمه الكاميرا) حتماً! نعم، عندما تصل إلى الريف سوف نجربها في البحيرة.
يأخذ الطفل الكاميرا من حنة، كما وانه يلتقط واحدة أخرى مطابقة لها من على المائدة.
الطفل الأول: حسناً.
حنة: ترتكز بذقنها على يديها) حسناً؟
الطفل الثاني (مقاطعاً) هل استطيع الذهاب؟
الطفل الأول (مقاطعاً) نعم.
حنة (تهز رأسها) نعم! حسناً.
يترك الطفلان المتبنيان المكان، ويذهب معهما التوأم. عندما يخرجان تأخذ حنة رشفة من القهوة وتنظر نحو اليوت. تضع فنجانها جانباً، وما زالت تراقبه.
حنة (بعد ضربة واحدة) هل انت في حالة نفسية سيئة؟
اليوت (يهز رأسه قليلاً) لا أدري. . أوم. . أنا فقط متوتر.
تتحرك الكاميرا على وجوههم وهم يتابعون الكلام. الصور العائلية تحيط بالستارة خلف رأس حنة.
حنة (بتركيز) نعم، أعرف ذلك. في الأسابيع القليلة الماضية لم تكن أنت نفسك والليلة، أثناء العشاء، كنت، كنت، جافاً معي.
اليوت (ينظر نحو يديه) هل كنت كذلك؟
حنة: نعم، كنت كذلك. نعم وعندما طرحت فكرة أن يكون لنا طفل، قفزت إلى حنجرتي.
اليوت (يهز رأسه) حسناً، انا – أنا لا أعتقد انها فكرة جيدة.
حنة: ولم لا؟
اليوت (بحدة) لأن هذا هو الشيء الأخير الذي نحن بحاجة إليه الآن.
حنة: لماذا تقول هذا؟ هل هنالك شيء خاطئ؟
اليوت: لا أدري.
حنة: حسناً. قل لي: هل يجب أن اضطرب؟
اليوت: ولكن، انت لديك اربعة أولاد!
حنة: اريد واحد منك.
اليوت : حسناً.. أعتقد يجب أن ننتظر حتى تستقر الأمور
حنة: ولكن ماذا نفعل، ماذا انت.. (تتأتئ) ماذا يعني هذا؟ لـ. لـ. لقد مر على زواجنا اربع سنوات.
كيف تستقر الأمور أكثر من هذا؟
اليوت (يشير بيديه) تعرفين. لديك خطط موضوعة مسبقاً لما تريدين حياتك ان تسير عليه. منزل اوه، اولاد، مدارس محددة، آه. . منزل في كونكتيكتس انه كله مرسوم مسبقاً.
حنة (تهز رأسها) نعم، ولكنني. . اوه – انا أظن انك بحاجة إلى ذلك. عندما – عندما – عندما تقابلنا قلت ان حياتك فوضى.
اليوت: انا – انا – أنا أعرف، ولكن يجب أن يكون هنالك أخذ ورد.
تتنهد حنة. يرمي اليوت فوطته بغضب على المائدة.
يقف ويبدأ في الخطو خلف حنة.
اليوت: اوه، دعنا لا. . أنا، أنا لا أدري بحق الجحيم عما أتكلم.
حنة (بردة فعل) هل أنت غاضب مني؟
اليوت: كلا!
حنة: هل تشعر، اوم.. هل انت غير راض عن زواجنا؟
اليوت (يشير إلى حنة) لم أقل ذلك.
حنة: هل انت تحب واحدة أخرى؟
اليوت (بغضب) يا الهي! ما – ما هذا؟ الجستابو؟ كلا.
يجلس مرة ثانية على كرسي بالقرب من حنة، وأمامه زجاجة الكاتشوب.
حنة (تستدير لتنظر إليه) حسناً، ماذا؟ ماذا، ما – ماذا انت لا تقول لي؟
اليوت (يحرّك يديه ويرفع أصبعه مشيراً) أي نوع من الإستجوابات. . افترضي انني قلت نعم؟ انا – أنا – أنا تحررت من السحر. وأنا مغرم بواحدة أخرى.
حنة: هل أنت كذلك؟
اليوت (يحدق في حنة لثانية قبل أن يجيبها) كلا!
(يشير بيديه) ولكنك تتابعي اسئلتك هذه، هذه الأسئلة الرهيبة. يا الهي، انك – إنك وكأنما ترغبين في أن أقول نعم!
حنة (تشير بالحركة) ماذا، انت طبـ.. عن ماذا تتكلم؟ طبعاً لا. سوف أتحطّم!
تتحرك الكاميرا نحو وجه اليوت المضطرب. إنه يتكلم فوق الشاشة.
اليوت (صوت خارجي) بحق المسيح، توقف عن تعذيبها، اخبرها انك ترغب الخروج وانتهي من الموضوع. انت مغرم بشقيقتها. لم تفعل ذلك عن قصد، كن صادقاً إنها دائماً الطريقة الأفضل.
ينظر إلى اسفل. تنحني حنة فوقه وتضع برفق يدها على كتفه.
حنة (برفق) أنظر، هل استطيع مساعدتك؟ إذا كنت معذب بسبب شيء ما. هل لك أن تشاركني به؟
تمسك يده، يعانقها اليوت.
اليوت: حنة، انت تعرفين كم أنا أحبك. (يقبلها على جبهتها) عليّ أن أفحص رأسي انا لا أستحقك.
يقبل اليوت حنة مرة ثانية، يتعانقان. تمسك هي بشعره.
قطع إلى:
تجربة اداء.
ليس هنالك اية موسيقى
قطع إلى:
داخلي – مخزن سوهو لبيع الثياب – نهاراً
تظهر الشاشة سلماً معدنياً بالقرب من عامود ابيض كبير. يسمع صوت هولي بينما تصعد هي وحنة إلى أعلى السلم ليتحركان نحو المشهد ينزل عن السلم رجل يحمل شنطة لشراء الحاجيات. ويتجاوزهما. حنة وهولي يتكلمان وهما يصعدان.
هولي (خارج الإطار) تعلمين انني احب ان اظهر بمظهر لائق، ولكن لا أريد ان يبدو علي انني متجاوزه حدودي في اللبس.
(على الإطار تسير إلى أعلى. السلالم خلف حنة) هل تدركين ما أقوله؟
حنة (مقاطعة، تستدير لترى هولي) اوه، كلا، ليس بالمرة.
هولي (تحمل فستاناً على ذراعها) حسناً، ما رأيك بهذا؟
حنة (تنظر إلى الفستان) حسناً انا، انا فعلاً احب هذا.
اعتقد ان هذا لون يناسبك.
هولي (مقاطعة) اوه، نعم. (تضحك)
تصل حنة وهولي اعلى السلام. تسيران باتجاه طابق كهفي عالي السقف. عند احد الحيطان نجد اجهزة تقصير خالية وباقي المساحة مليئة بصفوف الملابس. وجزءاً خالياً.
هولي (متابعة، تبتسم) هل فكرت يوماً ما انك ستقومي بمساعدتي لشراء شيئاً البسه في الأوبرا. (تقهقه)
حنة (تضرب ذراع هولي بمزح) كـ. لا لا.. ولكن اعتقد ان هذا عظيم. لا استطيع الانتظار لملاقاته.
تتبع هولي حنة إلى صف من القمصان.
هولي: إنه متزوج.
حنة (مقاطعة تنظر عبر صف الملابس): أوه اوه.
هولي (مقاطعة). . وزوجته، اوه تدخل وتخرج إلى المؤسسات العلاجية. إنها مصابة بانفصام الشخصية.
تتابع هولي الكلام وهي تتبع حنة على أرض الغرفة نحو صف من الفساتين. في احد الجهات تتحرك حنة عبر الشماعات، تتكلم مع شقيقتها، التي لا تنظر إلى الثياب.
هولي: احياناً تكون مخيفة..
حنة (مقاطعة) أ أ أ أ.
هولي:.. وبعد ذلك انها فقط تتكسر. (تشير بيديها) ولديه تلك الابنة اللطيفة. . وعندما تذهب إلى الكليه في العام القادم، فسوف ينفصل بشكل دائم. اعني. .
حنة (مقاطعة، تنظر نحو هولي إلى اعلى) أوه؟
هولي:.. انه فعلا دفع دينه، ولكن.. بعد ذلك ساعدته ليدخل مدرسة الهندسة المعمارية كما تعلمين، لذلك..
تأخذ حنة سترة على شماعة خارج صف الثياب وتنظر إليها.
تمسك بها.
حنة (مقاطعة، تحدق بشقيقتها لبرهة من الزمن مندهشة)
عرفت كل هذا، كل هذا من موعدك الأول؟
هولي (تقهقه وتهز رأسها) حسناً، اعتقد انه كان متلهفاً ليقول ما في نفسه. هذا شيء محزن. (أخيراً تنظر ذهاباً وإياباً على صف الثياب) الآن. . ماذا يجب ان البس لتجربة الأداء؟
تستدير حنة نحو هولي متفاجئة. تعيد الستره إلى مكانها في صف الملابس وتحملق بها؛ وتتنفس.
هولي (موضحة) لدي تجربة اداء في الغناء لحفلة موسيقيه ببرود واي.
(تقهقه) طبعاً، لن أحصل عليها.
حنة: تغني؟
هولي (تقهقه) نعم، هل تصدقين ذلك؟
حنة (تسير حول صف الملابس نحو هولي، وما زالت متفاجئة)
حقاً؟
هولي (بليونة) حسناً، أعني، ولما لا؟ كما تعلمين، ما الذي سأخسره؟ اوه..
حنة (مقاطعة، تهز رأسها) حسناً، كلا.. انا – أنا اعرف، انا فقط، اوه.. كلا، أنا، أنا ايه، كما تعلمين، انا، أنا لم اكن أعرف، انا لم أكن اعرف أنك تغني.
تبدأ حنة في النظر إلى صف الملابس على جانب هولي بينما شقيقتها تحملق بها، مقطبة جبينها.
هولي (موافقة) حسناً، تعتقدين ان الجميع في الحفلات الموسيقيه يغنين جيداً؟
حنة (تشير بيديها وتهز رأسها) كلا! كلا، انا، ايه، انهم فقط يغنون.
تسكت هولي برهة من الزمن. تأخذ حنة قميصاً من الصف وتنظر إليه.
هولي: حسناً. . كما تعلمين، اوه.. انا أغني قليلاً، اعني.. (تقهقه شاعرة بما تفعله).
حنة (تدرك انها جرحت هولي. وكردة فعل) اوه ه!
هولي (مقطعة، تهز رأسها) تعلمين.
حنة (تعيد تعليق القميص في الصف) اعرف، كلا. . (تقهقه) أعرف.
هولي (مقاطعة وما زالت تقهقه مدركة موقفها ومعبرة بالحركة)
اعني، أنت تعلمين، لا تقولينها هكذا، من الواضح أن ثقتي بنفسي هي ليست نقطة قوتي. أنا. .
حنة (مقاطعة، وممسكة بكتف شقيقتها) كلا، أنا آسفة. كلا، لم اكن أعني هذا. كلا، لم اكن أعني هذا.
تسير الشقيقتان بعيداً عن صف الملابس. وحنة تسبقها قليلاً.
خلفهم هنالك صفوف أخرى من الملابس ونافذة واسعة مغطاة بستائر محكمة صنع فينيسيا.
هولي (تشير بيديها) اوه، هل تعلمين، اعتقد انني استطيع أن أزيف طريقي عبر أغنيه.
حنة (تهز برأسها وهي تنظر حول المحل وتشد حزام شنطتها إلى أعلى كتفها. اوه – هوه.
هولي: بسهولة.
تتوقف هولي وهي تنظر إلى أختها. يتابعان السير.
هولي (تنظر إلى حنة) لـ – لماذا؟ الا تعتقدين أن هذا شيء واقعي؟
حنة (تضع يدها على كتف هولي) كلا، لم أفعل، أنا، هذا لا، لا، أنا – أنا – أنا، كلا، أنا – أنا فقط.. (تشير بيديها) اكره ان أراك تضعين نفسك في موقع حيث، حيث تتأذين، تعلمين. تعلمين، كيف تأخذين..
هولي (تقاطع، تهز برأسها) نعم.
تسيران نحو منضدة مليئة بالشيلان الملونة والمزخرفة بأضواء الأعاصير على أطرافها.
حنة (تتابع، تنظر إلى بعض الملابس المعلقة تحت المنضدة)
.. كل، إيه، رفض واحد بمثابة – تأكيد انك لا تملكين الموهبة، او أي شيء؟
هولي (مقاطعة، مطأطأة) نعم. حسناً، ربما سوف أحصل. (تقهقه وتشير بيديها).
حنة (مقاطعة، تنظر إلى الملابس) انا اتأمل.
تنظر هولي إلى أختها للحظة من الزمن.
هولي (تتنهد) يا اختاه، انت حقاً تعرفي كيف تحبطينني.
حنة (تنظر إلى هولي بردة فعل) ماذا؟ انت لا تفعلين، لا تكوني حساسة جداً الا استطيع ان اقول شيئاً؟
هولي (تشير بيديها) تش، حسناً، انا أغني! (فجأة تصرخ) بحق المسيح يا حنة سمعتيني أغني!
زبونة أنثى، جاءت إلى المنضدة، تقلب صف الثياب القريب من حنة، تنظر إلى اعلى، متفاعلة، وتسير بعيداً.
حنة (مقاطعة، متفاعلة بسبب انفجار شقيقتها) حسناً!
(تنظر إلى شقيقتها) حسناً. انا.. ماذا جرى؟ انت تعلمين. كنا نقضي وقتاً طيباً، و– وفجأة، كل شيء تحول إلى مشاعر سيئة.
تسير متجاوزة هولي وتنظر قليلاً إلى صف ملابس آخر تحت المنضدة.
هولي (تهز رأسها) لا أحد سواك يستطيع أن يفعل هذا بي. لا أدري لماذا.
حنة (تشير بيديها) انظري، كل شيء يسير باتجاهك.
تسير خارج الإطار إلى صف ثياب قريب؛ الكاميرا تبقى مثبتة على هولي.
هولي: انت على صواب. (تتوقف) انا سعيدة.
(ترفع اكتفاها، تنظر إلى حنة الموجودة خارج الإطار) لماذا أترك مخاوفي تفسد على كل شيء.
تقهقه هولي وتبدأ في النظر عبر الشيلان على المنضدة.
داخلي – مسرح – نهاراً
مجموعة من العاملين في المسرح متضمنين المنتج، والمخرج، واثنان مساعدان يجلسون مجموعة في اماكن المشاهدين الخالية، يتكلمون، ينظرون إلى اعلى حيث هولي خارج الإطار، والتي تقوم بتجربة اداء على المسرح. إنها تغني «أنا طراز قديم» تصاحبها البيانو.
هولي (خارج الإطار، تغني بنعومة)
«خيالات هذا العام
خيالات عابرة.. . »
يتحرك الفيلم من الجمهور إلى المسرح حيث تتابع هولي الغناء ويداها مشبوكتان امامها. وتتابع غناء اغنيتها. خلفها نشاهد مجموعة كبيرة من المتأملين الآخرين.
هولي (تتابع غناءها، بالكاد تحرك جسدها)
«لكن التنهدات التي يتنهدها
والتمسك بالأيادي
هذه يتفهمها قلبي
أنا طراز قديم
وهذا لا يزعجني
انه كيف اريد أن أكون
طالما انت موافق
ان تبقى طرازاً قديماً معي
تتحرك الكاميرا من عند هولي عائدة إلى العاملين في المسرح والجالسين في مكان المشاهدين. يسمع صوتهم خارج الإطار.
المنتج (خارج الإطار) شكراً لك.
المخرج (خارج الإطار) شكراً لك.
المنتج (خارج الإطار) كانت لطيفة جداً.
المساعد 1 (خارج الإطار، مقاطعاً) رائع.
وصلت الكاميرا نحو العاملين في أماكن المشاهدة. انهم الآن يتناقشون فيما بينهم، وقد نسوا هولي.
مدير المسرح (خارج الإطار. مقاطعاً مناقشة العاملين)
ابريل نوكس؟
يقطع الفيلم نحو المسرح حيث أبريل، يسلم عازف بيانو تجربة الأداء بعض اوراق النوتات وتحضر نفسها للغناء «مظهرك هذه الليلة». المسرح اسود جداً. وليس به سوى ابريل وعازف البيانو.
ابريل (تغني) «يوما ما
وانا محبطة جِدًّا
والعالم بارد حولي
ستشع الدنيا في نظري
عندما افكر بك
وارى طلعتك الليلة.. . »
قطع إلى
خارجي. شارع خارج المسرح- نهاراً.
نرى لافته مسرح على شارع مزدحم بينما هولي وأبريل تسيران على الشارع بإتجاه الكاميرا يقتربان اكثر فاكثر وهما تتكلمان معاً. تسمع في الخلفية أصوات عمال وضوضاء شارع متنوعة غير واضحة.
هولي: أقول لك، لقد كان صوتك جيداً. انت، أه، قد تفاجئين.
ابريل (تتنهد) اوه، انا سعيدة أنه لدينا شغل هذا الأسبوع في توصيل الطعام. أنا وضعي المادي سيء.
هولي: نعم، لدينا حفلة عيد ميلاد موريس لفين الثمانين على ريفرسايد درايف.. او ريفرسايد يموريال تشابل وهذا يتوقف على صحته.
ابريل: اوه. أه، اسمعي، لقد اتصل بي ديفيد.
هولي (بردة فعل) نعم؟
ابريل (تشير بيدها) اوه، دايفيد اتصل بي ليلة البارحة، وهو يريد أن يأخذني إلى الأوبرا. (تقهقه)
لم أعرف ماذا أقول.
هولي (بردة فعل) انت تمزحين.
ابريل: كلا، لقد اتصل الليلة الفائتة.
هولي (بحزن) انا، اوه، انا متفاجئة جداً.
ابريل (تقهقه، تشير بيديها) يريد ان يأخذني لأشاهد الريجيو لاتو.
هولي (تنظر إلى ابريل قليلاً) وانت، هل انت، انت ستذهبين؟
ابريل: حسناً، انا – انا – انا لم ادري ماذا أقول. اولاً قلت لا، ولكن بعدئذ، ضغط علي. قال، اوه، لقد أخذك مرة وهو كان حقاً يريد دعوتي.
هولي (تتوقف) ولكنني أراه.
ابريل (تشير بيديها) انا أعرف. قلت ذلك، ولكن (ترفع أكتافها)
قال ان هذا شيئاً يشعر هو حقاً بالرغبة في القيام به.
هولي (تتوقف وتواجه ابريل) جيي، اوم.. (تنظر بعيداً، تنفخ انفها) انا.. انا لا أدري ماذا أقول.
ابريل: انظري. انها ليست سوى مساءً في الاوبرا. هل انا، انا – انا اخطأت بالموافقة.
تنظر هولي بعيداً حزينه؛ تهز رأسها.
ابريل (متابعة) هه؟
قطع إلى:
القفزة الكبيرة
يقطع الفيلم إلى الأب فلين في مكتب القسيس الخاص به. ينظر القسيس الكاثوليكي من نافذة زجاجية عادية ثم يستدير نحو ميكي الموجود خارج الإطار.
الأب فلين (يشير بيديه) والآن لماذا تعتقد انك ترغب في التحول إلى الكاثوليكية؟
تتحرك الكاميرا عائدة لتظهر ميكي، ظهره إلى الكاميرا، يجلس امام مكتب الأب فلين. لمبة مضاءة في الخلفية؛ مكتب الأب مرتب. الغرفة مزينة بشكل مريح بالخشب والجلد.
ميكي: حسناً، اوه، لانك، كـ – كما تعرف، يجب ان يكون لي ما أؤمن به، وإلا فإن حياتي ستكون بلا معنى.
الأب فلين (يخطو خلف مكتبة ويشير بيديه) أنا أفهم ذلك.
ولكن لماذا قررت أن تختار المعتقد الكاثوليكي؟
يقطع الفيلم على وجه ميكي. انه مرتب جداً يلبس ربطة عنق، بلوزة صوفية وسترة رياضية.
ميكي (يشير بيديه) تش. حسناً، كـ – كما تعلم -. . أولاً، لأنه دين جميل. ومصمم تصميماً جيداً. الآن أنا أتكلم الآن، بشكل عرضي حول الـ – الـ، اوه، ضد الصلاة المدرسية، ومع الإجهاض، وضد الجناح الذري.
الأب فلين (خارج الإطار) إذا أنت في هذ اللحظة لا تؤمن بالله.
تقطع الكاميرا على الأب فلين الذي يسير باتجاه مقعد جلدي بالقرب من مائدة اعدت لتناول الشاي. يبدأ في سكب الشاي إلى الفناجين الصينية.
ميكي (خارج الإطار) كلا، اه، آه وانا – انا أريد. كما تعلم. انا – أنا مستعد لفعل اي شيء أنا سأفعل، كما تعلم، انا سأفعل، كما تعلم، انا سأصبغ بيض الفصح إذا كان ذلك ينفع.
(يسير باتجاه الأب فلين ويجلس على كرسي بمحاذاته)
انا – انا بحاجة إلى بعض الإمارات. يجب أن أحصل على بعض الإثباتات. اوه، كما تعلمين، انا – انا – إذا استطعت أن أؤمن بالله (يتحرك معبراً ومعطف المطر الخاص به في حضنه) عندئذ لا اعتقد أن الحياة جديرة بأن تحيا.
الأب فلين (يتوقف عن سكب الشاي) هذا يعني انني سأقوم بقفزة كبيرة.
يشبك الأب فلين يديه في حضنه.
ميكي (يهز رأسه، متلاعباً بمعطف المطر الخاص به)
نعم، حسناً، هل – هل باستطاعتك مساعدتي؟
يقطع الفيلم فجأة إلى الممر الطويل في شقة أهل ميكي.
في المقدمة، يمكن رؤية جزء من غرفة المعيشة.
ومنضدة عليها ضوء وصورة مؤطرة. الممر نفسه مزدحم بالصور ورف معلق على الحائط. وفي الجهة المقابلة من الممر، هنالك منضدة أخرى عليها شمعدانات وفوقها على الحائط صورة مؤطرة. تقف والدة ميكي امام مكتبة في نهاية الممر، تصرخ بأعلى ما في رئتيها وتمسك قلبها بصورة مسرحية.
الأم (تصرخ) لماذا؟ اوه، يا الهي! تتنهنه بهستيرية راكضة بعيداً عن الإطار نحو الحمام، تغلق الباب. يسير ميكي نحو مرمى النظر في غرفة المعيشة. ينظر إلى والدته المصدومة، والتي تتابع الصريخ فوق المشهد.
ميكي (مقاطعاً ومشيراً بيديه) انا لا أفهم. (يستدير نحو والده خارج الإطار) ظننت انك ستكون سعيداً.
الأب (خارج الإطار) كيف يمكن ان نكون سعداء؟
يسير والده نحو مرمى النظر. يحمل فنجاناً من الشاي وصحناً من الحلويات. يسير متجاوزاً ميكي نحو المطبخ.
ميكي (يتبع والده) حسناً، لأنني لم أفكر ابداً بالله طوال حياتي. الآن بدأت افكر بالموضوع بجديه.
الأب (خارج الإطار في المطبخ) ولكن الكاثوليكية؟ لماذا لا تفكر بأناسك؟
ميكي (يعبر بالحركة امام باب المطبخ نحو والده خارج الإطار).
لأنني خطوت خطوة خاطئة بما يخصني، كما تعلم.
و– و– ولكن انا بحاجة إلى تغير دراماتيكي في حياتي.
الأب (خارج الإطار) هل ستؤمن بيسوع المسيح؟
ميكي (يعبر بالحركة) اعرف ان هذا يبدو مضحكاً، ولكنني سأحاول.
الأب (خارج الإطار) ولكن لماذا؟ لقد ربيناك كيهودي.
ميكي (يرفع اكتافه) إذا، فقط لأنني ولدت هكذا.
هل تعلم، انا ناضج كفايه لآخذ قراراً ناضجاً.
والد ميكي يسير إلى داخل الإطار؛ يقف امام المدفأة.
عند باب المطبخ، التقط كأساً قذراً وبعض الأوعية لينظفها.
الأب: ولكن لماذا يسوع المسيح؟ لماذا، مثلاً لا تتحول إلى بوذياً؟
يحمل الصحون القدرة في يديه، ينظر والد ميكي إلى ابنة.
ميكي (مشيراً بيديه) بوذي. . ؟ ذاك بعيد كليا عن طبيعتي. انظر، أنت تكبر في السنين، اليس كذلك؟ الست خائفاً من أن تموت؟
يسير والد ميكي بعيداً عن الإطار، نحو بالوعة المطبخ.
الأب (خارج الإطار) ولماذا يجب أن اكون خائفاً؟
ميكي (يحرّك كل جسده وبصوت عالٍ) اوه، لأنك لن تعود كائناً!
الأب (خارج الإطار) وإذا؟
ميكي (يشير بيديه) تلك الفكرة ألا تخيفك؟
يخرج والد ميكي خارج المطبخ، متجاوزاً ابنه، إلى غرفة المعيشة.
الأب (يلوّح بذراعه) من الذي يفكر بمثل هذه التفاهات؟
الآن أنا حي. وعندما أموت، سوف اكون ميتاً.
ميكي (يتبع والده ويشير بيديه) انا لا أفهم. الست خائفاً؟
الأب (خارج الإطار) مما؟ سأكون غير واعياً.
ميكي (يستدير ويسير باتجاه ممر القاعة) نعم، اعرف ذلك ولكن لن أكون بعد ذلك.
الأب (خارج الإطار) كيف تعرف؟
ميكي حسناً، ولكن بشكل مؤكد لا تبدو واعدة.
يتوقف ميكي عند باب الحمام عند النهاية الأخرى لممر القاعة.
يبدأ في اخذ خطوات قوية.
الأب (خارج الإطار) من يدري ماذا ستكون؟
يعود والد ميكي إلى الشاشة، إنه يحمل طبقاً من فاتحات الشهية وكأس خالٍ نحو المطبخ.
يتوقف وينظر نحو القاعة إلى ميكي، الذي يناضل الآن ليفتح باب غرفة الحمام.
الأب (يحرّك بكل جسده ويداه مملوءتان) اما سأكون غير واع أو ان لا أكون. إن لم يكن كذلك، سوف اتعامل معها عندئذٍ لن اضطرب الآن حول ماذا سيكون وضعي عندما أكون غير واع.
ميكي (يضرب على الباب) ماما، أخرجي!
الأم (خارج الإطار في الحمام) طبعاً هنالك إله، ايها الغبي، الا تؤمن بالله؟
ميكي (يتنهد) ولكن إذا كان هنالك إله، إذا لـ. . لماذا هنالك شر كثير في العالم؟
(يرفع اكتافه)
ماذا. . مجرد على مستوى بسيط.
لماذا – لماذا كان هنالك نازيون؟
الأم (خارج الإطار في الحمام) اخبره يا ماكس.
ميكي، بردة فعل، يضرب جبهته.
الأب (خارج الإطار) بحق الجحيم كيف اعرف لماذا كان هنالك نازيون؟ لا أعرف كيف تعمل فتاحة العلب.
يبدأ ميكي في ضرب الباب مرة ثانية بينما يقطع الفيلم إلى:
كنيسه جميلة مغطاة بالثلج في البلدة، كاملة لها ساحة كبيرة وسور حديدي. أحد المشاة يسير بالقرب منها حاملاً مظلة. جوقة كنيسة تغني ترنيمة تحلّق فوق المشهد.
تستمر الموسيقى بينما يتحرك الفيلم نحو الداخل حيث نرى الجوقة تغني خلف مذبح يشع باللون الذهبي. مجموعة مصلين حجمها لا بأس به تجلس في مقاعد خشبية مظلمة بينما يقطع الفيلم إلى الخلف حيث ميكي ويداه متصلبتان، يقف تحت أحد الشبابيك الزجاجية الملطخة يشاهد ويستمع إلى الموسيقى الملهمة.
تتابع الجوقة الغناء بينما يقطع الفيلم على الأب فلين في مكتبه.
يلتقط بعض الكتب الضخمة الثقيلة من أحد الأرفف بجانب شباكه ويسير نحو ميكي الذي يقف بالقرب من مكتبة وقد حمل مجموعة مجلدات. يضع الأب فلين الكتب فوق الكومة التي يحملها ميكي.
تترجرج كومة الكتب بين يدي ميكي بحيث يحملها بشكل غريب نحو الباب. بعد ذلك نرى لقطة مقرّبة للوحة زيتيه ليسوع المسيح على الصليب، كاملة بتاج الشوك والتعبير المقدس على وجهه. عيناه مصممتان بحيث يقفلان ويفتحان عندما يلامسهما الضوء بشكل متكرر. الترنيمة تعزف بصوت عالٍ بينما تتحرك الكاميرا إلى الخلف لتظهر ميكي يقف خارج شباك حلاّق ينظر إلى المسيح الذي يتلاعب من جهة إلى أخرى حتى يركز على عينيه التأثير الضوئي. صور روحانية اصغر تحيط بالمسيح الأكبر المتحرك العينين. منشر الحلاّق المغطى بالفوط يقف امام المشهد وسيارات المرور تنعكس في الشباك.
يستدير ميكي من على الشباك، ويرفع اكتافه ويبدأ في السير إلى اسفل الشارع ماراً بمخزن للفاكهة والخضروات وامامه معرض للزهور في الهواء الطلق ومجموعة من المشاة الجادين في السير.
مع استمرار الترنيمة في العزف، تتحول الشاشة إلى اللون الأسود لفترة وجيزة. يفتح ميكي الباب، ويدخل الضوء من ممر القاعة فيضيئة. . لقد دخل شقته للتو. يغلق الباب ويسير عبر البهو المظلم. . يحمل شنطة بنية اللون. يضيء النور ويسير متجاوزاً سلمه الحلزوني ماراً بمجموعة من الصور المؤطرة على الحائط. يتجه إلى غرفة معيشته حيث منضدة القهوة.
يخرج ميكي المسيح المصلوب من شنطته؛ ينظر إليه ثم يضعه على المائدة أمام كومة من الكتب وبعض الأعمال الفنية. ثم يخرج نسخة من العهد الجديد ويضعها فوق المسيح المصلوب. ثم يخرج صورة لأحد القديسين. وهي أيضاً توضع على الرزمة النامية.
ولكن الشنطة لم تفرغ. بعد ذلك يأتي رغيف كبير من خبز ماركة وندر وجرة كبيرة من مايونيز هيلمان. يضعهم ميكي فوق القديس.
قطع إلى
خارجي. شارع مدينة نيويورك – نهاراً
تسير لي في الشارع، تنظر حولها. الممر الجانبي مزدحم قليلاً بالناس؛ صوت المرور يسمع. تمر من امام بعض الابنية الرسمية، شباك عرض كبير لأحد المخازن وتتوقف عندما ترى حنة.
شقيقتها تنتظر خارج مطعم ما تحت مدخله المزخرف؛ انها تنظر في الاتجاه المعاكس. تمسك لي حنة من كتفها؛ حنة تتفاجئ وتتنفس مندهشة.
لي (تقاطع اندهاش حنة) مرحباً.
تضحك الشقيقتان وتعانقان بعضهما البعض.
حنة مرحباً. أين هولي؟
لي (مقاطعة) مرحباً. انها تجري اختباراً من اجل إعلان تليفزيوني. قالت انها ستتأخر قليلاً.
حنة (تتنهد) اوه، نعم؟ ماذا تفعل؟
تستدير وتسير باتجاه مدخل المطعم.
لي (تتبع حنة عبر أبواب المطعم) اوه، يا الهي،
هل تعرفين هولي. عندما تكون مكتئبة، تصبح مهووسة اعتقد انها كانت فكرة جيدة اننا دعوناها للغداء.
يختفيان في الداخل. تتبعهم الكاميرا تقطع نحو داخل المطعم في نفس الوقت الذي تدخل فيه الشقيقات. انه مكان رفيع المستوى، له طابع خاص، ديكورات فنية واسقف عاليه. نادل يلبس بدلة خاصة يقف بالقرب من أبوابه الزجاجية والمعدنية، يحمل صينية عند صدره؛ بضعة أناس يقفون عند البار، نبته كبيرة في زهرية موضوعة في الأرض الأمامية. تسير الشقيقات باتجاه منطقة حفظ المعاطف وهن منشغلات بمحادثات عميقة.
حنة (تنزع شالها، وما زالت تتكلم عن موضوع هولي) ارجو ان تقولي لها انها كانت فكرتك..
لي: لماذا؟
حنة (مقاطعة).. لأن كلما حاولت ان اكون متعاونة، كما تعلمين، تـ – تصبح في حالة دفاع عن النفس.
لي: (تفك أزرار معطفها) اوه، حنة، انها انها فقط خجلى امامك، هذا كل شيء.
تسير حنة خارج الإطار، بعيداً نحو غرفة حفظ المعاطف. تتكلم خارج الإطار بينما نرى لي لوحدها، تتفاعل وتتكلم في نفس الوقت، في الخلفية يمر نادل باتجاه البار، ثم يسير بعيداً.
حنة (خارج الإطار) إذا كيف حالك؟
لي: اوه، انا، انا جيدة.
حنة (خارج الإطار) هل تشتاقين لفردريك.
لي: كلا.
حنة (خارج الإطار) لا أستطيع أن اصدق اليوت ولا استطيع ان افكر بشخص لطيف لك لتخرجين معه، كما تعلمين..
لي (مقاطعة، وصوتها مرتفع اكثر قليلاً وهي تخلع معطفها) كيف حالك؟
حنة (خارج الإطار) أنا جيدة.
لي (مقاطعة) تعلمين، كيف حال كل شيء؟
هل انت بخير؟ كيف حال فردريك؟ (تضحك) أعني اليوت.
حنة (خارج الإطار، مقاطعة) نـ. . نعم.
تخرج حنة من غرفة حفظ المعاطف بلا معطفها، وقد جاء دور لي لتختفي وتتأكد من اشياءها. الآن فقط ممكن رؤية حنة في الإطار بينما يتكلم الأخوات. في الخلفية يسير النادل مرة أخرى نحو البار.
حنة (متابعة) اوه، انه جيد. إنه – إنه، اعتقد انه جيد.
لا أدري.
(تهز رأسها وذراعاها مشبوكتان) لقد كان مزاجياً نوعاً مافي الأشهر الأخيرة الماضية.
لي (خارج الإطار، مقاطعة) حقاً؟
حنة: نعم. أنا – أنا لا أدري ما الذي أصابه. انه فقط.. نوع ما مبتعداً وصعباً.
لي (خارج الإطار) أوه..
حنة (مقاطعة، ومشيرة بيديها) حاولت أن اتكلم معه حولها.
إنه يقول كل شيء حسن، ولكن لا أدري. تعرفين انني بشكل اوتوماتيكي اقفز إلى اسوأ النتائج
لي (خارج الإطار) مثل ماذا؟
بينما تجيب حنة اخواتها، نرى هولي تدخل إلى المطعم وتسير باتجاه غرفة حفظ المعاطف، وفي فمها سيجارة غير مشعولة. ونظارات الشمس ما زالت على عينيها.
حنة (تشير بيديها) اعني، لا أدري، انه يرى واحدة أخرى أو شيئاً من هذا القبيل، ولكن. .
لي (تعود إلى داخل الإطار دون معطفها، متفاعلة)
اوه، كلا! اعني كل إنسان يفكر باشياء مثل هذه.
تتمتم حنة بكلام غير واضح وتسير هولي نحو شقيقاتها.
حنة (تستدير، نحو هولي) هيي، مرحباً!
هولي (مقاطعة) حسناً، لقد جئت لتوي من تجربه اداء…
لي (مقاطعة، مسنودة إلى حائط غرفة حفظ المعاطف) مرحباً.
هولي (متابعة).. التي لم احصل عليها.
حنة (بردة فعل) أوووو..
هولي (مقاطعة، متنهدة) إذا ما الجديد؟
تخلع قفازيها وشالها. وتضعهما في شنطتها.
حنة (تساعد هولي في معطفها) يا ولد..
هولي (مقاطعة) قالوا انني أبدو بعيدة عن المقصود، مهما كان ذلك يعني بحق الجحيم.
حنة: أوه، ماذا يعرفون؟
تعطي هولي معطفها إلى الشخص المسؤول عن حفظ المعاطف.
هولي (مخاطبة الشخص) شكراً.
تستدير نحو اخواتها) ولكن تخيلي من كان هناك يقوم بتجربة أداء؟
لي: ابريل؟
تظهر المضيفه تدور حول منطقة حفظ المعاطف.
تشير إلى الأخوات الثلاث ليلحقن بها.
حنة (تظهر ردة فعل لأخبار هولي) اوه، جوش.
هولي: ادركت الموضوع.
تخلع هولي نظارة الشمس وسيجارتها ما زالت تتدلى من فمها. تتمتم حنة متعاطفة بينما يسير الثلاثة وراء المضيفه نحو غرفة العشاء.
هولي (تشير بيديها) كنت مهذبة جداً. وحافظت على توازني (تأخذ كبريته لسيجارتها) قلت مرحباً.
تسير الشقيقات نحو مقاعدهن، على مائدة مستديرة في منتصف الحجرة؛ تضع المضيفة لهن قوائم الطعام.
لي: همم. لم أثق بأبريل في حياتي، كما تعلمين. إن لها عينين في خلف رأسها.
يجلسن. تغادر المضيفة. نرى آخرين يجلسن في الخلفية، نادلة تأخذ طلبات شخصين يجلسان على مقعد خشبي طويل، آخرون يقومون بتفريغ الموائد. متناولو الغذاء يسيرون داخلين خارجين. يسمع صوت الأحاديث الهامة بالإضافة إلى اصوات الأطباق وهي توضع فوق بعضها البعض تقترب الكاميرا أكثر فأكثر من الشقيقات وتدور حول المائدة بينما تتكلم هولي.
هولي: نعم، حسناً، هي ومهندس الديكور شخصاً واحداً وهذا ما يصعب على تصديقه.
لي (مقاطعة) همم.
حنة: اوه، يا الهي..
هولي (تطأطئ رأسها وتمسك بسيجارتها) نعم، بالرغم من ان هذا وضع نهاية لشركة ستانيسلافسكي لخدمة توصيل الطعام ولهذا علي أن اكلمك. و.. (تعبر لحنة بالحركة) سوف تفقدين صبرك، ولكن.. انا على ان استدين مبلغًأ إضافياً من المال. (تضع سيجارتها في فمها وتلتقط الكبريت).
حنة (تهز رأسها) حسناً، ذلك. . ذ – ذلك لا بأس به.
هولي (تشير بيديها، والسيجارة في احدهما والكبريت في اليد الأخرى) ولكن ما قررت ان افعله هو بعض الكتابة، نعم، اعتقد انني رغبته اثناء التمثيل. كما تعلمين تلك تجارب الأداء البلا معنى في كاتل كولز. ولا أستطيع ان اتحمل رفض آخر.
(بعاطفية) والآن دعنا نواجهها هنا. فعليّ، كما تعلمين، الإلتصاق بشيء في حياتي. كما تعلمين شيء له مستقبل لم أعد في السادسة عشرة. (تشعل سيجارتها) إنه فقط.. شيء مجنون!
(تنفث سيجارتها) لدي.. فكرة لقصة اكثر من واحدة.
وانا احتاج فقط لبضعة أشهر، كما تعلمين. . وإلا، أوه.
ربما حتى سنة.
وبينما تتحرك الكاميرا بدائرة حول المائدة، نرى حنة تستمع إلى هولي، ويدها على فمها.
هولي: لقد لقطت الكثير حول التركيب الدرامي من القيام بالمشاهد في صف التمثيل.
تحملق لي، ويدها على فمها بشكل سريع إلى حنة بينما ترد حنة على هولي، تركز الكاميرا على وجه لي. انها تقضم أظافرها، تنظر إلى أسفل، منشغلة بأفكارها.
حنة (خارج الإطار) حسناً، هذا – هذا جيد. الموضوع فقط، اوه.. كما يبدو لي أنه – أنه ستة أشهر أو عام إذا – إذا قضيتيه بشكل أكثر انتاجية..
هولي (خارج الإطار، الكاميرا ما زالت مركزة على لي) حسناً – حسناً مثل ماذا؟
تنظر لي إلى اعلى، ويدها ما زالت على فمها، تراقب حنة، بينما تتحرك الكاميرا ببطء من عليها لتظهر حنة.
حنة: حسناً، لا أدري. سوف اوه، اوه، اوم.. ألم تذكر والدتي ان هنالك شيئا. شيء في متحف الإرسال؟
هولي (خارج الإطار) نعم، ذلك شيء كهنوتي.
حنة: كلا. هي، لم تفعل تقول كان هناك، اوم..
قالت كانت في قسم الدعاية.. ذلك – ذلك ممكن ان يؤدي إلى اشياء أخرى.
تعود الكاميرا إلى لي. تنظر حولها متوترة، بالكاد تسمع المحادثة. تتسلسل خلفهم مائدة فارغة.
هولي (خارج الإطار) يا ولدي. ادركت انك ستكونين محبطة.
حنة (خارج الإطار) انا لست كذلك! انا لست كذلك!
انا أحاول أن اكون مساعدة. الإنسان لا يقول فقط يوماً، «حسناً، الآن – الآن انا انتهيت كممثلة. الآن انا كاتبة».
اعني – هولي (خارج الإطار، مقاطعة) نعم، تعنين ليس في مثل سني.
لي (تهز رأسها غير قادرة على التحمل اكثر من ذلك) اوه، من فضلك! نحن جميعاً جئنا لنتغدى، اليس كذلك؟
هولي (بردة فعل، وقد ظهر الآن) نعم، حسناً، صحيح.
انسي الموضوع (تنفخ سيجارتها) ماذا نأكل؟
تأخذ هولي قائمة طعامها بحدّة.
لي (تحاول إزالة الضغط قليلاً) يا ولد. . هولي. . هولي.
هولي (مقاطعة) انا أريد سلطة فقط. (مخاطبة حنة) انت حقاً تعتقدين انني خاسره، اليس كذلك؟
حنة (خارج الإطار) ماذا تفعل؟ انت تبدين سخيفة.
لي (مقاطعة، بردة فعل) انت كذلك، يا هولي. توقفي.
هولي (مخاطبة حنة) انت تعاملينني كخاسرة.
حنة (خارج الإطار) كيف؟
هولي: ليس لديك أي أيمان بخططي انت دائماً تحبطين حماسي.
تنفخ سيجارتها بعصبية فيما تتحرك الكاميرا ببطء نحو وجه حنة. إنها متوترة مثلها تنظر إلى اختيها وهي تتكلم.
حنة: ليس كذلك! كلا. اعتقد انني كنت معناونة كثيراً. احاول. . أحاول ان اعطيك نصيحة صادقة، بناءة.
هولي (خارج الإطار) همم!
حنة (مقاطعة) انا – انا دائماً يسعدني أن أساعدك مادياً.
أعتقد انني خرجت عن طريقي لأعرفك على رجال عزاب ظرفاء. ليس هنالك ما افعل –
هولي (خارج الإطار، مقاطعة) اوه، خاسرون! كلهم خاسرون!
حنة: انت متطلبه كثيراً.
هولي (خارج الإطار) كما تعلمين، انا استطيع ان أقول ما هو تفكيرك بي من نوع الرجال الذين ربطتني بهم!
تدور الكاميرا ببطء حول المائدة وتعود إلى وجه لي.
بينما يتناقش شقيقاتها بأمور عاطفية يميناً ويساراً تنظر هي إلى اسفل وتعض شفتها. إنها هادئة من الخارج ولكن وجهها يسجل عواطفها المضطربة.
حنة (خارج الإطار) انت مجنونة! هذا ليس صحيح.
هولي (خارج الإطار) هيي، حنة، أعرف أنني متوسطة الموهبة.
لي (تقاطعها بغضب، وتنظر وكأنها على وشك البكاء) اوه، هل تتوقفي عن مهاجمة حنة؟!
حنة (خارج الإطار، مقاطعة) اوه، الآن. . (تتأتئ) لي (مقاطعة وهي تهز رأسها) انها تمر الآن بوقت صعب حقيقي.
هولي (خارج الإطار) لماذا انت مضطربة هكذا؟
لي (تتأوه وتعبر بالحركة) تعلمين، لقد قمت بالهجوم عليها منذ ان وصلت إلى هنا. والآن فقط اتركيها وشأنها قليلاً! انا اشعر بالإختناق. (تتنشق دموعها).
هولي (تنحني نحو لي، حائرة، ومنفعلة بسبب دموع شقيقتها) ما بالك. يا لي؟ لماذا انت فجأة حساسة جداً؟
حنة (خارج الإطار) انظري.
على الشاشة، بينما تدور الكاميرا حول المائدة) اسمعي، اسمعي. (مربتة على كتف هولي ومعبرة بالحركة) تريدين ان تكتبي؟ اكتبي.
هولي (خارج الإطار، مقاطعة ومخاطبة لي). ما بالك؟
حنة (تشير بيديها) اكتبي! دعينا ان لا نتكلم عن ذلك بعد الآن.
هولي (خارج الإطار) حسناً.
حنة (تهز رأسها) خذي.. خذي عاماً. خذي ستة أشهر، أي شيء تريدين. من يدري؟ ربما سوف، ربما سوف تخرجين بمسرحية جيدة.
تفتح قائمة طعامها، ثم تستدير نحو لي، منفعلة جداً من أجل شقيقتها، التي تفرك جبهتها، وتبدو مضطربة تماماً.
حنة (مخاطبة لي) ماذا هنالك؟ ماذا بك؟
(خارج الإطار مرة ثانية بينما تتحرك الكاميرا في دائرة عائدة نحو لي) تبدين شاحبة. هل انت بخير؟
لي (مقاطعة تطأطأ وتتمتم) أنا – أنا لابأس بي.
نعم، أنا – أنا – أنا، كما تعلمين، أنا.. أنا فقط، أوم، دخت فجأة. أنا – أنا. . انا مصابة بألم في رأسي.
حنة (خارج الإطار، مقاطعة) نعم؟
لي (ما زالت تفرك جبهتها، وتنظر إلى قائمة الطعام)
أعتقد اننا بحاجة لنأكل.
قطع إلى
الصيف في نيويورك
تعزف بيانو «المأخوذ» في الخلفية بينما يقطع الفيلم إلى شجرة ضخمة. مغطاة بأزهار بيضاء براقة. تتحرك الكاميرا إلى أسفل الشجرة لتظهر احجار الأجر البنية المحافظ عليها بعناية في أحد شوارع مدينة نيويورك البهيجة المشمسة. يسير رجل يلبس بدلة صيفيه بينما يتحرك الفيلم داخل المبنى نحو مكتب محلل اليوت. يجلس المعالج النفساني في كرسي مريح بذراعين بالقرب من شباك مغطى بستارة. أمام الشباك تقبع منضدة مغطاة بأعمال فنية وضوء كبير. اصابع المحلل تلمس ذراعاه الموضوعتان على الكرسي وهو يستمع إلى إليوت الموجود خارج الإطار.
اليوت (خارج الإطار) انا – انا لا يبدو علي انني سأقوم بعمل شيء. انا – انا مثل، اوه هاملت غير قادر على قتل عمه.
تتوقف الموسيقى بينما تتحرك الكاميرا عبر الغرفة لتظهر إليوت، يجلس على كرسي خشبي. يحمل سيجارة رفيعة طويلة، يلبس ساعة رولكس ذهبية. وجهه لم يرى بعد.
إليوت (وجهه خارج الإطار) أريد لي، ولكنني لا أستطيع إيذاء حنة. وليس في اية مساحة أخرى انا إنسان مماطل مسوّف.
يرفع إليوت سيجارته ليأخذ مجّة. تتبع الكاميرا السيجارة إلى اعلى نحو وجهه. يبدو على إليوت التفكير بينما يقطع الفيلم إلى:
خارجي – حرم جامعة كولومبيا – نهاراً
تلبس لي جينز وتحمل ذراعاً مليئاً بالكتب وتركض بخطوات واسعة تحت أشعة الشمس، تحيي التلاميذ الآخرين وهي تمر.
يتابع اليوت الكلام فوق المشهد..
اليوت (صوت خارجي)
في هذه الاثناء. . ليس للي اي اتجاه.
إنها تأخذ دروساً في جامعة كولومبيا.. ولكن تتاح لها الفرصة.. وبينما تتوقف لي أمام الرواق وتستدير لتحيي دووج، احد الأساتذة الذي يركض نحوها، ويدعوها باسمها يقولان مرحباً لبعضهما فقط، يبتسمان، ويبدآن في السير معاً.
اليوت (صوت خارجي)
أحاول أن لا اطلبها، ولكنها تطلبني وثم. . اطلبها و.. نحاول أن نقاوم اللقاء، ولكن.. بين الفينة والأخرى نلتقي. احياناً نتجادل لأنني لا أستطيع فك ارتباط زواجي. احياناً نعود ونتبادل الحب و.. نشعر كلانا شعوراً فظيعاً.
يقطع الفيلم عائداً إلى إليوت في مكتب المحلل النفسي.
اليوت: ولكن الخطأ خطأي.
يأخذ اليوت المجة الأخيرة من سيجارته. تتبع الكاميرا يده وهو يفتتها في أقرب طفاية سجائر.
اليوت (وجهه خارج الإطار) رغم كل علمي وإنجازاتي وما يسمى حكمتي. . فأنا لا أستطيع أن أسبر غور قلبي.
قطع إلى:
خارجي – سنترال بارك – نهاراً
تسمع موسيقى الإله كريشنا – فوق مشهد مشمس لخط السماء في مانهاتن والأشجار الخضراء لسنترال بارك.
تتحرك الكاميرا إلى أسفل لتظهر مجموعة من اتباع كريشنا يرقصون على الحقل الأخضر الواسع بين عددٍ آخر من سكان نيويورك الذي يستمتعون باليوم. يحمل القائد بعض النشرات، ويقف بالقرب من سياج بعيد، يبعد بضعة اقدام عن مجموعته، يتكلم مع واحد على الجانب الآخر. إنه ميكي كما تظهر الكاميرا، يلبس قميصاً قصير الأكمام وتحت ذراعه توجد ورقة.
القائد كريشنا: ما الذي يجعلك مهتماً بأن تصبح من اتباع كريشنا؟
ميكي (يعبر بالحركة، يسير إلى داخل الشاشة) حسناً، انا لا أقول انني سأنضم أو أي شيء، ولكن.. لكن أعرف انكم انتم تؤمنون التناسخ كما تعلم، وهذا يثير إهتمامي.
القائد كريشنا: نعم، حسناً، ما هو دينك؟
ميكي (مشيراً بالحركة) حسناً، انا ولدت يهودياً، كما تعلم، ولكن اوه، ولكن في فصل الشتاء الأخير حاولت ان اتحول إلى كاثوليكي و.. لم أنجح في ذلك. انا – انا درست وحاولت وواعطيتها كل شيء. ولكن، كما تعلم، الكاثوليكية بالنسبة لي كانت تموت الآن، وتدفع فيما بعد، كما تعلم. وانا فقط لم أتلائم معها. وأنا، وأنا كنت أريد أن، كما تعلم. انا –
القائد كريشنا (مقاطعاً) انت خائف من الموت؟
ميكي (معبراً بالحركة) حسناً.. نعم، شيء طبيعي. الست كذلك؟
انا.. د.. دعني اسألك، هذا يعني أن روحي تنتقل إلى انسان آخر، او انني سأعود إلى شكل الموظ أو خنزير الأرض أو أي شيء.
القائد كريشنا (يعطي ميكي بعض ادبيات كريشنا من فوق الحاجز)
خذ أدبياتنا. .
ميكي (يطأطئ رأسه، ويأخذ المادة) اوه – هه.
القائد كريشنا:.. اقرأها كلها وفكر بها.
ميكي (ينظر إلى المادة التي استلمها للتو) حسناً، حاضر. شكراً جزيلاً لك.
القائد كريشنا: اهلاً وسهلاً بك يا سيد كريشنا.
يسير ميكي بعيداً، ما زال السيد كريشنا يرقص ويغني على الجانب الآخر من الحاجز. يقلب صفحات الادبيات وهو يسير، ثم ينظر إلى الأمام مباشرة. متأملاً وصوته مسموع فوق الشاشة.
ميكي (صوت خارجي) على من تضحك؟ سوف تصبح من أتباع كريشنا. سوف تحلق رأسك وتلبس فستاناً طويلاً وترقص حول المطارات؟ سوف تبدو مثل جيري لويس، اوه، يا الهي، انا متشائم جداً.
يضع ميكي يده في فمه بينما يظهر عنوان آخر على الشاشة (صقيع الخريف)
يسمع عزف كونشرتو باخ للهاربسيكورد بينما يقطع الفيلم إلى مشهد البحر عند الغسق. مقعد خشبي يواجه أجزاء رصيف المرفأ التي يلامسها الماء برفق بينما تسير لي إلى داخل المشهد والهواء يطيّر شعرها.
تقف لتواجه المياه وخط السماء البعيد عبر الخليج. المشهد تأملي جميل في الضوء الخافت.
لي لوحدها ويداها في جيوبها. لي، تفكر ويسمع صوتها فوق المشهد؛ والهاربسيكورد يعزف في الخلفية.
لي (صوت خارجي)
الليالي حقاً اكثر رطوبة. غادر الصيف بسرعة. وسريعاً ما سيأتي الخريف (تسير نحو الشاطئ وتجلس)
إن أستاذي الذي يدرسني الأدب يستلطفني حقاً. ولقد استمتعت بالخروج معه الليلة الفائتة (تحدّق في الماء شاردة بافكارها)
شيء مضحك اشعر وكأنني اخون اليوت.. ولكن هذا شيء سخيف. لماذا عليّ ان لا أرى دووج؟ اليوت ليس حراً.
(تتوقف)
لنذهب خطوة بعد الخطوة ولنرى ما الذي ستأتي به الأشهر القليلة القادمة.
يتوقف الكونشرتو ويقطع الفيلم نحو هولي. تنحني إلى داخل كشك هاتف بالقرب من مدخل مترو أنفاق. تلبس سترة كرة قدم، جينز، وحذاء خفيف، تحمل تحت ذراعها مخطوطة، إنها زاوية مزدحمه. الناس تجري متجاوزة هولي باتجاه المترو، والآخرون يسيرون إلى أعلى درج المحطة. تدخن هولي سيجارة وهي تتكلم على الهاتف مخاطبة حنة.
هولي (في الهاتف) حنة؟ مرحباً. اسمعيني، اوم، يسعدك ان تعرفي ان اموالك لم تذهب كلها سداً.. كلا، لدي مخطط أولي لشيء كتبته.. نعم، نعم. نعم. حسناً لقد عرضته على لي، وقد اعطتني بعض النقاط الجيدة. و، اوم، اسمعي، انا قريبه جداً من مكان سكنك. كنت اتساءل إذا كان من الممكن ان اتركه لك.. وكما تعلمين، عندما يتوفر لديك الوقت، بعض الوقت، أقرأيه، و.. ولسوف نتكلم عندما أجيء إليك في عيد الشكر، حسناً؟ حسناً. موافقة. اوه، انتظري، انتظري.
(تدير جسدها وما زالت على الهاتف)
اسمعي. اسمعي. اعتقد ان لي قابلت شخصا لطيفا في كولومبيا.
نعم، نعم، حسناً، يبدو انه شخص لطيف حقاً.
(تنفخ سيجارتها) نعم، لا بأس، حسناً. موافقة، سوف نتكلم في عيد الشكر. مع السلامة.
تقفل هولي الهاتف وتأخذ مجة من سيجارتها. تنظر بعيداً نحو الأفق، مبتسمة، بينما يقطع الفيلم إلى:
داخلي. شقة حنة – عيد الشكر – ليلاً
إنه عيد الشكر مرة ثانية في منزل حنة. الضيوف مزدحمون معاً في غرفة المعيشة، يحيطون بالبيانو حيث يجلس إيفان ويقلب في بعض أوراق النوته الموسيقية. تقف نورما خلفه، متكئة على حائط مليء بالكتب. الضيوف يتبادلون اطراف الحديث، ويقضون وقتاً ممتعاً؛ ضوء يلمع في زاوية البيانو. صبي صغير يجلس في كرسي بالقرب من إيفان ويتكلم بحيوية ونشاط مع فتاة تنحني فوق ذراع المقعد الطويل. يتكلم ضيف شاب مع الولد الصغير؛ وتتناول ضيفة اخرى رشفة من النبيذ من كأس وضعته على المكتبة خلفها بينما يستدير إيفان ويخاطب المجموعة.
إيفان (يعبّر بالحركة) الآن، هاكم.. هاكم اغنية غنتها نورما في رحلتها إلى ذلك العرض في بوفالو، و، اوه، كم كانت جميلة تلك الليلة!
يضحك الضيوف تقديراً. تأتي سيدة إلى إيفان وتناوله شيئاً من النبيذ.
نورما: تعالي. (تضحك وتمسك بكتف إيفان).
ايفان (مقاطعاً، ومخاطباً المرأة) شكراً، يا حلوتي.
(يضع مشروبه على البيانو).
اوه، نعم، كنت كذلك، يا عزيزتي الا تذكرين تلك الليله؟
(معبراً بالحركة ويدفع بعض أوراق النوتات التي بدأت تسقط).
كانت جميلة جداً. . كانت جميلة جداً لدرجة أن الرجال عندما رأوها تسير فوق الشوارع، اخذوا يدفعون سياراتهم فوق ممر المشاة الجانبي.
يضحك؛ يضحك الضيوف معه.
ايفان (ينظر إلى الخلف نحو نورما) أليس هذا صحيحاً، يا حلوتي، أيه!
نورما (تربت على كتفه) قليل من المبالغة.
يتابع الضيوف الضحك وقد اسرهم المشهد.
ايفان (مقاطعاً نورما، ضاحكاً) أعرف.
نورما (تعبّر بالحركة) ولكن قليلاً ليس إلا.
يتابع إيفان الضحك مع الجميع وقد بدأ بالعزف على البيانو.
ترفع امرأة قريبة كأسها لتشرب نخبة. تتحرك الكاميرا حول الغرفة وهو يعزف، لتظهر الضيوف المتنوعين وهم يتبادلون أطراف الحديث مع الموسيقى. بعضهم متجمعاً، أو في محادثات فردية، والآخرون يسمعون ويراقبون ايفان الموجود خارج الإطار.
اثنان يقفان عند النافذة، واحد ينهض من على كرسيه ويسير بعيداً.
بعض الضيوف يرشفون مشاريبهم، يبتسمون بينما تعود الكاميرا إلى الخلف نحو البيانو والحائط المليء بالكتب. يعزف ايفان البيانو بحماس. ما زالت نورما تقف خلفه وعلى وجهها تعبير مثير للمشاعر وحزين. تردد بفمها كلمات الأغنية التي يعزفها ايفان «قد يحدث هذا لك» السيده الموجودة بقربها تبتسم، مستمتعة بالموسيقى، بينما تتابع الكاميرا استكشافاتها، فتتحرك نحو رجل يقف في الممر مع مجموعة من الأولاد. تسير الخادمة مافيس وهي تحمل صينية من المقبلات. يأخذ الرجل واحدة، ويشكرها بفمه. بينما تسير الكاميرا متجاوزة رف الكتب، وصبيين يلبسان بدلاً يشربان الصودا ويمضغان بصوت طاحن لتظهر لي. إنها مسنودة إلى ممر باب آخر وعلى وجهها نظرة إلى البعيد وهي تستمع إلى الموسيقى. تمر مافيس في القاعة متجاوزة الممر. يقف العديد من الناس المنهمكين في المحادثة قريباً بينما يحمل اليوت مشروباً ويسير خلفها.
اليوت (يرشف مشروبه) لقد كنت باردة معي الليلة.
لي (تعاود النظر نحو اليوت ثم تستدير لتسير بعيداً) كلا
اليوت : هل هنالك شيء خطأ؟
لي (تستدير) أوه، ليس هنا.
(تمسك بذراع اليوت)
هنالك كثير من الناس حول المكان.
تنسحب لي بخفة متجاوزة اليوت وتسير بعيداً. ينظر اليوت اليها لفترة وجيزو، ثم يرشف مشروبه، يستدير وينظر خارج الإطار إلى المجموعة في غرفة المعيشة.
قطع إلى:
داخلي. مطبخ حنة – ليلاً.
تقف هولي في مطبخ تجهيز الطعام لتحضّر بعض الطعام خارج الإطار بالقرب منها باب قلاّب يشبه أبواب المطاعم وعليه زجاج في المقدمة. نضد المطبخ مزدحم بآنية الحساء والصحون المليئه بالطعام. يفصل بين هولي وبقية الغرفة خزانة مفتوحة.
هولي (تنظر خارج الإطار) هيي، حنة؟ تعرفي، أعتقد أن لي جاده في علاقتها مع صديقها الجديد. نعم، أيه مما فهمته يبدو إنساناً لطيفاً حقاً.
تسير حنة حيث نراها، متجهة نحو الثلاجة. تحمل حبتي قوطه
هولي: انا سعيدة جداً من أجلها. أعتقد أنها في علاقة حب.
تفتح حنة الثلاجة، متجاهلة هولي تماماً.
هولي (بردة فعل) هيي، ماذا في الأمر؟
حنة (تأخذ رزمة من الكرفس إلى الخارج وتغلق باب الثلاجة)
انا حقاً مضطربه بسبب ما كتبت.
تسير حنة نحو المائدة، لتجمّع طعاماً أكثر.
هولي: نصي؟
حنة: من الواضح أنه مبني على اليوت وأنا.
هولي: اوه، بشكل طفيف.
حنة (غاضبة) كلا، لا «اوه، بشكل طفيف»! حقيقة بالتفصيل!
هل هكذا تريننا؟
هولي (ترفع اكتافها، تسير إلى الخارج منطقة خزن المونة حسنا.. )
حنة (مقاطعة) هل أستطيع، هل استطيع ان لا اتقبل حركات ومشاعر من الناس؟ هل أنا، هلا أنا سأضع الناس بعيداً؟
تسير هولي نحو البلاعة وتغسل يديها.
هولي (بردة فعل) حسناً، إنها قصة ملفقة.
تنشف يديها بينما تسير حنة نحو شقيقتها وذراعيها محملة بالخضروات.
حنة (تصرخ) كلا، إنه حقيقي تماماً! الـ – المواقف، الحوار، كل شيء، إنها – انها مليئه بالتفاصيل الحميمة بين اليوت وبيني!
التي لا أستطيع، لا أستطيع أن أرى كيف كان من الممكن أن تعرفي عنها.
حواراً كان بيننا حول التبني؟
ترفع حنة أحد الأبواب القريبة بعنف بينما تستدير هولي بعيداً عن البالوعة.
هولي (تعبر بالإشارة والمنشفة ما زالت في يدها. وهي تتكلم مع شقيقتها الموجودة خارج الإطار) حسناً، ذكرت لي هذا في حديثها و يظهر انك تحدثت عنه معها. انت..
(تخطو حول المائدة) أخذت فقط لب الموضوع ونفخته إلى عمل درامي.
تمسح هولي يدها بالمنشفة بينما تعاود حنة الدخول إلى المطبخ، وهي تحمل المزيد من الخضروات.
حنة: لا أدري كيف يمكن أن تعرف لي كل هذه الأشياء. لا ادري!
انا لا أقول لها كل شيء.
تدخل حنة إلى منطقة تجهيز الأطعمة الباردة وتضع الخضروات على النضد. تضع هولي فوطة الأطباق جانباً وتحاول ترتيب بعض الاشياء على مائدة الطعام دون تركيز.
هولي (بردة فعل) واو، اعتقد أنني أصبت عصباً.
حنة (تستدير لتنظر إلى هولي) تجعلين الموضوع يسمع وكأنني، كما تعرفين، ليس لدي أية احتياجات أو شيء من هذا القبيل.
تعتقدين انني مكتفية بذاتي؟
هولي (توقف قلة تفكيرها وتوضب المائدة، متجاوبة) الآن، حنة ليس هذا ما عنيت، كما تعلمين. (تسير خارج الإطار نحو منطقة البالوعة). اوه، نعم، الجميع يعتمد عليك في أشياء كثيرة. «انت» معطاءة جداً. هذا ليس نقداً. نحن نحبك. نحن شاكرين»
حنة (تخرج من منطقة تحضير الطعام إلى المائدة المليئه بالطعام) انت ممتنه، ولكنك ممتعضة مني.
هولي (خارج الإطار) اوه، واو! لا أريد أن اشارك في هذه المحادثة. لم افعل شيئاً خطأً.
تقوم حنة الغاضبه بتجميع بعض البهارات من على المائدة، تسير هولي عائدة إلى داخل الإطار وهي تحمل جردل ثلج فضي. تقف عند زاوية المائدة مواجهه حنة.
هولي (داخل الإطار) أ – أنت بذاتك ذكرت لي انك واليوت تمران ببعض المشاكل.
حنة (تعبر بالحركة) نعم، لدينا بعض المشاكل، ولكن مشاكل من شأني أنا.. والتي لا أدري كيف عرفت عنها بهذا النوع من التفاصيل كيف تعرف لي عن هذه الأشياء؟ كيف؟ إنها خاصة جداً؟ تلتقط حنة آنية حساء كبيرة وتحلمها، بالإضافة إلى حمل ذراعها من البهارات، وتأخذها إلى داخل منطقة تجهيز الطعام.
هولي (تستدير لتنظر إلى شقيقتها وهي تسير متجاوزة إياها)
حسناً، لماذا لا تشاركينا بها.
حنة (وظهرها إلى الكاميرا) انا لا اريد.. أنا لا أريد ان ازعج كل واحدٍ.
هولي (تواجه ظهر شقيقتها) تلك هي النقطة. أود أن أنزعج.
حنة (تستدير لتنظر إلى هولي) لا ادري كيف يمكن لك أن تعرفي هذه الأشياء إلا إذا كان اليوت يكلمك عنها.
هولي (تهز رأسها) كلا، لم يفعل. إذا ما ازعجتك، فأنا آسفة.
تضع حنة بانفعال البهارات على نضد تحضير الأطعمة. هولي تستدير مبتعدة.
يقطع الفيلم نحو باب ممر غرفة الأطعمة. ممكن أن نرى الضيوف يختلطون ويتكلمون ويخدمون انفسهم من الطعام الموجود على مائدة البوفيه في غرفة المعيشة.
يمكن ان نسمع لي واليوت خارج الإطار بينما تتحرك الكاميرا ببطء من باب الممر عبر غرفة الطعام الخالية لتظهرهم في منتصف محادثة مركزة. تسمع البيانو، وكذلك المحادثات الناعمة في الخلفية.
لي (خارج الإطار) انتهى الموضوع يا اليوت. لا أعرف كيف اوضحه اكثر من ذلك. انتهى الموضوع. لا استطيع أن أراك بعد الآن.
اليوت (خارج الإطار، مقاطعاً) اوه..
(داخل الإطار، معبراً بالإشارة) انا – انا – أنا اعرف. أنا استحق هذا.
لي (تمسك صدرها) انظر، انا اشاركك الخطأ تماماً.
اليوت (مقاطعاً، معبراً بالإشارة) اذا – إذا – إذا كانت تستطيعين التصديق انني أكن لك مثل هذه المشاعر!
لي: فعلي ان اكون صادقة معك. انا قابلت شخصاً آخر.
انا قابلت شخصاً آخر.
(تستدير وتسير بعيداً عن اليوت)
انا. . انا قلت لك لم اكن لأنتظر إلى الأبد.
يسير لي نحو باب مفتوح ويغلقه بسرعة.
اليوت (خارج الإطار) ولكن لم تكن إلى الأبد.
(يسير نحو لي عند الباب الذي أغلق للتو)
لي (تعبّر بالحركة) لقد مر عام على المرة الأولى وانت مازلت متزوج من شقيقتي، وهذا. اعتقد الآن أنه أمر حسن لأنك ربما تحبها أكثر بكثير مما تظن.
اليوت (يهز رأسه)نعم، ولكن نحن – نحن وضعنا خططاً عديدة.
لي (مقاطعة، معبّرة بالحركة) نعم. اوه، حسناً، حتماً فعلنا.
و– و– وبطريقة ما انت التي قدتني، لانني حقاً صدقتك عندما قلت انك غير سعيد مع حنة، وإلا، لم أكن لأترك نفسي تنساق وراء ذلك. كنت ضعيفة جداً. وكذلك كنت انت.
والآن أنا قابلت شخصاً آخر.
يفتح الباب وتظهر مافيس تحمل طقماً من الشمعدانات. تسير باتجاه مائدة غرفة الطعام التي زينت بقطعة من الزهور في وسط المائدة وكؤوس الزجاجية والأوعية الصينية. تضعهما إلى الأسفل بينما لي واليوت يقفان بشكل غريب بالقرب من الباب، ينتظران مغادرتها.
لي (مخاطبة مافيس) العشاء بعد قليل؟
مافيس: بعد خمسة عشر دقيقة.
لي (تهز رأسها) اوه – ه هـ حسناً.
تغادر مافيس. بسرعة يهرع إليوت ولي لقفل الباب خلفها وفوراً يعاودان الحديث من حيث انقطع.
اليوت: وانت وقعتي في الغرام خلال ليلة؟
لي: انا مهتمة به كثيراً، نعم.
اليوت (محاولاً وضع ذراعه حول لي) لي..
لي: (تشد إلى الخلف مبعدة يديها) آه، لقد انتهى الأمر اليوت، اعني ما أقول. لقد انتهى الأمر!
ينظران إلى بعضهما البعض، بردة فعل، بينما يقطع الفيلم إلى مطبخ حنة يمكن أن نرى وجه نورما في نافذة الكوّة في الجانب الآخر من الباب المتحرك لمنطقة المطبخ. تنظر حول المطبخ، ثم تفتح الباب وتخطو إلى الداخل. تقف هولي بالقرب، تعمل في منطقة تحضير الطعام.
نورما (تمسك الباب نصفه إلى داخل ونصفه إلى خارج المطبخ) عزيزتي احببت نصّك. اعتقدت انه ذكي جداً.
هولي (تستدير نحو نورما، تبتسم، وتحمل كأساً من النبيذ) حسناً، انت والدتي. ليس كل واحد سيكون متقبلاً مثلك.
نورما (معبره بالشكل) انا أعجبت بشكل خاص بشخصية الوالده. مجرد عجوز سكيرة، تسعى للعلاقات ذات فم بذيء.
هولي تقهقه.
نورما: انا فخورة جداً!
هولي: اوه، يا والدتي، شكراً.
تخطو نورما عائدة من المطبخ، يتأرجح الباب ويغلق خلفها. تنظر هولي إلى الباب، ترشف نبيذها بينما يقطع الفيلم عائداً إلى غرفة معيشة حنة.
عم ممتلئ، ودود يجلس على المقعد الطويل وعلى حضنه ولد ومجموعة أخرى تجمعت مشبوكة السيقان حوله على الأرض.
ينحنيان على منضدة القهوة، المغطاة بالكؤوس وطبق عميق من شرائح البطاطس. الضيوف الآخرون يختلطون في الخلفية، زوج منهم يدخل إلى غرفة المعيشة، مبتسماً عند رؤية المشهد الموجود على المقعد الطويل، تمر مافيس عبر الشرفة المضاءة جيداً في الخلفية ونفتح الباب للمزيد من الضيوف تستمر البيانو بالعزف.
العم (يرفع زجاجة البيرة خاصته نحو الأولاد) والآن هاكم نخب عيد الشكر موافقون؟
يتمتم الأولاد بموافقتهم الحماسية وهم يلتقطون كؤوس البيرة الخاصة بهم.
العم: هل من المفروض أن نشرب البيرة؟ نـ نـ نعم!
يسكب العم المزيد من البيرة من زجاجته إلى كؤوس الأولاد المرفوعة.
يصرخون صرخات غير واضحة من شدة حماسهم.
العم (مقاطعاً صرخات الأطفال السعيدة) دعوني أشارك بها!
(مخاطباً واحد من الأولاد الصغار) ما رأيك بهذا، يا فلتشر؟
يضحك، ويستدير نحو الفتاة الصغيرة التي تجلس على حضنه؛ يضرب زجاجته بالزجاجة التي تحملها والتي هي تساويها في الحجم.
العم (مخاطباً الفتاة الصغيرة) دول؟ إلى عيد الشكر هاك نخباً صغيراً، يا دول. (يقارع الكؤوس) تعالي الأسفل إلى فوق.
يشرب العم والأولاد بيرتهم بسعادة بينما يقطع الفيلم إلى حائط عليه ورق حائط جامد في غرفة نوم حنة. وجه حنة يتحرك إلى الامام نحو الشاشة.
حنة (مخاطبة اليوت الموجود خارج الشاشة) هل كنت تتكلم مع هولي او لي عنّا ؟ حول حياتنا نحن الخاصة؟
اليوت (خارج الإطار) انا؟ طبعاً لا.
حنة: هنالك اشياء كتبتها هولي في السيناريو الخاص بها حولنا وهي أشياء شديدة.. الخصوصية وهي لا يمكن أن تأتي سوى منك انت.
اليوت (خارج الإطار) أنظري، أنا مصاب بوجع في رأسي يكاد يقسمه إلى نصفين وكذلك لا أحب أن يوجه لي إتهام.
تسير حنة نحو اليوت، إنه في الحمام يقف فوق المصبنة.
حنة (تعبّر بالحركة) انا لا أتهم. انا أسأل. هل انت..
هل انت تجدني شديدة.. شديدة العطاء؟
(يغلق باب الحمام قليلاً بحيث لا يظهر احد سواها على الشاشة)
شديدة – شديدة – شديدة التنافس؟ شديدة – شديدة لا أدري، كاملة بشكل مقرف او شيء من هذا القبيل؟
اليوت: كلا.
يسير اليوت من وراء الباب المغلق جزئياً نحو خزانة أدويه صغيرة خارج الإطار.
حنة (تتبع اليوت وتشير بالحركة وهي تتكلم من خلفه) حسناً، ما هو الموضوع إذاً؟ ماذا؟ أيه ماذا حدث بيننا؟ لماذا استطعت أن استبعدك؟
اليوت (يأخذ زجاجة اسبرين من الخزانة ويسير عائداً إلى المصبنة، وهو يعبّر بالحركة) حنة، رأسي ينفجر.
حنة (تعبر بالإشارة) انت لا تريد التكلم في الموضوع ابداً.
انا.. كلما اشرت اليه، تغيّر انت الموضوع. ماذا في الأمر؟
هل انت.. نحن نتواصل أقل ثم أقل. انت تنام معي أقل وأقل.
اليوت (يستدير غاضباً نحو حنة ويشير بينما هي تصرخ)
حنة، انا في حالة من الضياع! والآن من فضلك!
يستدير اليوت عائداً إلى المصبنة، مرة ثانية يزيد من الوطأة عليه الباب المغلق جزئياً.
حنة (تنفعل، وصوتها يرتعش قليلاً، وتعبر بالحركة) هل تتكلم لهولي او لي من خلف ظهري؟ هل تفعل؟ لابد انك تفعل. أنهن على ما يظهر يعرفن الكثير عنا نحن الاثنين.
اليوت (يسير باتجاه حمالة المنشفة وهو يعبر بيديه) حسناً، ربما طلبت المشورة مرة أو مرتين او – او قلت نكته.
ينشف يديه بينما تتابع حنة الواقفه خلفه الكلام.
حنة (تشير بالحركة) حسناً، ماذا تفعل؟ هل – هل – هل تتكلم مع هولي، أو لي، او ماذا؟ هل انت، هل انت، هل انت تهاتفهن؟
اليوت (يدور بعنف ليواجه حنة، متخلصاً) اتركيني وشأني، هل باستطاعتك أن تفعلي ذلك؟!
يغلق الباب، محاولا إخفاء نفسه وحنة عن الرؤيا.
اليوت (متابعاً بصوت اكثر انخفاضاً) يا يسوع، لقد قلت لك. انا بحاجه لإنسان أعني له شيئاً.
تتحرك الكاميرا خلف الباب المغلق، إلى داخل الحمام.
حنة (منفعلة، تكاد عيناهما أن تدمع) انت تعني لي بشكل كامل.
اليوت (يتوقف، وصوته ارتفع مرة ثانية) من الصعب أن تعيش مع شخص يعطي الكثير و– ويحتاج القليل جداً بالمقابل.
يفتح خزانة الدواء ويعيد زجاجة الاسبرين إلى مكانها.
حنة (تعبر بالحركة، متوسلة) ولكن، انظر.. انا – انا بحاجه للكثير من الأشياء.
يدفع اليوت باب الخزانة فتقفل.
اليوت: حسناً، انا لا استطيع ان أراها، وكذلك لا تستطيع لي أو هولي!
يغادر. تراقبه حنة وهو ذاهب، وتنفعل، انها مجمّدة.
قطع إلى:
داخلي. غرفة معيشه حنة – ليلة أخرى
ممر القاعة المظلم تضيئه الأضواء من الشرفة الموجودة خارج الإطار، والصور مصفوفة على الحائط. ما زالت تسمع موسيقى البيانو ناعمة في الخلفية بينما بينما حنة تحتضن نفسها وتنظر حولها لفترة وجيزه. تائهة بأفكارها. تجلس متثاقلة، تعبه، على ذراع المقعد/المد بينما يقطع الفيلم إلى بضعة صور فوتوغرافية مؤطرة على الرف. واحدة تظهر حنة واليوت في خفلة زفافهما. والأخرى تظهر إليوت وقد غلفته الظلال. واخرى تصور نورما وهي فتاة صغيرة. والكاميرا، مع ذلك، تتحرك مقتربة اكثر واكثر إلى صورة تظهر حنة ولي وهولي.
الشقيقات الثلاث، يبتسمن امام الكاميرا. ليس هنالك أي صوت.
قطع إلى
داخلي. غرفة نوم حنة – ليلاً
الفيلم يظهر منضدة غرفة النوم، عليها مصباح صغير. وعلبة خشبية، لعبة صغيرة لشاحنة مكافحة نيرا، منفضة سجائر ونظارات. ذراع اليوت الذي يلبس البيجاما تتحرك نحو المشهد. يطفئ المصباح: الغرفة الآن سوداء كالفحم.
حنة (خارج الإطار) الليلة تبدو سوداء حالكة، أشعر أنني ضائعة.
اليوت (خارج الإطار) انت لست ضائعة.
يعيد اليوت إضاءة المصباح ثم يستدير نحو حنة؛ انها مستلقية على جانبها من السرير جزئياً في الظل. ينحني نحوها ويقبلها.
اليوت: انا أحبك كثيراً.
يبدآن في تبادل القبلات بشكل حميم بينما تبدأ «المأخوذ» تعزف في الخلفية.
قطع إلى:
محظوظ أن صادفتك
تتابع اغنية «المأخوذ» بينما يقطع الفيلم إلى زمن ليلى يزدحم فيه شارع من شوارع نيويورك. يسير ميكي ويداه في جيوبه على الممر الجانبي للشارع، واحد من العديد من المشاة. يشد معطفه حوله وهو يسير. تتابع «المأخوذ» عزفها وهو يمر ببرج الاسطوانات المشع شباكه بالنيون. يحدق إلى داخله.. ويرى هولي وسترتها معلقه على كتفيها تنظر إلى بعض الاسطوانات.
يسير ميكي عبر الأبواب القلابة لبرج الاسطوانات، يصعد بضع درجات ليصل إلى مكان البيع بذاته ويقف تماما أمام هولي.
ميكي (يشير بيديه) ممم، لا أعرف إن كنت تذكرينني، ولكننا امضينا اسوأ ليلة في حياتي معاً.
هولي (تضحك، تحمل بعض الاسطوانات) أنا أذكرك.
ميكي (مقاطعاً) نعم، انت تذكرين، اليس كذلك؟
هولي (مقاطعة، مبتسمة وهازة رأسها) أنا أذكرك.
ميكي (مشيراً بيديه) كنت اسير ماراً من هنا ورأيتك هنا..
هولي (مقاطعة، تهز رأسها) نعم.
ميكي:.. وظننت انني سأدخل و. . ويمكننا اعادة اللعبة، أوه، الكل، اوه..
هولي (مقاطعة) ضاحكة تهز برأسها: نحن لم نوقف العلاقة كلياً.
ميكي (مقاطعاً، مبتسماً) اوه، هذه طريقة لطيفة في التعبير. لقد فعلنا كل شيء ما عدا تبادل الطلقات النارية.
هولي: كيف حالك؟
ميكي: جيد، كيف حالك أنت؟
هولي: أنا جيدة.
ميكي (مقاطعاً) تبدين رائعة.
هولي (تقهقه، تهز رأسها) اوه، كلا.
ميكي (مقاطعاً، يحك رأسه) نعم. حقاً. انت تبدين كذلك، انت فعلاً كذلك.
هولي: نعم؟
ميكي: كان مساءً سيئاً.
هولي: نعم، كان كذلك.
ميكي (مقاطعاً، مشيراً بيديه) تذكري كيف صفعت باب التاكسي في وجهي و..
(يمسك بمنخاره بينما تضحك هولي) تعلمين، كاد الموضوع أن يقترب من تحطيم أنفي بـ.. (يمسك بأنفه مرة أخرى)
هولي (مقاطعة، ضاحكة) لا يمكن أن أفعل ذلك.
ميكي (متابعاً).. طريقة رهيبة حقاً.
هولي (تبتسم، محدقة بعيداً لبرهة من الزمن) أوه، حسناً كان ذلك منذ زمن بعيد.
ميكي (مقاطعاً) تبدين رائعة. انت فعلاً كذلك. ما الذي جرى لك؟
هولي(ترفع أكتافها) الناس تتغيّر.. كما تعلم.
ميكي (ممسكاً بكتف هولي) حسناً، تأمل ان تكوني تغيرت.
هولي: نعم، آمل أن تكون انت تغيرت، أيضاً.
ميكي (مقاطعاً) اتمنى ذلك من اجلك، لأنني، أوه، شخصيتك تركت شيئاً مرغوباً.
هولي (مقاطعة، تهز رأسها) نعم، وكذلك بالنسبة لشخصيتك انا متأكدة أنك تغيّرت.
ميكي (متابعاً).. شخصيته بالأسم.
تقهقه هولي وتستدير لتنظر إلى المزيد من الأسطوانات.
تسير في الممر، مناظرة بين الفترة والأخرى إلى اكوام الاسطوانات.
ميكي يسير بجانبها.
ميكي: إذا كيف حالك؟
هولي (تبتسم) أنا لا بأس بي.
ميكي: لم تجيبي على سؤالي. ماذا تفعلين؟
هولي: اوه ليس بالشيء الكثير. كما تعلم.. .
مكي (مقاطعاً) حسناً..
هولي (مقاطعة).. مجرد بعض الاشياء. قليل من هذا، قليل من ذاك، هذا كل شيء.
ميكي (مقاطعاً) نعم؟ هل هذا سؤال محرج؟ هل كان عليّ ان لا أسأله؟
هولي (ضاحكة) ربما لا.
ميكي: هل انت، هل انت بلا عمل أو شيء من هذا القبيل؟
هولي: كلا. حسناً.. كنت أحاول الكتابة.
ميكي: هل حاولت؟
هولي (ترفع اسطوانة وتنظر إليها) نعم.
ميكي: حسناً، هذا شيء ممتع. ما. . ما نوع هذه الاشياء؟
هولي (تمسك بذقنها لبرهة من الزمن) اوه.. حسناً. انت، انت لست مهتماً بهذا.
ميكي (مقاطعاً) كلا، باستطاعتك إخباري.
هولي: تعالي.
ميكي: كلا، أنا أفعل أنا أفعل.
هولي (مقاطعة) اوه، كلا، ملايين من الناس تأتي إليك وتقول، «هيي. . اسمع لدي شيء كتبته لتوي،» صحيح؟
ميكي: لم يقل احد ذلك أبداً.
هولي: حقاً؟
ميكي (مقاطعاً) هذا هو إذاً، نعم. هذا حقا. .
هولي (مقاطعاً، يستدير من مكان الاسطوانات لينظر نحو ميكي) حسناً، هل انت مستعد كي – لي تقرأها؟ شيئاً.. . انا كتبته؟
ميكي (يهز رأسه) حسناً، نعم، سأفعل لو، اوه، لو كان يعني شيئاً لك. لا أدري لما يكون يعني.
هولي (تضحك، تمسك بوجهها) كلا، السبب في سؤالي هو. .
ميكي (مقاطعاً) لطالما كنت تكرهين ذوقي في الماضي.
هولي (تشد سترتها من على اكتافها) كلا. لم أفعل.
ميكي: بل كنت كذلك.
هولي (تشير بجسدها، ناظرة إلى ميكي) لم أفعل. كلا، السبب لسؤالي لأنه حسب اعتقادي قد يشكل نصاً تليفزيونياً عظيماً وكما تعلم، انت نشيط جداً في التلفزيون، لذلك..
ميكي (يقهقه ويشير بيديه) لم اعد كذلك اطلاقاً. لم اعد في التلفزيون منذ عام.
هولي: انت تمازحني.
ميكي (مقاطعاً) لم اقم بأي عمل تلفزيوني إطلاقاً. كلا.
بينما يتابع ميكي الكلام، تسير هولي نحو كومة أخرى من الاسطوانات، كردة فعل لكلماته. تنظر خارج الإطار نحوه ثم إلى أسفل على بعض الاسطوانات. الكاميرا تتبعها.
ميكي (خارج الإطار، متابعاً) قد افعل، قد أضطر للعودة إليه. لأن ضابط حساباتي يقول انني أوشكت على فقدان آخر ما لدي من دولارات. ولكن.. لكن، أوم، كلا، لست كذلك، انا فقط تركت لمدة سنه..
هولي (مقاطعة، تهز رأسها) أوه، أوه.
ميكي (خارج الإطار، مقاطعاً).. انها قصة طويله، ممله ولكن ادخل بها. ولكن. .
يسير ميكي عائداً إلى الشاشة نحو هولي. والاثنان مضللان جزئياً باشارة بيضاء كبيرة للجاز مطبوع عليها دائرة حمراء كبيرة وهما يتابعان حديثهما.
هولي (مقاطعة) انت في حالة لا بأس بها، مع ذلك، اليس كذلك؟
ميكي: انا كذلك. . نعم. نعم. أنا حسن. أنا حسن. كيف حالك انت؟
هولي (وجهها خارج الإطار وقد غطته الإشارة) اوه، انا جيدة.
ميكي: ماذا.. ماذا عن نصّك؟ (وجهه خارج الإطار وقد غطته الإشارة) إذا عن ماذا هو؟
هولي (وجه خارج الإطار) حسناً، ان اكون سعيدة لو انت قمت بقراءته. في الواقع لأنني حقاً اثمن عالياً رأيك.
ميكي (وجهه خارج الإطار) عليك ان تتذكرين نحن – نحن – نحن لم نوافق على شيء واحد.
يخرجان من خلف إشارة الجار، ومازالا يسيران ويتكلمان.
هولي (تبتسم، وتعبر بالإشارة) ولكن عليك ان تتذكر بينما انت تقرأ وانت تشتم أسمي، كما تعلم، ان هذا هو نصي الأول.
حسناً، إنه ليس نصي الأول.
ميكي: هممم.
هولي (تمسك بوجهها) بالواقع، نصي الأول كان عن حنة وزوجها، ولكن، اوه ز. .
ميكي: نعم. .
هولي:.. حنة قرأته، تضايقت جداً، و.. كما تعلم، ثم انا شعرت شعوراً سيئاً، وهكذا انا..
تلتقط اسطوانه.
ميكي (مقاطعاً) اوه، حسناً، يا الهي، استطيع ان اتخيل ما كتبته..
هولي. اوه، كلا! لم يكن شيئاً سيئاً. ولكنها فقط.. كما تعلم.
لا أدري.
يسحب ميكي اسطوانه وينظر إليها.
ميكي: حقاً؟
هولي: وهكذا، اوه.. انا رميتها إلى الخارج، ولكن لدي هذه الواحدة الأخرى.
تنظر هولي متأملة نحو ميكي.
ميكي: حسناً، كما تعلمين، أنا – أنا – أنا. . كما تعلمين، إذا ما أردتني أن اقرأه لك، فسأفعل.
هولي (مقاطعة، مشيرة بيديها): اوه جوش، لا أدري.
(تتوقف) حسناً، هل استطيع أن آتي إليك غداً واقرأه لك.
ميكي (يقهقه) تعالي إلى غداً واقرأيه لي؟
تضحك هولي، خجله بينما يضع ميكي الأسطوانة التي كان ينظر إليها في مكانها.
ميكي: لابد انك تمزحين. لقد قمت بقراءة كل ما أريده منذ أن كنت في الأربعين.. كما تعلمين.
هولي (تضحك، وهي تنظر إلى ميكي) هممم. أعتقد انه نم حسن حظي انني قابلتك. (تضحك) ربما.
ميكي (يضحك) حسناً، وماذا عني انا؟
هولي (تقهقه، وتلوّح بذراعها) اوه، حسناً.
ميكي (مقاطعاً، ومعبراً بالحركة) كان عليّ ان اتابع سيري أنا – أنا لدي شعور بالتلصص. باحساس ملحّ كان على أن أتابع سيري و.. تقهقه هولي، تنظر بعيداً لبرهة من الزمن.
ميكي (متابعاً، ينظر إلى هولي).. وما بدأت هذه المحادثة.
وقفه قصيره ويقطع الفيلم إلى:
داخلي – شقة ميكي – نهاراً
تظهر الشاشة كرسي في شقه ميكي ويقربها منضده عليها منفضة سجائر. تتحرك الكاميرا إلى أسفل الكرسي لتمر عبر اكوام من الكتب. نحو منضدة القهوة الخاصة بميكي. يجلس وهو يطوي أصابعه ويستمع على حافة المنضدة أمام هولي، التي تجلس مصلبة ساقيها على الأرض، وامامها مخده، تقرأ النص بصوت عالٍ.
هولي (خارج الإطار، بينما تتحرك الكاميرا عبر الغرفة باتجاهها هي وميكي، يقرآن) «نسير جميعاً» عبر الحياة نلعب بما تحمله ايدينا.
كيج: واية يد هي التي تعاملت معها؟ (وعلى الشاشة الآن)
اميلي: لدي زوج عالٍي القيمة، ربما حتى الآن. والمشكله انه لديك ثلاثة أزواج».
تغلق هولي النص وتنظر إلى أعلى حيث ميكي.
هولي: هذه هي الهاية.
يبتسم ميكي ويرفع أكتافه، لا يدري ما يقول.
هولي: كلا، بإمكانك ان تخاطبني مباشرة. لا بأس في ذلك.
ولكن، كما تعلم، قل لي ما تفكر به.
ميكي (يهز رأسه، ويرفع أكتافه) هذا شيء رائع. انا اقــ.. انا.. أنا، تش، انا لا استطيع الكلام. كنت. . لم أكن بمزاجي ان استمع إلى هذا الشيء الآن. (يتنهد)
لقد كان. . لقد فكرت ان هذا رائعاً.
هولي (بردة فعل) حقاً؟
ميكي (يسخر ويعبّر بالحركة) نعم! كنت بكلـ. . وو. . ما الذي جعلك تفكرين بهذا المشهد القمة حيث أن، حيث أن المهندس المعماري يسير إلى البيت وبرفقته صديقته الممثله و.. وزوجته السابقه المصابه بإنفصام الشخصيه تقفز خارج الأكمه وتطعنه حتى الموت؟
هولي (تضحك وتطأطئ رأسها) اوه، لقد جاءني يوما ما.
ميكي (يعبر بالحركه) حسناً، كان شيئاً رائعاً! انا، انا، كما تعلمين..
هولي (تأخذ نفساً بقوة، تضرب جبهتها بيدها) اوه، جوش، هل تعتقد فعلاً انني أستطيع أن أكتب.
ميكي (معبراً بالحركة) اعتقد انها رائعة. هنالك ربما شيء او شيئان فيها قد اكتبها بشكل مختلف أنا نفسي. . ولكن..
هولي (تأخذ نفساً وتطأطئ رأسها) حسناً.
ميكي (متابعاً).. ولكن من يهتم؟ لقد كانت فقط.. (معبراً بالحركة) كانت رائعة.
هولي (يقهقه) اوه!
ميكي (يبتسم ويهز رأسه) رائع. انا اعني ذلك! انا متأثر جداً.
هولي، منتشيه بردة فعل ميكي التي غمرتها، تقف، ويدها على رأسها.
غير قادرة على امتلاك نفسها، بدأت بالسير ذهاباً وإياباً في الغرفة، تحمل نصها. تتبعها الكاميرا؛ ميكي الآن خارج الإطار.
هولي (تضحك) اوه، يا الهي.
ميكي (خارج الإطار، مقاطعاً) انا اكون. انت – انت جعلت يومي جميلاً.
هولي (تتنفس بسرعة) اوه، واو!
ميكي (خارج الإطار) كان شيئاً رائعاً. اوه، كنت جاهزاً بكليتي.. جاهزاً لكي اشعر بملل يشل حركتي.
هولي (تكز أسنانها، تنظر نحو ميكي خارج الإطار) اوه. جي. هل ترغب في تناول الغذاء؟ اوه، اوه..
ميكي (خارج الإطار) أنا – أنا اتمنى ان اتكلم معك حول اوه، ذلك النص. انا – أنا، كما تعلمين، أعتقد اننا قد نستطيع ان نفعل به شيئاً.
هولي (تطأطئ رأسها) حسناً، وأنا استمع. لدي رغبة في ان اسمع ما الذي جعلك فجأة تقرر أن تتخلى عن حياتك.
ميكي (خارج الإطار) اوه، من يهتم؟
هولي (تعبر بالحركة) أنـ – أنت كنت. . اوه، كلا! نعم انا مهتمة.
لقد كنت طموحاً جداً و.. (تتوقف، تكز أسنانها) يا الهي، انت فعلاً احببته؟!
تبدأ في سماع (لقد جعلتني احبك» بينما يقطع الفيلم إلى الشارع خارج شقة ميكي في أحد البيوت، مبنى قديم متكامل له مدخل أحمر ورمادي وواجهة قد أنهكها الطقس. واشجار على طرفي الممر. تظهر هولي وميكي عند الباب وتسيران على الشارع، فتظهران صف كامل من الأبنيه / الشقق المشابهة.
يمران بمحاذاة بعض الناس الأخر وهما يسيران. يتحرك الفيلم بعد ذلك إلى خارج قهوة من الزجاج والخشب المصبوغ.
نرى عبر الشباك، هولي وميكي يتناولان الغذاء. تتكلم هولي متحركة بينما يرشف ميكي القهوة. يمر بعض الناس. ثم بعد ذلك، يقطع الفيلم إلى مكان يكاد يكون معزولاً في سنترال يارك. كاملاً، له اضواء شارع قديمة الطراز وأوراق اشجار.
تتحرك هولي وميكي ببطء إلى داخل المشهد وهما يتحاوران بعمق (تعبر بالإشارة) جوش، لقد مررت حقاً بأزمة، هل تعرف ذلك؟ كـ – كيف تخطيتها؟ اعني، عندما قابلتك صدفة، بدوت، بدوت في أحسن حال. حسناً، تبدو حسناً الآن.
ميكي: حسناً.. (يقهقه)
سوف اخبرك (يتنهد)
في أحد الأيام منذ شهر تقريباً..
يقطع الفيلم فجأة نحو عودة ميكي إلى الوراء. رؤيا مواجهة للقصة التي يخبرها لهولي. نرى لقطة مقرّبه لميكي العصبي، المتعرق، والمتسارع النبض وحيداً في شقته يظهر على الشاشة بينما نسمع صوته.
ميكي (صوت خارجي).. أنا حقا وصلت إلى القاع. كما تعلمين، لقد شعرت أنه في عالم لا إله فيه لم اكن أريد أن أستمر في الحياة. والآن أنا بالصدفه أملك هذ البندقيه.. (يسعل)
يرفع ميكي فوهة البندقيه إلى جبهته. يغلق عينيه بإحكام.
ميكي (صوت خارجي)
.. التي عمرتها، صدقيني اولا، ضغتها على جبهتي.
واذكر انني فكرت، عندئذ، انني سأقتل نفسي. ثم فكرت.
ماذا لو كنت مخطئاً؟ ماذا لو انه هنالك إله؟ أعني، على أي حال، لا أحد يعرف حقاً ذلك.
تتحرك الكاميرا متجاوزة ميكي اليائس نحو مرآة على الحائط خلفه.
انعكاسها يظهر سلمه الحلزوني وبعض اللمبات العاموديه.
ساعة تدق بصوت خافت.
ميكي (صوت خارجي)
ولكن عندئذ فكرت، كلا. هل تعلمين ربما ليست كافية.
أريد يقيناً أو لا شيء. واذكر تماماً ان الساعة كانت تدق، وأنا كنت أجلس هناك مجمّداً، والبندقيه موجهه إلى رأسي، اناقش هل اطلق الرصاص أم لا.
تنطلق البندقيه بصوت قوي، بانج. وتهتز المرآة.
ميكي (صوت خارجي) فجأة، انطلقت البندقيه.
ميكي الذي يحمل البندقيه يُرى وهو يركض نحو المرآة المحطمة.
اصوات جيرانه المتحمسين، صراخهم، باب يغلق بقوة، كل هذا يسمع وهو يتابع روايته.
ميكي (صوت خارجي) كنت متوتر جداً، اصبعي كان يضغط على الزناد بلا توقف..
الجار # 1 (خارج الإطار، مقاطعاً) ماذا يحدث؟ و. . ما. . ما الذي يجري؟
ميكي (صوت خارجي) (متابعاً)
.. ولكن كنت اتعرّق بشدة، البندقيه انزلقت من على جبهتي ولم تصبني.
الجار # 2 (خارج الإطار، مقاطعاً) لا أدري سمعت بندقيه. هل كل شيء على ما يرام؟
ما زال ميكي يلمع البندقيه، يركض نحو غرفته المشمسه. ينظر حول المكان بعصبية، وقميصه مفكك.
أخيراً يرمي البندقيه إلى الأسفل بين المقعد ومنضدة القهوة.
تنطلق البندقية مرة ثانية. يقفز ميكي، الواقف بقربها ويداه تطير نحو رأسه. يرن جرس الباب؛ يبدأ الجيران في الضرب على الباب.
ميكي (صوت خارجي) وفجأة كان الجيران يقرعون الباب، و– ولا أدري، المشهد بأكمله كان مجرد – الجحيم واوه، كما تعلمين، وأنا – أنا – أنا – أنا – أنا ركضت نحو الباب.
ركض ميكي خارج الإطار لفترة وجيزه ليفتح الباب.
ميكي (صوت خارجي) أنا – أنا – أنا – أنا لم اكن اعرف ما أقول.
هل تعلمين، انني كنت خجولاً ومضطرباً، وعقـ – عقـ عقلي كان يتسا – يتسابق ميلاً في الدقيقه.
يعود إلى داخل الشاشة، وهو يتنفس بسرعة، ينظر بجنون مرة ثانية حول غرفة المعيشة.
ميكي (صوت خارجي). . وأنا – أنا. عرفت فقط شيء واحد.
يقطع الفيلم على شارع الحي الغربي. انه يوم مزدحم. يسير ميكي ببطء على الممر الجانبي مارأً بمشاة آخرين والعديد من واجهات المحلات، بما في ذلك صيدليه كلاين و«باربيكيو» للطعام الجهاز بين الفترة والأخرى يغطي بجزع شجرة على الجانب الآخر من الشارع؛ تأتي بضعة تاكسيات وهو يتكلم فوق المشهد.
ميكي (صوت خارجي) أنا.. أنا – أنا – أنا – أنا كان عليّ أن اغادر ذلك المنزل. كان علي فقط ان اخرج في الهواء الطلق و– وأصفي رأسي. وانا اذكر بوضوح. لقد سرت في الشوارع. سرت وسرت. انا – انا لم اكن ادري ما الذي يدور في عقلي. كل شيء بدا لي عنيفاً وغير حقيقي. واخذت اتساءل..
يقطع الفيلم إلى خارج سينما مترو، بأبواب مدخلها من الزجاج المدخن. وديكوراتها الفنية. صورة من الدعاية القديمة معلقة في الداخل. يظهر إنعكاس صورة ميكي في الأبواب التي تبدو شفافة وكذلك انعكاس الشارع والسيارات المتنوعه التي تخترق المكان.
يسير انعكاس صورته نحو مدخل المسرح، ويتابع قصته.
ميكي (صوت خارجي). . لوقت طويل على الجانب الغربي العلوي، كما تعلمين، و– ولا ريب انها كانت ساعات! اعلمين، ان قدمي تؤلمني. رأسي كان يضرب، و، وكان عليّ أن أجلس. ودخلت إلى قاعة عرض سينمائية. أنا – أنا لم أكن أعرف ما الذي يعرض أو أي شيء.
يسير ميكي إلى داخل دار العرض. أنه يرى عبر الأبواب الزجاجية. التي ما زالت تعكس الشارع والمرور في الخارج. يشق طريقه عبر الردهة نحو المسرح الفعلي.
ميكي (صوت خارجي) أنا فقط، أنا فقط احتاج إلى برهة لأستجمع افكاري، واصبح منطقياً. وأعيد وضع العالم في منظور عقلاني.
يقطع الفيلم فجأة إلى شاشة العرض السوداء والبيضاء، حيث نجد الأخوة ماركس في «شوربة البط»، يلعبن الخوذات لعدة جنود يقفون في صف واحد مثل آلة اكسيليفون الحية. صوت الاكسيليفون يسمع عندما يقطع الفيلم إلى المسرح المظلم وحيث يجلس ميكي ببطء في مقعد في البلكون. تتوقف موسيقى الاكسيليفون وتتبدل إلى «هيدي – هيدي – هيدي – هيدي – هيديد – هيدي – هيدي – هو» كما يغنيها الاخوة ماركس وفريق في دار العرض. يستمر الغناء بصوت منخفض في الخلفية بينما يتابع ميكي رواية قصته.
ميكي (صوت خارجي) وانا صعدت إلى اعلى نحو الشرفة، وجلست (متنهداً) وكما تعلمين، الفيلم كان فيلماً رأيته عدة مرات في حياتي منذ أن كنت طفلاً، و– وكنت دائماً احبه. و، كما تعلمين أنا، أنا أراقب هؤلاء الناس فوق على الشاشة وقد بدأت أرتبط بالفيلم، كما تعلمين؟
يقطع الفيلم ويعود إلى الشاشة السوداء والبيضاء بينما يتابع ميكي الكلام. الأخوة ماركس، وكذلك المئة – الفريدين من الشماركين في «شوربة البط» يركعون وينحنون وهم يغنون «هيدي – هيدي – هو». يلبطون كعوبهم إلى اعلى في الهواء. يهزون عائدين إلى الخلف وإلى الأمام ويديهم مقفله، يغنون «اوه – هـ – هـ – هـ – هـ. . »
ميكي (صوت خارجي).. وبدأت أشعر كيف فكرت في ان تقتل نفسك؟ اعني، اليس هذا غبي جداً؟. اعني، انا – انظر إلى كل الناس هناك فوق إلى الشاشة. هل تعلمين، انهم فعلاً مضحكين ر، وماذا إذا كان الأسوأ حقيقياً؟
ميكي (صوت خارجي) ماذا لو لم يكن هنالك إله، وأنت تدور مرة واحدة وهذا هو كل شيء؟ حسناً، هل تعلم الا تريد أن تكون جزءاً من التجربه؟ كما تعلم، ماذا بحق الجحيم، انها ليست كلها عربة جر وانا أفكر لنفسي، جييز، على أن أتوقف عن تخريب حياتي..
بينما يتكلم ميكي، يقطع الفيلم نحو فيلم «الأخوة ماركس» بالأسود ووالابيض على شاشة المسرح. الأخوة الأربعة الآن يتمايلون ويغنون ويضربون الأرض بأقدامهم وأصواتهم غير واضحة فوق تلاوة ميكي.
ميكي (صوت خارجي).. ابحث عن إجابات لن أحصل عليها، وان استمتع بها طالماهي قائمه..
يعود الفيلم إلى شكل ميكي المظلم بين المشاهدين.
ميكي (صوت خارجي). . بعد ذلك. ، من يدري؟ أعني، أنت تعرف، ربما هنالك شيء لا أحد يدري حقاً. أنا أعرف «ربما» شيء نحيل لا يكفي لكي تعلق حياتك كلها عليه، ولكن هذا افضل ما لدينا. و.. بعد ذلك بدأت أجلس منتضباً، وبدأت فعليا أستمتع بنفسي.
وبينما يتابع ميكي تداعياته، يقطع الفيلم عائداً إلى «شوربة البط» على الشاشة السوداء والبيضاء.
يجلس الأخوة ماركس على مقعد القاضي، يلعبون البانجوز.
ويغنون مع باقي الممثلين. يقفزن من على المقعد الطويل، وهم ما زالوا يغنون واصواتهم ترتفع.
الاخوه ماركس وشركتهم
«اوه، يا فريدونيا
اوه، لا تبكي من أجلي
سوف يأتون من حول الجبل.. »
يركع الاخوه ماركس، وهم يضربون آلات البانجو خاصتهم.. ويقطع الفيلم عائداً إلى سنترال يارك. انتهت العودة إلى الوراء يتابع ميكي وهولي تمشيتهم بينما تبدأ اغنية «أنت جعلتني احبك» تبدأ تعزف في الخلفية. يمران ببعض الناس، مجموعة بنايات تبدو كالقلاع القديمه، وخط السماء في مانهاتن كما يرى عبر الأشجار، وبينا تتحرك الكاميرا إلى الخلف، بعيداً بعيداً عنهم، لتظهر سنترال يارك جميل، تجمد بفعل الزمن.
هولي (تعبر بالإشارة) أوم.. انظر، هنالك شيء أريد، أوه، كان يضايقني منذ فترة طويلة، وفكرت الآن ان اخبرك ماهو ومجرد ان افرغ ما عندي هنا، و(يقهقه) هذا هو الشيء.
ميكي (يتمتم) أوه، نعم؟ ماذا؟
هولي (مقاطعة) حيث انني دائماً ندمت على الطريقة التي تصرفت بها ذلك المساء الذي خرجنا به، و، اوه.. انا.. انا فكرت أن أخبرك هذا لأنني جعلت من نفسي إنسانة غبية.
ميكي: انا كنت الـ، انا كنت. . كما تعلمين، كانت غلطتي. انا. . (يأخذ نفساً عميقاً).
تضحك هولي.
ميكي: إذا. إذا انت تريدين أن تخرجين لتناول العشاء مرة ثانية؟ أعني، هل هذا، هل هذا.. ما تريدين.
هل لديك اية اهتمام في فعل ذلك، ام. .
هولي: مؤكد. مؤكد. اوه، نعم.
ميكي (مقاطعاً) هل لديك؟ اعني، هل انت، هل انت، هل انت، هل انت حرة هذا المساء؟
هولي، نعم.
يسيران إلى خارج الإطار «جعلتني احبك» ترتفع ويقطع الفيلم إلى:
بعد سنة من تاريخه.
قطع إلى
داخلي. شقة حنة – عيد الشكر – ليلاً
ديك رومي كبير محمر تحميراً كاملاً على طبق تقديم يملأ الشاشة بينما تحرك الكاميرا عبر المائدة المحملة بالأطعمة في مطبخ حنة، وتمر بخلاط كهربائي، وعدة أطباق عميقه، بهارات، قوطة، وبقدونس، ويظهر إيفان يسير عبر باب الممر.
ايفان (يحمل مشروباً) أريد ثلجاً! من لديه قليلاً منه. . (مشيراً إلى جردل من الثلج على المائدة) اوه، إنه هناك.
حنة (خارج الإطار، مقاطعة) إنه على المائدة، يا والدي اصوات ضيوف عيد الشكر في الغرفة الأخرى تسمع خافته؛ «جعلتني أحبك» تستمر بنعومة في الخلفية. تمر مافيس من جانب المائدة. تاركة بعض الأطعمة التي في يديها. حنة الموجودة في الخلفية تبدو منهمكة أمام المدفأة.
ايفان (يضع ثلجاً في كأسه) هيي، اي هولي؟ لقد تأخرت بينما تترك مافيس المطبخ، تدخل لي وهي تحمل بعض الكؤوس الفارغة.
لي (تمشي بسرعة نحو المصبنة) : هيي، حنة هل قرأت ذلك الشيء الأخير الذي كتبته هولي؟ كان رائعاً. انها حقاً تطورت.
حنة (خارج الإطار في جانب آخر من المطبخ) أعرف، انها.. إنها حقاً تكتب حواراً جيداً.
لي (تستدير نحو حنة خارج الإطار) نعم. سوف أحضر بعض الثلج.
تسير لي مبتعدة، تجفف يديها المبللتين في الهواء. تتحرك حنة داخل الإطار بثوب حريري وهي ذاهبة إلى المائدة تسكب لنفسها كأساً من النبيذ بينما تدخل نورما إلى المطبخ.
نورما: حنة، هل استطيع ان اخبر الجميع انك ستقومين بدور ديدمونه؟
تسير نورما نحو خزانة زجاجية الأبواب وتخرج منها زجاجة من الجرن.
حنة (ترشف رشفة كبيرة من نبيذها) اوه، يا اماه، انه فقط التلفزيون (تبدأ في سحق شيئاً من البطاطا الحلوه في وعاء عميق على المائدة).
نورما (تعبّر بتحريك الزجاجة) نعم، ولكنه التلفزيون العام.
وبالنسبة لي، شكسبير لا يصبح أعظم من عطيل، وانت ببعض من العشيق الأسود! انا أحبها!
تفتح نورما زجاجة المشروب وتسكب شيئاً في كأسها الفارغ بينما تتوقف حنة عن سحق البطاطا، منفعلة..
حنة (تشهق وتضحك) اوه، يا أمي!
ايفان (مقاطعاً، بردة فعل) اوه، يا حبيبتي!
يترك الفيلم المطبخ ويقطع إلى الممر بين غرفة الطعام وغرفة المعيشة.
موسيقى جاز عالية تعزف فوق صوت الحفلة المنخفض.
تقف امرأتان عند المائدة التي جهزت جزئياً وهما يتبادلان اطراف الحديث ويرتبان بعض الأطباق بينما يسير اليوت إلى داخل المشهد وهو يرشف كأساً من المشروب.
يمر من امام المرأتين ويسير عبر الباب إلى داخل غرفة المعيشة، يهز رأسه محيياً أحد الضيوف الذي يسير في الإتجاه الآخر.
يدخل غرفة المعيشة مبتسماً. إنها مكتظة بالضيوف ويلعب أولاد حنة في منتصفها، يمسك أحد أولاد حنة ذراع اليوت. يتشابكان متمازحان لبرهة من الزمن قبل أن يقوم اليوت بهزه وإبعاده متمازحاً ومتابعاً طريقه إلى غرفة مجاورة.
يقف عند باب الممر ينظر إلى المجموعة تظهر الكاميرا منظوره: ضيوف يقفون في مجتمعات، مستمتعين بانفسهم، امرأة تتحدث مع ولد صغير؛ امرأة أخرى، تحمل شراباً تسير نحو مجموعة من الضيوف الأخر.
ثم يقطع الفيلم عائداً سريعاً إلى اليوت، يحمل شرابه وينظر مباشرة أمامه لتظهر منظورة امامه مرة ثانية. هذه المرة يرى لي المبتسمة. ودوج، يتكلم محركاً جسده، ويرى بعض الضيوف في الخلفية.
يسمع صوت اليوت فوق لقطة مقرّبه للزوجين.
اليوت (صوت خارجي) اوه، لي، انت شيئاً قيماً.
لي ودوج يقبلان بعضهما. يتابعان الكلام.
اليوت (صوت خارجي) تبدين جميلة جداً. الزواج يناسبك.
كل ما حدث بيننا (يتوقف) يبدو اكثر واكثر ضبابية.
بينما تأخذ لي رشفة من شرابها، يقطع الفيلم عائداً إلى اليوت، واقفاً في باب الممر وما زال يحدّق إلى الأمام مباشرة. الكاميرا تتحرك إلى الداخل مقتربة من وجهه وهو يتكلم فوق المشهد.
اليوت (صوت خارجي) تصرفت مثل انسان غبي.
لا ادري ما الذي حصل لي، تلك النظرية الكاملة بأنني لا استطيع العيش بدونك.
يقطع الفيلم بسرعة إلى نظرة قصيرة على لي ودوج، ما زالا يتكلمان ويعبران بالحركة ويبتسمان ترفع لي بلطف شعر دوج إلى الخلف.
اليوت (صوت خارجي) ما الوضع الذي وضعت كلانا فيه؟
وحنّة..
تتحرك الكاميرا عائدة إلى اليوت.
اليوت (صوت خارجي) (متابعاً).. التي كما قلت انت مرة احبها اكثر بكثير مما تخيلت.
بعد توقف لبرهة من الزمن على وجه اليوت، يقطع الفيلم إلى الشرفة، حيث يتجمع ولدان وبنت عند الباب. ولد يفتحه، فتظهر هولي.
تدخل الشقه بسعادة محيية كل ولد بقبلة حماسية.
هولي (تقبل الأولاد) مرحباً! كيف حالكم ! (تقبلهم)
عيد شكر سعيد! (تقبلهم)
الصبي1 # مرحباً!
هولي: لم يفتني العشاء. . هل فعلت؟
الأولاد (مقاطعين، يتكلمون معاً) كلا!
ينتهي الجاز حيث تخشخش الأسطوانة وتتوقف.
يسمع تعبير إيفان على البيانو، «أليست رومانسية» بينما تسير هولي وقد انزلت حمالة دفاترها عن كتفها باتجاه غرفة المعيشة. اوقفها ثلاثة ضيوف – امرأتان، واحدة منهما تلبس نظاره – ورجل وجميعهم يخرجون من الغرفة.
هولي (تبتسم) هه؟ مرحباً، مارجي.
الضيفه الأنثى # 1 (مقاطعة) تبدين رائعة.
يقبلان بعضهما.
الضيفة الأنثي # 2 (مقاطعة، تعانق هولي) مرحباً، عزيزتي.
هولي: عيد شكر سعيد.
الضيفة الأنثي # 2 (مقاطعة) سعيدة ان أراك. مثله لك.
هولي (تعانق الرجل) مرحباً.
يقطع الفيلم على حنة، تنحني بسعادة على باب الممر المؤدي إلى غرفة المعيشة وهي تستمع إلى إيفان خارج الإطار يعزف البيانو. يسير اليوت وهو يحمل مشروبه نحوهما.
ينظران إلى بعضهما البعض لثانية، ثم يعانق اليوت حنة ويشدها نحوه. تضع رأسها على كتفه. ممسكة بأصبعها بقبه سترته، يبدوان معاً خارج الإطار، سعداء منسجمين يلاحظون الضيوف خارج الإطار بينما تتحرك الكاميرا عبر الغرفة مارة ببعض الضيوف، لتظهر إيفان يجلس إلى البيانو.
تجلس نورمان بجانبه وأحد ذراعيها ترتاح إلى البيانو، تمسك شراباً وتنظر بعيداً وتحرك شفتيها بعبارة «اليست رومانسية».
تتحرك الكاميرا نحو باب الممر في غرفة المعيشة، حيث يدخل رجل يحمل شارباً وينضم إلى المجموعة السعيدة. يمكن ان نرى ايفان في الخلفية يعزف اغنيته. ولد يلعب بالقرب من منضدة القهوة.
تتابع الكاميرا حركتها مارة بباب الممر، مارة بساعة الجد الكبيرة إلى باب ممر آخر يؤدي إلى المخزن. هنا، ضيوف اكثر يجتمعون؛ طفل يجلس على كرسي صغير عند المقعد الطويل. يشرب الصودا بينما الضيفه الأنثى # 2 تدخل إلى الغرفة وتقرفص بقربه، مبتسمة.
تلوح له بيدها. يجيبها بمثلها بينما تتابع الكاميرا التحرك متجاوزة باب الممر لتظهر هولي، تقف امام مرآة تسوي حلقها. ممكن رؤية مافيس في الخلفية عبر باب الممر نحو غرفة الطعام تضيء الشموع على المائدة. تخفت الأنواع وتظلم الغرفة وممر القاعة حيث تقف هولي في تلألأ الشموع المضاءة الدافئ تترك مافيس غرفة الطعام وتمر من امام هولي.
هولي (ما زالت تسوي حلقها، مخاطبة مافيس) انها جميلة.
تسير مافيس بعيداً. تبدأ هولي المنعكسة في المرآة، تنفيش شعرها بينما يدخل ميكي ويعانقها بذراعيه من الخلف. تبقى الكاميرا مركزة على المرآة؛ نرى هولي وميكي في انعكاسها.
ميكي (يبلل شفتيه) والآن لا تتعصبي. انه فقط زوجك.
هولي (تكز اسنانها) مرحباً
ميكي: مرحباً. (يقبل هولي) كيف حالك؟
هولي (تتدلع على ميكي) لا بأس.
ميكي: متى جئت إلى هنا؟
هولي: منذ دقائق قليلة فقط.
ميكي: اوه. (يقبلها ثانية) تبدين جميلة جداً.
يتابع ميكي تقبيل هولي. تتجاوب، تتنهد وتغلق عينيها.
هولي: شكراً.
ميكي (يقبل رقبة هولي) هل تعلمين، كنت اتكلم مع والدك من قبل. . وكنت اقول له ان (يقبلها) هذا شيء يدعو للسخرية انا – انا كنت دائما احضر عيد الشكر مع حنة ولم افكر يوماً (يقبلها) انني ممكن ان احب احد غيرها. (يقبلها) وهائنذا بعد سنوات وانا متزوج منك (يقبلها) واحبك بشكل كامل (يقبلها) القلب عضلة صغيرة مرنة كثيراً، كثيراً. (يقبلها).
انا حقاً اكون. أنا.. . . (يقبل)
كان ممكن ان تصنع قصة عظيمة، أنا اعتقد.
رجل يتزوج شقيقة.. (يقبلها)
لا تسير الأمور جيداً.. (يقبلها).
بعد بضع سنوات (يقبلها)
يدور ويعود (يتنفس)
يتزوج الشقيقه الأخرى. انها. . كما تعلمين.
انها..
هولي (تداعب ذراع ميكي وتبتسم) تش.
ميكي (مقاطعاً) لا ادري كيف ستغطي ذلك.
يتابع ميكي تقبيل رقبة هولي، يقهقه.
هولي (تقبل وجنة ميكي) ميكي؟
ميكي (يقبل رقبة هولي) مممم. ماذا؟
هولي: انا حامل.
تظهر المرآة ميكي يبتعد عنها قليلاً. كردة فعل.
ينظران إلى بعضهما البعض على بعد ذراعيهما. تبتسم هولي ابتسامة عريضة وميكي مصاباً بصدمة، ثم يتعانقان ويقبلان بعضهما بشجن عاطفي ويشدان اكثر واكثر، بينما الموسيقى تعلو إلى اقصاها..
وتظهر اسماء العاملين بالأبيض على شاشة سوداء.