ريم الكمالي
كاتبة إماراتية
قبل أن تهبط الطائرة، حددتُّ من الأعلى صورة الحياة في زنجبار من خلال عمائرها الملونة التي تتخللها أشجار كثيفة، بدت لي من السماء وكأنها نبتت بإحساسِ من أرض خجول أسفل غيومها الدائمة، وتتحول مشاعري حينها إلى ما يشبه النسيم، وأنا أتذكر كل قراءاتي السابقة عن هذا الوطن الطري الذي كابد من أجل بقاء سحره الأفريقي وبكل قوة، والذي يعده الكثيرون من العرب حتى يومنا، المأوى والموطن والذاكرة. وربما بعد سنوات تأخير زيارتي إلى زنجبار، والتي كانت بهدف تأديةٍ وبحث، أصبحت مساحة التنقيب عنها اليوم أوسع، وبات تأجيل السفر إلى هذه الجزيرة الكبيرة تعجيلًا، بعد أن قرأتُ طويلًا عن تاريخها، بوصفي أولًا طالبة جامعية متخصصة في التاريخ، ولاهتمامي ثانيًا بالآثار وتاريخ الشرق القديم منذ ثانويتي المدرسية وقراءاتي المبكرة عن كل مُؤرخ ومُدون.
في زنجبار من المعمار والأساطير والعادات والتقاليد وإحساس اللغة والأصوات الموسيقية… ما يشفع لكل إنسان في هذا العالم أن يزعم حقًا أن يكون له فيها بيتًا وموعدًا، لأعود منها وفي جعبتي قوافٍ من لغةٍ موسيقية تشبه الرياح الغائبة دلفت بقوة في أذني، على الرغم من أنه بدا لي شعور المكان مبعثرًا.
لن أطيل التمهيد، وأذهب إلى مخرج التجوال في أراضيها وأزقتها وكل ما فيها من ركن وزاوية، حتى بدأت سطوري في وصفها وأنا أتنهد بين تاريخها وأحداثها ونوافذها المطلة على شواطئ المحيط العاشقة للضوء، وبين ما تركه العابرون أمام الضفاف الفيروزية، وأصبحتُ حيرى بين ألوان مياهها كل حين، ألوان تشع منها مملكة تجلس على خد الغيم، وجمهورية من وجع، لتستريح الحكايات أمامها، وحبر يرغب بتصحيح ما دسه المنافقون المبتسمون كتابةً وتوثيقًا، فمنذ أن بدأت أقدامي تخطو المدينة الحجرية العريقة وأزقتها الملتوية ظهرت وكأنها تبوح بأمر ما، ثم تنتهي بشعور الصراخ من ضيقها، فهل هي قصة قصيرة وفي ذات الوقت سيرة مفتوحة لا تريد أن تنتهي؟
تأتي فجأة رائحة الأزقة وتنسيني المفردات المرتبطة بأنفاس من كتبوا عنها، لتأتي الذاكرة التاريخية، وأتحول إلى مُشَاهِدة تنظر إلى ما حولها من على مقعد لا يشبه مقاعد المؤرخين الذين حيروا الناس بين تأريخ يمجد وتأريخ يقايض، أما هذا الواقع الذي أمامي فإنه مؤرخ بقلم رصاص يُحير حتى قارئ اليوم، قلمٌ كتبَ كما كتبَ الكثيرون حسب العلاقات المتغيرة.
من فوق أرض تحمل البهارات وجوزة الطيب والقرفة والفلفل الأسود، بل ملايين الأشجار من القرنفل التي تصل إلى أربعة ملايين شجرة، زرعها العمانيون في النصف الأول من القرن التاسع عشر، كانت هذه الأشجار في ذلك الوقت الأولى في تصدير شذاها عالميًا، بالإبحار بها عبر المحيط الهندي بعد الصعود بها من مرفأ زنجبار، لكنها اليوم ليست كذلك، بعد أن هبطت من مرتبتها وشحنها بثمن رخيص… وهذا ليس تمهيدًا إشكاليًا، فما زالت المدينة الحجرية التي بناها سلاطين عُمان خلف بيت العجائب هي الأجمل، وكذلك المقاعد الحجرية التي لا تشبهها مقاعد أخرى، والمسرح الحجري لا يشبه أي مسرح في العالم، بعد أن قلد العالم القديم كله مسارح اليونان والرومان ومن ثم الفرنسيين في معمار مسارحهم، لكن لا تقليد في زنجبار، بل تراث ومعمار يمس الشرق وحده، شرقٌ عربي، وشرق أفريقي، يشتركون في ذات الروح حتى عزلهما الإنجليز بتغريبته المرسومة، ليقول تاريخًا يعجبه أسفل الكاتدرائية الأنغليكانية خلف المدينة الحجرية وعن طريق الصور المرسومة وكأنه في مدرسة إعدادية، بأنه المنتصر الذي ألغى الرق من التجار العرب، متناسيًا هذا الإنجليزي أنه تَاجَرَ في تاريخه بالإنسان قدر ما شاء وشبع.
ينزل المطر ويطلب مني الطقس قلب الصفحة، فكانت صور الانتخابات والمنتخبين في كل شارع، كجزء من ممارسة الحكم الذاتي في تنزانيا، فزنجبار اليوم لديها حكومتها الخاصة، والمعروفة باسم الحكومة الثورية لزنجبار، وهي مكونة من المجلس الثوري ومجلس النواب، ومجلس النواب له تكوين مماثل للجمعية الوطنية في تنزانيا، حيث يتم انتخاب خمسين عضوًا مباشرة من الدوائر الانتخابية ولمدة خمس سنوات، و10 أعضاء يعينهم رئيس زنجبار، و15 مقعدًا خاصًا للنساء الأعضاء في الأحزاب السياسية التي لها تمثيل في مجلس النواب، ويخدم ستة أعضاء بحكم مناصبهم، بما في ذلك جميع المفوضين الإقليميين، وإن استرسلتُ في انتخاباتهم فلن أنتهي، لكن ما يهمني اليوم كمهتمة بالمعمار ونقوشه أن هذا المسرح الدائري الحجري المميز في مركزه التاريخي في المدينة الحجرية أصبح مسجلًا في التراث العالمي اليونسكو وبفرادة، جنبًا بجنب مع أزقتها وقصورها التليدة والمميزة البناء، لا شيء هنا يقلد الغرب الشمالي أو الغرب الغربي ولا الآسيوي الشرقي، ففيها من خيال الحفر العربي والأفريقي واقعٌ لا يشبه غيره، من خلال هذه المدينة الحجرية التي تأخذك أزقتها الملتوية كل حين إلى باب خشبي متفرد بحد ذاته، باب يُغَنّي نحتًا عمانيًا، وصناعة تُسْكِبُ الذاكرة التي لا يمكن نسيانها مهما فعل الغريب من طمس.
يقول الباب أنا سيد المكان، فلم يكن هنا ما يصد الحدس عن هوية كل باب على حدة، وأمام عيون الناس التي ترى رسومًا تشكلت في قلب كل باب، من زهر القرنفل وأنياب الفيل وزهر اللوتس وأسد وسلاسل محفورة في أخشابها، وأبواب لا تشبه بعضها، وما أكثرها لتوقظ الذاكرة، كلها تحدق بالمكان والجدران لتلقي شِعرًا شرقيًا. كل الرموز هنا تختصر الأرشيف التنزاني، والأبواب أمامي بطولها وعرضها وعظمتها كانت توقظ في حدقتي ذاكرتي القارئة، وأتحول إلى مغرمة لمكان لا علاقة لي به لا من حيث الطفولة أو من حيث تاريخ الأسرة، إنما ذاكرة عربية قومية نبتت أمام هذه الأبواب من جديد، وجدران عتيقة بنوافذها المفتوحة في الأعلى وملابس مغسولة معلقة على حبال بين الشبابيك العلوية باسم الحرية الماضية والملونة التي وعدنا بها الأغراب كبقية الأراضي العربية، وسواء توهم الزمن فينا أو توهمنا لحظاته السعيدة، لكنها بقيت عند مخيلتنا شبيهة بالرمال، لتبقى زاحفة.
ما أصابه المجتهدون قديمًا من نقوش وحفر على الأبواب، بقيت أمام النظر، نقوش تفتح جروح الفساد أسفل قدميّ، ومياه أمطار قذرة تزحف على حجر عتيق، وحذائي المبلل على حجر السلف، وفجأة يفتح أحدهم الباب ويُخرج لنا منه غرفتين، فكان متحفًا بقي مخلصًا لشخصية أميرة ولدت في أرضها، لكنها كانت سيدة كاتبة وواعية وموسوعة وشجاعة، ولم تكن كما أشاعوا بأنها أضاعت دروبها، والحقيقة أنها الوحيدة التي بقيت في هذا المكان روحًا وفكرًا بعد أن وصفت وطنها زنجبار بحب، ونحت قلمها وطنًا من قمر في سيرة، فرسمت أهلها كما يجب، وكتبت خيوط شواطئها وكل الأفكار في تلك المسافات المنسية التي لم يكتبها حتى رجالها، فالمؤرخ حينها كان مؤرخًا مدفوع الثمن لكتابة الأسماء والمقاعد، لا البشر الذين يزرعون ويعملون ويصنعون ويكافحون، بينما هي كتبت عن الأعراق والمجتمع والاقتصاد والسياسة، فتخلدت في هذا الزقاق لوحدها من خلال كتاب هرب بعيدًا بها ومن عينيها.
ما زلت أمشي في المدينة الحجرية، وما زلت أصر أن فوق سطح هذه الأرض القلقة أجمل ما يمكن أن يفعله المرء هو المشي فيها لرؤية الهندسة المعمارية العربية الحاضرة بنقوشها ومساراتها وأبوابها، والوقوف كل حين أمام دكاكينها الملونة، حيث يبيع الزنجباري الرسام لوحاته المُعَبّرة، ولا غرابة أن يتحول البائع فجأة من رسام إلى مرشد أو رفيق يكمل معك الجولة، لتجده مع نهاية النهار مصلحًا للساعات، فالحرية الفاسدة مفسدة للبطن أيضًا، حتى تخرج الأمنيات مُرّة، وتنتهي في وطن يشبه الأسطورة والحكايات المنسية، وأنتهي من الأزقة لأخرج من بوابة القلعة ذات الحجر الجيري، والذي بناه البرتغاليون منذ تحكمهم، ففي بدايات القرن السادس عشر، حين كان الشرق كله يتوجع من هذا الدخيل البرتغالي الذي مزق الأوصال الحرة، ومنذ ذلك التاريخ بات الشرق الأوسط كله يشعر بوجع طويل لا محالة، وهم أبناء الرياح والنجوم التي أبلغتهم بالنكسة الطويلة، وأن ثمة تحكم آت من الجهة الأخرى لتحويلنا إلى طوفان، نحقد على بعضنا ونكره ونكذب ونرتشي… حتى نمنا على قصص كسولة وبالية، ونتحول في نظر الآخر البعيد إلى جملة يرددها عنا قولًا وبصوت متكبر: الشرق البذيء.
كنت أصغي لكل شيء أثناء الجولة، حتى وقت الأصيل وخلف مسجد صغير وأنيق صادفتني أصوات مدهشة لأطفال تنشد الأدعية حسب مقامات موسيقية شهيرة، وتراتيل من آيات وأناشيد دينية وأصوات نقية تصدح بتوازن روحي، لتطهير الأذن من شوائب أصوات الأسواق. وأكمل الجولة إلى الكنيسة الأنغليكانية وأيضًا مُعلم يُعلم التراتيل والأناشيد، وتمضي الأزقة بي إلى مساجد المجتمعات الصغيرة الأخرى مثل مساجد الشيعة والبهرة، ورؤية قبيلة الماساي الأفريقية وهي تجول في كل مكان، وهم مجتمع مسالم يمنح الشوارع والأزقة جمالًا. يزهون في ملابسهم الملونة ويمسكون بعِصِيِّهم، فالعصا جزء من تراثهم وملبسهم اليومي، وعلى امتداد هذه الرؤى تخيلت سؤالًا بعد ربط، لم أستطع الإجابة عليه، حتى في تاريخهم الذي لا أعرف مصدره، لكن لا وجود لكتابات في شأن سؤالي المخترع: هل سمي الماساي نسبة إلى موسى النبي، وهم بعِصِيِّهم يتنقلون مثله بين تنزانيا وشرق السودان، وقرب الحبشة والنيل… والأمر بحاجة إلى دراسة فالشكل والاسم والجغرافيا كفيلة بدراسة جديدة. الأمر الخفي أن هؤلاء تم جلبهم بعد طرد العرب، ليتم إلغاء الهوية العربية في زنجبار تحديدًا، وإضفاء الهوية الأفريقية التنزانية فقط، وعلى الرغم من غنى التنوع، لكن الإنجليز تلاحقوا بالكتابة قبل أن نكتب، فما لم تنجح بإقناعه في هذا المدى، يصبح الأمر فيما بعد كالممحاة، على الرغم من وضوح البناء المعماري والنقوش والموسيقى واللغة والأدب المكتوب بخط عربي، والتفاعل الثقافي والتقاليد والإرث… وكل الملموس الذي لا يمكن محوه.
في المساء تحضرتُ لحفلة فرقة موسيقية كانت عربية اللحن وشرقية الاحساس، أسلوبًا وعزفًا، وكذلك الصوت المؤدي، مع الكورال في الخلف، بقيت الأغنية سواحلية الشعر والمعنى. يطلق الزنجباري بلغتهم على هذه الأغاني «طرب»، فتاريخ هذه الفرقة حدث بعد أن ابتعث السلاطين في القرن التاسع عشر مجموعة من المواطنين الزنجباريين الموهوبين صوتًا وعزفًا إلى مصر، لدراسة الموسيقى العربية والتمكين من العزف لتشكيل فرقة عازفة مكتملة تؤدي في المناسبات عزفها كموسيقيين محترفين، وأصوات طرب شجنة، بدلًا من جلب الفرق الموسيقية من مصر وتركيا في كل مناسبة، وكان لزامًا على الموسيقي الزنجباري أن يلبس اللباس الوطني أي العماني التقليدي أثناء عزفه في الحفلات الرسمية، ليصبح تقليدًا حتى بعد الثورة، والثورة اسم ينطقه البعض كفعل دون تخطيط لما بعده، لتبقى الثورة الفرنسية التي أخذت الدنيا تقلدها مختلفة، لأنها وقبل أن تقوم بثورتها، كانت تخطط لدولة أخرى منظمة وراقية، هدفها أن تأخذ الإنسان بفكره الماجد إلى حريته الماجدة، وليس ثورة لمجرد ثورة وثأر وقَلبٍ وامّحاء، وهذا ما فعلته أغلب الشعوب الثائرة جريًا خلف مفردة ثورة لتثور من أجل التلاشي فكان أشبه بحمق مدفوع الثمن، وهنا لم تمر السنوات العشر على ثورة 1964م وتمكين الجمهورية الجديدة المتحدة، إلا وتجارة القرنفل متراجعة بنسبة 80 % في الاقتصاد العالمي، بعد أن كانت رائدة عالميًا، وبات المجتمع الزراعي الاقتصادي يجوع يومًا بعد يوم، ولم يكن ذلك بسبب الكساد الاقتصادي العالمي، بل الثورة التي أتى بها الغرب ليتحكم بخيراته وبه وتجربة اشتراكية شكلية تمنح الغرب الرأسمالي حرية الدخول في اقتصادهم ويحتلوا سوقًا غنيًا بالموارد ورخيصًا لهم.
اليوم جزيرة زنجبار أو «أونغوجا» التي باتت متحدة مع جزيرة أخرى وجزر صغرى، قد شكلت اتحادًا في حكومة اشتراكية متحدة، قامت بتطبيق الكثير من قوانين الثورة دون أن تعلنها مباشرة، وبقيت الاستراتيجية الأمامية أهم ما تقوم به سرًا وهذا ما فعلته مع زنجبار بوعودها معها من حيث تحرير الرق، وكما كتبوا (من أيدي العرب الأشرار) مثبتين تاريخ انتصارهم في السرداب أسفل الكاتدرائية الأنغليكانية في زنجبار.
يا بستان أفريقيا ويا أرض القرنفل ويا طعم الفلفل المسحوق، يا غناءً وسط الروح، وأمام أجمل الشواطئ شاطئ خلف شاطئ يموج شدوًا… لا تدعي أشجارك الدافئة وثمار الفانيليا العطرة تغلي في دمك. أيتها الجنة المتفردة بمواعيد شمس لا ترى، دعينا كبشر نرتمي إلى طبيعتك، حيث لا أشرار يسجلهم التاريخ، فلديكِ من الأساطير يا زنجبار الأسطورة منذ أن تجولت ملكة سبأ في بحرك الشفاف، واستأذنت للرحيل، لكن بحركِ لم يترك الملكة ولم يدعها ترحل، حتى رمت له عقدها اللؤلؤي، فقال لها البحر: لا يكفي، فرمت إليه بصندوقين ممتلئين بالجواهر لينفتحا وتنهمر ما فيهما من جواهر ويتشكل أرخبيل شرق أفريقيا، وجوهرة هي زنجبار الساحرة. كل الأساطير جميلة، إلا أسطورة زنجبار تبقى أكثر حنانًا ووطنًا يحلم به الجميع.
حين وصلتُ إلى الشاطئ وكما نقول اليوم الكورنيش، استمعت إلى اللغة السواحلية التي تحمل الكلمات المستعارة من اللغة العربية، بسبب تزاوج سابق بين التجار العرب الذين كانوا يقيمون في شتاء زنجبار ستة شهور كاملة قبل رحيلهم، وينجبون من زوجاتهم في شرق أفريقيا، أطفالًا حملوا ثقافة مزدوجة من الأب والأم وبهوية عرقية جديدة لغة وشكلًا. كانوا يتكلمون وأنا بين الاستيعاب واللا استيعاب، تركتهم لأكمل السير وأرى المدينة القديمة تستغيث ترميمًا في أكثر من 1700 منزل حجري، قد لبى النداء صندوق آغا خان للمعمار ورمم الكثير، لكن ما زالت القائمة تنتظر، بينما القصور أجدها واضحة أمامي وهي تُرمم أخيرًا بدعم عُماني، ومن بينها بيت العجائب، فتخيلت منظر برج الساعة في هذا البيت العجيب من خلال ذلك الباب على الطراز العربي الإسلامي، هل انهار يا ترى؟ بعد أن كانت الكهرباء فيه قبل مدينة نيويورك، والمصعد الأول فيه على مستوى الشرق الأوسط.
عدت من زنجبار وراودتني مشاعر العودة إليها، فما زال الشاطئ ملء جفني، وعلمت لماذا كان الأسلاف الذين كانوا يسكنونها بعد الوصول لا يريدون العودة، بل يتاجرون بالمحاصيل وبالعاج وبالسلع التجارية الأخرى من توابل وفانيليا وقرنفل ويستقرون… حتى كان استقرارًا من أرخبيل لا يشبه أي أرخبيل في العالم كله، فثمة سحر يدغدغ كل من يزورها.