إذن .. سأرسم .. دون فرشاتك
سأرسم قمرا .. في متناول عاشقين
وأوقاتا مبللة بالغيوم
وسماوات مطرزة بالسحب
وعصافير حافلة بالأشجار
وأمطارا مثقلة بالشتاءات
***
– أتغيرُ الآن .. مثل الألوان
أتغير مثل نهر من القرنفل ..
وأتصور أنك مثل أوراق الأشجار
أحلامك متشابهة
بنفسجك فاخر
وقرنفلك غيمة
وسوسنك يفرض ألوانه
شعرك أرجوان
وخداك ياسمين
سأعطيك محبة
***
– إنك إلهام
إنك ملهمة
تتبعك العصافير
في قمر مزود بالزقزقة
وبكلام ترسمه بهجة
دون فرشاة
***
– إنك ملهمة
يتبعك الكلام
بحروف تقترح مفردات الوهلة
وهلة في متناول مودة شهيرة
وسحب تبتكر سماء حافلة بالمدى
الان وصلت الشتاءات .
– المطر وداد
والنثيثُ عاطفة
البروق محبات
والرعود هجر بليد
والغيوم مواعيد
***
– من الهديل فصاعدا
سأستخدمُ حماماتي
لصالح التحليق
وسأدفعُ بالعلو
من أجل الأجنحة
هذا مايرتبُ احتمال الطيران
في ساحة فائق حسن
عندما تطرأ على فرشاته
جدارية شهيرة
***
– من أجل ذلك
سأمنحُ المساء عطرا باذخا
وأناقة خلابة
وسهرة فاتنة
وامرأة مدوية
تلك هي أنت !!
ولاإمرأة سواك .. سأقدمُ لقلبي
***
– مستلهما خصلاتك التي سرقت المغيب
لأنتج منها ليلا ذهبيا جديدا
وبحرا أسود
سأقترحُ له سفنا لاتطمعُ بالشواطئ
وقراصنة عاطلين عن الرأفة
ودلافين شفيفة
***
– ربما .. وأنا في طريقي إلى عينيك
سأمرُ على العسل
لأن عينيك خليتان
وربما .. سأمرُ على الأقمار
لأن عينيك ليلتان
وقد سرقتا من قهوة صباحية لونهما
ومن مطر عنيد بريقه
***
– وربما أيضا جدا ..
وأنا في طريقي الآن إلى شفتيك
سأمر على كرز وديع
وربما أيضا مرة اخرى
سأمر على طعم لم يخطر ببال
سأمر .. في طريقي إلى خديك .. بالاحمرار
***
– بيد مبللة تماما بالغيمة
سأستفسر عن أسماء المطر
لأدون سماء حافلة بالشتاءات
وفصولا مفعمة بالبرد الجزيل
ومناخات مليئة بالأنواء
***
– سأكتب درجات الوهلة
أرسم الدقائق بالمئوي
والساعات بالفهرنهايت ..
تُرى : ماهو الفهرنهايت؟!
***
– بأصابع بليغة في الحروف
سأرتب العصافير
تنفيذا للأشجار
وسأثبت الأعياد
امتثالا للأراجيح
هنالك وردة عالقة في أغصانك
وأنت تسافرين عبر بهجة الحدائق
إلى فراشة حافلة بالتحليق
***
– مسألة الألوان تراوحُ بين الخرير
ثمة ماء يجري
وقوارب أطفال لاتغرق
سأقترحُ أنهارا مصغرة
وأسماكا لايصطادها صيادون
وزوارق مزودة بالرحيق
وعاشقين يتنظرون مساء جديدا
كي يتخلصوا من نهارات مقبلة
وأقمار بارعة بالظهور
من أجل المواعيد
***
– إنني .. أتمنى .. ومنذ أوقات
أن أوشك على المحبة
ذلك قلبي
وهذا هو الحفيف
ثمة خريف مقبل
وقد اشتريت له أوراق أشجار صفر
واستلفت له نباتات يابسة
كي يتسنى للريح
أن تكون باهرة .. وحافلة
***
– قبل وهلة من مودة
كنت أتبضعُ من الكلمات
استعدادا لكتابة شيء
فاخر عن حبي
ولم يكن الشعور جاهزا
كان يستعد أيضا ضد الفبركة
ولهذا كان من الفاتن
أن أطلق القرنفل
بوجه الحدائق .. لصالح الأشجار
***
– مثلما كان من الوارف
أن أبدأ الظل بنسمة مشجرة
ومن المحتمل أن تولد لحظة في أمنية
مستظلا بها في وقت
ترتسم وردة أوفى
على مشهد من رائحة فارهة
للون آخر
***
– أجنحة الثواني مطمئنة
على رقتها
كاطمئنان فراشة وهدوئها
وقلقها النسبي
ولذا : سأزود الليل الجديد
بالنجوم .. والمشاهير
***
– سأبدأ خطواتي بأزقة
أو بزقاق واحد
متهكما من المسافة
كي أوصف بالوصول
***
– وعلى متن البهجة
سأمنح الموجة
جزءاً لايتجزأ من إبحاري
هل أستطيع متابعة الفنارات؟
دون بحر محلى بالمراكب؟
هذا هو سؤال الشواطئ
وهي ترتاد قواربي
المليئة بالمراسي .
رباح نوري\
\ شاعر من العراق